تشيخوفيات

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • تشيخوفيات

    ذات يوم قامت ثلاث نساء يرتدين أثوابا فاخرة بزيارة تشيكوف. وبعد ان ملئن غرفته بحفيف فساتينهن الحريرية، ورائحة عطورهن القوية، جلسن مقابله بوقار، ثم شرعن في طرح الأسئلة، متظاهرات باهتمامهن الشديد بالسياسة،
    فقالت إحداهن:
    – عم ستسفر الحرب الجارية الآن؟
    أخذ تشيكوف يسعل، ثم فكر وأجاب برقة وبصوت ناعم وجدي: “على الأغلب، إلى السلم،.فردت إحداهن: طبعا، لا شك ولكن من سينتصر اليونانيون أم الأتراك؟..
    فرد تشيكوف فيما يشبه السخرية: أتصور أن الأقوى هو الذي سينتصر،
    فتنافسن على سؤاله: ومن هو برأيك الأقوى؟
    فأجاب مواصلا سخريته المضمرة “أحسنهم تغذية وأكثرهم تعليماً
    “آه.. يا للظرافة” صاحت إحداهن، وسألت أخرى، ومن تحب أكثر.. اليونانيين أم الأتراك؟ فنظر إليها تشيكوف بحنان ، وأجاب بابتسامة قصيرة لطيفة: أنا أحب مربى الفواكه.. هل تحبينه أنت أيضا؟
    فردت المرأة بحرارة: جدا، وقالت زميلتها: إنه طيب للغاية، ثم ما كان من النساء الثلاث إلا أن انصرفن للحديث بحيوية عن المربى، كاشفات بذلك عن اطلاع واسع ومعرفة دقيقة بالمربى وأنواعه، وكان واضحا أنهنّ كنّ سعيدات لأنّ موضوع المربى لم يكن يتطلب جهدا عقليا، كالحرب بين تركيا واليونان، ولا يجبرهن على التظاهر بالاهتمام الجدي بمصير الأتراك واليونانيين، الشيء الذي لم يكن يخطر ببالهن قبل هذه اللحظة.. وعند الوداع ودعن تشيكوف بمرح قائلات: سنرسل لك أنواعا من المربى !

    يروي مكسيم غوركي هذه الحكاية عن تشيكوف موضحاً بساطة تشيكوف وصدقه إذ كانت لديه طريقة مميزة في تبسيط الناس .

    " ينبغي أن يتحدث كل شخص لغته " هكذا رد تشيكوف على صديقه مكسيم غوركي الذي أُعجب بكلامه مع تلك النسوة.
    أي ينبغي أن يقول الناس ويفعلوا الشيء الذي يروق لهم دون داعٍ للتكلف والتصنع لمجاراة الغير وارضاءهم.
    .....................
    صفحة الادب العالمي
يعمل...