ڤينيتسيانوڤ (ألكسي غاڤريلوڤتش ـ)
(1780 ـ 1847)
ألكسي غاڤريلوڤتش ڤينيتسيانوڤ Alexei Gavrilovich Venetsianov مصوّر ورسّام وأحد مؤسسي الواقعية في التصوير الروسي، ومن أكثر الفنانين الروس أصالة في النصف الأول من القرن التاسع عشر. ولد في موسكو لأسرة من التجار، وتوفي في سان بطرسبورغ Saint-Pétersbourg. لم يحصل ڤينيتسيانوڤ على تأهيل أكاديمي في صباه، وإنما تعلم قواعد الرسم والتصوير على يد أستاذ خاص، واشتغل لاحقاً في مراسم مصوري الشخصيات الشهيرين ف.س روكوتوڤ Rokotov ء(1735ـ1818) وف.ل بوروڤيكوڤسكي Borovikovsky ء(1754ـ1825)، ثم عمل رساماً عام 1798، وفي عام 1802 انتقل إلى بطرسبورغ عاملاً في مكتب للبريد، ومن ثم مسَّاحاً للأراضي بين عامي 1807ـ1809. وفي بطرسبورغ نسخ لوحات للمعلمين القدامى الكبار، ودرس الحفر وتقاناته على النحاس، واشتهر بتقانة ألوان الباستيل (ألوان الطباشير) في تنفيذ الصور الشخصية الصغيرة، ومنها صورة للكاتب المعروف ن.ف غوغول N.V.Gogolء(1809ـ1852).
في عام 1811، عَرَض ڤينيتسيانوڤ صورته الشخصية في أكاديمية الفنون، فحصل على لقب «أكاديمي»، وفُتح أمامه طريق الفن كمحترف، مخصصاً جلّ وقته للتصوير.
اهتم الفنان ألكسي اهتماماً كبيراً بالرسوم الساخرة، ففي عام 1808 أصدر مجلته «الكاريكاتير». وبعد فترة قصيرة من إصدارها، وقع عدد منها في يد القيصر الروسي ألكساندر الأول Alexander I ء(1777ـ1825) فأصدر أوامره بإغلاقها وإتلاف ما يضبط من أعدادها، إلا أن الأعداد القليلة التي وزعت في المدينة شهرت أخباره واسمه في حلقات الأدباء والفنانين في بطرسبورغ.
وفي عام 1812، إبان الحرب الشعبية ضد نابليون وجيشه، أنجز مع الفنانين أي.أي تيريبينوڤTeripinov ء(1780ـ1815) وم.م ايڤانوڤ M.M.Ivanov ء(1748ـ1823) مجموعة رسوم ساخرة، كانت قريبة من الصور الشعبية، وتدور موضوعاتها حول المحتلين الفرنسيين، الحالمين بنصر سهل، وحول الناس البسطاء المدافعين عن أرضهم، وقد لاقت هذه الرسوم إقبالاً واسعاً من الجمهور.
أصدر ڤينيتسيانوڤ بعد طرد المحتلين، كتاباً في الحروف الأبجدية، في كل حرف رسم ساخر يتحدث عن بطولة الحرب الشعبية عام 1812.
ترك ڤينيتسيانوڤ عمله في عام 1819، وأقام في قرية سافونكوفو Safonkovo. وبدأ العمل في مجموعة لوحات مخصصة لحياة الفلاحين. مستخدماً المنظر الطبيعي، كمشهد شاعري للحياة الريفية المسالمة، ومسلّطاً الضوء على انسجام الإنسان مع الطبيعة، وعلى سعادته وهدوئه النفسي. وقد تجلى السلام والطمأنينة المعبّر عنهما في سيماء الفلاحين الروس وملامحهم. من هذه الأعمال «الحصاد ـ الصيف» 1820، في رواق تريتياكوف Tretyakov Gallery، موسكو. و«الراعي النائم» 1823ـ1824، المتحف الروسي، بطرسبورغ. وقد نُفّذت هذه الأعمال على الواقع مباشرة وفي الهواء الطلق فانعكست تأثيرات الضوء وتجلت بحيوية في رسومه.
أسّس ڤينيتسيانوڤ مدرسة للرسم في سافونكوفو Safonkovo وبيتربورغ عام 1820، وقدم فيها دروساً عن الطرق الذاتية لرسم الطبيعة، واستقبل أولاد الفلاحين الروس. كان شعار الفنان في مدرسته «الطبيعة» والبساطة الحقيقية للتعبير الفني. وألّف دراسات عدة عن الفن وطرائق تعليمه.
كانت أفكار الفنان متأثرة بالمُثل التقدمية في عصره، فسعى على غرار الكتّاب والرسّامين، إلى التعبير عن الناس البسطاء وحياتهم. فكان أول من قدم صورة حية عن الطبيعة الروسية في تاريخ الفن الروسي. واستمر هذا التوجّه الجديد بالأسس والتقاليد التي وضعها ڤينيتسيانوڤ للفن الروسي الواقعي، حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولاسيّما مع «الفنانين الجوالين».
نزار صابور
(1780 ـ 1847)
ألكسي غاڤريلوڤتش ڤينيتسيانوڤ Alexei Gavrilovich Venetsianov مصوّر ورسّام وأحد مؤسسي الواقعية في التصوير الروسي، ومن أكثر الفنانين الروس أصالة في النصف الأول من القرن التاسع عشر. ولد في موسكو لأسرة من التجار، وتوفي في سان بطرسبورغ Saint-Pétersbourg. لم يحصل ڤينيتسيانوڤ على تأهيل أكاديمي في صباه، وإنما تعلم قواعد الرسم والتصوير على يد أستاذ خاص، واشتغل لاحقاً في مراسم مصوري الشخصيات الشهيرين ف.س روكوتوڤ Rokotov ء(1735ـ1818) وف.ل بوروڤيكوڤسكي Borovikovsky ء(1754ـ1825)، ثم عمل رساماً عام 1798، وفي عام 1802 انتقل إلى بطرسبورغ عاملاً في مكتب للبريد، ومن ثم مسَّاحاً للأراضي بين عامي 1807ـ1809. وفي بطرسبورغ نسخ لوحات للمعلمين القدامى الكبار، ودرس الحفر وتقاناته على النحاس، واشتهر بتقانة ألوان الباستيل (ألوان الطباشير) في تنفيذ الصور الشخصية الصغيرة، ومنها صورة للكاتب المعروف ن.ف غوغول N.V.Gogolء(1809ـ1852).
في عام 1811، عَرَض ڤينيتسيانوڤ صورته الشخصية في أكاديمية الفنون، فحصل على لقب «أكاديمي»، وفُتح أمامه طريق الفن كمحترف، مخصصاً جلّ وقته للتصوير.
فينيتسيانوف: «الحصاد ـ الصيف» |
وفي عام 1812، إبان الحرب الشعبية ضد نابليون وجيشه، أنجز مع الفنانين أي.أي تيريبينوڤTeripinov ء(1780ـ1815) وم.م ايڤانوڤ M.M.Ivanov ء(1748ـ1823) مجموعة رسوم ساخرة، كانت قريبة من الصور الشعبية، وتدور موضوعاتها حول المحتلين الفرنسيين، الحالمين بنصر سهل، وحول الناس البسطاء المدافعين عن أرضهم، وقد لاقت هذه الرسوم إقبالاً واسعاً من الجمهور.
أصدر ڤينيتسيانوڤ بعد طرد المحتلين، كتاباً في الحروف الأبجدية، في كل حرف رسم ساخر يتحدث عن بطولة الحرب الشعبية عام 1812.
ترك ڤينيتسيانوڤ عمله في عام 1819، وأقام في قرية سافونكوفو Safonkovo. وبدأ العمل في مجموعة لوحات مخصصة لحياة الفلاحين. مستخدماً المنظر الطبيعي، كمشهد شاعري للحياة الريفية المسالمة، ومسلّطاً الضوء على انسجام الإنسان مع الطبيعة، وعلى سعادته وهدوئه النفسي. وقد تجلى السلام والطمأنينة المعبّر عنهما في سيماء الفلاحين الروس وملامحهم. من هذه الأعمال «الحصاد ـ الصيف» 1820، في رواق تريتياكوف Tretyakov Gallery، موسكو. و«الراعي النائم» 1823ـ1824، المتحف الروسي، بطرسبورغ. وقد نُفّذت هذه الأعمال على الواقع مباشرة وفي الهواء الطلق فانعكست تأثيرات الضوء وتجلت بحيوية في رسومه.
أسّس ڤينيتسيانوڤ مدرسة للرسم في سافونكوفو Safonkovo وبيتربورغ عام 1820، وقدم فيها دروساً عن الطرق الذاتية لرسم الطبيعة، واستقبل أولاد الفلاحين الروس. كان شعار الفنان في مدرسته «الطبيعة» والبساطة الحقيقية للتعبير الفني. وألّف دراسات عدة عن الفن وطرائق تعليمه.
كانت أفكار الفنان متأثرة بالمُثل التقدمية في عصره، فسعى على غرار الكتّاب والرسّامين، إلى التعبير عن الناس البسطاء وحياتهم. فكان أول من قدم صورة حية عن الطبيعة الروسية في تاريخ الفن الروسي. واستمر هذا التوجّه الجديد بالأسس والتقاليد التي وضعها ڤينيتسيانوڤ للفن الروسي الواقعي، حتى النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ولاسيّما مع «الفنانين الجوالين».
نزار صابور