كانو (مدرسه) Kano school - Ecole Kano
كانو (مدرسة ـ)
كانو Kano، مدرسة تصوير يابانية، أُحدثت في كيوتو Kyoto في منتصف القرن الخامس عشر، وحملت اسم قرية مؤسسها كانو ماسانوبوKano Masanubo مابين (1434-1530) الذي أراد مزاحمة فن توسا tosa الرسمي بأسلوب تركيبي Synthétique ينزع إلى استحضار الأشكال الضخمة مع قليل من الألوان وبعض الخطوط السريعة. وقد مثل هذه المدرسة كثير من الفنانين مثل: ماسانوبو وماونوبو وسانراكو[ر] Sanraku وتشي Shei وياسونوبو Yasunobu، وساعدت على ولادة مجموعة من المدارس الفرعية ذات أسلوب رسمي ربط تقانات التصوير اليابانية القديمة بالأسلوب الصيني في عهد أسرة مينغ Ming.
وعليه فإن مدرسة كانو سلالة من المصورين في أكاديمية الـ «شوغون» Shogun الرسمية، بدأت في كيوتو ثم انتقلت إلى طوكيو، ومن الممكن تسمية هذه المدرسة بـ «المدرسة الصينية اليابانية» Sino-japonaise بمقدار لجوئها إلى استخدام تقانات، وتصوير موضوعات ذات أصول صينية، فاصطبغت بواقعية تزيينية محددة، واتسمت بوضوح أشكالها اليابانية النمطية.
كانو إيتوكو: «أشجار السرو»، لوحة من ثماني طيات - ألوان وأوراق مذهبة على الورق (أواخر القرن الثالث عشر)
كان لمدرسة كانو نظام أكاديمي، إذ كانت، على امتداد قرنين كاملين، مدرسة للـ «شوغون» ولسادة الأرياف والضواحي. وكان لا بد لموقعها المميز من أن يساعد على استمرارها حتى نهاية القرن الثامن عشر، العصر الذي أُنزلت فيه عن عرش صدارتها من قبل تيار التصوير الصيني «المثقف» Nanga، ولكن أسلوبها الأكاديمي بقي مستمراً. إن هذه المدرسة مثال فريد لتقليد استمر طويلاً (أربعة قرون) وانتقل مباشرة من المعلم إلى التلميذ، أولئك الذين كانت لهم غالباً علاقات الأب بابنه، سواء كانت هذه الرابطة بالدم أم بالتبني.
في النصف الثاني من القرن الخامس عشر، ظل التصوير وحيد اللون ذو الأصول الصينية حكراً على الأوساط البوذية لطائفة الزن Zen، مع اتساع دائرة نفوذها. تسلم مصورو أسرة كانو إدارة محترف الـ «شوغون» الذي رعته طبقة المحاربين حتى عام 1868. فمن جيل إلى جيل تفرغ هؤلاء الفنانون لتزيين السواتر والأبواب (الأبواب الزلقة) في الأديرة وفي مقرات السادة بالمناظر الطبيعية والفصول الأربعة، ممثلة برموز من الأزهار والتشجيرات الزخرفية. وإضافة إلى هذه التكوينات الرسمية انكب الفنانون، منذ نهاية القرن السادس عشر، على تصوير مشاهد من الحياة اليومية، والحياة النشطة في المدن الكبيرة، والأعياد وما تحتويه من زخم وألوان زاهية، لتشكل أكثر الموضوعات تقديراً، فتطورت في أثنائها الصور المطبوعة النافرة والمقعَّرة estampes وموضوعات الـ «أوكيو - إي» Ukiyo-e (العالم المتحرك والعابر، أو العالم العائم، وهو تيار تصوير ياباني انتشر في القرن السابع عشر).
أتقن ماسانوبو مهنته في كيوتو على يد الراهب المصور سوتان Sotan. لاحظ الـ «شوغون» موهبته، فجعلوا منه مصوراً رسمياً، وصار ماسانوبو أول علماني (من خارج السلك الكهنوتي) يزاول التصوير بالحبر، ويدير محترف أتشيكاغا Ashikaga بعد سوتان. وعلى الرغم من إخلاصه وتقيده بالموضوعات الصينية الرائجة في أديرة الزن، احتفظت أعماله بخصائص مدرسة كانو: وضوح الخط، وتوازن التكوين، والاهتمام بتأثيرات الألوان ومفعولها، ويبدو أن السمة الأخيرة هذه جاءت من تأثره بأعمال مينغ من مدرسة زهي Zhi التي ساعدت على استمرار تقليد أكاديمية السونغ Song في الجنوب.
خلف موتونوبو Motonobu أباه، وورث ألقابه الفخرية، وأرسى قواعد مدرسة كانو ودعمها، وأدخل على التصوير ذي الأسلوب الصيني استخدام الألوان النضرة، إرث الياماتو - إي Yamato-e، ولعله قد تلقن أسرار هذا التصوير الياباني الصرف من حميه توسا ميتسونوبو Tosa Mitsunobu، رئيس المحترف في البلاط الامبراطوري. توسعت أعمال موتونوبو بمساعدة أفراد أسرته وتلامذته، ما ساعده على تلبية طلبات مختلف الأوساط الاجتماعية.
كانو موتونوبو: واحدة من لوحتين بست طيات بعنوان «أربع عجائز على جبل شانغ والحكماء السبعة في أيكة بامبو» (القرن السادس عشر)
كانو هوغاي: «الأم الرؤوف كانون»
وهي أحد أفضل أعمال هذا الفنان (عام 1888)
وما زالت كيوتو تحتفظ بمجموعتين من الصور التي أنجزها هذا الفنان في معبدين من معابد العاصمة: المجموعة الأولى (نحو عام1520) في معبد دايتوكو - جي Daitoku - ji. والمجموعة الثانية (نحو 1543و1549) في ميوتشين - جي Meyoshin-ji، وفي المجموعة الأخيرة هذه التي تزين صالات ريون - إين Reiun-in تجلت أكثر الإبداعات أصالة في تكوينات الأشجار والعصافير، وكان من أفضل نماذجها منظر الشلال وطائر الكركي، وتلك الهالة الزرقاء الثخينة الناعمة في آن واحد، وقد أضفت براعته في استخدام الفراغات في هذه اللوحة الروعة والجلال على المشهد الكلي. إن هذا الأثر المهيب والبديع، إضافة إلى الإطار العام (لم يعد له وجود)، يحمل المشاهد على الاعتقاد بأن المشهد قد أنجز بين الأعوام 1539-1553 لدير هونغان - جي Hongan-ji المحصن في أوساكا، ويكشف أيضاً عن عبقرية الفنان في ذروة نضجه.
مهد موتونوبو، المصور الكبير الأول في أزمنة اليابان الحديثة، الطريق للخلف، وها هو حفيده إيتوكو Eitoku قبل غيره يمد فن التكوين الجداري بالقوة والنشاط؛ ليضاهي بذلك القصور الفخمة للطغاة الذين توالوا على السلطة.
دشن إيتوكو «الأسلوب العظيم» في بداية عهد موموياماMomoyama مـا بين (1573-1615)، ليتطور خارج مدرسة كانو من قبل فنانَين مرموقين هما هاسيغاوا توهاكو Hasegawa Tohaku (القرن السابع عشر)، وكايهو إيوشوKaiho Yusho مابين (1533-1615)، ثم ما لبث أن فقد هذا الأسلوب سلطانه في بداية القرن السابع عشر. استرد أبناء إيتوكو إدارة المدرسة، وكان من بينهم تاكانوبو العامل أيضاً في البلاط الامبراطوري، وقد أخذ على عاتقه والعاملين في محترفه التزيين الداخلي لقصر ناغويا Nagoya، وتجلت في تكوينات الأشجار والعصافير، والتي تبرز فوق خلفية ذهبية اللون، نزعة طبيعية Naturalisme حميمة وتعبير رهيف يخصان أسلوب هذا الجيل، وقد جسد سانراكو، تلميذ إيتوكو الأثير، الأسلوب الجديد هذا بحساسية بالغة.
وبينما كان خلف سانراكو يثابرون على تقليد كانو في كيوتو، انتقلت المدرسة الرئيسة لتنضوي في خدمة توكوغاوا في إيدو (طوكيو).
من بين أبناء تاكانوبو Takanobu الثلاثة الذين ترأسوا الأكاديمية الرسمية (1615-1868) لمركز شوغون Shogunat إيدو Edo الجدد، كان تانيوTannyu مابين (1602-1674) أبرزهم وأشهرهم، وإليه عهد إيميتسو Iemitsu (حفيد إياسو Ieyasu) تزيين غرف المقابلات في قصر نيجو Nijo في كيوتو، فصور على حواجز القصر الصقور ومساحات واسعة من أشجار الصنوبر بلون أخضر داكن امتد على طول مساحة الجدار، وتدل نسبة خلفية fond اللوحة ذهبية اللون (بالمقارنة مع المساحة الكلية للوحة) على رغبة الفنان الجلية في تمجيد عظمة الديكتاتور الجديد.
كانو تانيّو: «تفصيل من لفيفات البردى الخمس اتلي تؤلف وثيقة توشوغو إنجي، وهي توضح حياة شوغون توكوغاو ليازو. ورُسم هنا على صهوة جواده (في الوسط) يقود حصار قلعة أوساكا في صيف عام 1615»
ومن الجدير بالذكر أن مدرسة كانو توزعت في خمسين «مدرسة» أو أكثر، وارتبطت كل منها بكانو إما برابطة الدم أو بالتعليم الذي لُقِّنته، وكان مسموحاً لهذه المدارس أن تحمل اسم كانو وأن تلبي ما يردها من طلبات خاصة، وقد أُطلق على هذه المدارس أوموت - إتشي Omote - eshi (مصورو الخارج) مقابل المحترفات الأسرية الأربعة المعروفة بـ«أوكو - إتشي»Oku-eshi (مصورو الداخل).
ولابد من التنويه أيضاً بأن ثمة جماعة اسمها «إِ - ماكيمونو» e-makimono قد أدخلت منذ نهاية القرن الثاني عشر على تصوير الحياة الأرستقراطية مشاهد من الحياة الشعبية، ومع ذلك كان لابد من الانتظار إلى ما بعد منتصف القرن السادس عشر، أي حين صعود الطبقة البرجوازية، لتصير وقائع الحياة اليومية الموضوعات الأثيرة، وكان المصورون الأكاديميون، ومصورو مدرسة كانو خاصة، من أوائل المهتمين بمشاهد الحياة اليومية. راح هيديوري Hideyori بن موتونوبو يصور البرجوازيين وهم يتأملون أشجار القيقب، وقد صبغها الخريف في تاكاو Takao باللون الأحمر (المتحف الوطني في طوكيو)، في حين راح ناغانوبو، الأخ الأصغر لإيتوكو، يعزف على وتر من نوع آخر، فصور في وسط نبيل الاحتفال بعيد أشجار الكرز المزهرة، وفيها احتلت جماعات الراقصين التكوين، وفي ذلك دلالة على أن اهتمام هواة الفن قد انصب، من اللحظة فصاعداً، على المشاهد المفصَّلة، وهكذا غدت الأعياد والشوارع، بزخمها وحوانيتها، الموضوعات الأثيرة والرئيسة على ستور Paravents يوشينوبو Yoshinobu.
تبدو مدرسة كانو الزخرفية في مجموعها، منذ نهاية القرن السابع عشر حتى معركة ميجي Meiji الإصلاحية (1868)، كمعادل لأكاديمية رسمية مطلقة السلطة، تمتعت بما يشبه الاحتكار، واستأثرت بتزيين مساكن كبار القوم والبرجوازيين. وفي وجه هذا الاستعلاء والاحتكار وقفت المدارس التزيينية المعروفة باسم «سوتاتسو - كورين» Sotatsu - Korin وماروياما - شيجو Maruyama-Shijo.
فائق دحدوح
كانو (مدرسة ـ)
كانو Kano، مدرسة تصوير يابانية، أُحدثت في كيوتو Kyoto في منتصف القرن الخامس عشر، وحملت اسم قرية مؤسسها كانو ماسانوبوKano Masanubo مابين (1434-1530) الذي أراد مزاحمة فن توسا tosa الرسمي بأسلوب تركيبي Synthétique ينزع إلى استحضار الأشكال الضخمة مع قليل من الألوان وبعض الخطوط السريعة. وقد مثل هذه المدرسة كثير من الفنانين مثل: ماسانوبو وماونوبو وسانراكو[ر] Sanraku وتشي Shei وياسونوبو Yasunobu، وساعدت على ولادة مجموعة من المدارس الفرعية ذات أسلوب رسمي ربط تقانات التصوير اليابانية القديمة بالأسلوب الصيني في عهد أسرة مينغ Ming.
وعليه فإن مدرسة كانو سلالة من المصورين في أكاديمية الـ «شوغون» Shogun الرسمية، بدأت في كيوتو ثم انتقلت إلى طوكيو، ومن الممكن تسمية هذه المدرسة بـ «المدرسة الصينية اليابانية» Sino-japonaise بمقدار لجوئها إلى استخدام تقانات، وتصوير موضوعات ذات أصول صينية، فاصطبغت بواقعية تزيينية محددة، واتسمت بوضوح أشكالها اليابانية النمطية.
كانو إيتوكو: «أشجار السرو»، لوحة من ثماني طيات - ألوان وأوراق مذهبة على الورق (أواخر القرن الثالث عشر)
كان لمدرسة كانو نظام أكاديمي، إذ كانت، على امتداد قرنين كاملين، مدرسة للـ «شوغون» ولسادة الأرياف والضواحي. وكان لا بد لموقعها المميز من أن يساعد على استمرارها حتى نهاية القرن الثامن عشر، العصر الذي أُنزلت فيه عن عرش صدارتها من قبل تيار التصوير الصيني «المثقف» Nanga، ولكن أسلوبها الأكاديمي بقي مستمراً. إن هذه المدرسة مثال فريد لتقليد استمر طويلاً (أربعة قرون) وانتقل مباشرة من المعلم إلى التلميذ، أولئك الذين كانت لهم غالباً علاقات الأب بابنه، سواء كانت هذه الرابطة بالدم أم بالتبني.
في النصف الثاني من القرن الخامس عشر، ظل التصوير وحيد اللون ذو الأصول الصينية حكراً على الأوساط البوذية لطائفة الزن Zen، مع اتساع دائرة نفوذها. تسلم مصورو أسرة كانو إدارة محترف الـ «شوغون» الذي رعته طبقة المحاربين حتى عام 1868. فمن جيل إلى جيل تفرغ هؤلاء الفنانون لتزيين السواتر والأبواب (الأبواب الزلقة) في الأديرة وفي مقرات السادة بالمناظر الطبيعية والفصول الأربعة، ممثلة برموز من الأزهار والتشجيرات الزخرفية. وإضافة إلى هذه التكوينات الرسمية انكب الفنانون، منذ نهاية القرن السادس عشر، على تصوير مشاهد من الحياة اليومية، والحياة النشطة في المدن الكبيرة، والأعياد وما تحتويه من زخم وألوان زاهية، لتشكل أكثر الموضوعات تقديراً، فتطورت في أثنائها الصور المطبوعة النافرة والمقعَّرة estampes وموضوعات الـ «أوكيو - إي» Ukiyo-e (العالم المتحرك والعابر، أو العالم العائم، وهو تيار تصوير ياباني انتشر في القرن السابع عشر).
أتقن ماسانوبو مهنته في كيوتو على يد الراهب المصور سوتان Sotan. لاحظ الـ «شوغون» موهبته، فجعلوا منه مصوراً رسمياً، وصار ماسانوبو أول علماني (من خارج السلك الكهنوتي) يزاول التصوير بالحبر، ويدير محترف أتشيكاغا Ashikaga بعد سوتان. وعلى الرغم من إخلاصه وتقيده بالموضوعات الصينية الرائجة في أديرة الزن، احتفظت أعماله بخصائص مدرسة كانو: وضوح الخط، وتوازن التكوين، والاهتمام بتأثيرات الألوان ومفعولها، ويبدو أن السمة الأخيرة هذه جاءت من تأثره بأعمال مينغ من مدرسة زهي Zhi التي ساعدت على استمرار تقليد أكاديمية السونغ Song في الجنوب.
خلف موتونوبو Motonobu أباه، وورث ألقابه الفخرية، وأرسى قواعد مدرسة كانو ودعمها، وأدخل على التصوير ذي الأسلوب الصيني استخدام الألوان النضرة، إرث الياماتو - إي Yamato-e، ولعله قد تلقن أسرار هذا التصوير الياباني الصرف من حميه توسا ميتسونوبو Tosa Mitsunobu، رئيس المحترف في البلاط الامبراطوري. توسعت أعمال موتونوبو بمساعدة أفراد أسرته وتلامذته، ما ساعده على تلبية طلبات مختلف الأوساط الاجتماعية.
كانو موتونوبو: واحدة من لوحتين بست طيات بعنوان «أربع عجائز على جبل شانغ والحكماء السبعة في أيكة بامبو» (القرن السادس عشر)
كانو هوغاي: «الأم الرؤوف كانون»
وهي أحد أفضل أعمال هذا الفنان (عام 1888)
وما زالت كيوتو تحتفظ بمجموعتين من الصور التي أنجزها هذا الفنان في معبدين من معابد العاصمة: المجموعة الأولى (نحو عام1520) في معبد دايتوكو - جي Daitoku - ji. والمجموعة الثانية (نحو 1543و1549) في ميوتشين - جي Meyoshin-ji، وفي المجموعة الأخيرة هذه التي تزين صالات ريون - إين Reiun-in تجلت أكثر الإبداعات أصالة في تكوينات الأشجار والعصافير، وكان من أفضل نماذجها منظر الشلال وطائر الكركي، وتلك الهالة الزرقاء الثخينة الناعمة في آن واحد، وقد أضفت براعته في استخدام الفراغات في هذه اللوحة الروعة والجلال على المشهد الكلي. إن هذا الأثر المهيب والبديع، إضافة إلى الإطار العام (لم يعد له وجود)، يحمل المشاهد على الاعتقاد بأن المشهد قد أنجز بين الأعوام 1539-1553 لدير هونغان - جي Hongan-ji المحصن في أوساكا، ويكشف أيضاً عن عبقرية الفنان في ذروة نضجه.
مهد موتونوبو، المصور الكبير الأول في أزمنة اليابان الحديثة، الطريق للخلف، وها هو حفيده إيتوكو Eitoku قبل غيره يمد فن التكوين الجداري بالقوة والنشاط؛ ليضاهي بذلك القصور الفخمة للطغاة الذين توالوا على السلطة.
دشن إيتوكو «الأسلوب العظيم» في بداية عهد موموياماMomoyama مـا بين (1573-1615)، ليتطور خارج مدرسة كانو من قبل فنانَين مرموقين هما هاسيغاوا توهاكو Hasegawa Tohaku (القرن السابع عشر)، وكايهو إيوشوKaiho Yusho مابين (1533-1615)، ثم ما لبث أن فقد هذا الأسلوب سلطانه في بداية القرن السابع عشر. استرد أبناء إيتوكو إدارة المدرسة، وكان من بينهم تاكانوبو العامل أيضاً في البلاط الامبراطوري، وقد أخذ على عاتقه والعاملين في محترفه التزيين الداخلي لقصر ناغويا Nagoya، وتجلت في تكوينات الأشجار والعصافير، والتي تبرز فوق خلفية ذهبية اللون، نزعة طبيعية Naturalisme حميمة وتعبير رهيف يخصان أسلوب هذا الجيل، وقد جسد سانراكو، تلميذ إيتوكو الأثير، الأسلوب الجديد هذا بحساسية بالغة.
وبينما كان خلف سانراكو يثابرون على تقليد كانو في كيوتو، انتقلت المدرسة الرئيسة لتنضوي في خدمة توكوغاوا في إيدو (طوكيو).
من بين أبناء تاكانوبو Takanobu الثلاثة الذين ترأسوا الأكاديمية الرسمية (1615-1868) لمركز شوغون Shogunat إيدو Edo الجدد، كان تانيوTannyu مابين (1602-1674) أبرزهم وأشهرهم، وإليه عهد إيميتسو Iemitsu (حفيد إياسو Ieyasu) تزيين غرف المقابلات في قصر نيجو Nijo في كيوتو، فصور على حواجز القصر الصقور ومساحات واسعة من أشجار الصنوبر بلون أخضر داكن امتد على طول مساحة الجدار، وتدل نسبة خلفية fond اللوحة ذهبية اللون (بالمقارنة مع المساحة الكلية للوحة) على رغبة الفنان الجلية في تمجيد عظمة الديكتاتور الجديد.
كانو تانيّو: «تفصيل من لفيفات البردى الخمس اتلي تؤلف وثيقة توشوغو إنجي، وهي توضح حياة شوغون توكوغاو ليازو. ورُسم هنا على صهوة جواده (في الوسط) يقود حصار قلعة أوساكا في صيف عام 1615»
ومن الجدير بالذكر أن مدرسة كانو توزعت في خمسين «مدرسة» أو أكثر، وارتبطت كل منها بكانو إما برابطة الدم أو بالتعليم الذي لُقِّنته، وكان مسموحاً لهذه المدارس أن تحمل اسم كانو وأن تلبي ما يردها من طلبات خاصة، وقد أُطلق على هذه المدارس أوموت - إتشي Omote - eshi (مصورو الخارج) مقابل المحترفات الأسرية الأربعة المعروفة بـ«أوكو - إتشي»Oku-eshi (مصورو الداخل).
ولابد من التنويه أيضاً بأن ثمة جماعة اسمها «إِ - ماكيمونو» e-makimono قد أدخلت منذ نهاية القرن الثاني عشر على تصوير الحياة الأرستقراطية مشاهد من الحياة الشعبية، ومع ذلك كان لابد من الانتظار إلى ما بعد منتصف القرن السادس عشر، أي حين صعود الطبقة البرجوازية، لتصير وقائع الحياة اليومية الموضوعات الأثيرة، وكان المصورون الأكاديميون، ومصورو مدرسة كانو خاصة، من أوائل المهتمين بمشاهد الحياة اليومية. راح هيديوري Hideyori بن موتونوبو يصور البرجوازيين وهم يتأملون أشجار القيقب، وقد صبغها الخريف في تاكاو Takao باللون الأحمر (المتحف الوطني في طوكيو)، في حين راح ناغانوبو، الأخ الأصغر لإيتوكو، يعزف على وتر من نوع آخر، فصور في وسط نبيل الاحتفال بعيد أشجار الكرز المزهرة، وفيها احتلت جماعات الراقصين التكوين، وفي ذلك دلالة على أن اهتمام هواة الفن قد انصب، من اللحظة فصاعداً، على المشاهد المفصَّلة، وهكذا غدت الأعياد والشوارع، بزخمها وحوانيتها، الموضوعات الأثيرة والرئيسة على ستور Paravents يوشينوبو Yoshinobu.
تبدو مدرسة كانو الزخرفية في مجموعها، منذ نهاية القرن السابع عشر حتى معركة ميجي Meiji الإصلاحية (1868)، كمعادل لأكاديمية رسمية مطلقة السلطة، تمتعت بما يشبه الاحتكار، واستأثرت بتزيين مساكن كبار القوم والبرجوازيين. وفي وجه هذا الاستعلاء والاحتكار وقفت المدارس التزيينية المعروفة باسم «سوتاتسو - كورين» Sotatsu - Korin وماروياما - شيجو Maruyama-Shijo.
فائق دحدوح