كلر (غوتفريد) Keller (Gottfried-)أديب سويسري من رواد مذهب الواقعية الشاعرية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كلر (غوتفريد) Keller (Gottfried-)أديب سويسري من رواد مذهب الواقعية الشاعرية

    كلر (غوتفريد) Keller (Gottfried-) - Keller (Gottfried-)
    كِلَّر (غوتفريد ـ)

    (1819ـ 1890)



    غوتفريد كِلَّر Gottfried Keller أديب سويسري من رواد مذهب الواقعية الشاعرية Poetischer Realismus في النثر المكتوب باللغة الألمانية. ولد في مدينة زوريخ Zürich، وتُوفي فيها. ترعرع في أوساط طبقة البرجوازية الصغيرة، وعقد العزم في عام 1845 ـ بعد تأهيل فني بمدينة مونيخ ـ على أن يتخذ من فن الرسم مهنة له، لكنه ما لبث أن عزف عن ذلك؛ لكي يلبي نداء الأدب. وقد دفعته إلى تفضيل مهنة الأدب إسهاماته في النزاعات التي قامت في تلك الفترة بين الكانتونات Kanton الليبرالية والمحافظة. حقق ديوان شعره الأول «قصائد» Gedichte (1846) نجاحاً كبيراً، ومكَّن ناظمه من التمتع بمنحة دراسية مقدمة من الحكومة السويسرية. أقام كِلَّر بين عامي 1848 ـ 1850 في مدينة هايدلبِرغ Heidelberg، وتعرف هناك الفيلسوف الألماني لودفيغ فويرباخ[ر] Ludwig Feuerbach، وتأثر بتعاليمه. وقد رأى العالم الحسي من وجهة نظر جديدة اعتماداً على نظرية فويرباخ حول إلحاد العالم Gottlosigkeit der Welt؛ إذ وجد قوانين الحياة الأخلاقية كامنة في الطبيعة ذاتها وأن السعادة الحقيقية مرتبطة بانتصار الخير وبالاستقامة في النفس الإنسانية.

    أقام كِلَّر بين عامي 1850 ـ 1855 في برلين، وانشغل هناك بالفن التشكيلي موضوعاً أدبياً وجسّد ذلك خير تجسيد في روايته الأولى «هاينريش الأخضر» Der grüne Heinrich التي تلتزم بتقاليد ما يعرف بالراوية التربوية Bildungsroman، وتقتدي من حيث بنيتها وصياغتها برواية غوتِه[ر] Goethe «ڤيلهلم مايستر» Wilhelm Meister وبروايات جان پاول[ر: ريشتر] Jean Paul أيضاً. ويظهر الصراع جليّاً في هذه الرواية بين الإنسان الفرد المتمثل في هاينريش الذي يرتدي باستمرار ثياباً خضراء، وبين محيطه، وصولاً إلى تأهيل هذا الإنسان في نهاية المطاف للمواطنة.

    تُعد مؤلفات كِلَّر من الأعمال الرائدة في فن القصة في الأدب الألماني عامة، وتتطرق إلى موضوعات معاصرة وتاريخية بروح تجمع بين الدعـابة والذم والنبرة الحزينة المأسـاوية. ففي مجموعة قصص «أهـالي سِلدْفيلا» Die Leute von Seldwyla (1856) التي وسّعها، ونشرها في عام 1874 في أربعة أجزاء، تصير سِلدْفيلا رمزاً للمدينة الصغيرة عامةً ووصفاً للحياة اليومية بمستوييها الرفيع والمتدني. ومن بين هذه المجموعة اشتهرت قصتا «روميو وجولييت في القرية» Romeo und Julia auf dem Dorfe (1856) و«الثياب تصنع الناس» Kleider machen Leute (1874). يُجسِّد في القصة الأولى التناقض بين العادي والمتميز، بين الظاهر والواقع، ويميط اللثام عن الجوانب السيئة في ذلك العصر بأسلوب فكاهي تارةً؛ وعن طريق المبالغات تارةً أخرى. أما القصة الثانية فهي مثال للولع المتنامي بقصص القرية في نهاية القرن التاسع عشر. وتتطلع مجموعة «قصص زوريخية» Züricher Novellen (1878- 1879) إلى تحقيق هدفٍ تربوي، حين يحاول رجل مسن تحرير ابن له بالمعمودية من التعلق بالأوهام والتخيلات؛ فيروي له قصصاً غنيةً بالعبر من الماضي والحاضر. وفي مجموعته القصصية «القصيدة ذات المغزى» Das Sinngedicht (1882) أحاط القصص بإطار خرافي، ليس هروباً من العالم الواقعي، بل وسيلة تجسيد فنية من شأنها إبراز هذا الواقع. ختم كِلَّر نتاجه الأدبي برواية «مارتين سالاندر» Martin Salander (1886) حول شخصية على تناقض تام مع عالم «سلدفيلا»، ويهيمن عليها وعي التأزم الذي رافق عصر التصنيع.

    لشد ما اختلف النقاد في تقويم أعمال كِلَّر؛ فهناك من يرى فيه أديباً واقعياً تجاوز غوتِه، واستطاع أن يربط تطور الإنسان بالفضائل البرجوازية، أما النقد الحديث فيؤكد التوترات والتناقضات الناجمة عن مسيرة حياته الشخصية التي منحته المقدرة الفائقة على التجسيد، وأضفت على الصراعات الإنسانية في مؤلفاته طابعاً محلياً منحه بعداً عالمياً.

    أحمد حيدر
يعمل...
X