تويت
فيشر (رونالد ـ)
(1890ـ 1962)
السير رونالد أيلمر فيشر Sir Ronald Aylmer Fisher، من أبرز علماء القرن العشرين قدَّم إسهامات رئيسة في علوم الإحصاء وتطور الأحياء والوراثة.
ولد فيشر في لندن بإنكلترا. كان والده جورج George بائع تحف فنية ناجحاً، وأمه كيتي هيث Katie Heath ابنة محام. كان فيشر متميزاً في دراسته منذ صغره، فعلى الرغم من وفاة والدته وفقدان والده لثروته، نال في عام 1906 وهو تلميذ ميدالية نيلد Neeld Medal في مسابقة مفتوحة بالرياضيات، وحصل بموجبها على منحة من كلية كايوس Caius وغونفيل Gonville في جامعة كامبردج Cambridge لدراسة الرياضيات. وانتسب إليها في عام 1909 ليتخرج بامتياز في عام 1912. وفي عام 1911 صار أحد مؤسسي جمعية تحسين النسل في جامعة كامبردج.
أمضى فيشر سنة إضافية في كامبردج لدراسة الأخطاء في الحسابات الفلكية، وقاده اهتمامه بهذا الموضوع وكذلك بالوراثة والاصطفاء الطبيعي إلى التعمق في الدراسات الإحصائية وتطبيقاتها في العلوم البيولوجية.
عمل فيشر أشهراً عدة بعد تخرجه في مجالات متفرقة، منها في مكتب للتأمين ومزرعة في كندا بهدف إعالة نفسه. ولدى نشوب الحرب العالمية الأولى عاد إلى لندن للالتحاق بالجيش لكنه رُفض بسبب قصر بصره، فدرَّس الرياضيات والفيزياء في عدد من مدارسها بين عامي 1914 و1919، استمر في أثنائها بإجراء بحوث في الإحصاء وعلم الوراثة. وقد نشر في عام 1918 ورقة بحث مهمة برهن فيها، باستخدام وسائل إحصائية ضخمة، على التوافق بين أفكار تشارلز داروين Charles Darwin حول الاصطفاء الطبيعي وتجارب عالم الوراثة النمساوي غريغور مندل[ر] Gregor Mendel، داحضاً بذلك التعارض الظاهري بينهما.
وفي عام 1919، وظّفه جون رَسل John Russell المسؤول عن محطة روثامستِد Rothamsted الزراعية التجريبية، بصورة مؤقتة لمعرفة ما يمكن لإحصائي فعله بالكم الهائل من المعطيات المتراكمة. وأجرى فيشر دراسات إحصائية متعلقة بتجارب تربية النبات ونشر سلسلة من المقالات أثبتت ما يمكن القيام به. وعلى الرغم من أن بعض الأعمال الإحصائية على التجارب الزراعية كانت قد أجريت قبل الحرب من قبل أستاذه ستراتون Stratton والطالب غوسيت Gosset في كامبردج، إلا أن فيشر أعطى بُعداً وأُفقاً جديدين لهذه الأعمال. وأعيدت طباعة كتابه «الطرائق الإحصائية للباحثين» Statistical Methods for Research Workers الذي وضعه في عام 1925 لسنوات عدة. وقادت تجاربه في تربية النبات إلى نظريات في سيادة المورثات، نشرت في عام 1930 ضمن كتاب «النظرية الوراثية في الاصطفاء الطبيعي»The Genetic Theory of Natural Selection. وغدا فيشر في عام 1933 أستاذ تحسين النسل في جامعة لندن. ثم شغل منصب أستاذ علم الوراثة في جامعة كامبردج بين عامي 1943 و1957.
انتخب في عام 1929 زميلاً في الجمعية الملكية Royal Society وحصل في عام 1938 على الميدالية الملكية التي تمنحها الجمعية، كما منحته الجمعية ميدالية داروين في عام 1948 تقديراً لإسهاماته القيّمة في نظرية الاصطفاء الطبيعي. وحصل على رتبة فارس في عام 1952، ثمَّ ميدالية كوبلي Copley من الجمعية الملكية في عام 1955.
أمضى فيشر سني حياته الأخيرة في أستراليا متابعاً أبحاثه إلى أن توفي في مدينة أدليد Adelaide. وتوفر جامعة أدليد ضمن موقعها الإلكتروني 395 بحثاً نفذها ونشر نتائجها في حياته، كما نشر فيشر ثمانية كتب أعيدت طباعتها مراراً هي:
-Statistical Methods for Research Workers (1925).
-The Genetical Theory of Natural Selection (1930).
-The Design of Experiments (1935).
-The Use of Multiple Measurements in Taxonomic Problems (1936).
-Statistical Tables for Biological, Agricultural and Medical Research (with F. Yates) (1938).
-Theory of Inbreeding (1949).
-Contributions to Mathematical Statistics (1950).
-Statistical Methods and Scientific Inference (1956).
أهم أعماله
يعد تصميم فيشر لتجارب في تربية النبات من أهم إنجازاته في أثناء عمله في محطة روثامستِد، إذ تقدم معلومات أكثر غزارة مع توفير في الزمن والجهد والمال. وكانت مسألة تفادي الانتقاء الانحيازي لمواد التجارب، أحد أهم المسائل التي واجهته والتي كانت تقود إلى معطيات تجريبية غير دقيقة أو مضللة. فأدخل فيشر مبدأ العشوائية لتفادي مثل ذلك الانحياز. وينص ذلك المبدأ على وجوب تكرار التجربة على عدد من وحدات المادة المراقبة، وأن تكون كلّ وحدات المادة المستخدمة في التجارب عينات منتقاة عشوائياً random samples من المجموع population المراد تمثيله.
يعد فيشر مؤسس علم التصاميم والتحاليل التجريبية experimental designs and analysis، وكان إطلاقه مبدأ تحليل التباينanalysis of variance إنجازاً بالغ الأهمية، إذ سمحت هذه الإجرائية الإحصائية في التجارب بتقديم إجابات عن أسئلة متعددة بآن واحد. وتكمن فكرة فيشر الأساسية في تنسيق التجربة كمجموعة من التجارب الجزئية المقسمة التي تختلف فيما بينها بعامل أو أكثر أو بمعالجة أو أكثر. وحققت هذه التجارب الجزئية تقدماً مهماً على الإجرائية السائدة القائمة على تغيير عامل واحد فقط على حدة في التجربة. وتبين لاحقاً أن مشكلات الانحياز والتحليل متعدد المتغيرات التي تصدى لها فيشر في أثناء بحوثه في تربية النبات موجودة أيضاً في كثير من المجالات العلمية الأخرى.
دانة العرقسوسي
(1890ـ 1962)
 |
ولد فيشر في لندن بإنكلترا. كان والده جورج George بائع تحف فنية ناجحاً، وأمه كيتي هيث Katie Heath ابنة محام. كان فيشر متميزاً في دراسته منذ صغره، فعلى الرغم من وفاة والدته وفقدان والده لثروته، نال في عام 1906 وهو تلميذ ميدالية نيلد Neeld Medal في مسابقة مفتوحة بالرياضيات، وحصل بموجبها على منحة من كلية كايوس Caius وغونفيل Gonville في جامعة كامبردج Cambridge لدراسة الرياضيات. وانتسب إليها في عام 1909 ليتخرج بامتياز في عام 1912. وفي عام 1911 صار أحد مؤسسي جمعية تحسين النسل في جامعة كامبردج.
أمضى فيشر سنة إضافية في كامبردج لدراسة الأخطاء في الحسابات الفلكية، وقاده اهتمامه بهذا الموضوع وكذلك بالوراثة والاصطفاء الطبيعي إلى التعمق في الدراسات الإحصائية وتطبيقاتها في العلوم البيولوجية.
عمل فيشر أشهراً عدة بعد تخرجه في مجالات متفرقة، منها في مكتب للتأمين ومزرعة في كندا بهدف إعالة نفسه. ولدى نشوب الحرب العالمية الأولى عاد إلى لندن للالتحاق بالجيش لكنه رُفض بسبب قصر بصره، فدرَّس الرياضيات والفيزياء في عدد من مدارسها بين عامي 1914 و1919، استمر في أثنائها بإجراء بحوث في الإحصاء وعلم الوراثة. وقد نشر في عام 1918 ورقة بحث مهمة برهن فيها، باستخدام وسائل إحصائية ضخمة، على التوافق بين أفكار تشارلز داروين Charles Darwin حول الاصطفاء الطبيعي وتجارب عالم الوراثة النمساوي غريغور مندل[ر] Gregor Mendel، داحضاً بذلك التعارض الظاهري بينهما.
وفي عام 1919، وظّفه جون رَسل John Russell المسؤول عن محطة روثامستِد Rothamsted الزراعية التجريبية، بصورة مؤقتة لمعرفة ما يمكن لإحصائي فعله بالكم الهائل من المعطيات المتراكمة. وأجرى فيشر دراسات إحصائية متعلقة بتجارب تربية النبات ونشر سلسلة من المقالات أثبتت ما يمكن القيام به. وعلى الرغم من أن بعض الأعمال الإحصائية على التجارب الزراعية كانت قد أجريت قبل الحرب من قبل أستاذه ستراتون Stratton والطالب غوسيت Gosset في كامبردج، إلا أن فيشر أعطى بُعداً وأُفقاً جديدين لهذه الأعمال. وأعيدت طباعة كتابه «الطرائق الإحصائية للباحثين» Statistical Methods for Research Workers الذي وضعه في عام 1925 لسنوات عدة. وقادت تجاربه في تربية النبات إلى نظريات في سيادة المورثات، نشرت في عام 1930 ضمن كتاب «النظرية الوراثية في الاصطفاء الطبيعي»The Genetic Theory of Natural Selection. وغدا فيشر في عام 1933 أستاذ تحسين النسل في جامعة لندن. ثم شغل منصب أستاذ علم الوراثة في جامعة كامبردج بين عامي 1943 و1957.
انتخب في عام 1929 زميلاً في الجمعية الملكية Royal Society وحصل في عام 1938 على الميدالية الملكية التي تمنحها الجمعية، كما منحته الجمعية ميدالية داروين في عام 1948 تقديراً لإسهاماته القيّمة في نظرية الاصطفاء الطبيعي. وحصل على رتبة فارس في عام 1952، ثمَّ ميدالية كوبلي Copley من الجمعية الملكية في عام 1955.
أمضى فيشر سني حياته الأخيرة في أستراليا متابعاً أبحاثه إلى أن توفي في مدينة أدليد Adelaide. وتوفر جامعة أدليد ضمن موقعها الإلكتروني 395 بحثاً نفذها ونشر نتائجها في حياته، كما نشر فيشر ثمانية كتب أعيدت طباعتها مراراً هي:
-Statistical Methods for Research Workers (1925).
-The Genetical Theory of Natural Selection (1930).
-The Design of Experiments (1935).
-The Use of Multiple Measurements in Taxonomic Problems (1936).
-Statistical Tables for Biological, Agricultural and Medical Research (with F. Yates) (1938).
-Theory of Inbreeding (1949).
-Contributions to Mathematical Statistics (1950).
-Statistical Methods and Scientific Inference (1956).
أهم أعماله
يعد تصميم فيشر لتجارب في تربية النبات من أهم إنجازاته في أثناء عمله في محطة روثامستِد، إذ تقدم معلومات أكثر غزارة مع توفير في الزمن والجهد والمال. وكانت مسألة تفادي الانتقاء الانحيازي لمواد التجارب، أحد أهم المسائل التي واجهته والتي كانت تقود إلى معطيات تجريبية غير دقيقة أو مضللة. فأدخل فيشر مبدأ العشوائية لتفادي مثل ذلك الانحياز. وينص ذلك المبدأ على وجوب تكرار التجربة على عدد من وحدات المادة المراقبة، وأن تكون كلّ وحدات المادة المستخدمة في التجارب عينات منتقاة عشوائياً random samples من المجموع population المراد تمثيله.
يعد فيشر مؤسس علم التصاميم والتحاليل التجريبية experimental designs and analysis، وكان إطلاقه مبدأ تحليل التباينanalysis of variance إنجازاً بالغ الأهمية، إذ سمحت هذه الإجرائية الإحصائية في التجارب بتقديم إجابات عن أسئلة متعددة بآن واحد. وتكمن فكرة فيشر الأساسية في تنسيق التجربة كمجموعة من التجارب الجزئية المقسمة التي تختلف فيما بينها بعامل أو أكثر أو بمعالجة أو أكثر. وحققت هذه التجارب الجزئية تقدماً مهماً على الإجرائية السائدة القائمة على تغيير عامل واحد فقط على حدة في التجربة. وتبين لاحقاً أن مشكلات الانحياز والتحليل متعدد المتغيرات التي تصدى لها فيشر في أثناء بحوثه في تربية النبات موجودة أيضاً في كثير من المجالات العلمية الأخرى.
دانة العرقسوسي