دليل من رحلة أبولو يسلط الضوء على تشكل القمر:
حلل العلماء مؤخراً مجموعة من الصخور القمرية التي ُجمعت من قبل رواد الفضاء في رحلات أبولو بإستخدام المجهر الإلكتروني( Electron Microscope)؛ التحليل الجديد للصخور كشف عن أول آثار كيمايئية للكوكب بحجم المريخ الذي كان يعتقد انه إصطدم بالأرض منذ حوالي ٤.٥ مليار سنة.
تنص النظرية على أن قمرنا تكون من بقايا الحطام الناتجة عن إصطدام هذا الكوكب -والذي ُأطلق عليه مسمى ثيا (Theia)- بالأرض في بداية عمرها. علماء الكواكب أتوا بهذه النظرية لأول مرة عام ١٩٦٩ في فترة رحلات أبولو للقمر، في محاولة منهم لإيجاد تفسير خلف السبب لحجم قمرنا الكبير.
فريق من العلماء بقيادة دانيال هيروارتز من جامعة جورج أوغست في غوتنج بألمانيا وثقوا الاكتشاف الجديد حول الكوكب ثيا يوم الخميس في الدورية ساينس (science). و بحسب الدراسة: إذا تكونت معظم أجزاء القمر من بقايا حطام الكوكب ثيا كما تتنبأ به معظم نماذج المحاكاة الرياضية، فإن القمر و الأرض لابدّ أن يكونو مختلفين عن بعضهم.
التحاليل السابقة للصخور القمرية لم تكن دقيقة بما فيه الكفاية للكشف عن أي إختلافات بين كيمياء الصخور القمرية و الصخور الأرضية. ولكن دانيال و فريقه من العلماء وجدوا فارق صغير في التحاليل الجديدة التي أدت الى هذا الاكتشاف. يصف هيروارتز المجموعة الشمسية قديماً في بداية عمرها بأنها كانت أشبه بعرض للألعاب النارية بكواكب ُتقذف خارج قرص من مواد كالغبار تدور حول الشمس الفتية.
يضيف هيروارتز قائلا: “أعتقد أن الأرض و ثيا تكونو من نفس المنطقة في القرص الأولي الذي تكونت منه الكواكب، أي من نفس المواد تقريبا. و من المحتمل أيضاً أن كوكب ثيا يشكل تقريبا ٣٠٪ الى ٥٠٪ من القمر. إذا كان كوكب ثيا غني بنظير الأوكسجين الثقيل(أوكسجين-١٧) ،فإن هذا قد يدل على أن ثيا يشكل أقل من ٣٠٪ من القمر. ”
تفسير أخر يشير الى أن ثيا و الارض كانو متطابقين من الناحية الكيميائية، و لكن كويكب أو نيزك ما يحتوي على الكثير من الماء (محيطات أولية) إصطدم بالأرض مسبباً بذلك إعادة ترتيب كيمياء الأوكسجين في الارض. بالرغم من إحتمالية حدوث شيء كهذا إلا أن هيروارتز لا يعتقد أن هذا ما حدث، إذا كانت هذه هي الحالة فإن المواد المضافة للأرض (بعد تكّون القمر) لابد انها كانت غريبة و مميزة، إذ أن النيازك بمكونات كهذه يجب أن تكون غنية بالمياه أيضاً.