كزبري (سلمي حفار)أديبة وباحثة من سورية

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كزبري (سلمي حفار)أديبة وباحثة من سورية

    كزبري (سلمي حفار) Al-Kuzbari (Salma al-Haffar-) - Al-Kuzbari (Salma al-Haffar-)
    الكزبري (سلمى الحفار ـ)

    (1923ـ 2006م)




    سلمى الحفار، أديبة وباحثة من سورية، أبوها لطفي الحفار أحد أركان الكتلة الوطنية التي قادت معركة الجهاد والاستقلال منذ الاحتلال الفرنسي حتى الجلاء.

    ولدت سلمى بدمشق، وتلقت تعليمها الابتدائي في كتاتيبها من حي الشاغور، ثم انتقلت إلى معهد الفرنسيسكان (دار السلام)، وأمضت فيه تسع سنوات أتمت بها دراستها الثانوية.

    بعد ذلك انتقلت مع أسرتها إلى طرابلس بعد نفي والدها من قبل السلطات الفرنسية، وهناك تزوجت محمد كرامي سنة 1942 شقيق الزعيم اللبناني عبد الحميد كرامي [ر]، وبعد سنتين من زواجها توفي زوجها، فعادت إلى دمشق، وأسست فيها جمعية «مبرّة التعليم والمواساة» التي أخذت على عاتقها تربية الأطفال اللقطاء منذ ولادتهم حتى بلوغهم السابعة.

    درست سلمى الأدب العربي على أساتذة مختصين، ولاسيما الأديبة ماري عجمي [ر]، كما درست الحقوق السياسية بالمراسلة مع الجامعة اليسوعية في بيروت.

    وفي أواخر عام 1948 تزوجت ثانية من نادر الكزبري، وتنقلت معه في سفارته بين تشيلي والأرجنتين، ثم إسبانيا، وفي هذه الأخيرة انتسبت إلى جمعية الكتّاب في مدريد، وألقت فيها محاضرات عن المرأة العربية، وفي إسبانيا أيضاً التقت بالشاعر نزار قباني [ر] ، وكانت بينهما سجالات ورسائل في الأدب، وشاركت بنشاط اجتماعي في عدد من المؤسسات العالمية.

    واستقر بها المقام في بيروت، حيث توفيت بعد رحلة حافلة بالعطاء، ساعدها على ذلك إتقانها للفرنسية والإسبانية، والإيطالية.

    بدأت سلمى حياتها الأدبية بكتابة المقالات والشعر الفرنسي وكان ذلك في سن مبكرة، والناظر في رحلة عطائها يرى أنها امتازت بنشاطها وغزارة إنتاجها وتنوع إبداعها في معظم ألوان الأدب، من يوميات وقصص قصيرة ورواية طويلة ومجموعات شعر بالفرنسية والإسبانية، إلى تحقيقات موسعة في آثار الأديبة مي زيادة وجمع الرسائل المتبادلة بين مي وأعلام النهضة، ودراسات لحياة وأعمال عدد من النساء المتفوقات في العالم، يضاف إلى ذلك سيرتها الذاتية، إلى غير ذلك من ألوان الأدب الشائعة.

    ويمكن إجمال إنتاجها - وفق ما تقدم- على النحو الآتي:

    في الشعر أصدرت سلمى أربعة دواوين، ثلاثة بالفرنسية: «الوردة المنفردة» (1958) ، و«نفحات الأمس» (1966)، و«بَوح» (1993)، ورابع بالإسبانية «عشية الرحيل» (1994).

    وفي الرواية لها روايتان: «عينان من إشبيلية» (1965) تدور أحداثها بين إشبيلية ومدريد، و«البرتقال المرّ» (1975) تحدثت فيها عن معاناة الفلسطينيين.

    أما مجموعاتها القصصية فهي: «حرمان» (1952)، و« زوايـا » (1955)، و« الغريبة » (1966)، و«حزن الأشجار» (1986).

    وفي اليوميات والمذكرات والسيرة الذاتية: «يوميات هالة» (1950) روت فيها حكاية اتهام والدها وغيره بجريمة اغتيال الزعيم عبد الرحمن الشهبندر بوحي من عملاء الانتداب الفرنسي، وقد استطاعت سلمى أن تروي تفاصيل هذه المرحلة الصعبة يوماً بعد يوم؛ تُسجّل انفعالاتها وحالة الذعر والقلق التي عاشتها مع أسرتها، وتواصل رواية هذه الأحداث حتى ظهور براءة والدها وعودته إلى الوطن. ولها أيضاً «عنبر ورماد» (1970) وهي سيرة ذاتية ذكرت في مقدمتها أنها الجزء الأول، و«الحب بعد الخمسين» (1989)، و«لطفي الحفار- مذكراته- حياته وعصره» (1997).

    وأما الدراسات والمحاضرات والتحقيقات فمنها «نساء متفوقات» (1961)، و«في ظلال الأندلس» (1971) ، وهي مجموعة محاضرات ألقتها في إسبانيا، ومثله كتابها الآخر «بصمات عربية ودمشقية في الأندلس» (1993) بالاشتراك مع سهيل بشروني.

    وقد حظيت الأديبة مي زيادة بعناية سلمى، ولها فيها: «الشعلة الزرقاء» (1979)، وهي رسائل جبران خليل جبران إلى ميّ وقد تُرجم الكتاب إلى غير ما لغة، ولها كذلك « مي زيـادة وأعلام عصرها » (1986)، و«مي زيـادة أو مأسـاة النبوغ» (1987).

    ولها في باب الدراسات أيضاً «حب ونبوغ» (1979) تحدثت فيه عن الأديبة الفرنسية جورج صاند.

    يمتاز أسلوب سلمى الحفار بالرشاقة والبساطة والوضوح، وقِصَر الجُمل وانتقاء الألفاظ بلا تكلف، وأسلوبها على العموم لا يخلو من نفحة فرنسية واضحة.

    نالت سلمى في رحلة عطائها عدداً من الجوائز: جائزة الملك فيصل العالمية للأدب العربي (1995)، ومنها وسام من الحكومة الإسبانية إلى جانب جائزة «شريط السيدة» (1965)، وكذلك منحتها جامعة باليرمو في صقلية جائزة البحر المتوسط تقديراً لأعمالها سنة 1980.

    نبيل أبو عمشة
يعمل...
X