الأنصاري (زكريا-)
انصاري (زكريا)
Al-Ansari (Zachariah-) - Al-Ansari (Zacharie-)
الأنصاري (زكريا ـ)
(823 - 926هـ/1420ـ 1520م)
زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري السُنَيْكي. قاضٍ، ومحدث، وفقيه، ومفسر شافعي متمكن. كان واحداً من أكابر العلماء في عصره.
ولد في بلدة سُنَيْكة شرقي مصر. أرسلته والدته بعد أن توفي أبوه مع الشيخ ربيع بن المصطلم السُلَمي إلى الأزهر، فتفرغ منذ حداثة سنه لتلقي العلم.
برع في سائر العلوم النقلية والعقلية، وتلقاها عن جمع من علماء زمانه منهم زين الدين أبو النعيم العقبي، ونور الدين المخزومي البلبيسي، وشمس الدين البدرشيني، وزين الدين النويري المالكي، وابن حجر العسقلاني، وشمس الدين الحجازي، وموسى السبكي، وابن رجب المجدي، والقاضي شهاب الدين الغزي، وشمس الدين القاياتي، وعلم الدين صالح البُلْقيني، وإبراهيم بن صدقة الحنبلي وغيرهم.
كان في أول نشأته فقيرا، ومع ذلك فقد تفرغ للعلم. حتى تعهده رجل طحّان ومنحه كل ما يحتاج إليه من طعام وشراب وكسوة وكتب. ومكث على ذلك سنين حتى ذاع صيته، وعُرف بعلمه ومكانته، فكثر طلاّبه من مشارق بلاد المسلمين ومغاربها. وتدفقت عليه العطايا والهدايا، فأصبح من أغنياء زمانه فجمع نفائس الكتب في عصره وتصدق بالكثير على الفقراء والمحتاجين، وكان إلى ذلك زاهداً، متصوفاً، ورعاً، كثير العبادة والذكر، دائم التلاوة لكتاب الله الكريم.
أخذ عنه العلم جمع غفير من الطلاب منهم جمال الدين عبد الله الصافي، ونور الدين المحلي، وكمال الدين الدمشقي، وابن حجر الهيثمي، ونور الدين النسفي، وشمس الدين الخطيب الشربيني، وبدر الدين العلائي الحنفي وغيرهم.
طلبه السلطان قايتباي (826 - 901هـ) لتولي منصب قاضي القضاة، فاعتذر، فبعث إليه من يراجعه في الأمر ويلح عليه، فوافق بعد عدة مراجعات. ولكنه مالبث أن وقف على بعض مظالم السلطان، فزجره، وشدد عليه بالموعظة علناً. وكتب إليه في ذلك تصريحاً وتعريضاً، فعزله السلطان، فعاد إلى الاشتغال بالعلم. ثم عُرض عليه القضاء ثانية فأبى وأعرض عنه، ولبث إلى آخر عمره يجهد في الدراسة، والتدريس، والتصنيف.
له مصنفات كثيرة في شتى العلوم العربية والشرعية منها ماهو مطبوع ومنها ما يزال مخطوطا.
فمن مصنفاته المطبوعة «فتح الرحمن» في التفسير. و«الدقائق المحكمة» في القراءات. و«تحفة الباري على صحيح البخاري» في الحديث. و«شرح ألفية العراقي» في مصطلح الحديث. و«تنقيح تحرير اللباب» في الفقه. و«أسنى المطالب في شرح روضة الطالب» في الفقه وهو في أربعة أجزاء. و«الغرر البهية في شرح البهجة الوردية» في الفقه. و«لبّ الأصول» في أصول الفقه أيضا. و«شرح شذور الذهب» في النحو. و«شرح رسالة القشيري» في التصوف. و«شرح إيساغوجي» في المنطق. و«اللؤلؤ النظيم في روم التعلم والتعليم» في التربية. وغير ذلك.
ومن مصنفاته المخطوطة «فتح الجليل» وهو تعليق على تفسير القرآن للبيضاوي. و«تحفة نجباء العصر» في التجويد. و«فتح العلاّم بشرح الإعلام بأحاديث الأحكام» في الفقه. و"الزبدة الرائقة» وهو شرح لقصيدة البردة في مدح رسول الله r وغير ذلك.
كانت وفاته في القاهرة عن عمر جاوز المئة سنة. وصُلي عليه في اليوم التالي في جامع الأزهر بحضور القضاة والعلماء. ودفن قرب قبر الإمام الشافعي. ولما بلغ نبأ وفاته أهل دمشق صلّوا عليه صلاة الغائب في الجامع الأموي.
محمد وفا ريشي
انصاري (زكريا)
Al-Ansari (Zachariah-) - Al-Ansari (Zacharie-)
الأنصاري (زكريا ـ)
(823 - 926هـ/1420ـ 1520م)
زكريا بن محمد بن أحمد بن زكريا الأنصاري السُنَيْكي. قاضٍ، ومحدث، وفقيه، ومفسر شافعي متمكن. كان واحداً من أكابر العلماء في عصره.
ولد في بلدة سُنَيْكة شرقي مصر. أرسلته والدته بعد أن توفي أبوه مع الشيخ ربيع بن المصطلم السُلَمي إلى الأزهر، فتفرغ منذ حداثة سنه لتلقي العلم.
برع في سائر العلوم النقلية والعقلية، وتلقاها عن جمع من علماء زمانه منهم زين الدين أبو النعيم العقبي، ونور الدين المخزومي البلبيسي، وشمس الدين البدرشيني، وزين الدين النويري المالكي، وابن حجر العسقلاني، وشمس الدين الحجازي، وموسى السبكي، وابن رجب المجدي، والقاضي شهاب الدين الغزي، وشمس الدين القاياتي، وعلم الدين صالح البُلْقيني، وإبراهيم بن صدقة الحنبلي وغيرهم.
كان في أول نشأته فقيرا، ومع ذلك فقد تفرغ للعلم. حتى تعهده رجل طحّان ومنحه كل ما يحتاج إليه من طعام وشراب وكسوة وكتب. ومكث على ذلك سنين حتى ذاع صيته، وعُرف بعلمه ومكانته، فكثر طلاّبه من مشارق بلاد المسلمين ومغاربها. وتدفقت عليه العطايا والهدايا، فأصبح من أغنياء زمانه فجمع نفائس الكتب في عصره وتصدق بالكثير على الفقراء والمحتاجين، وكان إلى ذلك زاهداً، متصوفاً، ورعاً، كثير العبادة والذكر، دائم التلاوة لكتاب الله الكريم.
أخذ عنه العلم جمع غفير من الطلاب منهم جمال الدين عبد الله الصافي، ونور الدين المحلي، وكمال الدين الدمشقي، وابن حجر الهيثمي، ونور الدين النسفي، وشمس الدين الخطيب الشربيني، وبدر الدين العلائي الحنفي وغيرهم.
طلبه السلطان قايتباي (826 - 901هـ) لتولي منصب قاضي القضاة، فاعتذر، فبعث إليه من يراجعه في الأمر ويلح عليه، فوافق بعد عدة مراجعات. ولكنه مالبث أن وقف على بعض مظالم السلطان، فزجره، وشدد عليه بالموعظة علناً. وكتب إليه في ذلك تصريحاً وتعريضاً، فعزله السلطان، فعاد إلى الاشتغال بالعلم. ثم عُرض عليه القضاء ثانية فأبى وأعرض عنه، ولبث إلى آخر عمره يجهد في الدراسة، والتدريس، والتصنيف.
له مصنفات كثيرة في شتى العلوم العربية والشرعية منها ماهو مطبوع ومنها ما يزال مخطوطا.
فمن مصنفاته المطبوعة «فتح الرحمن» في التفسير. و«الدقائق المحكمة» في القراءات. و«تحفة الباري على صحيح البخاري» في الحديث. و«شرح ألفية العراقي» في مصطلح الحديث. و«تنقيح تحرير اللباب» في الفقه. و«أسنى المطالب في شرح روضة الطالب» في الفقه وهو في أربعة أجزاء. و«الغرر البهية في شرح البهجة الوردية» في الفقه. و«لبّ الأصول» في أصول الفقه أيضا. و«شرح شذور الذهب» في النحو. و«شرح رسالة القشيري» في التصوف. و«شرح إيساغوجي» في المنطق. و«اللؤلؤ النظيم في روم التعلم والتعليم» في التربية. وغير ذلك.
ومن مصنفاته المخطوطة «فتح الجليل» وهو تعليق على تفسير القرآن للبيضاوي. و«تحفة نجباء العصر» في التجويد. و«فتح العلاّم بشرح الإعلام بأحاديث الأحكام» في الفقه. و"الزبدة الرائقة» وهو شرح لقصيدة البردة في مدح رسول الله r وغير ذلك.
كانت وفاته في القاهرة عن عمر جاوز المئة سنة. وصُلي عليه في اليوم التالي في جامع الأزهر بحضور القضاة والعلماء. ودفن قرب قبر الإمام الشافعي. ولما بلغ نبأ وفاته أهل دمشق صلّوا عليه صلاة الغائب في الجامع الأموي.
محمد وفا ريشي