فوتوغرافيا
أطلال المنازل المهجورة .. كما تراها لمياء قرقاش
نَشَأت في حي الحمرية في ديرة دبي، ومنذ نعومة أظفارها كانت مفتونةً بالفنون والموسيقى، لكن علاقتها بالعدسة كانت خارج تجاربها وحساباتها ! اقتربت قليلاً من الفوتوغرافيا بحكم دراستها لكن شُعلة الشغف كانت غائبة ! الاشتعال الكبير حصل عندما قامت بزيارةٍ لمنزل أجدادها القديم .. وهناك بدأت القصة البصرية.
في لقاءٍ نشرته صحيفة Gulf News، رَبَطَت لمياء ذكرياتها القديمة حيث مجتمعها القديم المتآلف الدافئ الذي يتشارك فيه الأهل والأقارب والجيران المدرسة والمتاجر الصغيرة وأغلب التفاصيل الصغيرة، بالحاضر المُفتقد لألفة المجتمع. اهتمّت لمياء بتوثيق منازل الأسر الإماراتية في دبي والشارقة وعجمان عبر مراحل، بدءً من عملية الانتقال ثم الهجر الكامل، منها ما هو شبه مهجور، ومنها منازل تحوي سُكّاناً على وشك الانتقال، أو أماكن سيتم هدمها قريباً. تعتقدُ لمياء أن كل مساحة، سواء أكانت تجارية أو شخصية، تثيرُ إحساساً بالتجربة الإنسانية، وينبغي الاحتفاء بها.
لمياء تُفضِّل استخدام الفيلم التقليدي في التصوير Analogue، مقتنعةً بمعارضة التيار السائد لصالح الراحة في العمل وفق تقاليد الماضي التي تُشعرها بالتحفيز. وقد وَصَفَتها الصحيفة بعبارة (تبدو صورها كما لو أن عدستها مُدرَّبة على مساحاتٍ مهجورة). وتُعلِّق لمياء: أعيشُ حياتي من خلال المرئيات .. تتشَكَّلُ القصص في ذهني كسلسلةٍ من الصور بدلاً من النصوص، توثيق المساحات هو تكريمٌ حقيقيّ لمنزلي وبلدي ومدينتي، وتمثيلٌ للمشاعر والتجارب البشرية. إن تكريس جهودي لهذا النوع من التوثيق ينبع من الذكريات والتركيز على السرد البشري، والسماح للمشاهد في الغوص في التفاصيل والسرد الجميل المختبئ فيها.
تَعرضُ لمياء أعمالها في غاليري الخط الثالث في دبي، وقد شاركت في عشرات المعارض والمهرجانات المحلية والعالمية منها بينالي البندقية وغاليريا مارابيني في بولونيا، وأعمالها ضمن المقتنيات الدائمة لمؤسسة الشارقة للفنون ومؤسسة بارجيل للفنون.
فلاش:
سردُ القصص الإبداعية .. فضاءٌ بصريّ دائم التوسّع
*جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي
www.hipa.ae
تعليق