رسائل فريدا كاهلو.. ملكة "السيلفي"
ماناغوا (نيكاراغوا)-غدير أبو سنينة
09 ابريل 2015م
"عائلتي"، ألوان زيتية على كرتون مقوى (1949)
ما إن ندخل البيت الأزرق، أو "متحف فريدا كاهلو"، في العاصمة المكسيكية، حتى نرى البورتريهات الذاتية التي رسمتها التشكيلية المكسيكية، في معظم زواياه. رسمت كاهلو (1907 ــ 1954) نفسها للمرة الأولى حين تعرّضت لحادث أجبرها على الاستلقاء عاماً كاملاً على ظهرها، ما حمل أمّها على تثبيت مرآةٍ كبيرة في سقف غرفتها، مكَّنتها من اكتشاف موهبة الرسم فيها. وأوّل لوحة لها كانت بورتريهاً ذاتياً.
البيت الأزرق جمع تحت سقفه فنّانيْن وزوجيْن وحبيبيْن، هما فريدا كاهلو ودييغو ريفيرا (1886 ــ 1957)، وهو أحد الأماكن التي يلجأ إليها الزائر هرباً من ضجيج العاصمة المكسيكيَّة. وقد يتهيّأ لنا أن حياةً مليئة بالألوان والبهجة سادت بين الزوجيْن، اللذين أبقيا على استقرار حياتهما الزوجية حتى فرَّق الموت بينهما، قبل أن نكتشف أن ثمَّة زوبعة كادت تعصف بحياتهما.
وإن كان لجدران البيوت الأخرى آذان، فإن لجدران البيت الأزرق لوحاتٍ تروي الحقائق التي كانت تراها كاهلو، فترسمها حسب رؤياها، وصوراً عائلية شتّى تبيِّن مدى اهتمام العائلة بفنانة مبدعة، تركَّزت معظم آلامها في جسدها، فيما حظيَت برعايةٍ ودفءٍ عائلي مميّز.
" علاقة كادت أن تودي بزواجها من دييغو ريفييرا" |
فقد أعلنت "دار دويلي" في نيويورك عن عرضها 25 رسالةً كتبتها كاهلو بين العامين 1946 و1949، لحبيبها الرسام الإسباني خوسيه بارتولي (1910 ــ 1995). والرسائل التي تقع في 100 صفحة، تحوي رسوماتٍ وصوراً وزهوراً وبعض التذكارات، ستكون كلَّها تحت تصرًّف من يدفع أكثر.
لقد حافظ بارتولي على تلك الرسائل حتى وفاته عام 1995، قبل أن تبيعها عائلته لمالكها الحالي الذي وجد فيها بضاعة رابحة؛ إذ من المتوقّع أن يتراوح سعرها بين 80 و120 ألف دولار. وكانت ملكة "السيلفي" (الصورة الذاتية بلغة زمن الهاتف المحمول) قد تعرَّفت إلى بارتولي في نيويورك، حين أجرت عملية جراحية لعمودها الفقري، واستمرَّت العلاقة - التي كادت أن تودي بزواجها من ريفييرا - حتّى عودتها إلى المكسيك.
وحسب ما أوضحت "دار دويلي"، تكشف الرسائل عن بعض الأمور في حياة كاهلو الشخصية، مثل حملها الذي لم يتم، وحبّها العظيم لبارتولي، وحياتها مع ريفيرا الذي يقول هايدين إيريرا، كاتب سيرة كاهلو، إنها كانت ستهجره لصالح بارتولي؛ إذ قالت مرّةً للأخير إنَّهُ يمنحها حبّاً لم تختبره من قبل.
ولفريدا كاهلو مزاجٌ خاص جعلها تتميّز بملابسها التي كانت توصي نساء مكسيكيات بحياكتها. ولذلك فثمّة غرفة عرض في بيتها الأزرق تبيِّن تعلَّقها بهذه الملابس، وبالتالي بهويتها اللاتينية، رغم أصول أبيها الألمانية اليهودية.