كوكتو (جان) Cocteau (Jean-) - Cocteau (Jean-)
كوكتو (جان ـ)
(1889 ـ 1963)
«أنا كذبة تقول الحقيقة دائماً!» بهذه الكلمات عرّف جان كوكتو Jean Cocteau نفسه، فهو أحد أطرف الشخصيات التي عرفها الأدب الفرنسي الحديث وأكثرها تعدداً في المواهب، فقد كان مسرحياً وروائياً ورساماً وسينمائياً وشاعراً، وتعاون مع موسيقيين مثل إريك ساتي Eric Satie، ومع رسامين مثل بيكاسو[ر] Picasso، ومع سينمائيين مثل لوي بونويل Luis Buñuel وغيرهم من شخصيات النخبة المثقفة في باريس في فترة بداية القرن العشرين التي أطلق عليها اسم «السنوات المجنونة» Les Années folles، وصار عضواً في الأكاديمية الفرنسية عام 1955.
ولد جان كوكتو في بلدة ميزون لافيت Maisons Laffitte وتوفي في باريس. بدأ حياته الأدبية بكتابة الشعر التقليدي، ثم تطور نحو أشكال أكثر حرية كما في مجموعة «مصباح عـلاء الدين» La Lampe d’Aladin (1909)، و«الأميـر الطائش» Le Prince frivole (1910)، و«رقصة سوفوكليس» La Danse de Sophocle (1912). بدأ بعد ذلك كتابة الشعر المستقبلي futuriste والتكعيبي cubiste والدادائي dadaïste كما في «رأس الرجاء الصالح» Le Cap de Bonne-Espérance (1919) و«أشعار» Poésies (1920). في تلك الفترة كان قد بدأ بكتابة رواياته الأولى التي تحمل أبعاداً خرافية ومأساوية ورمزية مثل «البوتوماك» Le Potomak (1913-1919) و«توما المخادع» Thomas l‘imposteur (1922)، و«الانزياح الكبير» Le Grand Ecart (1923)، و«الأولاد المرعبون» Les Enfants terribles (1929)، و«نهاية البوتوماك» La Fin du Potomak (1940). في هذه الأعمال الروائية تبدو شخصياته حالمة تسيطر عليها قوى مرعبة وتتنازعها التوجهات المتناقضة، وتخضع للقدر الذي يأخذ حيالها أشكالاً عديدة. وقد كان كوكتو قادراً في كل أعماله على ابتكار الشطحات الخيالية الغريبة، كما في مسرحية «عرسان برج إيفِل» Les Mariés de la Tour Eiffel (1921)، وعلى تصوير العواطف القوية، كما في «الصوت البشري» La Voix humaine (1930)، وعلى اعتماد صيغة مسرح البولڤار [ر]، كما في «الآباء المرعبون» Les Parents terribles (1938)، وصيغة الدرامـا الرومنسـية، كما في «النسر ذو الرأسين» L’Aigle à deux têtes (1946). لكنه برع في استعادة موضوعات المسرحيات الإغريقية في سياق معاصر وطرحها في تداخل ذكي ومقصود بين العصر القديم والعصر الحديـث كمـا في «أنتيغون» Antigone (1922) و«أورفيوس» Orphée (1925)، و«أوديب ملكـاً» Oedipe roi (1928)، و«الآلة الجهنمية» La Machine infernale (1934)، و«باخوس» Bacchus (1952).
وجد كوكتو في تقنيات السينما ما يلبي جنوحه إلى السحر والغرائبية، واستخدم في أفلامه الأساطير اليونانية وموضوع الحب الذي لايتحقق إلا فيما وراء الزمان والمكان. ومن أهم أفلامه «العودة الأبدية» L’Eternel Retour (1943) و«الجميلة والوحش» La Belle et la Bête (1946) و«أورفيوس» Orphée (1951)، و«وصية أورفيوس» Le Testament d’Orphée (1959).
كتب كوكتو أيضاً دراسات نقدية مثل «زيارة لموريس بارِس» Visite à Maurice Barrès (1921) و«سر المهنة» Le Secret professionnel (1932)، كما له مؤلفات تحمل طابع السيرة الذاتية مثل «يوميات رجل مجهول» Journal d’un inconnu، و«صعوبة الوجود» La Difficulté d’être (1953) و«أفيون» Opium (1930) و«الكتاب الأبيض» Le Livre blanc (1928). وكان كوكتو يزين أعماله برسومات توضيحية لها طابع مميز، ورسم في سنواته الأخيرة لوحات على جدران كنيسة سان بيير في فيلبرانش سور مير Villebranche-sur-Mer (1957).
حنان قصاب حسن
كوكتو (جان ـ)
(1889 ـ 1963)
«أنا كذبة تقول الحقيقة دائماً!» بهذه الكلمات عرّف جان كوكتو Jean Cocteau نفسه، فهو أحد أطرف الشخصيات التي عرفها الأدب الفرنسي الحديث وأكثرها تعدداً في المواهب، فقد كان مسرحياً وروائياً ورساماً وسينمائياً وشاعراً، وتعاون مع موسيقيين مثل إريك ساتي Eric Satie، ومع رسامين مثل بيكاسو[ر] Picasso، ومع سينمائيين مثل لوي بونويل Luis Buñuel وغيرهم من شخصيات النخبة المثقفة في باريس في فترة بداية القرن العشرين التي أطلق عليها اسم «السنوات المجنونة» Les Années folles، وصار عضواً في الأكاديمية الفرنسية عام 1955.
ولد جان كوكتو في بلدة ميزون لافيت Maisons Laffitte وتوفي في باريس. بدأ حياته الأدبية بكتابة الشعر التقليدي، ثم تطور نحو أشكال أكثر حرية كما في مجموعة «مصباح عـلاء الدين» La Lampe d’Aladin (1909)، و«الأميـر الطائش» Le Prince frivole (1910)، و«رقصة سوفوكليس» La Danse de Sophocle (1912). بدأ بعد ذلك كتابة الشعر المستقبلي futuriste والتكعيبي cubiste والدادائي dadaïste كما في «رأس الرجاء الصالح» Le Cap de Bonne-Espérance (1919) و«أشعار» Poésies (1920). في تلك الفترة كان قد بدأ بكتابة رواياته الأولى التي تحمل أبعاداً خرافية ومأساوية ورمزية مثل «البوتوماك» Le Potomak (1913-1919) و«توما المخادع» Thomas l‘imposteur (1922)، و«الانزياح الكبير» Le Grand Ecart (1923)، و«الأولاد المرعبون» Les Enfants terribles (1929)، و«نهاية البوتوماك» La Fin du Potomak (1940). في هذه الأعمال الروائية تبدو شخصياته حالمة تسيطر عليها قوى مرعبة وتتنازعها التوجهات المتناقضة، وتخضع للقدر الذي يأخذ حيالها أشكالاً عديدة. وقد كان كوكتو قادراً في كل أعماله على ابتكار الشطحات الخيالية الغريبة، كما في مسرحية «عرسان برج إيفِل» Les Mariés de la Tour Eiffel (1921)، وعلى تصوير العواطف القوية، كما في «الصوت البشري» La Voix humaine (1930)، وعلى اعتماد صيغة مسرح البولڤار [ر]، كما في «الآباء المرعبون» Les Parents terribles (1938)، وصيغة الدرامـا الرومنسـية، كما في «النسر ذو الرأسين» L’Aigle à deux têtes (1946). لكنه برع في استعادة موضوعات المسرحيات الإغريقية في سياق معاصر وطرحها في تداخل ذكي ومقصود بين العصر القديم والعصر الحديـث كمـا في «أنتيغون» Antigone (1922) و«أورفيوس» Orphée (1925)، و«أوديب ملكـاً» Oedipe roi (1928)، و«الآلة الجهنمية» La Machine infernale (1934)، و«باخوس» Bacchus (1952).
وجد كوكتو في تقنيات السينما ما يلبي جنوحه إلى السحر والغرائبية، واستخدم في أفلامه الأساطير اليونانية وموضوع الحب الذي لايتحقق إلا فيما وراء الزمان والمكان. ومن أهم أفلامه «العودة الأبدية» L’Eternel Retour (1943) و«الجميلة والوحش» La Belle et la Bête (1946) و«أورفيوس» Orphée (1951)، و«وصية أورفيوس» Le Testament d’Orphée (1959).
كتب كوكتو أيضاً دراسات نقدية مثل «زيارة لموريس بارِس» Visite à Maurice Barrès (1921) و«سر المهنة» Le Secret professionnel (1932)، كما له مؤلفات تحمل طابع السيرة الذاتية مثل «يوميات رجل مجهول» Journal d’un inconnu، و«صعوبة الوجود» La Difficulté d’être (1953) و«أفيون» Opium (1930) و«الكتاب الأبيض» Le Livre blanc (1928). وكان كوكتو يزين أعماله برسومات توضيحية لها طابع مميز، ورسم في سنواته الأخيرة لوحات على جدران كنيسة سان بيير في فيلبرانش سور مير Villebranche-sur-Mer (1957).
حنان قصاب حسن