فن الرسوم المتحركة عبر التاريخ وعلاقته بالكاريكاتير
فن الرسوم المتحركة يعتبر أحد الفنون التي انبثقت عن الكاريكاتير وامتاز عنه بالأبعاد الثلاثية ويعتبر بمثابة ابن شرعي له، قبل أن تستقطبه الشاشة الكبيرة والصغيرة لجهة اللقطة المتحركة الأمر الذي ساهم بتطوير هذا الفن بشكل مضطرد. ربما تعود جذوره إلى مسرح الظل حيث مواضيعه الأساسية الحكايات الشعبية والأساطير الدارجة ورسوم تجسد الآلهة والبشر والحيوانات، حيث توجه الأنظار إلى شاشة بيضاء من الكتان مشدودة إلى أوتار وتشكل الجدار الرابع لغرفة من ثلاثة جدران وتتوهج مصابيح في الجدار المقابل لها، وبين الشاشة والمصابيح كان الممثلون يقومون بحركات تعبيرية وظلال الرسوم تسقط على الشاشة، بالإضافة لوجود رواة وموسيقى تصويرية، وفي مخطوطات تعود إلى أعوام 840-907 ميلادية ظهر ما يسمى مسرح الأشباح الموازي لمسرح الظل وقد وضعت هذه الألعاب حجر الأساس لهذا الفن، وأول خطوة في هذا المجال ترجع للبلجيكي جوزيف بلاتو الذي قام عام 1832م باختراع آلة لاختبار الاستمرار البصري من خلال الألواح الكرتونية الأسطوانية العاكسة صورتها على مرايا يتيح تعاقبها على رؤية الحركة كاملة.
وفي عام 1877 قام الفرنسي إميل رينو باختراع جهاز اسمه تراكسينوسكوب باستخدام مواد حساسة للضوء تطلى على صفائح مرنة شفافة وتنفذ عليها الرسوم المتتابعة التي تظهر الحركة عند الدوران وهذه الرسوم الصامتة تستمر من 7 إلى 15 دقيقة. ويعتبر إميل رينو مخترع الرسوم المتحركة وعام 1877 هو عام ظهورها وقد توج باختراع الأخوين أوغست ولويس لوميير لآلة التصوير السينمائي، وأول من استخدمها لإنتاج الرسوم المتحركة هو اميل كول بفيلم عنوانه: مغامرات البانتوشيين وبعدها امتد إنتاجها إلى أميركا وإلى البلدان الأوروبية، ففي الولايات المتحدة الأميركية تطور فن الرسوم المتحركة بشكل كبير على يد الفنان والت ديزني الذي ساهم بإضافة المحتوى الكوميدي والمبالغات الساخرة، وأشهر شخصياته ميكي ماوس، وتقنيات ديزني ما زالت مستمرة إلى وقتنا الحالي، وأول فيلم استخدم الدمى في عمله هو للروسي فلاديسلاف ستاريفتش بفيلمه "حرب الخنافس ذات القرون"، ولا تقتصر الرسوم المتحركة على الأطفال بل صار جزء كبير منها ينتج للكبار بموضوعات مختلفة مثل السياسة والاقتصاد وخلافها، وبالفترة الأخيرة صارت أجهزة الكمبيوتر تستخدم بشكل كبير في إعداد الرسوم ومن غير المستبعد أن يقوم الكمبيوتر باستبعاد كل تلك التقنيات السابقة والحلول محلها.
أنواع الكاريكاتير
نميز بين مدارس ثلاث لفن الكاريكاتير، فهناك المدرسة الأوروبية الشرقية التي اعتمدت على الرسم فقط في التعبير، وهناك المدرسة الأوروبية الغربية التي ابتدعت حالة حوارية مع الصورة عبر كلام مرافق للرسم، وهناك المدرسة الأميركية التي حاولت أن تجمع بين هاتين المدرستين، فتشعب هذا الفن وتطوره الصاعد جعل له فروعًا وتصنيفات عدة تباينت وتنوعت فمنها تصنيف وفق الأسلوب ومنها وفق المحتوى وآخر وفق الشكل.
فالأنواع التي عكست الأسلوب برزت في أشكال ثلاثة: الكاريكاتير الساخر والبشع والحديث، فالأول الساخر هو الأكثر شيوعًا ويختص غالبًا بالأمور السياسية التي يسخر فيها من شخصيات بارزة عبر تضخيم صفة ما من صفاتها السلبية والتندر بمواقفها عبر رسوم تعكس الحالة، أما البشع فهو تصوير الشخصية التي يسخر منها بأسلوب يظهر شناعتها كتكبير الأنف أو الكرش أو اليد ولكل منها دلالتها الناقدة وأيضًا إبراز صفات لها هالة ما بشكل بشع لتسليط الضوء على الوجه الآخر لها. أما الكاريكاتير الحديث فقد تجاوز المواضيع السابقة في نقل رسالة فكاهية أو اجتماعية ليثبت اقتراحات لأفكار جمالية مفصلة اتسعت لتأخذ شكل تيار كامل.
بالنسبة للمحتوى، هناك كاريكاتير الواقع وكاريكاتير الخيال والكاريكاتير السياسي. فما يخص الواقع يتعلق بموضوعات تتعلق بأحداث حقيقية أو وقائع يومية حياتية تهم القارئ العادي من الحياة البسيطة حتى أعقد الأمور. أما كاريكاتير الخيال فيهتم بالحكايات البعيدة عن الواقع مثل غرائبيات الطبيعة أو رسم مشهديات في أماكن غير مألوفة كالقمر مثلًا، وتكون الشخصيات في مواقف أقرب للعبث مما يؤدي للتشكيك والهزء من بعض المواقف والسلوكيات في المجتمع وإعادة ربطها بما يهم المتابع الذي هو الهدف من العمل بالنهاية. أما الكاريكاتير السياسي فيرتبط بنقد القضايا السياسية العامة مما هيأه للعب دور مهم في التأثير على الرأي العام وخاصة في القضايا الحرجة والمطلبية للجمهور.
في التصنيف وفق الشكل نلحظ ثلاثة أنواع: الأول وفق الصورة والثاني وفق النص والثالث وفق الشرائط المصورة. فالنوع الأول وهو الشكل الأساسي المعتمد في الكاريكاتير يعتمد على الصورة وتكون مكتفية بذاتها وكاملة الدلالة على ما يراد منها ولا تحتاج إلى مزيد من الإيضاح، أما النوع الثاني فتكون الأولوية فيه للكلام المرافق للصورة التي تفترض حوارًا ما أو كلامًا يعطي خلاصة الفكرة في رسم موقف أو مفارقة ما تثير سخرية أو توضح رأيًا ناقدًا. أما النوع الثالث المعتمد على الشرائط المصورة فقد برزت الحاجة إلى سرديات تاريخية أكثر مع شخصيات مختلفة بعد تطور الرسوم الكاريكاتيرية بشكل كبير تكون الحركة المتتالية فيها أو ما سمي بالرسوم الكرتونية أو ما عرف بالرواية المصورة. وهناك تصنيفات أخرى مثل المحلي والعالمي والرياضي والسياسي والاجتماعي وتتسع الأنواع باتساع الحياة ذاتها.
فن الرسوم المتحركة يعتبر أحد الفنون التي انبثقت عن الكاريكاتير وامتاز عنه بالأبعاد الثلاثية ويعتبر بمثابة ابن شرعي له، قبل أن تستقطبه الشاشة الكبيرة والصغيرة لجهة اللقطة المتحركة الأمر الذي ساهم بتطوير هذا الفن بشكل مضطرد. ربما تعود جذوره إلى مسرح الظل حيث مواضيعه الأساسية الحكايات الشعبية والأساطير الدارجة ورسوم تجسد الآلهة والبشر والحيوانات، حيث توجه الأنظار إلى شاشة بيضاء من الكتان مشدودة إلى أوتار وتشكل الجدار الرابع لغرفة من ثلاثة جدران وتتوهج مصابيح في الجدار المقابل لها، وبين الشاشة والمصابيح كان الممثلون يقومون بحركات تعبيرية وظلال الرسوم تسقط على الشاشة، بالإضافة لوجود رواة وموسيقى تصويرية، وفي مخطوطات تعود إلى أعوام 840-907 ميلادية ظهر ما يسمى مسرح الأشباح الموازي لمسرح الظل وقد وضعت هذه الألعاب حجر الأساس لهذا الفن، وأول خطوة في هذا المجال ترجع للبلجيكي جوزيف بلاتو الذي قام عام 1832م باختراع آلة لاختبار الاستمرار البصري من خلال الألواح الكرتونية الأسطوانية العاكسة صورتها على مرايا يتيح تعاقبها على رؤية الحركة كاملة.
"تعود جذور فن الرسوم المتحركة إلى مسرح الظل حيث مواضيعه الأساسية الحكايات الشعبية والأساطير الدارجة ورسوم تجسد الآلهة والبشر والحيوانات" |
أنواع الكاريكاتير
نميز بين مدارس ثلاث لفن الكاريكاتير، فهناك المدرسة الأوروبية الشرقية التي اعتمدت على الرسم فقط في التعبير، وهناك المدرسة الأوروبية الغربية التي ابتدعت حالة حوارية مع الصورة عبر كلام مرافق للرسم، وهناك المدرسة الأميركية التي حاولت أن تجمع بين هاتين المدرستين، فتشعب هذا الفن وتطوره الصاعد جعل له فروعًا وتصنيفات عدة تباينت وتنوعت فمنها تصنيف وفق الأسلوب ومنها وفق المحتوى وآخر وفق الشكل.
فالأنواع التي عكست الأسلوب برزت في أشكال ثلاثة: الكاريكاتير الساخر والبشع والحديث، فالأول الساخر هو الأكثر شيوعًا ويختص غالبًا بالأمور السياسية التي يسخر فيها من شخصيات بارزة عبر تضخيم صفة ما من صفاتها السلبية والتندر بمواقفها عبر رسوم تعكس الحالة، أما البشع فهو تصوير الشخصية التي يسخر منها بأسلوب يظهر شناعتها كتكبير الأنف أو الكرش أو اليد ولكل منها دلالتها الناقدة وأيضًا إبراز صفات لها هالة ما بشكل بشع لتسليط الضوء على الوجه الآخر لها. أما الكاريكاتير الحديث فقد تجاوز المواضيع السابقة في نقل رسالة فكاهية أو اجتماعية ليثبت اقتراحات لأفكار جمالية مفصلة اتسعت لتأخذ شكل تيار كامل.
بالنسبة للمحتوى، هناك كاريكاتير الواقع وكاريكاتير الخيال والكاريكاتير السياسي. فما يخص الواقع يتعلق بموضوعات تتعلق بأحداث حقيقية أو وقائع يومية حياتية تهم القارئ العادي من الحياة البسيطة حتى أعقد الأمور. أما كاريكاتير الخيال فيهتم بالحكايات البعيدة عن الواقع مثل غرائبيات الطبيعة أو رسم مشهديات في أماكن غير مألوفة كالقمر مثلًا، وتكون الشخصيات في مواقف أقرب للعبث مما يؤدي للتشكيك والهزء من بعض المواقف والسلوكيات في المجتمع وإعادة ربطها بما يهم المتابع الذي هو الهدف من العمل بالنهاية. أما الكاريكاتير السياسي فيرتبط بنقد القضايا السياسية العامة مما هيأه للعب دور مهم في التأثير على الرأي العام وخاصة في القضايا الحرجة والمطلبية للجمهور.
في التصنيف وفق الشكل نلحظ ثلاثة أنواع: الأول وفق الصورة والثاني وفق النص والثالث وفق الشرائط المصورة. فالنوع الأول وهو الشكل الأساسي المعتمد في الكاريكاتير يعتمد على الصورة وتكون مكتفية بذاتها وكاملة الدلالة على ما يراد منها ولا تحتاج إلى مزيد من الإيضاح، أما النوع الثاني فتكون الأولوية فيه للكلام المرافق للصورة التي تفترض حوارًا ما أو كلامًا يعطي خلاصة الفكرة في رسم موقف أو مفارقة ما تثير سخرية أو توضح رأيًا ناقدًا. أما النوع الثالث المعتمد على الشرائط المصورة فقد برزت الحاجة إلى سرديات تاريخية أكثر مع شخصيات مختلفة بعد تطور الرسوم الكاريكاتيرية بشكل كبير تكون الحركة المتتالية فيها أو ما سمي بالرسوم الكرتونية أو ما عرف بالرواية المصورة. وهناك تصنيفات أخرى مثل المحلي والعالمي والرياضي والسياسي والاجتماعي وتتسع الأنواع باتساع الحياة ذاتها.