أنتِ غير مصابة بالسرطان..
ماذا؟! وجلسات الكيماوي التي أحرقتني، شعري الذي تساقط كأوراق الخريف، ملامحي الجديدة الباهتة، وأحاديث العلم والأطباء التي لا تعرف إلا التخويف
وزوجي...
أعتذر سيدتي، التشخيص أخطأ، ولكن باعتقادي أن الأمر مفرح أكثر مما قد يكون مثيراً للأسى، نبحث عن شفاء مستحيل، فنكتشف أن لا مرض من الأساس..
تائهة، غادرت المستشفى، تنظر إلى النهر، مشوشة لا ترى بوضوح إلى أي اتجاه يسير التيار، النهر ساكن، لا سكون، بل ثائر مضطرب يدور في حلقات مفزعة..
أمنيتك باستمرار الألم لئلا تكتشف خطايا المقربين، كأنك تلتمس عذراً لهم في ابتعادهم عنك..
وزوجي..
ظلت ترددها بصوت مرتفع، تناجي دوامات الماء اللامبالية..
زوجي الذي تركني لأنني أصبحت في نظره خارج نطاق الصلاحية، وتزوج!!
أيكون للألم نهاية، لليالي المظلمة صباحٌ مزهر!
هل تنبت في الصحراء المنسية أشجار وياسمين!
خذي هذه الحلوى مجانا ولا تبكي..
شعرت بيد تهزها من الأسفل، طفلة تبيع الحلوى، بثوب أغرقته الثقوب والرقع، تنظر إليها بعطف عميق..
أحنت جذعها نحو الصغيرة، قبلتها..
أين تقيمين يا طفلتي؟!
هناك..
وأشارت نحو أسفل الجسر..
هانت الدنيا في قلبها، شعور جارف ومهيب طغى عليها فسحق كل ما ظنت أنه محور الكون في حياتها..
أعيش لوحدي، أتحبين أن أصبح أمك؟!
هل كنتِ مريضة؟!
نعم، كيف عرفتِ؟!
رأيت أمي في المنام، أنا لا أعرفها، لكنها دائما تأتي، أخبرتني أن أصلي للعظيم بالشفاء لأمي الجديدة، ولا أعلم كيف أتكلم معه، لكنني وقفت عند قط جائع فأطعمته وقلت يا لطيف اشفها وكأن الداء لم يلمس جسدها.
#مما_كتبت
#محمد_غمري
محمد غمري
ماذا؟! وجلسات الكيماوي التي أحرقتني، شعري الذي تساقط كأوراق الخريف، ملامحي الجديدة الباهتة، وأحاديث العلم والأطباء التي لا تعرف إلا التخويف
وزوجي...
أعتذر سيدتي، التشخيص أخطأ، ولكن باعتقادي أن الأمر مفرح أكثر مما قد يكون مثيراً للأسى، نبحث عن شفاء مستحيل، فنكتشف أن لا مرض من الأساس..
تائهة، غادرت المستشفى، تنظر إلى النهر، مشوشة لا ترى بوضوح إلى أي اتجاه يسير التيار، النهر ساكن، لا سكون، بل ثائر مضطرب يدور في حلقات مفزعة..
أمنيتك باستمرار الألم لئلا تكتشف خطايا المقربين، كأنك تلتمس عذراً لهم في ابتعادهم عنك..
وزوجي..
ظلت ترددها بصوت مرتفع، تناجي دوامات الماء اللامبالية..
زوجي الذي تركني لأنني أصبحت في نظره خارج نطاق الصلاحية، وتزوج!!
أيكون للألم نهاية، لليالي المظلمة صباحٌ مزهر!
هل تنبت في الصحراء المنسية أشجار وياسمين!
خذي هذه الحلوى مجانا ولا تبكي..
شعرت بيد تهزها من الأسفل، طفلة تبيع الحلوى، بثوب أغرقته الثقوب والرقع، تنظر إليها بعطف عميق..
أحنت جذعها نحو الصغيرة، قبلتها..
أين تقيمين يا طفلتي؟!
هناك..
وأشارت نحو أسفل الجسر..
هانت الدنيا في قلبها، شعور جارف ومهيب طغى عليها فسحق كل ما ظنت أنه محور الكون في حياتها..
أعيش لوحدي، أتحبين أن أصبح أمك؟!
هل كنتِ مريضة؟!
نعم، كيف عرفتِ؟!
رأيت أمي في المنام، أنا لا أعرفها، لكنها دائما تأتي، أخبرتني أن أصلي للعظيم بالشفاء لأمي الجديدة، ولا أعلم كيف أتكلم معه، لكنني وقفت عند قط جائع فأطعمته وقلت يا لطيف اشفها وكأن الداء لم يلمس جسدها.
#مما_كتبت
#محمد_غمري
محمد غمري