الجمعة، 27 يونيو 2014
التراكيب (Composition)…
سوف أحاول في هذه المقالة أن أسرد بعض القواعد العامة التي يستخدمها المصور لتشكيل الصورة. تساعد هذه القواعد على بناء صورة جذابة قدر المستطاع وهي مستنبطة من الخبرة الإنسانية الفنية الطويلة الأمد. على أن هذا لا يمنع من كسر هذه القواعد حتى أنه قد تشكلت المقولة المشهورة بين المصورين: «القوانين وُضعت لتكسر». لذلك، عند قراءة هذه القواعد واستعمالها يجب على المصور الأخذ بعين الاعتبار بأنها مجرد أدوات مساعدة وليست قوانين! هناك بعض الآراء القائلة بأن تدريس وتعيين هذه القواعد هو مضيعة للوقت ولا يصب في مصلحة المصور المبتدئ لأنها ستحد من النظرة الفطرية المتكونة لديه أساسا، وتجعل العقل الفني أشبه بالآلة التي تحلل المشهد وتعمل وفق معايير مضبوطة، بدلا من التداول العاطفي مع هذا المشهد، والذي هو أساس التصوير الفني. على أية حال، لا يجب أن يُترك الأمر مطلقا. فهذه القواعد إنما وجدت لتكون أداة للمساعدة في حين أضطر المصور (بشكل ما) اللجوء إليها لعدم وجود النظرة المتأملة الفاحصة عند التصوير. وهذا شيء طبيعي. فقد تمتلك العاطفة المصور بشدة بشكل تجعل عقله الفني مغيبا أحيانا ويصبح العقل مشغولاً بتأمل ذات الصورة لا بتشكيل الصورة.
سأسرد هنا بعض القواعد العامة التي يدرج المصورون على استخدامها عند التصوير وسأحاول التحدث بشكل موجز عن كل واحدة منها. على أن الأمر منوط بالمصور نفسه في تجربة هذه الأمور حتى تكون من الأمور البديهية أحيانا. إن الأمر يتشابه إلى حد ما مع قيادة السيارة: أولا يفكر السائق في كل خطوة يعملها للقيادة بشكل سليم، وبعد التمكن من الأمر يصبح هذا السائق مرنا في التعامل مع السيارة حتى من دون التفكير فيما يجب فعله عند الانحناء أو التوقف وما إلى ذلك من أمور القيادة.