الإله دجن ..
ما زالت تأثيراته العطائية محفوظة في ذاكرتنا الريفية ..
.................................................. ..................................
الإله دجن أو داجان أو داجون.. لقد لعب هذا الإله دوراً مهماً في مجمع الآلهة في اوغاريت.. وكلمة دجن تعني في اللغات الأوغاريتية والعبرية ..حبوب .. وليس كما يحب أن يفسره بعض الجهلة ممن كتبوا عن هذا الإله بأنه آكل الدجاج ..!؟...
والإله دجن كتب باللغة الأوغاريتية بالحروف الساكنة /د.ج.ن/ويعني هذا الجذر باللغة العربية ..غائم وممطر ..فنقول :الدجن إلباس الغيم الأرض وأقطار السماء والمطر الكثير
وأدجنوا دخلوا فيه ..والمطر والحمى داما والسماء دام مطرها ..ومن هنا عدّ دجن معطي الطعام..
يمكن الاستناج من ذلك إن داجان كان إلهاً ذا طبيعة زراعية وربما كان إلهاً للخصب قبل الإله بعل ..حيث يرد ذكره في بعض نصوص أوغاريت كأب للإله بعل ..وكان "بن دجن" لقباً هاماًمن ألقاب بعل أوغاريت كرمه الأوغاريتيون فأشادوا له معبداً..الذي يزور مدينه أوغاريت يشاهد بقايا معبده الذي يقع في الأكربول بالقرب من معبد بعل على بعد /60/متراً عنه..
أما عن أهمية العلاقة بين ..بعل ودجن ..كون هذا الأخير هو إله للحبوب والغذاء
بصورة عامة نقول :أنه من خلال ماتوفر لنا من معطيات كتابية حول هذا الأمر ومن قراءة بعض النصوص الأوغاريتية المترجمة ذا الصفة الميثولوجية أن لقب دجن
يحمل دلالات إخصابية واضحة مكملة لبعل بالرغم من الأمر اللافت والمحير أنه ليس لدجن أي ذكر له في النصوص الأوغاريتية..أو خارج أوغاريت رغم وجود معبد له في أوغاريت ..ومازالت العادة الدارجة عند اهلنا الكرماء في ريف ساحلنا السوري الجميل..بأن يقال للشخص ..من الصبح ماأكل الدجن ..أي ما أكل الخبز أو الطعام ..لما كانت تشكل الحبوب في المجتمعات الزراعية مصدراً هاماً في حياتها اليومية وعنصر من عناصر الغذاء اليومي..
والإله دجن انتشرت عبادته في سورية في النصف الثالث قبل الميلاد.ثم دخلت عبادته بلاد الرافدين في عهد الملك شاروكين مؤسس الامبرطورية الآكادية في /2350-2284/ق.م..وأطلق عليه لقب ملك البلاد ..
ولعب الإله دجن دوراً بارزاً وكبيراًفي مملكة ماري في بداية الألف الثاني قبل الميلاد ..وكانت مدينة توتول ..تل البيعة قرب مدينة الرقة مركز عبادته هناك ..
وعرف في مملكة إبلا ..وأنتشرت عبادته بين الكنعانيين في الألف الثاني قبل الميلاد..وكما إن كلمة بعل لاتزال موجودة بين المفرادت الزراعية حالياً في عموم سورية فإننا نرى كلمة دجن تستمر لتحمل معنى الطعام أو القوت في اللهجات
الشعبية وهذه الاستمرارية هي لاشك صدى أهمية الحبوب في غذائهم منذ آلاف السنين ..
أوغاريت ستبقى حكاية عشق سرمدية تبدأ فصولها ولا تنتهي وعندما تزورها وتتطلع على مكنونات حضارتها عندها ستدخل معها في حوار صامت يأخذك إلى عالم جميل ساحر مفعم بالحياة والحيوية..
مصادر البحث
تقارير بعثات التنقيب الأثرية العاملة في اوغاريت ومصادر علمية أخرى مختصة بالدراسات الاوغاريتية إضافة إلى مراحع علمية أخرى..
الصورة المرفقة هي شاهدتان من الحجر الكلسي تم اكتشافها في مدينة اوغاريت في ثلاثينيات القرن الماضي في منطقة الاكربول..تجسد الأولى من اليسار الإله بعل. والثانية الإله دجن وهما معروضان في متحف اللوفر في باريس..
..عاشق أوغاريت ..غسان القيّم..
ما زالت تأثيراته العطائية محفوظة في ذاكرتنا الريفية ..
.................................................. ..................................
الإله دجن أو داجان أو داجون.. لقد لعب هذا الإله دوراً مهماً في مجمع الآلهة في اوغاريت.. وكلمة دجن تعني في اللغات الأوغاريتية والعبرية ..حبوب .. وليس كما يحب أن يفسره بعض الجهلة ممن كتبوا عن هذا الإله بأنه آكل الدجاج ..!؟...
والإله دجن كتب باللغة الأوغاريتية بالحروف الساكنة /د.ج.ن/ويعني هذا الجذر باللغة العربية ..غائم وممطر ..فنقول :الدجن إلباس الغيم الأرض وأقطار السماء والمطر الكثير
وأدجنوا دخلوا فيه ..والمطر والحمى داما والسماء دام مطرها ..ومن هنا عدّ دجن معطي الطعام..
يمكن الاستناج من ذلك إن داجان كان إلهاً ذا طبيعة زراعية وربما كان إلهاً للخصب قبل الإله بعل ..حيث يرد ذكره في بعض نصوص أوغاريت كأب للإله بعل ..وكان "بن دجن" لقباً هاماًمن ألقاب بعل أوغاريت كرمه الأوغاريتيون فأشادوا له معبداً..الذي يزور مدينه أوغاريت يشاهد بقايا معبده الذي يقع في الأكربول بالقرب من معبد بعل على بعد /60/متراً عنه..
أما عن أهمية العلاقة بين ..بعل ودجن ..كون هذا الأخير هو إله للحبوب والغذاء
بصورة عامة نقول :أنه من خلال ماتوفر لنا من معطيات كتابية حول هذا الأمر ومن قراءة بعض النصوص الأوغاريتية المترجمة ذا الصفة الميثولوجية أن لقب دجن
يحمل دلالات إخصابية واضحة مكملة لبعل بالرغم من الأمر اللافت والمحير أنه ليس لدجن أي ذكر له في النصوص الأوغاريتية..أو خارج أوغاريت رغم وجود معبد له في أوغاريت ..ومازالت العادة الدارجة عند اهلنا الكرماء في ريف ساحلنا السوري الجميل..بأن يقال للشخص ..من الصبح ماأكل الدجن ..أي ما أكل الخبز أو الطعام ..لما كانت تشكل الحبوب في المجتمعات الزراعية مصدراً هاماً في حياتها اليومية وعنصر من عناصر الغذاء اليومي..
والإله دجن انتشرت عبادته في سورية في النصف الثالث قبل الميلاد.ثم دخلت عبادته بلاد الرافدين في عهد الملك شاروكين مؤسس الامبرطورية الآكادية في /2350-2284/ق.م..وأطلق عليه لقب ملك البلاد ..
ولعب الإله دجن دوراً بارزاً وكبيراًفي مملكة ماري في بداية الألف الثاني قبل الميلاد ..وكانت مدينة توتول ..تل البيعة قرب مدينة الرقة مركز عبادته هناك ..
وعرف في مملكة إبلا ..وأنتشرت عبادته بين الكنعانيين في الألف الثاني قبل الميلاد..وكما إن كلمة بعل لاتزال موجودة بين المفرادت الزراعية حالياً في عموم سورية فإننا نرى كلمة دجن تستمر لتحمل معنى الطعام أو القوت في اللهجات
الشعبية وهذه الاستمرارية هي لاشك صدى أهمية الحبوب في غذائهم منذ آلاف السنين ..
أوغاريت ستبقى حكاية عشق سرمدية تبدأ فصولها ولا تنتهي وعندما تزورها وتتطلع على مكنونات حضارتها عندها ستدخل معها في حوار صامت يأخذك إلى عالم جميل ساحر مفعم بالحياة والحيوية..
مصادر البحث
تقارير بعثات التنقيب الأثرية العاملة في اوغاريت ومصادر علمية أخرى مختصة بالدراسات الاوغاريتية إضافة إلى مراحع علمية أخرى..
الصورة المرفقة هي شاهدتان من الحجر الكلسي تم اكتشافها في مدينة اوغاريت في ثلاثينيات القرن الماضي في منطقة الاكربول..تجسد الأولى من اليسار الإله بعل. والثانية الإله دجن وهما معروضان في متحف اللوفر في باريس..
..عاشق أوغاريت ..غسان القيّم..