كوبن (فولفغانغ) Koeppen (Wolfgang-) - Koeppen (Wolfgang-)
كوپن (ڤولفغانغ ـ)
(1906ـ 1966)
ڤولفغانغ كوپن Wolfgang Koeppen أديب ألماني, ولد في مدينة غرايفسـڤالد Greifswald وتوفي في مدينة مونيخ. عاش فترة شباب مضطربة، وبعد بضعة فصول دراسية في علوم المسرح والأدب الألماني عمل في المجال المسرحي في مدينتي فُرتْسبورغ Würzburg وبرلين لدى المخرج المعروف إرڤين پيسكاتور Erwin Piscator. ثم اشتغل بين عامي 1931-1933 في تحرير الصفحات النقدية والثقافية لبعض الصحف، لكي يصير بعد ذلك كاتباً متفرغاً. رحل كوپن إلى شيفيننغِن Scheveningen في هولندا في عام 1934، ثم عاد إلى ألمانيا بعد أربعة أعوام متوارياً عن الأنظار تهرباً من الخدمة العسكرية. في تلك الفترة عايش الحرب في ألمانيا وتأثيرها في الناس والبلد.
كتب كوپن في بدايات نتاجه الأدبي روايات تعالج قضايا العصر الذي عاش فيه وتتناولها بالنقد والتحليل. وقد جعلته ثلاثيته - «حمائم في العشب» Tauben im Gras (1951) «البيـت الزجاجي» Das Treibhaus (1953) و«الموت في روما» Der Tod in Rom (1954) - مؤرخاً لأحداث خمسينيات القرن العشرين في ألمانيا، وتناول فيها الأسباب التي أدت إلى قيام النازية. لم تلقَ هذه الروايات قبولاً يُعتد به لدى جمهور القراء، ولعل السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى تقانات وآليات القص الحديثة المتبعة في كتابتها، إذ كان كوپن واحداً من أوائل أدباء الفترة التي تلت الحرب ممن اعتمدوا تقانة التوليف (المونتاج) Montagetechnik في القص. ففي سياق النص ترد إعلانات للدعاية واقتباسات من الإنجيل ونشرات جوية وإحصائيات وتدوينات لمذكرات يومية ومقتطفات من صحف ومواعيد سفر لحافلات الترام وغير ذلك. استخدم أيضاً تقنية المونولوغ الداخلي innerer Monolog (هنا يختفي القاص وراء «أنا» الحوار الذاتي، الذي تُقدم فيه مختلف الأفكار والتداعيات والمشاعر) من أجل تشخيص أحداث يومية. تشخص الرواية الأولى حدثاً يومياً جرى في مدينة مونيخ عام 1948، وتدور أحداث الثانية في مدينة بون بطريقة صُنفت هذه الرواية على أساسها من حين إلى آخر في عداد الروايات التي تعرض أشخاصاً معاصرين بأسماء مستعارة مثل كيتنهوفِه Keetenheuve الذي كان عضواً في البرلمان الاتحادي Bundestag، وأقدم على الانتحار حين قررت الحكومة إرساله سفيراً إلى غواتيمالا خوفاً من استغلاله لموهبته الخطابية ضدها حين مناقشة موضوع إعادة التسلح في جلسات البرلمان الاتحادي.
اهتمَّ كوپن بكتابة مقالات حـول الأسـفار والترحـال مثل «إلى روسيـا وأمكنة أخرى» Nach Russland und anderswohin (1958) و«سفرة أمريكا» Amerikafahrt (1959). لكن أهم عمل كتبه في آخر فترة من نتاجه الأدبي هو القصة التي تحمل سمات سيرة ذاتية بعنوان «شباب» Jugend (1976). ومن بين أعماله الأخرى تبرز روايات «تجربة حبٍ تعيسة» Eine unglückliche Liebe (1934)، «الجدار يتأرجح» Die Mauer schwankt (1935) التي نشرت في عام 1939 بعنوان «الواجب» Die Pflicht، و«حمرة الفجر» Morgenrot (1987).
إن أعمال كوپن، مع ما تتسم به من منظور ذاتي متطرف، تنم باستمرار على الموقف المستقل واللاامتثالي nonkonformistisch الذي يتخذه المؤلف من القضايا المطروحة كافة.
أحمد حيدر
كوپن (ڤولفغانغ ـ)
(1906ـ 1966)
ڤولفغانغ كوپن Wolfgang Koeppen أديب ألماني, ولد في مدينة غرايفسـڤالد Greifswald وتوفي في مدينة مونيخ. عاش فترة شباب مضطربة، وبعد بضعة فصول دراسية في علوم المسرح والأدب الألماني عمل في المجال المسرحي في مدينتي فُرتْسبورغ Würzburg وبرلين لدى المخرج المعروف إرڤين پيسكاتور Erwin Piscator. ثم اشتغل بين عامي 1931-1933 في تحرير الصفحات النقدية والثقافية لبعض الصحف، لكي يصير بعد ذلك كاتباً متفرغاً. رحل كوپن إلى شيفيننغِن Scheveningen في هولندا في عام 1934، ثم عاد إلى ألمانيا بعد أربعة أعوام متوارياً عن الأنظار تهرباً من الخدمة العسكرية. في تلك الفترة عايش الحرب في ألمانيا وتأثيرها في الناس والبلد.
كتب كوپن في بدايات نتاجه الأدبي روايات تعالج قضايا العصر الذي عاش فيه وتتناولها بالنقد والتحليل. وقد جعلته ثلاثيته - «حمائم في العشب» Tauben im Gras (1951) «البيـت الزجاجي» Das Treibhaus (1953) و«الموت في روما» Der Tod in Rom (1954) - مؤرخاً لأحداث خمسينيات القرن العشرين في ألمانيا، وتناول فيها الأسباب التي أدت إلى قيام النازية. لم تلقَ هذه الروايات قبولاً يُعتد به لدى جمهور القراء، ولعل السبب الرئيسي في ذلك يعود إلى تقانات وآليات القص الحديثة المتبعة في كتابتها، إذ كان كوپن واحداً من أوائل أدباء الفترة التي تلت الحرب ممن اعتمدوا تقانة التوليف (المونتاج) Montagetechnik في القص. ففي سياق النص ترد إعلانات للدعاية واقتباسات من الإنجيل ونشرات جوية وإحصائيات وتدوينات لمذكرات يومية ومقتطفات من صحف ومواعيد سفر لحافلات الترام وغير ذلك. استخدم أيضاً تقنية المونولوغ الداخلي innerer Monolog (هنا يختفي القاص وراء «أنا» الحوار الذاتي، الذي تُقدم فيه مختلف الأفكار والتداعيات والمشاعر) من أجل تشخيص أحداث يومية. تشخص الرواية الأولى حدثاً يومياً جرى في مدينة مونيخ عام 1948، وتدور أحداث الثانية في مدينة بون بطريقة صُنفت هذه الرواية على أساسها من حين إلى آخر في عداد الروايات التي تعرض أشخاصاً معاصرين بأسماء مستعارة مثل كيتنهوفِه Keetenheuve الذي كان عضواً في البرلمان الاتحادي Bundestag، وأقدم على الانتحار حين قررت الحكومة إرساله سفيراً إلى غواتيمالا خوفاً من استغلاله لموهبته الخطابية ضدها حين مناقشة موضوع إعادة التسلح في جلسات البرلمان الاتحادي.
اهتمَّ كوپن بكتابة مقالات حـول الأسـفار والترحـال مثل «إلى روسيـا وأمكنة أخرى» Nach Russland und anderswohin (1958) و«سفرة أمريكا» Amerikafahrt (1959). لكن أهم عمل كتبه في آخر فترة من نتاجه الأدبي هو القصة التي تحمل سمات سيرة ذاتية بعنوان «شباب» Jugend (1976). ومن بين أعماله الأخرى تبرز روايات «تجربة حبٍ تعيسة» Eine unglückliche Liebe (1934)، «الجدار يتأرجح» Die Mauer schwankt (1935) التي نشرت في عام 1939 بعنوان «الواجب» Die Pflicht، و«حمرة الفجر» Morgenrot (1987).
إن أعمال كوپن، مع ما تتسم به من منظور ذاتي متطرف، تنم باستمرار على الموقف المستقل واللاامتثالي nonkonformistisch الذي يتخذه المؤلف من القضايا المطروحة كافة.
أحمد حيدر