تويت
كيف يكتب قره وهاب؟
حين تصفحت كتبه وتدرجت بين قصيدة واخرى ورد اليّ هذا السؤال، كيف يكتب قره وهاب ؟ وما هي الادوات التي يخلقها لنفسه؟
وعندما اقول الادوات التي يخلقها لأنه يكتب بشكل مختلف فهو لا يستخدم اللغة لكتابة نص شعري بالعكس هو يخلق لنفسه هوية جديدة ولغة جديدة مع كل نص يكتبه.
ادهشني حين سمعته يقول في احدى امسيات اتحاد الادباء قبل عقد من الان:
"وانا في احشائها..!
قبلتني امي مرتين
قبلة، رقّص كياني
المتدلي من الآم مخاضها
وقبلة ازعم ان امثالي يستحقونها...." إلى نهاية نص(وانا في احشاء أمي) من مجموعة بالمطر احترق.
واعقبه بنص عن أبيه يقول:
"استبقاني في ظهره!
اتعب ابي
لكنني انسلخت من عظمه سعفة
كي ألِد في احشاء نخلة رطباً
حتى لا تُعَيّر أمي، بأنها عاقر....." إلى نهاية نص (أبن العراق) من نفس المجموعة.
هذان النصان وقصائد عديدة لهذا الشاعر يمكن ان نطلق عليهم قصيدة نثر توظف مواضيع مختلفة وبشكل يجعلك في عطش للمزيد.
يكتب قره وهاب بحس انساني عال ولا يشغله في مشروعه الشعري سوى الهموم الانسانية، فتراه تارة جائعا في نصه وفي اخرى يفترش الكتب كما في حياته الواقعية واخرى عاشقا.
ولا يمكن ان نتجاهل وطنية الشاعر وحسه القومي فتجده مهموما بنقل تراثه التركماني والتركي إلى اللغة العربية حين يركن إلى قدرته في الترجمة من لغته الام ولشعراء كبار، وبهذا هو يكتب ويقرأ ويترجم ويحاول بلورة مشروع شخصي ليكون خاصا بالجميع في مدينته كركوك.
اما عن تصنيفه شعريا اراهُ في مصاف الشعراء الكبار لكن مثله مثل شعراء اخرين مهمين من مدينة كركوك لا زال اتحاده يجره تحت عباءة جماعة كركوك التي خيمت ظلالهم بعد اكثر من خمسين عاما على الواقع الثقافي وإن كنت ارى ان قره وهاب مشروع مهم يوازي ويتجاوز جماعة كركوك كونه خاضع للبيئة نفسها بعد اكثر من ثلاثين عاما من الكتابة وتشهد له مرابد التسعينات.
على مدار عقد وانا اتلهف لسماعه في اي جلسة ادبية يحضرها ، قره وهاب شاعر حقيقي في بيئة ثقافية غير حقيقية.
مهدي عبد الله
حين تصفحت كتبه وتدرجت بين قصيدة واخرى ورد اليّ هذا السؤال، كيف يكتب قره وهاب ؟ وما هي الادوات التي يخلقها لنفسه؟
وعندما اقول الادوات التي يخلقها لأنه يكتب بشكل مختلف فهو لا يستخدم اللغة لكتابة نص شعري بالعكس هو يخلق لنفسه هوية جديدة ولغة جديدة مع كل نص يكتبه.
ادهشني حين سمعته يقول في احدى امسيات اتحاد الادباء قبل عقد من الان:
"وانا في احشائها..!
قبلتني امي مرتين
قبلة، رقّص كياني
المتدلي من الآم مخاضها
وقبلة ازعم ان امثالي يستحقونها...." إلى نهاية نص(وانا في احشاء أمي) من مجموعة بالمطر احترق.
واعقبه بنص عن أبيه يقول:
"استبقاني في ظهره!
اتعب ابي
لكنني انسلخت من عظمه سعفة
كي ألِد في احشاء نخلة رطباً
حتى لا تُعَيّر أمي، بأنها عاقر....." إلى نهاية نص (أبن العراق) من نفس المجموعة.
هذان النصان وقصائد عديدة لهذا الشاعر يمكن ان نطلق عليهم قصيدة نثر توظف مواضيع مختلفة وبشكل يجعلك في عطش للمزيد.
يكتب قره وهاب بحس انساني عال ولا يشغله في مشروعه الشعري سوى الهموم الانسانية، فتراه تارة جائعا في نصه وفي اخرى يفترش الكتب كما في حياته الواقعية واخرى عاشقا.
ولا يمكن ان نتجاهل وطنية الشاعر وحسه القومي فتجده مهموما بنقل تراثه التركماني والتركي إلى اللغة العربية حين يركن إلى قدرته في الترجمة من لغته الام ولشعراء كبار، وبهذا هو يكتب ويقرأ ويترجم ويحاول بلورة مشروع شخصي ليكون خاصا بالجميع في مدينته كركوك.
اما عن تصنيفه شعريا اراهُ في مصاف الشعراء الكبار لكن مثله مثل شعراء اخرين مهمين من مدينة كركوك لا زال اتحاده يجره تحت عباءة جماعة كركوك التي خيمت ظلالهم بعد اكثر من خمسين عاما على الواقع الثقافي وإن كنت ارى ان قره وهاب مشروع مهم يوازي ويتجاوز جماعة كركوك كونه خاضع للبيئة نفسها بعد اكثر من ثلاثين عاما من الكتابة وتشهد له مرابد التسعينات.
على مدار عقد وانا اتلهف لسماعه في اي جلسة ادبية يحضرها ، قره وهاب شاعر حقيقي في بيئة ثقافية غير حقيقية.
مهدي عبد الله