الكسندر (هارولد جورج)
Alexander (Harold George-) - Alexander (Harold George-)
ألكسندر (هارولد جورج ـ(
(1891 ـ 1969م(
سير هارولد جورج ألكسندر Harold George Alexander فيلد مارشال بريطاني ولد في كونتية تيرون Tyrone في منطقة أولستير Ulster وتوفي في مدينة سلاو Slough في مقاطعة بكنغهام، من أبرز القادة العسكريين في الحرب العالمية الثانية، ذاع صيته في العمليات الحربية التي جرت في شمالي إفريقية بين القوات البريطانية بإمرته والقوات الألمانية التي يقودها الفيلد مارشال رومل. وازدادت شهرته في العمليات التي تلت ذلك في كل من إيطالية وأوربة الغربية.
كان ألكسندر رجلاً كيِّساً دبلوماسياً، أصله من إيرلندة الشمالية، تخرج في كلية هارو Harrow البريطانية ثم في الكلية العسكرية الملكية في ساند هيرست Sandhurst سنة 1911، ومنح في هذه السنة رتبة ملازم ثانٍ في الحرس الإيرلندي.
كان في أول الحرب العالمية الأولى ملازماً أول في الخيالة وحارب في أثنائها على الجبهة الفرنسية وكان في آخر الحرب، وعمره ست وعشرون سنة، قائد كتيبة مشاة. جُرح مرتين وحصل على عدة ثناءات وأوسمة. وفي عام 1919 - 1920 انضم إلى الجيش اللِتواني الصغير في حرب البلاشفة مدة قصيرة، والتحق بعد عودته إلى إنكلترة بدورة تدريبية لمدة سنة في كلية الدفاع الامبراطورية Imperial Defence College وعين بعدها قائد لواء في الهند (1937 - 1938) ثم أصبح في سنة 1939 قائداً للفرقة الأولى على الجبهة الفرنسية، وفي دُنِكرك Dunkerque كان ألكسندر على رأس فيلق الحملة الأول البريطاني الذي تولى حماية إخلاء نحو 300000 جندي بريطاني بحراً (29 أيار - 4 حزيران 1940)، وكان هو آخر إنكليزي غادر الأرض الفرنسية. وفي كانون الأول 1940 كلف إعادة تأهيل الجيش البريطاني الجديد على عجل، وعُهد إليه الدفاع عن كل المنطقة الجنوبية من بريطانية التي كانت مهددة بالغزو الألماني، وحل بهذا محل الجنرال أوكنلك Auchinleck الذي نقل إلى الشرق الأوسط. وفي سنة 1942 تصدعت جبهة بورمة (برمانية) (Birmanie) Burma (مينمار اليوم) أمام اليابانيين وتطلب الوضع وجود من يستطيع أن يحول بثباته ورباطة جأشه دون انهيار القوات البريطانية فيها، فأرسل ألكسندر على جناح السرعة ليحل محل الجنرال هَتُّن Hutton على رأس فيلق الحملة البريطاني في بورمة، واستطاع بمهارته المناورة بقواته بدقة متناهية والاستقرار في مواقع حصينة في الأدغال ثم الانسحاب إلى الهند بسلام في أطول عملية تراجع عرفها التاريخ العسكري البريطاني (1600كم)، وكاد ألكسندر أن يقع في الأسر في أثناء حصار رانغون في آذار 1942. وفي صيف عام 1942 اختاره رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل قائداً للقوات البريطانية في الشرق الأوسط خلفاً لأوكنلك في الوقت الذي كانت فيه مدرعات المحور تهدد مصر، وعهد إلى الجنرال مونتغمري Montgomery (فيلد مارشال فيما بعد) قيادةَ الجيش الثامن هناك، وتمكن الاثنان متعاونين من إيقاف تقدم القوات الألمانية والإيطالية باتجاه مصر وتحقيق نصر حاسم على رومل في معركة العلمين (23 تشرين الأول - 4تشرين الثاني 1942) ومتابعة الزحف حتى تونس، حيث التقت قواتهما قوات الحلفاء القادمة من المغرب والجزائر بقيادة أيزنهاور، وتم بذلك تطويق قوات المحور في شمالي إفريقية والقضاء عليها (أيار 1943)، وغدا ألكسندر نائباً لأيزنهاور في قيادة قوات الحلفاء هناك وفي شباط 1943 عُيّن ألكسندر قائداً عاماً لمجموعة الجيوش الخامسة عشرة التي تألفت في ذلك الوقت (الجيش الأمريكي الأول والجيش البريطاني الثامن والقوات الفرنسية العاملة في شمالي إفريقية) وتعاون مع أيزنهاور في قيادة عمليات الإنزال في صقلية (تموز - آب 1943) وفي غزو البر الإيطالي (ساليرنو 8 أيلول 1943)، وفي تشرين الثاني 1944 خلف ألكسندر مواطِنَه متلند ويلسون H.Maitland Wilson في القيادة العليا للحلفاء في مسرح عمليات البحر المتوسط، ورقي في هذا العام إلى رتبة فيلد مارشال، واستسلمت إليه القوات الألمانية في إيطالية في نيسان 1945. وبعيد الحرب سمي ألكسندر حاكماً عاماً لكندا (1945- 1952) فكان آخر بريطاني يشغل هذا المنصب، وفي سنة 1952 غدا وزيراً للدفاع في وزارة تشرشل الجديدة، ولم يلبث أن انسحب من الحياة السياسية من دون ضجة في تشرين الأول 1954 إثر خلاف مع رئيس الوزراء.
منح هارولد جورج ألكسندر في عام 1946 لقب «فيكونت أوف تونس»، كما منح في عام 1952 لقب «إيرل». وقد اقترن اسمه باسم مونتغمري في أحداث الحرب العالمية الثانية ولكن مهارة مونتغمري في إبراز مواهبه واندفاعه ألقت بعض الظلال على إنجازات ألكسندر الاستراتيجية والسياسية بهدوئه واستقامته وعزوفه عن الظهور. وترك مذكرات عن الحرب نشرها تحت عنوان «مذكرات 940 - 1945» وترجمت إلى عدة لغات.
ج.ت
Alexander (Harold George-) - Alexander (Harold George-)
ألكسندر (هارولد جورج ـ(
(1891 ـ 1969م(
سير هارولد جورج ألكسندر Harold George Alexander فيلد مارشال بريطاني ولد في كونتية تيرون Tyrone في منطقة أولستير Ulster وتوفي في مدينة سلاو Slough في مقاطعة بكنغهام، من أبرز القادة العسكريين في الحرب العالمية الثانية، ذاع صيته في العمليات الحربية التي جرت في شمالي إفريقية بين القوات البريطانية بإمرته والقوات الألمانية التي يقودها الفيلد مارشال رومل. وازدادت شهرته في العمليات التي تلت ذلك في كل من إيطالية وأوربة الغربية.
كان في أول الحرب العالمية الأولى ملازماً أول في الخيالة وحارب في أثنائها على الجبهة الفرنسية وكان في آخر الحرب، وعمره ست وعشرون سنة، قائد كتيبة مشاة. جُرح مرتين وحصل على عدة ثناءات وأوسمة. وفي عام 1919 - 1920 انضم إلى الجيش اللِتواني الصغير في حرب البلاشفة مدة قصيرة، والتحق بعد عودته إلى إنكلترة بدورة تدريبية لمدة سنة في كلية الدفاع الامبراطورية Imperial Defence College وعين بعدها قائد لواء في الهند (1937 - 1938) ثم أصبح في سنة 1939 قائداً للفرقة الأولى على الجبهة الفرنسية، وفي دُنِكرك Dunkerque كان ألكسندر على رأس فيلق الحملة الأول البريطاني الذي تولى حماية إخلاء نحو 300000 جندي بريطاني بحراً (29 أيار - 4 حزيران 1940)، وكان هو آخر إنكليزي غادر الأرض الفرنسية. وفي كانون الأول 1940 كلف إعادة تأهيل الجيش البريطاني الجديد على عجل، وعُهد إليه الدفاع عن كل المنطقة الجنوبية من بريطانية التي كانت مهددة بالغزو الألماني، وحل بهذا محل الجنرال أوكنلك Auchinleck الذي نقل إلى الشرق الأوسط. وفي سنة 1942 تصدعت جبهة بورمة (برمانية) (Birmanie) Burma (مينمار اليوم) أمام اليابانيين وتطلب الوضع وجود من يستطيع أن يحول بثباته ورباطة جأشه دون انهيار القوات البريطانية فيها، فأرسل ألكسندر على جناح السرعة ليحل محل الجنرال هَتُّن Hutton على رأس فيلق الحملة البريطاني في بورمة، واستطاع بمهارته المناورة بقواته بدقة متناهية والاستقرار في مواقع حصينة في الأدغال ثم الانسحاب إلى الهند بسلام في أطول عملية تراجع عرفها التاريخ العسكري البريطاني (1600كم)، وكاد ألكسندر أن يقع في الأسر في أثناء حصار رانغون في آذار 1942. وفي صيف عام 1942 اختاره رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل قائداً للقوات البريطانية في الشرق الأوسط خلفاً لأوكنلك في الوقت الذي كانت فيه مدرعات المحور تهدد مصر، وعهد إلى الجنرال مونتغمري Montgomery (فيلد مارشال فيما بعد) قيادةَ الجيش الثامن هناك، وتمكن الاثنان متعاونين من إيقاف تقدم القوات الألمانية والإيطالية باتجاه مصر وتحقيق نصر حاسم على رومل في معركة العلمين (23 تشرين الأول - 4تشرين الثاني 1942) ومتابعة الزحف حتى تونس، حيث التقت قواتهما قوات الحلفاء القادمة من المغرب والجزائر بقيادة أيزنهاور، وتم بذلك تطويق قوات المحور في شمالي إفريقية والقضاء عليها (أيار 1943)، وغدا ألكسندر نائباً لأيزنهاور في قيادة قوات الحلفاء هناك وفي شباط 1943 عُيّن ألكسندر قائداً عاماً لمجموعة الجيوش الخامسة عشرة التي تألفت في ذلك الوقت (الجيش الأمريكي الأول والجيش البريطاني الثامن والقوات الفرنسية العاملة في شمالي إفريقية) وتعاون مع أيزنهاور في قيادة عمليات الإنزال في صقلية (تموز - آب 1943) وفي غزو البر الإيطالي (ساليرنو 8 أيلول 1943)، وفي تشرين الثاني 1944 خلف ألكسندر مواطِنَه متلند ويلسون H.Maitland Wilson في القيادة العليا للحلفاء في مسرح عمليات البحر المتوسط، ورقي في هذا العام إلى رتبة فيلد مارشال، واستسلمت إليه القوات الألمانية في إيطالية في نيسان 1945. وبعيد الحرب سمي ألكسندر حاكماً عاماً لكندا (1945- 1952) فكان آخر بريطاني يشغل هذا المنصب، وفي سنة 1952 غدا وزيراً للدفاع في وزارة تشرشل الجديدة، ولم يلبث أن انسحب من الحياة السياسية من دون ضجة في تشرين الأول 1954 إثر خلاف مع رئيس الوزراء.
منح هارولد جورج ألكسندر في عام 1946 لقب «فيكونت أوف تونس»، كما منح في عام 1952 لقب «إيرل». وقد اقترن اسمه باسم مونتغمري في أحداث الحرب العالمية الثانية ولكن مهارة مونتغمري في إبراز مواهبه واندفاعه ألقت بعض الظلال على إنجازات ألكسندر الاستراتيجية والسياسية بهدوئه واستقامته وعزوفه عن الظهور. وترك مذكرات عن الحرب نشرها تحت عنوان «مذكرات 940 - 1945» وترجمت إلى عدة لغات.
ج.ت