قاعدة الأثلاث
وهي من أشهر القواعد المعروفة في عالم التصوير على الإطلاق. تقول هذه القاعدة أن مناطق القوة التي تشد العين البشرية فطريا في أي صورة كانت هي تلك التي تتمحور حول منطقة الوسط (وليس منطقة الوسط ذاتها). أي، لو قسمنا المشهد إلى 3 أثلاث، عموديا وأفقيا، فإن مناطق تقاطع هذه الخطوط الأربعة هي نقاط القوة والتي يفضل وضع الموضوع الأساسي في الصورة عندها.
مخطط لقاعدة الأثلاث، حيث يُقسم المشهد إلى أثلاث متساوية وتكون نقاط القوة في الصورة عند نقاط التقاط هذه الخطوط (النقط الزرقاء). |
هناك نظرة أخرى أتذكرها أنا شخصيا وقد تعرفت إلى هذه النقطة عند زيارة المصور الإيراني الأصل «رضا دِقتي»، وهو مصور قد عمل مع فريق ناشيونال جيوغرافيك لمدة طويلة – يقول بأنه ليس كل ما يُجلب من الغرب هو الحقيقة بعينها. أي أن هذا المبدأ (الأثلاث) قد تم ولادته في الغرب، وهو مبدأ فني بحت وليس علميا. نحن الشرقيون لدينا نظرتنا وطبيعتنا المختلفة في تحليل العالم من حولنا وإننا (كما يقول هو) نميل إلى قاعدة «اللولب» أكثر منها إلى قاعدة الأثلاث. حقيقة لا أعلم إن كان هذا كلام موثق ومدروس ولكن لعلها ملاحظة شخصية من طرفه، وأنا شخصيا لاحظت بأن طريقتي في التصوير أحيانا (حتى من قبل التعرف على هذه القاعدة) تميل إلى قاعدة اللولب أكثر. الفرق بين القاعدتين في الأساس يكمن في مقدار الإزاحة عن منطقة الوسط؛ فهي ضئيلة نسبيا في قاعدة الأثلاث، ولكنها أكبر في قاعدة اللولب. وسنتطرق إليها فيما بعد.
قاعدة أخرى تتشابه مع قاعدة الأثلاث من حيث طريقة العمل ولكن بإحداثيات مختلفة وهي ما تسمى قاعدة «النسبة الذهبية». هذه القاعدة تعتمد على تقسيم خط ما إلى قسمين: «أ» و«ب» بحيث تكون النسبة بين (أ+ب):أ وأيضا أ:ب مساوية لـ «1,618». هذه القاعدة قديمة جدا في الأعمال الفنية والمعمارية وقد تبين بأن المصريين القدماء واليونان قد استعملوا ذات النسبة في شتى أعمالهم المعمارية. عند استخدام هذه النسبة في تقسيم المشهد بهيئة الأثلاث، فإن الأثلاث لن تكون متساوية في المساحة وتكون النقط المركزية أقرب مما هي عليه في نظام الأثلاث العادي، ويعتبر وضع عناصر الصورة عند هذه النقاط من مصادر القوة كذلك، علاوة على إضفاء عمق نظري أكبر.