فيصل الأول بن الحسين بن عليFayssal I ibn al-Hussein ibn ملك سورية والعراق،1883- 1933م

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • فيصل الأول بن الحسين بن عليFayssal I ibn al-Hussein ibn ملك سورية والعراق،1883- 1933م

    فيصل الأول بن الحسين بن علي
    (1300 ـ 1352هـ/1883 ـ 1933م)
    ملك سورية والعراق، الابن الثالث للشريف حسين أمير مكة، تلقى تعليمه الابتدائي في الأستانة التي عاش فيها وأسرته فيما بين 1893 حتى 1908، حيث شهد الانقلاب الذي قام به الاتحاديون في العام نفسه، فغادرها وأهله إلى مكّة المكّرمة، رشح نفسه عن مدينة جدّة فانتخب عضواً في «مجلس المبعوثان». ظهر فيصل ليس فقط كشخصية سياسية فحسب، بل قائداً عسكرياً كان له دورٌ بارزٌ في قيادة الجيش العربي في أثناء الثورة العربية الكبرى عام 1916. وقد أسهم بدورٍ فعال إبان الحرب العالمية الأولى عبر اتصاله بالجمعيات السرّية العربية العاملة في دمشق وغيرها من المدن العربية، ففي طريقه إلى الأستانة مرَّ على دمشق في شهر آذار عام 1915 فالتقى فيها بعددٍ من قادة تلك الجمعيات وتعرّف عدداً من آرائها وأفكارها، وانتسب إلى جمعية الفتاة. وضع قادة «الفتاة والعهد» مسوّدة «بروتوكول دمشق»، وطُلب من فيصل أن يعرضه على والده الشريف حسين، ويتضمّن مطالب العرب من الحلفاء، التي تنص على مطالبة بريطانيا بالاعتراف باستقلال البلاد العربية الواقعة ضمن حدود تمتدّ من خط مرسين شمالاً إلى حدود إيران شرقاً، وخليج العرب والمحيط الهندي جنوباً، ومن البحر الأحمر إلى البحر المتوسط، وتبنى الشريف حسين ذلك البروتوكول. وكانت المفاوضات التي دارت عبر المراسلات بين الشريف حسين والبريطانيين قد اعتمدت على بنود هذا الميثاق.
    كان فيصل الأول على رأس الجيش العربي في حملة الصحراء ضد الأتراك ودخل دمشق إثر انسحاب القوات العثمانية منها وذلك في تشرين الأول 1918. مَثّل العرب في العديد من المؤتمرات التي عقدت في أوربا لإقرار السلم في المنطقة التي كانت تابعة للامبراطورية العثمانية طوال قرونٍ عدة، فقد حضر مؤتمر السلام مطلع كانون الثاني 1919 بعد ضغوطٍ أمريكية ومناورة بريطانية ورضوخٍ فرنسي، وقُبل على أنه ممثل لوالده الشريف حسين ملك الحجاز، ولم يكن من حقه التحدث باسم العرب، وعندما سمح له بالحديث ولمرة واحدة في السادس من شباط/فبراير 1919 تحدث عن الوحدة العربية، وقدّم للمؤتمر مذكرة أشار فيها أنه حضر للمؤتمر ممثلاً لوالده الذي قاد الثورة العربية ضد الأتراك. التقى بالزعيم الصهيوني وايزمان أكثر من مرة لأخذ موافقة والده على الهجرة اليهودية إلى فلسطين، وإقامة الدولة اليهودية في فلسطين، وقد تعرّض للعديد من الضغوط البريطانية للقبول بالمطالب الصهيونية، وعَقدِ اتفاقٍ معها عبر ممثلها وايزمان، وكان اللقاء الأول في الرابع من حزيران عام 1918 في مدينة العقبة وبحضور أحد الضباط البريطانيين الذي تولّى الترجمة، دامت المقابلة خمساً وأربعين دقيقة، لم ينخدع فيصل بالمزاعم التي قدمها وايزمان، وقال فيصل: «إنه كجندي لا دخل له بالسياسة، فذلك بيد والده الملك في مكّة، وأنه كعربي لا يقبل أن يبحث في وضع فلسطين تحت حماية بريطانية أو جعلها مجالاً لهجرةٍ يهودية، إن أي استقرار يهودي فيها يجب أن يكون ضمن الملكية العربية وخاضعاً للسيادة العربية»، ولم يبد وايزمان أي اعتراض على هذا الكلام على أساس أنه كلامٌ مناقضٌ للمخططات الصهيونية. كان اللقاء الثاني في لندن في الثالث من كانون الثاني عام 1919 وبتخطيطٍ من الصهيونية وعميلها لورانس مستغلين وجود فيصل فيها لحضور ما عُرف بمؤتمر السلام ممثلاً لوالده، فلازمه لورانس مرافقاً ومترجماً ومستشاراً، وقدم له نص معاهدة بالإنكليزية مطبوعاً على الآلة الكاتبة بين الدولة العربية وفلسطين، دوّن عليه فيصل بعض التحفظات، والذي عُرف فيما بعد باتفاقية وايزمان ـ فيصل والذي يتخلى فيه فيصل لليهود عن فلسطين ويقبل في الوقت نفسه بإرسال بعثة فنية اقتصادية لمساعدة دولته الموعودة في سورية الداخلية.
    اختاره مؤتمر دمشق ملكاً على سورية، وبقي عليها بين عامي 1918ـ 1920، حيث وجّه الجنرال غورو إنذاراً إلى الملك فيصل في الرابع عشر من تموز 1920 لتنفيذ العديد من القرارات والتي من أبرزها تسريح الجيش، دخلت القوات الفرنسية مدينة دمشق بعد ظهر الخامس والعشرين من تموز بعد معركة ميسلون في 20 تموز، فانتقل الملك فيصل وأركان حكومته إلى «الكسوة»، ثم عاد إلى دمشق حيث أُرغم على مغادرتها، فقد زاره الكولونيل »تيولا« مساء السابع والعشرين وسلّمه كتاباً رسمياً يدعوه فيه باسم الحكومة الفرنسية إلى مغادرة البلاد. غادر فيصل دمشق في 82/7/1920 إثر سقوط الحكومة العربية إلى درعا، ثم إلى حيفا في الأول من شهر آب، وما لبث أن غادرها بعد عشرين يوماً إلى إيطاليا، ورافقه بعضٌ من رجالات الحكومة العربية. وكان الجنرال اللنبي قائد القوات البريطانية التي دخلت القدس قد قدم تأكيداً لفيصل في 17/10/1918 وقبل احتلال القدس أن كافة الإجراءات والتدابير كافة التي ستتخذ في فترة الإدارة العسكرية ستكون وقتية ليس إلا؟.
    عمدت بريطانيا في سعيها لامتصاص نقمة الشعب العربي في العراق ووقف انتشار ثورته ضد المحتلين الجدد، إلى تعيين فيصل ملكاً على العراق في عام 1921، وذلك تنفيذاً للقرارات التي اتخذها مؤتمر القاهرة الذي عقد في المدة الواقعة بين الثاني عشر والثالث والعشرين من شهر آذار عام 1921، لبحث شؤون الشرق الأوسط برئاسة وزير المستعمرات البريطاني ونستون تشرشل، وحضره وفد عراقي يضم: بيرسي كوكس المندوب السامي البريطاني، والجنرال إيلمر هالدن قائد القوات البريطانية، وجعفر العسكري وزير الدفاع، وساسون حسقيل وزير المالية، وسليتر مستشار وزارة المالية العراقية، وهربرت صموئيل المندوب السامي البريطاني الأول في فلسطين، ولورانس، وكلايتون، وقد ناقش المؤتمر العديد من الأمور التي تخص العراق، ومنها شخصية من يتولى حكم العراق، ووفقاً لما قاله بيرسي كوكس؛ فقد رأى أن ترشيح أحد أبناء الشريف حسين من شأنه أن يحوز رضا أغلبية الشعب العراقي إن لم يكن أجمعه، ومن هنا وقع الاختيار على فيصل ليكون ملكاً على العراق. وقد أصدر المؤتمر القرارات الآتية:
    1ـ تُعطىَ ملكية العراق لفيصل ملك سورية المخلوع.
    2ـ تُعطىَ إمارة شرقي الأردن لعبد الله شقيق فيصل الأكبر.
    توجه الملك فيصل إثر ذلك إلى العراق، وانصرف فيصل إلى الإصلاح الداخلي، فوضع دستوراً للبلاد، وأنشأ مجلساً للأمة، وأقام علاقات بين العراق وبريطانيا على أسس معاهدات 1922، 1926 ـ 1927، 1930، وطبق التجنيد الإجباري عام 1926، وأقام العديد من المشروعات في الريّ، الصناعة، المواصلات، الصحة، التعليم، الكهرباء، وغيرها، وعمل جاهداً على إصلاح ذات البين بين العراق وجيرانه. توفي في أحد المستشفيات، حيث كان يعالج، وقد دام حكمه للعراق نحو 12 عاماً.
    عبد الله محمود حسين
يعمل...
X