ها هم الناس قد عادوا إلى ما كانوا عليه، وها هي الأرض قد ملئت شروراً وفساداً، حتى لم يبق فيها بقعة طاهرة، يستطيع أن يأوي إليها ملك من أملاك السماء.
ها هم الأقوياء قد ازدادوا قوة، والضعفاء قد ازدادوا ضعفاً، وها هي لحوم الفقراء تنحدر في بطون الأغنياء انحداراً، فلا الأولون بمستمسكين، ولا الآخرون بقانعين.
ها هم الفقراء يموتون جوعاً، فلا يجدون من يحسن إليهم. والمنكوبون يموتون كمداً؛ فلا يجدون من يعينهم على همومهم وأحزانهم.
ها هم الأمراء قد خانوا عهد الله وخفروا ذمامه؛ فأغمدوا السيوف التي وضعها الله في أيديهم لإقامة العدل والحق، وتقلدوا سيوفاً غيرها، لا هي إلى الشريعة، ولا إلى الطبيعة، ومشوا بها يفتتحون لأنفسهم طريق شهواتهم ولذائذهم حتى ينالوا منها ما يريدون.
ها هم القضاة قد طمعوا وظلموا، ووضعوا القانون ترساً أمام أعينهم يصيبون من ورائه، ولا يصابون، وينالون من يشاؤون تحت حمايته، ولا يُنالون.
ها هم زعماء الدين قد أصبحوا زعماء الدنيا، فحوّلوا معابدهم إلى مغاور لصوص يجمعون فيها ما يسرقون من أموال العباد، ثم يضنّون بالقليل منه على الفقراء والمساكين.
ها هم الناس جميعاً قد أصبحوا أعواناً للأمراء على شهواتهم، والقضاة على ظلمهم، وزعماء الأديان على لصوصيتهم، فلتسقط عليهم جميعاً نقمة الله ملوكاً ومملوكين ورؤساء ومرؤوسين.
لتسقط العروش، ولتهدم المعابد، ولتتقوض المحاكم، وليعم الخراب المدن والأمصار، والسهول والأوعار، والنجاد والأغوار، ولتغرق الأرض في بحر من الدماء يهلك فيه الرجال والنساء، والشيوخ والأطفال، والأخيار والأشرار، والمجرمون والأبرياء، وما ظلمهم الله، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.
— مصطفى لطفي المنفلوطي.
* من قصة "العقاب" ( كتاب العبرات ).
ها هم الأقوياء قد ازدادوا قوة، والضعفاء قد ازدادوا ضعفاً، وها هي لحوم الفقراء تنحدر في بطون الأغنياء انحداراً، فلا الأولون بمستمسكين، ولا الآخرون بقانعين.
ها هم الفقراء يموتون جوعاً، فلا يجدون من يحسن إليهم. والمنكوبون يموتون كمداً؛ فلا يجدون من يعينهم على همومهم وأحزانهم.
ها هم الأمراء قد خانوا عهد الله وخفروا ذمامه؛ فأغمدوا السيوف التي وضعها الله في أيديهم لإقامة العدل والحق، وتقلدوا سيوفاً غيرها، لا هي إلى الشريعة، ولا إلى الطبيعة، ومشوا بها يفتتحون لأنفسهم طريق شهواتهم ولذائذهم حتى ينالوا منها ما يريدون.
ها هم القضاة قد طمعوا وظلموا، ووضعوا القانون ترساً أمام أعينهم يصيبون من ورائه، ولا يصابون، وينالون من يشاؤون تحت حمايته، ولا يُنالون.
ها هم زعماء الدين قد أصبحوا زعماء الدنيا، فحوّلوا معابدهم إلى مغاور لصوص يجمعون فيها ما يسرقون من أموال العباد، ثم يضنّون بالقليل منه على الفقراء والمساكين.
ها هم الناس جميعاً قد أصبحوا أعواناً للأمراء على شهواتهم، والقضاة على ظلمهم، وزعماء الأديان على لصوصيتهم، فلتسقط عليهم جميعاً نقمة الله ملوكاً ومملوكين ورؤساء ومرؤوسين.
لتسقط العروش، ولتهدم المعابد، ولتتقوض المحاكم، وليعم الخراب المدن والأمصار، والسهول والأوعار، والنجاد والأغوار، ولتغرق الأرض في بحر من الدماء يهلك فيه الرجال والنساء، والشيوخ والأطفال، والأخيار والأشرار، والمجرمون والأبرياء، وما ظلمهم الله، ولكن كانوا أنفسهم يظلمون.
— مصطفى لطفي المنفلوطي.
* من قصة "العقاب" ( كتاب العبرات ).