كسم (محمد بديع) Al-Kasm (Mohammad Badi’-) - Al-Kasm (Mohammad Badi’-)
الكسم (محمد بديع ـ)
(1924ـ 2000)
محمد بديع الكسم، مفكّر سوري وأستاذ جامعي متميز حاز في أثناء حياته على تقدير معاصريه وزملائه وطلابه واحترامهم ومحبتهم. ولد بديع الكسم في حيّ مأذنة الشحم في مدينة دمشق سنة 1924 لأسرة اشتهر أفرادها بالاجتهاد في العلوم الدينية، وأبرزهم والده الشيخ محمد عطا الكسم (1844ـ 1938) الذي شغل منصب مفتي ديار الشام سنة 1917، وبقي فيه حتى وفاته.
نال بديع الكسم شهادة الثانوية العامة عام 1942، وعين على أثرها مدّة سنة واحدة موظّفاً في المكتبة الظاهرية بدمشق، غادرها بعد ذلك إلى القاهرة لدراسة الفلسفة في جامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً)، ونال الإجازة الجامعية سنة 1947؛ ليعود إلى الوطن ويصبح مدرساً (العام الدراسي 1948ـ 1949) في ثانويات اللاذقية لموادّ الفلسفة وعلم الاجتماع، واختير في السنة التالية (1950) لإعطاء محاضرات عامة في قسم الفلسفة بجامعة دمشق تمهيداً لإيفاده إلى جامعة القاهرة لتحضير دبلوم الدراسات العليا، وهناك أمضى الكسم فترة التحضير من 1/1/1954 حتى 30/9/1954، غادر بعدها إلى سويسرا لإنجاز رسالة الدكتوراه في جامعة جنيڤ، وقد حصل عليها سنة 1958 عن رسالته التي أعدها بعنوان «البرهان في الفلسفة» والتي ترجمتها ونشرتها وزارة الثقافة في الجمهوريّة العربيّة السوريّة سنة 1991. ولأهمية موضوع الرسالة والاستحسان الرائع من عدد كبير من أساطين الفلسفة في العالم أمثال إيكول Icole، وبورغلان Bourglin، وليفراز Livraze وغيرهم؛ فقد عُين الكسم حين عودته إلى الوطن أستاذاً مساعداً سنة 1958، ورقّي في سنة 1968 إلى رتبة أستاذ، أعير بعدها إلى جامعة الجزائر للإسهام في تعريب التعليم العالي مع نخبة من أساتذة جامعة دمشق التي عاد إليها سنة 1972 لمتابعة القيام بأعباء التدريس والإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه حتى سنة 1981، غادر بعدها إلى فرنسا وسويسرا بمهمة بحث علمي حتى سنة 1982؛ ليعاود متابعة عمله الجامعي إضافة إلى عمله في هيئة الموسوعة العربية التي عيّن فيها بقرار جمهوري سنة 1983 عضواً في مجلس الإدارة المؤقتة إضافة إلى رئاسة قسم العلوم الإنسانية حيث أسهم في وضع النظام الداخلي للموسوعة مع إشرافه على كتابة بحوث الأجزاء الأولى ومراجعتها. وفي أثناء عمله في الموسوعة وبتاريخ 17/10/1990 كرّمه مجمع اللغة العربية بدمشق بضمه إلى عضوية المجمع، والإفادة من خبراته على المستويين العربي والعالمي، ولمدة عشر سنوات تلت أدّى بديع الكسم دوره مجمعيّاً متميزاً إلى أن وافته المنية، ودفن في دمشق.
يُجمع كلّ من عرف بديع الكسم من الزملاء والأصدقاء والطلاب على أنه كان متميزاً في الفكر والثقافة والفلسفة العربية والعالمية، وإن كان يؤخذ عليه أنه لم يخلّف كثيراً من الكتابات، وكان يسوغ عزوفه عن الكتابة بأنه ليس هناك من يقرأ، وعندما سأله طلابه أن يكتب لهم؛ لأنهم بحاجة إلى معرفته؛ أجاب: ما أريد كتابته أقوله لكم، وعندما سألوه وماذا عن غير الطلاب، أجاب: «العلم كالدواء لا يُعطى إلا لمن يحتاجه، ومن يحتاج الدواء يطلبه».
ومع ذلك، فقد خلف الكسم نحو 25 بحثاً في الفلسفة وفي المشكلات الفلسفية والاجتماعية، وفي الهموم العربية، وكتابات وترجمات متعددة عن أشهر فلاسفة العالم.
مفيد العابد
الكسم (محمد بديع ـ)
(1924ـ 2000)
محمد بديع الكسم، مفكّر سوري وأستاذ جامعي متميز حاز في أثناء حياته على تقدير معاصريه وزملائه وطلابه واحترامهم ومحبتهم. ولد بديع الكسم في حيّ مأذنة الشحم في مدينة دمشق سنة 1924 لأسرة اشتهر أفرادها بالاجتهاد في العلوم الدينية، وأبرزهم والده الشيخ محمد عطا الكسم (1844ـ 1938) الذي شغل منصب مفتي ديار الشام سنة 1917، وبقي فيه حتى وفاته.
نال بديع الكسم شهادة الثانوية العامة عام 1942، وعين على أثرها مدّة سنة واحدة موظّفاً في المكتبة الظاهرية بدمشق، غادرها بعد ذلك إلى القاهرة لدراسة الفلسفة في جامعة فؤاد الأول (القاهرة حالياً)، ونال الإجازة الجامعية سنة 1947؛ ليعود إلى الوطن ويصبح مدرساً (العام الدراسي 1948ـ 1949) في ثانويات اللاذقية لموادّ الفلسفة وعلم الاجتماع، واختير في السنة التالية (1950) لإعطاء محاضرات عامة في قسم الفلسفة بجامعة دمشق تمهيداً لإيفاده إلى جامعة القاهرة لتحضير دبلوم الدراسات العليا، وهناك أمضى الكسم فترة التحضير من 1/1/1954 حتى 30/9/1954، غادر بعدها إلى سويسرا لإنجاز رسالة الدكتوراه في جامعة جنيڤ، وقد حصل عليها سنة 1958 عن رسالته التي أعدها بعنوان «البرهان في الفلسفة» والتي ترجمتها ونشرتها وزارة الثقافة في الجمهوريّة العربيّة السوريّة سنة 1991. ولأهمية موضوع الرسالة والاستحسان الرائع من عدد كبير من أساطين الفلسفة في العالم أمثال إيكول Icole، وبورغلان Bourglin، وليفراز Livraze وغيرهم؛ فقد عُين الكسم حين عودته إلى الوطن أستاذاً مساعداً سنة 1958، ورقّي في سنة 1968 إلى رتبة أستاذ، أعير بعدها إلى جامعة الجزائر للإسهام في تعريب التعليم العالي مع نخبة من أساتذة جامعة دمشق التي عاد إليها سنة 1972 لمتابعة القيام بأعباء التدريس والإشراف على رسائل الماجستير والدكتوراه حتى سنة 1981، غادر بعدها إلى فرنسا وسويسرا بمهمة بحث علمي حتى سنة 1982؛ ليعاود متابعة عمله الجامعي إضافة إلى عمله في هيئة الموسوعة العربية التي عيّن فيها بقرار جمهوري سنة 1983 عضواً في مجلس الإدارة المؤقتة إضافة إلى رئاسة قسم العلوم الإنسانية حيث أسهم في وضع النظام الداخلي للموسوعة مع إشرافه على كتابة بحوث الأجزاء الأولى ومراجعتها. وفي أثناء عمله في الموسوعة وبتاريخ 17/10/1990 كرّمه مجمع اللغة العربية بدمشق بضمه إلى عضوية المجمع، والإفادة من خبراته على المستويين العربي والعالمي، ولمدة عشر سنوات تلت أدّى بديع الكسم دوره مجمعيّاً متميزاً إلى أن وافته المنية، ودفن في دمشق.
يُجمع كلّ من عرف بديع الكسم من الزملاء والأصدقاء والطلاب على أنه كان متميزاً في الفكر والثقافة والفلسفة العربية والعالمية، وإن كان يؤخذ عليه أنه لم يخلّف كثيراً من الكتابات، وكان يسوغ عزوفه عن الكتابة بأنه ليس هناك من يقرأ، وعندما سأله طلابه أن يكتب لهم؛ لأنهم بحاجة إلى معرفته؛ أجاب: ما أريد كتابته أقوله لكم، وعندما سألوه وماذا عن غير الطلاب، أجاب: «العلم كالدواء لا يُعطى إلا لمن يحتاجه، ومن يحتاج الدواء يطلبه».
ومع ذلك، فقد خلف الكسم نحو 25 بحثاً في الفلسفة وفي المشكلات الفلسفية والاجتماعية، وفي الهموم العربية، وكتابات وترجمات متعددة عن أشهر فلاسفة العالم.
مفيد العابد