الجمعة، 25 أبريل 2014
إعدادات وتخصيصات...
سوف أحاول في هذه المقالة أن أرجع إلى عالم الكاميرا بعد أن كنت تركته في المقالة السابقة من أجل شرح بعض عناصر العدسات. في هذه المقالة سأسرد بعض الوظائف الأساسية والمتوفرة عادة في الكاميرات الرقمية الحديثة، وسأحاول كذلك عدم الإسهاب في الحديث عن هذه الإعدادات والخواص، لا سيما أن معظمها من الممكن اكتشافه لو بذل المصور المبتدئ بعض الجهد في استخدام الكاميرا بشكل مكثف. وسأحاول كذلك التطرق إلى بعض الإعدادات التي تفيد المبتدئين بعض الشيء.
نظراً لكوني من مستخدمي كاميرات الكانون فسوف أعتمد في شرحي على كاميرتي في المقام الأول، ولكن يفترض أن لا تكون هذه مشكلة كبيرة حتى مع مستخدمي العلامات الأخرى، مثل نيكون. كل ما هنالك في الحقيقة هو تغيير في الاصطلاحات. ولنبدأ الشرح علي أولا أن أتقدم بنبذة ولو بسيطة عن كاميرتي، وهي كانون إيوس 7د (Canon EOS 7D).
تعتبر كانون إيوس 7د كاميرا من المستوى الثاني، حيث يُقسّم القائمون على التسويق والتصنيع الكاميرات إلى 3 مستويات: شريحة المستهلك (الأولى) وشريحة المستهلك المتقدم (الثانية) وشريحة المحترف (الثالثة). سبب هذا التقسيم هو أن بعض الخصائص والوظائف قد خصصت لشريحة معينة دون الأخرى (بعد إجراء دراسات تسويقية على الأغلب). ولذلك نجد أن كاميرات المستوى الأول (المستهلك) تتميز بصغر المستشعر وقلة النقاوة بعض الشيء وتواجد الكثير من الخيارات الآلية لمساعدة المستهلك على التصوير السريع بعض الشيء (ولكن هذا لا يعني أن الصور لن تكون أقل من رائعة، فالمصور هو الفنان الحقيقي خلف كل صورة تُلتقط). أما المستوى الثاني فهو يقدّم للمستهلك بعض الفوائد الإضافية (والسعر المرتفع كذلك!)؛ كالنقاوة العالية نسبياً وبعض الخيارات الأخرى التي تختلف أو تزيد بين كاميرا وأخرى. كاميرتي هي من هذا المستوى، وسوف نلاحظ بعد قليل بعض هذه الخيارات. أما المستوى الثالث وهو مستوى المحترفين فإنه الأغلى سعرا ويتميز ببعض الأمور أهمها حجم المستشعر الكبير والذي يتوافق في حجمه مع حجم الأفلام المستخدمة في الكاميرات الكلاسيكية (والتي يكون عادة طول الوتر فيها مساويا لـ 35مم). هذه الخاصية تجعل كاميرات المستوى المحترف أكثر نقاوة ودقة علاوة على تقليل الضوضاء الرقمية وبعض الأمور الأخرى التي تساعد على رفع جودة الصورة الرقمية.
كانون إيوس 7د هي كاميرا من المستوى الثاني كما أسلفنا، ولعلك ستلاحظ عزيزي القارئ أن قرص التحكم هنا ليس كباقي الكاميرات من المستوى الأول (هذا إذا كنت من مستخدمي المستوى الأول طبعا). هذا القرص والذي يمكن من خلاله توجيه الكاميرا لأداء وظائف معينة يكون مملوءاً بالوظائف الآلية في حالة المستوى الأول، ولكن هنا لدينا الوظائف الأساسية علاوة على وظيفتين آليتين اثنتين فقط.
1. النظام الآلي (Automatic): هذه الخاصية تجعل الكاميرا تتصرف بشكل آلي تماما والمصور تحت هذا النظام يعطي الكاميرا كامل الحرية في اختيارات التعريض (Exposure)؛ فهي تحدد سرعة الغالق وفتحة العدسة وحساسية المستشعر المطلوبة للحصول على إضاءة مناسبة في الصورة. الخيارات المتاحة للمصور للتحكم محدودة جداً.
2. آلي إبداعي (Creative Automatic): تحت هذا النظام، يمكن للمصور ضبط بعض الخواص، مثل الألوان ودرجة الوضوح أو التركيز والكاميرا تتولى تنفيذ هذه الضوابط بشكل آلي.
3. النظام المبرمج (Program): وتحت هذا النظام، تحدد الكاميرا بشكل آلي سرعة الغالق وفتحة العدسة المطلوبة لتحديد التعريض المناسب للصورة، ولكن في نفس الوقت يكون المصور قادرا على تغيير بعض هذه القيم والتحكم بالومّاض.
4. أولوية الغالق (Time Value): في هذا النظام، يحدد المصور سرعة الغالق وتتولى الكاميرا تحديد فتحة العدسة المناسبة للتعريض المناسب للصورة. يمكن زيادة كمية الضوء الداخلة لجعل الصورة مضيئة أكثر عن طريق التحكم بشريط التعريض (EV)، وسيأتي شرحه لاحقا إن شاء الله.
5. أولوية الفتحة (ِAperture Value): وهذا النظام بعكس السابق تماما، حيث يتحكم المصور بمقدار فتحة العدسة وتتولى الكاميرا تحديد سرعة الغالق المطلوبة. لعل هذا النظام هو الأكثر شيوعاً بين المصورين حيث إنه في الغالب يكون مقدار عمق الميدان (درجة الوضوح)، والتي تحددها فتحة العدسة، هي المطلب الأول للمصور، وليس سرعة الغالق.
6. النظام اليدوي (Manual): وهذا يعني بأن الكاميرا لا تتحكم بشيء بشكل آلي البتة. بل إن المصور يكون لديه كامل التحكم على جميع أساسيات الصورة (وهذا هو المفضل لدي).
7. المُطوّل (Bulb): ويقصد هنا التعريض المطول، أي التعريض الذي تكون فيه سرعة الغالق أطول من 30 ثانية. في الحقيقة إن بعض الكاميرات القديمة بعض الشيء تدمج هذه الخاصية مع نظام أولوية الغالق، ولكن هنا هي معزولة. عادة ما يتطلب استخدام هذه الخاصية اللجوء إلى جهاز للتحكم الآلي لفتح الغالق وغلقه في المدة المطلوبة وإلا فسوف يضطر المصور إلى ترك اصبعه على زر التقاط الصورة لأكثر من 30 ثانية! هذا بالطبع ناهيك عن الاهتزاز، ولهذا فإن الحامل للكاميرا يعتبر من الأولويات بالنسبة للمصور. يقال بأن سبب تسمية هذه الخاصية بالـ (Bulb)، أي «مصباح» باللغة العربية، يعود إلى الكاميرات الكلاسيكية حيث كان يتم وصل الكاميرا بجهاز تحكم (ميكانيكي في تلك الأيام) لتنفيذ هذا النوع من التصوير وقد كان شكل الزر المستخدم في هذا الجهاز عادة ما يكون على شكل المصباح فدُرجت تسمية هذه الطريقة بطريقة المصباح أو الـ (Bulb).
8. مخازن: هذه الاختيارات الثلاث هي لتخزين بعض الإعدادات. ولو إنني لم استخدمها قط حتى هذه اللحظة ولكن من المفيد شرحها بشكل بسيط. في بعض الأحيان قد يعمل المصور بشكل روتيني على بعض الإعدادات التي قد تتكرر في عمله ولهذا بدلا من ضبط هذه الإعدادات في كل مرة فإن كل ما على المصور فعله هو ضبطها مرة واحدة وتخزينها (عن طريق القوائم في الكاميرا نفسها) في إحدى هذه المخازن، للرجوع إليها وقت الحاجة.
تعليق