تويت
كتاب مقدس
Holy Bible - Bible
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس The Holy Bible هو اسم الكتاب التاريخي والتعليمي اليهودي ـ المسيحي، لقائمة الكتب المقدسة في هاتين الديانتين. وكلمة Bible مشتقة من الكلمة اليونانية Byblos، التي تشير إلى مدينة بيبلوس (جبيل حالياً) على الساحل السوري، كان اليونانيون يستوردون منها لفافات الورق المصنعة في مصر من نبات البابيروس Papyrus، ثم صارت تطلق على الكتاب عامة.
ينقسم الكتاب المقدس إلى قسمين كبيرين: العهد القديم Old Testament وهو التسمية العلمية لأسفار اليهود وضعها عام 170م مسيحي يدعى مِليتو السارديسي Melito of Sardis لتمييزها من العهد الجديد. ويؤلف العهد القديم الجزء الأكبر من الكتاب المقدس، ويشمل الكتابات المقدسة scriptures عند اليهود قبل المسيحية بما فيها التوراة (الأسفار الخمسة الأولى (Pentateuch Torah)[ر]. والعهد الجديد New Testament، وهو الكتاب المقدس الأساسي في المسيحية، ويشمل الكتابات المقدسة المسيحية في العصر المبكر. ويحتوي على مجموعة التعاليم التي أتى بها السيد المسيح و نشرها بين أتباعه، ثم قام تلاميذه الحواريون بكتابة هذه التعاليم ونشرها في الأصقاع. ويحتوي كل قسم على مجموعة مختلفة من الأسفار كتبها مؤلفون مختلفون، وتضمنت العديد من الفنون الأدبية والكتابية التي تظهر عقلية المؤلف وبيئته. فهو ليس كتاباً منزلاً بل مكتوب بإلهام.
وقد قامت الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثالث الميلادي بتجميع الكتابات العبرية المقدسة ـ التي يقبلها اليهود جميعاً، أو التي ترجمت إلى اللغة اليونانية (الترجمة السبعينية Septuagint) ويقبلها بعض اليهود في أماكن مختلفة من العالم ـ وألّفت منها الكتاب المقدس، وتعد نسخة الملك جيمس الموثقة عام 1611 أفضل ترجمة معروفة في اللغة الإنكليزية للكتاب المقدس، على الرغم من وجود ترجمات أخرى كثيرة. ويتألف العهد القديم في هذه النسخة من 39 سفراً، والعهد الجديد من 27 سفراً.
العهد القديم
يعد العهد القديم مقدساً لدى اليهود والمسيحيين، لكن أسفاره غير متفق عليها، فبعض أحبار اليهود يضيفون أسفاراً لا يقبلها أحبار آخرون، في حين يرفض المسيحيون بعض الأسفار لدى اليهود بدعوى أنها مضافة، ويرون في العهد القديم النبوءات التي أنبأت عن حياة المسيح وموته وقيامته ورجوع الملك ودينونة العالم. ففي المسيحية تختلف النسخة الكاثوليكية عن النسخة البروتستنتية، إذ تتفق الكنائس البروتستنتية مع اليهود في قبول 39 سفراً فقط، وهي تلك التي دونت باللغة العبرية رافضة عد الكتب المدونة باليونانية أسفاراً قانونية موحاة. في حين تزيد النسخة الكاثوليكية (عدا الطبعة الأمريكية الكاثوليكية) سبعة أسفار على العهد القديم لتصبح 46 سفراً، وهي أسفار الأبوكريفا Apocrypha (الأسفار المحذوفة أو المشكوك في صحتها أو في صحة نسبتها إلى العهد القديم)، في حين تبقى أسفار العهد الجديد كما هي في طبعة الملك جيمس (27).
يقسم العهد القديم في التقليد اليهودي الذي يعترف به البروتستنت ثلاثة أقسام: القسم الأول: «التوراة» وتتألف من خمسة أسفار تنسب إلى موسى u مع أن فترة كتابتها تزيد على عشرات السنين، وهي التكوين ـ الخروج ـ اللاويين ـ العدد ـ التثنية[ر: التوراة]؛ والقسم الثاني: «أسفار الأنبياء»، وهي نوعان: ـ أسفار الأنبياء المتقدمين: وتضم أسفار يشوع (يوشع بن نون) ـ القضاة ـ صموئيل الأول ـ صموئيل الثاني ـ الملوك الأول ـ الملوك الثاني ـ أسفار الأنبياء المتأخرين: وتحوي أسفار إشعيا ـ إرميا ـ حزقيال ـ هوشع ـ يوئيل ـ عاموس ـ عوبديا ـ يونان (يونس) ـ ميخا ـ ناحوم ـ حبقوق ـ صفنيا ـ حجّى ـ زكريا ـ ملاخي. والقسم الثالث: «الكتابات»، وتتشعب إلى أنواع ثلاثة: ـ الكتب العظيمة وتشمل أسفار المزامير (الزّبور[ر]) ـ الأمثال (أمثال سليمان) ـ أيوب. ـ المجلات الخمس: وتشمل أسفار نشيد الأناشيد ـ راعوث ـ المراثي (مراثي إرميا) ـ الجامعة ـ أستير. ـ الكتب: وتضم أسفار دانيال ـ عزرا ـ نحميا ـ أخبار الأيام الأول ـ أخبار الأيام الثاني.
لكن بعض رجال اللاهوت اليهودي لا يوافقون على ضم سفري الجامعة ونشيد الأناشيد إلى أسفار العهد القديم، كذلك لا تؤمن طائفة السامريين إلا بأسفار موسى الخمسة، وبعض منهم يضيف سفري يوشع والقضاة إلى أسفار موسى ويرون في هذه الأسفار السبعة كتابهم المقدس.
أما الأسفار السبعة التي أضافتها الكنيسة الكاثوليكية إلى العهد القديم عام 1546 فهي: طوبيا ـ يهوديت ـ الحكمة ـ يسوع بن سيراخ ـ باروخ ـ المكابيين الأول ـ المكابيين الثاني. كما تجعل من أسفار الملوك أربعة، ويأتي أولها وثانيها بدلاً من سفري صموئيل الأول والثاني. وبذلك يقسم الكاثوليك أسفار العهد القديم وعددها 46 إلى خمسة أقسام: ـ أسفار الحكمة وهي أسفار موسى المتضمنة شريعته ـ والأسفار التاريخية وعددها 16 ـ وأسفار شعرية وعددها 6 ـ وأسفار الأنبياء وعددها 17 ـ أسفار تعليمية وعددها 2.
ومن الأسفار ما هو طويل كثير الإصحاحات كسفر المزامير الذي يصل إلى150 مزموراً، وإشعيا الذي يحوي66 إصحاحاً، وإرميا الذي يتكون من52 إصحاحاً، والتكوين وبه 50 إصحاحاً؛ ومنها ما هو قصير كسفر عوبديا وبه إصحاح واحد، وحجى وبه إصحاحان، وصفنيا وحبقوق وناحوم وكل منها يتكون من ثلاثة إصحاحات.
والعهد القديم عموماً سجل فيه شعر ونثر، وحكم وأمثال، وقصص وأساطير، وفلسفة وتشريع، وغزل ورثاء، مع بلاغة أسلوب وفصاحة عبارات في كثير من الحالات.
تمتد مرحلة كتابة العهد القديم بين 1200 ـ 100ق.م وقد كتبت جميع أجزائه باللغة العبرية عدا مقاطع قليلة باللغة الآرامية.
العهد الجديد
يؤلف العهد الجديد الجزء الثاني من قانون الكتاب المقدس المسيحي Canon Christian Bible، وهو قائمة الكتب أو الأسفار التي اعترفت بها الكنيسة رسمياً قواعد للإيمان في القرن الرابع في مجمع نيقية عام 325م. ويتكون من 27 سفراً مختلفة الحجم، كتبت جميعها باليونانية في القرن الذي تلا وفاة السيد المسيح، واشترك في كتابتها ثمانية كتّاب. وأطلق عليها عبارة «العهد الجديد» في أواخر القرن الثاني؛ لما تحتويه من أحكام تحدد عباراته العلاقات بين الله وخلقه في المرحلة الأخيرة من تاريخ الخلاص، إذ يرى المسيحيون في العهد الجديد إتماماً للنبوءات السابقة ولنصوص العهد القديم التي عدّها المسيحيون زمناً طويلاً كتابهم المقدس الأوحد ومصدر التشريع المسيحي، وسموها «الشريعة والأنبياء».
وقد بلغ عدد الكتب التي تحتوي نصوص أسفار العهد الجديد السبعة والعشرين أكثر من خمسة آلاف كتاب باللغة اليونانية، كتب أقدمها على أوراق البردي، وكُتب الباقي على الرق. وأقدمها كتابان مقدسان على الرق، يعودان إلى القرن الرابع: «المجلد الفاتيكاني» المحفوظ في مكتبة الفاتيكان، و«المجلد السينائي» المحفوظ في المتحف البريطاني في لندن. ويمكن تصنيف قانون أسفار العهد الجديد في ثلاثة أقسام:
قسم الأسفار التاريخية: ويشمل خمسة أسفار هي الأناجيل الأربعة Evangil (إنجيل متى وإنجيل مرقص وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنا)[ر] ورسالة أعمال الرسل Acts of Apostles التي كتبها لوقا، وسميت بالأسفار التاريخية لاحتوائها أعمالاً قصصية تاريخية، حيث يسرد جميعها سيرة حياة السيد المسيح ، مآثره وأقواله وأعماله ومعجزاته. كما أن رسالة أعمال الرسل تروي تاريخ الكنيسة الأولى، وقصة حياة معلمي المسيحية القديس بطرس والقديس بولس.
قسم الأسفار التعليمية، ويضم 21 رسالة توزع بين كتّابها كالآتي: 14 رسالة كتبها بولس وبعضها محدد التاريخ، منها رسالتان إلى أهل تسالونيكي الأولى والثانية عام 51 ـ 52، ورسالته إلى أهل غلاطية عام 54، ورسالته الأولى والثانية إلى أهل كورنثوس ربيع وخريف عام 57، ورسالته إلى أهل روما عام 58، ورسائله وهو أسير في روما عام 61 ـ 63 إلى أهل أفسس وفيلبي وكولسي وفيلمون، ورسالته إلى تيطس عام 65، ورسالتان إلى تلميذه تيموثاوس عام 65 ـ 67، ورسالته إلى العبرانيين (تنسب إليه في طبعة الملك جيمس، لكن العلماء يرون أن بولس لم يكتبها بل كتبها أحد تلاميذه أو أعوانه).
ثم ثلاث رسائل من كتابة يوحنا الرسول John the Apostle، ورسالتان من كتابة بطرس Peter، ورسالة واحدة من كتابة يعقوب James، وأخيراً رسالة واحدة من كتابة يهوذا Judah. ـ القسم الثالث هو سفر رؤيا revelation القديس يوحنا الذي كتبه في المنفى «بطموس» Patmos، إضافة إلى الرواية الرابعة للإنجيل وثلاث من الرسائل العامة. وهو السفر النبوئي الوحيد في العهد الجديد الذي يتحدث عن نهاية العالم، وعقاب الآثمين والخطاة، ويدافع عن الصالحين وأنقياء القلب. ومعانيه تشبه سائر ما كتبه القديس يوحنا، مع بعض الاختلاف في اللغة والإنشاء. وقد كتبه في أيام اشتد فيها اضطهاد السلطة الرومانية للكنيسة (في زمن القيصر دوميتيانوس Domitianus عام 95)، ويرى بعض العلماء إن فصولاً عدة كتبت في أيام نيرون. وتسمى بالرؤيا؛ لأنها أشبه بالأحلام، ولكن يوحنا رآها في اليقظة، ووضعها في السفر بصورة رمزية من غير أن يعنى بتنسيقها أو إقامة اللحمة بين أجزائها بإحكام، حتى قال بعض المفسرين إنها كانت في الأصل جزأين وضعهما الكاتب في أوقات مختلفة، ثم دمجهما فيما بعد في سفر واحد.
سوسن بيطار
Holy Bible - Bible
الكتاب المقدس
الكتاب المقدس The Holy Bible هو اسم الكتاب التاريخي والتعليمي اليهودي ـ المسيحي، لقائمة الكتب المقدسة في هاتين الديانتين. وكلمة Bible مشتقة من الكلمة اليونانية Byblos، التي تشير إلى مدينة بيبلوس (جبيل حالياً) على الساحل السوري، كان اليونانيون يستوردون منها لفافات الورق المصنعة في مصر من نبات البابيروس Papyrus، ثم صارت تطلق على الكتاب عامة.
ينقسم الكتاب المقدس إلى قسمين كبيرين: العهد القديم Old Testament وهو التسمية العلمية لأسفار اليهود وضعها عام 170م مسيحي يدعى مِليتو السارديسي Melito of Sardis لتمييزها من العهد الجديد. ويؤلف العهد القديم الجزء الأكبر من الكتاب المقدس، ويشمل الكتابات المقدسة scriptures عند اليهود قبل المسيحية بما فيها التوراة (الأسفار الخمسة الأولى (Pentateuch Torah)[ر]. والعهد الجديد New Testament، وهو الكتاب المقدس الأساسي في المسيحية، ويشمل الكتابات المقدسة المسيحية في العصر المبكر. ويحتوي على مجموعة التعاليم التي أتى بها السيد المسيح و نشرها بين أتباعه، ثم قام تلاميذه الحواريون بكتابة هذه التعاليم ونشرها في الأصقاع. ويحتوي كل قسم على مجموعة مختلفة من الأسفار كتبها مؤلفون مختلفون، وتضمنت العديد من الفنون الأدبية والكتابية التي تظهر عقلية المؤلف وبيئته. فهو ليس كتاباً منزلاً بل مكتوب بإلهام.
وقد قامت الكنيسة الكاثوليكية في القرن الثالث الميلادي بتجميع الكتابات العبرية المقدسة ـ التي يقبلها اليهود جميعاً، أو التي ترجمت إلى اللغة اليونانية (الترجمة السبعينية Septuagint) ويقبلها بعض اليهود في أماكن مختلفة من العالم ـ وألّفت منها الكتاب المقدس، وتعد نسخة الملك جيمس الموثقة عام 1611 أفضل ترجمة معروفة في اللغة الإنكليزية للكتاب المقدس، على الرغم من وجود ترجمات أخرى كثيرة. ويتألف العهد القديم في هذه النسخة من 39 سفراً، والعهد الجديد من 27 سفراً.
العهد القديم
يعد العهد القديم مقدساً لدى اليهود والمسيحيين، لكن أسفاره غير متفق عليها، فبعض أحبار اليهود يضيفون أسفاراً لا يقبلها أحبار آخرون، في حين يرفض المسيحيون بعض الأسفار لدى اليهود بدعوى أنها مضافة، ويرون في العهد القديم النبوءات التي أنبأت عن حياة المسيح وموته وقيامته ورجوع الملك ودينونة العالم. ففي المسيحية تختلف النسخة الكاثوليكية عن النسخة البروتستنتية، إذ تتفق الكنائس البروتستنتية مع اليهود في قبول 39 سفراً فقط، وهي تلك التي دونت باللغة العبرية رافضة عد الكتب المدونة باليونانية أسفاراً قانونية موحاة. في حين تزيد النسخة الكاثوليكية (عدا الطبعة الأمريكية الكاثوليكية) سبعة أسفار على العهد القديم لتصبح 46 سفراً، وهي أسفار الأبوكريفا Apocrypha (الأسفار المحذوفة أو المشكوك في صحتها أو في صحة نسبتها إلى العهد القديم)، في حين تبقى أسفار العهد الجديد كما هي في طبعة الملك جيمس (27).
يقسم العهد القديم في التقليد اليهودي الذي يعترف به البروتستنت ثلاثة أقسام: القسم الأول: «التوراة» وتتألف من خمسة أسفار تنسب إلى موسى u مع أن فترة كتابتها تزيد على عشرات السنين، وهي التكوين ـ الخروج ـ اللاويين ـ العدد ـ التثنية[ر: التوراة]؛ والقسم الثاني: «أسفار الأنبياء»، وهي نوعان: ـ أسفار الأنبياء المتقدمين: وتضم أسفار يشوع (يوشع بن نون) ـ القضاة ـ صموئيل الأول ـ صموئيل الثاني ـ الملوك الأول ـ الملوك الثاني ـ أسفار الأنبياء المتأخرين: وتحوي أسفار إشعيا ـ إرميا ـ حزقيال ـ هوشع ـ يوئيل ـ عاموس ـ عوبديا ـ يونان (يونس) ـ ميخا ـ ناحوم ـ حبقوق ـ صفنيا ـ حجّى ـ زكريا ـ ملاخي. والقسم الثالث: «الكتابات»، وتتشعب إلى أنواع ثلاثة: ـ الكتب العظيمة وتشمل أسفار المزامير (الزّبور[ر]) ـ الأمثال (أمثال سليمان) ـ أيوب. ـ المجلات الخمس: وتشمل أسفار نشيد الأناشيد ـ راعوث ـ المراثي (مراثي إرميا) ـ الجامعة ـ أستير. ـ الكتب: وتضم أسفار دانيال ـ عزرا ـ نحميا ـ أخبار الأيام الأول ـ أخبار الأيام الثاني.
لكن بعض رجال اللاهوت اليهودي لا يوافقون على ضم سفري الجامعة ونشيد الأناشيد إلى أسفار العهد القديم، كذلك لا تؤمن طائفة السامريين إلا بأسفار موسى الخمسة، وبعض منهم يضيف سفري يوشع والقضاة إلى أسفار موسى ويرون في هذه الأسفار السبعة كتابهم المقدس.
أما الأسفار السبعة التي أضافتها الكنيسة الكاثوليكية إلى العهد القديم عام 1546 فهي: طوبيا ـ يهوديت ـ الحكمة ـ يسوع بن سيراخ ـ باروخ ـ المكابيين الأول ـ المكابيين الثاني. كما تجعل من أسفار الملوك أربعة، ويأتي أولها وثانيها بدلاً من سفري صموئيل الأول والثاني. وبذلك يقسم الكاثوليك أسفار العهد القديم وعددها 46 إلى خمسة أقسام: ـ أسفار الحكمة وهي أسفار موسى المتضمنة شريعته ـ والأسفار التاريخية وعددها 16 ـ وأسفار شعرية وعددها 6 ـ وأسفار الأنبياء وعددها 17 ـ أسفار تعليمية وعددها 2.
ومن الأسفار ما هو طويل كثير الإصحاحات كسفر المزامير الذي يصل إلى150 مزموراً، وإشعيا الذي يحوي66 إصحاحاً، وإرميا الذي يتكون من52 إصحاحاً، والتكوين وبه 50 إصحاحاً؛ ومنها ما هو قصير كسفر عوبديا وبه إصحاح واحد، وحجى وبه إصحاحان، وصفنيا وحبقوق وناحوم وكل منها يتكون من ثلاثة إصحاحات.
والعهد القديم عموماً سجل فيه شعر ونثر، وحكم وأمثال، وقصص وأساطير، وفلسفة وتشريع، وغزل ورثاء، مع بلاغة أسلوب وفصاحة عبارات في كثير من الحالات.
تمتد مرحلة كتابة العهد القديم بين 1200 ـ 100ق.م وقد كتبت جميع أجزائه باللغة العبرية عدا مقاطع قليلة باللغة الآرامية.
العهد الجديد
يؤلف العهد الجديد الجزء الثاني من قانون الكتاب المقدس المسيحي Canon Christian Bible، وهو قائمة الكتب أو الأسفار التي اعترفت بها الكنيسة رسمياً قواعد للإيمان في القرن الرابع في مجمع نيقية عام 325م. ويتكون من 27 سفراً مختلفة الحجم، كتبت جميعها باليونانية في القرن الذي تلا وفاة السيد المسيح، واشترك في كتابتها ثمانية كتّاب. وأطلق عليها عبارة «العهد الجديد» في أواخر القرن الثاني؛ لما تحتويه من أحكام تحدد عباراته العلاقات بين الله وخلقه في المرحلة الأخيرة من تاريخ الخلاص، إذ يرى المسيحيون في العهد الجديد إتماماً للنبوءات السابقة ولنصوص العهد القديم التي عدّها المسيحيون زمناً طويلاً كتابهم المقدس الأوحد ومصدر التشريع المسيحي، وسموها «الشريعة والأنبياء».
وقد بلغ عدد الكتب التي تحتوي نصوص أسفار العهد الجديد السبعة والعشرين أكثر من خمسة آلاف كتاب باللغة اليونانية، كتب أقدمها على أوراق البردي، وكُتب الباقي على الرق. وأقدمها كتابان مقدسان على الرق، يعودان إلى القرن الرابع: «المجلد الفاتيكاني» المحفوظ في مكتبة الفاتيكان، و«المجلد السينائي» المحفوظ في المتحف البريطاني في لندن. ويمكن تصنيف قانون أسفار العهد الجديد في ثلاثة أقسام:
قسم الأسفار التاريخية: ويشمل خمسة أسفار هي الأناجيل الأربعة Evangil (إنجيل متى وإنجيل مرقص وإنجيل لوقا وإنجيل يوحنا)[ر] ورسالة أعمال الرسل Acts of Apostles التي كتبها لوقا، وسميت بالأسفار التاريخية لاحتوائها أعمالاً قصصية تاريخية، حيث يسرد جميعها سيرة حياة السيد المسيح ، مآثره وأقواله وأعماله ومعجزاته. كما أن رسالة أعمال الرسل تروي تاريخ الكنيسة الأولى، وقصة حياة معلمي المسيحية القديس بطرس والقديس بولس.
قسم الأسفار التعليمية، ويضم 21 رسالة توزع بين كتّابها كالآتي: 14 رسالة كتبها بولس وبعضها محدد التاريخ، منها رسالتان إلى أهل تسالونيكي الأولى والثانية عام 51 ـ 52، ورسالته إلى أهل غلاطية عام 54، ورسالته الأولى والثانية إلى أهل كورنثوس ربيع وخريف عام 57، ورسالته إلى أهل روما عام 58، ورسائله وهو أسير في روما عام 61 ـ 63 إلى أهل أفسس وفيلبي وكولسي وفيلمون، ورسالته إلى تيطس عام 65، ورسالتان إلى تلميذه تيموثاوس عام 65 ـ 67، ورسالته إلى العبرانيين (تنسب إليه في طبعة الملك جيمس، لكن العلماء يرون أن بولس لم يكتبها بل كتبها أحد تلاميذه أو أعوانه).
ثم ثلاث رسائل من كتابة يوحنا الرسول John the Apostle، ورسالتان من كتابة بطرس Peter، ورسالة واحدة من كتابة يعقوب James، وأخيراً رسالة واحدة من كتابة يهوذا Judah. ـ القسم الثالث هو سفر رؤيا revelation القديس يوحنا الذي كتبه في المنفى «بطموس» Patmos، إضافة إلى الرواية الرابعة للإنجيل وثلاث من الرسائل العامة. وهو السفر النبوئي الوحيد في العهد الجديد الذي يتحدث عن نهاية العالم، وعقاب الآثمين والخطاة، ويدافع عن الصالحين وأنقياء القلب. ومعانيه تشبه سائر ما كتبه القديس يوحنا، مع بعض الاختلاف في اللغة والإنشاء. وقد كتبه في أيام اشتد فيها اضطهاد السلطة الرومانية للكنيسة (في زمن القيصر دوميتيانوس Domitianus عام 95)، ويرى بعض العلماء إن فصولاً عدة كتبت في أيام نيرون. وتسمى بالرؤيا؛ لأنها أشبه بالأحلام، ولكن يوحنا رآها في اليقظة، ووضعها في السفر بصورة رمزية من غير أن يعنى بتنسيقها أو إقامة اللحمة بين أجزائها بإحكام، حتى قال بعض المفسرين إنها كانت في الأصل جزأين وضعهما الكاتب في أوقات مختلفة، ثم دمجهما فيما بعد في سفر واحد.
سوسن بيطار