رافق اهتمامها التشكيلي اهتمام أدبي. وكانت كتاباتها الشعرية تدور حول ذاتها، بخلاف لوحاتها التي بقيت تحكي عن الآخرين دائما، وكذلك قصصها القصيرة وإحداها حملت عنوان (الرحيل) وضمت أبطال ذاكرتها وحياتهم القاسية. في (الرحيل) حكت ليلى نصير عن المظلومين والمستضعفين المسكونين في وجدانها منذ أيام طفولتها الأولى، والذين رافقوا رحلتها الإبداعية في كل مراحلها وتحولات أسلوبها، فحضروا في مشروع تخرجها من كلية الفنون في القاهرة، وفي لوحات كثيرة تالية، كانوا المساكين المهملين، والأطفال المكفوفين والمعوقين والمشردين، ماسحي الأحذية وباعة الصحف أو بطاقات الحظ ممن لا حظ لهم، صورت تعابير الأسى والقلق في وجوههم، مثلما صورت تعابير الرعب في وجوه ضحايا صبرا وشاتيلا، وتعابير الصبر في وجوه أمهات الشهداء، والتصميم في وجوه مقاومين من عمر الزهور. رسمت عن الواقع مباشرة، التقت بمعظم من رسمتهم : عاملات التبغ في قرى الجنوب اللبناني، الصيادين في صيدا، المقاومين في القرى الحدودية المهجورة، في كل هذه الأعمال بدا جليا قوة الرسم عندها، قوة الخط وليونته ورشاقته، وهو بعض ما أعطى لوحاتها قدرتها التعبيرية الاستثنائية، أياَ كان الأسلوب واقعياً أو سريالياً أو واقعياً حديثاً أو تعبيرياً تجريدياً، فهي في المحصلة فنانة تعبيرية بامتياز وتميز..
*برنامج(ملونون)- إعداد: سعد القاسم – إخراج: وصال عبود
قناة (سورية دراما) الأربعاء 27 تموز الساعة 22،00(العاشرة ليلاً)
يعاد الخميس الساعة 11،00 صباحاً