كتاب :فضاء النقد بمسيرة الشاعر الفلسطيني:محمود درويش ..بقلم اللبنانية:نجلاء أبو جهجه.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • كتاب :فضاء النقد بمسيرة الشاعر الفلسطيني:محمود درويش ..بقلم اللبنانية:نجلاء أبو جهجه.


    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	FB_IMG_1692000033393.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	78.9 كيلوبايت 
الهوية:	146204
    فضاء النقد
    محمود درويش
    نجلاء أبو جهجه/ لبنان

    محمود درويش، أحد أهم الشعراء الفلسطينيين والعرب الذين ارتبط اسمهم بشعر الثورة والوطن. يعتبر درويش أحد أبرز المساهمين بتطوير الشعر العربي الحديث وإدخال الرمزية فيه. في شعر درويش يمتزج الحب بالوطن وبالحبيبة
    مات "محمود درويش"، وعاشت قصيدته الملتزمة والحرة، الثائرة، والخائبة. صار صفحة في كتاب الخلود، وكلماته رسائل عابرة لروزنامة الأرض. هوَ المترجَم إلى لغات لا يعرفها، فسافرت أحرفه، ومعها "فلسطين"، بالكوفية، وبالخيمة، والحصان الوحيد.
    مثل نقر عصفور على زجاج، ننكأ سيرة "محمود درويش"، لنعيد تأليف الصوت، ولنفتح النافذة للمرة الألف على عوالمه ومصطلحاته ورموزه التي صارت قاموسًا.
    نكاد نختبئ خلف حبر الأصدقاء، لنرى "محمود درويش" بعيون أولئك الذين عايشوه، وتقاطعوا معه، وقاسموه الخبز، والقهوة، والسفر.
    سيرة هذا الثائر نكتبها بأقلام الناس، وفي الأزقة، وشوارع المخيّم، ومع أصوات باعة الخضار، والعجائز اللواتي يحملن مفاتيح بيوتهنَّ في سلاسل معلقة في رقابهن.
    من "البروة" قريته، إلى موته المبكر في تلك القارة البعيدة، مساحة سطور لم تكتمل، وقهقهات على رصيف "باريسي"، ودمعة في حصار "بيروت"، وركوة بنّ في "عمّان". تلك التفاصيل تعيد تأليف الشاعر، وتجبره على قطف صورها، وروائحها، وأصواتها.
    كان ذلك العبقري ابن المدن التي لم تنجبه، فأنجبها من رحم دواته.
    كان "محمود درويش"، على غرار شعب بأكمله، نتاجًا طبيعيًا لرحم الفجيعة، ثم قرار المقاومة، ومواصلة العيش. بنيانه من رخام الظروف التي لا تشبه إلا ذاتها، مما دفعه إلى أن يجابه هذه الظروف بالسفر والتجربة والقراءة، من الداخل إلى الخارج. من "فلسطين" إلى "موسكو"، و"باريس"، و"لندن"، و"بيروت"، و"القاهرة"، و"عمان"، ولائحة عواصم لا تنتهي. جلجلة الشاعر الجليل هذا دوّن يومياتها على شكل قصائد،
    في "بيروت"، امتزج "درويش" بروحها الثوروية، وبنبضها الثقافي، حتى أنه تعايش مع أزيز رصاصها، ومع رائحة البنّ فيها، ومع صحفها، وبحرها. كانت صفحة عربية ثانية بعد "القاهرة".
    يروي "درويش":
    "بعد "القاهرة" انتقلت إلى "بيروت" مباشرة... عشت فيها من العام 1973 إلى العام 1982. حنيني إلى "بيروت" ما زلت أحمله حتى الآن. وعندي مرض جميل اسمه الحنين الدائم إلى "بيروت"، ولكنني لا أعرف ما هي أسبابه. أعرف أن اللبنانيين لا يحبون مديح مدينتهم في هذا الشكل. ولكن لـ "بيروت" في قلبي مكانة خاصة جدًا. ولسوء حظي، أنني بعد سنوات قليلة من إقامتي فيها ، وهي التي كانت ورشة أفكار، ومختبرًا لتيارات أدبية وفكرية وسياسية، متصارعة ومتعايشة في وقت واحد، لسوء حظي، أن الحرب اندلعت، وأعتقد أن عملي الشعري تعثر حينذاك.
    أعتقد أن أجمل ما كتبت كان ديوان "تلك صورتها، وهذا انتحار العاشق". ولكن بعد اندلاع الحرب هيمن الدم، والقصف، والموت، والكراهية، والقتل... على أفق بيروت وعكره. ومات بعض أصدقائي هناك، وكان عليّ أن أرثيهم، فأول فقيد كان "غسان كنفاني". وأعتقد أن الحرب الأهلية في "لبنان" عطلت الكثير من المشاريع الثقافية والفكرية التي كانت تجتاح "بيروت"، فانتقل الناس إلى جبهات مختلفة، ومتناقضة، ومتحاربة.
    مات درويش وترك لنا ثروة ادبية خالدة ستبقى للتاريخ والاجيال القادمة..
    درويش طوال عمره كان يحلم بالعودة إلى وطنه، لكنه مات بعيداَ، بعيداَ، وعيونه ترنو الى فلسطين الحبيبة
يعمل...
X