الفنّ في ڤيينا
ڤيينا حاضرة جمهورية النمسا الاتحادية، من أجمل المدن الأوربية وأغناها بقصورها الرائعة وكنائسها الأثرية ومتاحفها ومكتباتها وحدائقها ودور الأوبرا، وهي معلم من المعالم الحضارية والثقافية المهمة في العالم. تغلب على أوبراها وأبنيتها الأثرية الطرز الباروكية والقوطية الجديدة néo- gothique (القرن التاسع عشر)، إضافة إلى أبنيتها وآثارها الفنية العائدة إلى عصور سابقة مثل: «كنيسة الإخوة الصغار» (1300ـ1350) و«كنيسة الأوغسطيين» Augustins (قوطية، القرن الرابع عشر)، وكاتدرائية سانت إيتين Saint- Etienne (القرن الرابع عشر والخامس عشر).
في العصر الباروكي: منذ عام 1681 بلغ الفنّ الباروكي Baroque، والذي انتشر في أنحاء أوربا، أوجه في ڤيينا Vienne، ولاسيما فن العمارة، وكان من أشهر المعماريين فيشر فون إرلاخ (1656ـ1723) J.B.Ficher von Erlach، وأبرز أعماله المعمارية كنيسة القديس شارل بوروميه Saint Charles Borromée بين عامي 1716ـ 1737.
والمعمار الثاني هو لوكاس فون هلدبراند (1668ـ1745) L.von Hildebrandt الذي صمم ونفذ بناء البلفدير Belvédère في ڤيينا، وتابع بعد ذلك تصميم حدائقه العليا ثم الدنيا.
وحينما زار المعمار الفرنسي نيكولا جادو N.Jadot ڤيينا أنشأ قصر أكاديمية العلوم (1753ـ 1755).
ويشتهر في مجال فن النحت النحات جورج رافائيل دونير (1693ـ1741) G.R.Donner الذي صمم بركة السوق الجديد في العام 1739 على النظام الباروكي الصرف، متأثراً بمعلمه جولياني G.Giuliani، ويعود إليه الفضل في تمثل روعة النحت الباروكي النمساوي، ولاسيما في براتسلافا.
وفي مجال التصوير، ازدهرت الزخارف الجدارية الباروكية، وكان المصور بوتسو P.Pozzo قد أبدع في العام 1702 في زخرفة كنيسة الجامعة، وقصر ليختنشتاين Liechtenstein. وتبع هذا المصور جيل كامل من المصورين المختصين بالتصوير الجداري الذي أصبح شائعاً. وكانت زخارف قصر البلفدير الأسفل نموذجاً ناجحاً أنجزها التومونت M.Altomonte، كما أنجز كران (1694ـ1757)D.Cran سقف الصالة الكبرى في مكتبة ڤيينا.
وكانت زخارف قبة القديس شارل من إنجاز روتماير (1660ـ1730)J.M.Rottmayr . وفي مجال فن الفريسك، كان مولبرتش (1724ـ1796)Maulpertsch قد أنجز بعض الرسوم الجدارية.
وكان بلاتزر (1702ـ1761)Platzer المعلم الأول في فن التصوير الباروكي في ڤيينا. ومن مصوري الوجوه لابد من ذكر فوغر (1751ـ1818) H.Fuger وكروتزينغر (1757ـ1859) Kreutzinger الذي عرف برسومه الصغيرة المنمنمة.
وفي هذا العصر، ظهر في ڤيينا فن الخزف منذ العام 1718، وكان أول مشغل بإدارة سورغنتهال Sorgenthal، واشتهر المشغل بإنتاج الأواني الخزفية المرسومة وإنتاج التماثيل الخزفية الصغيرة.
الفن في بداية القرن التاسع عشر وبداية التجديد: منذ نهاية عصر الباروك ومنذ عهد الملك فرانسوا الثاني (1804ـ1835) ابتدأ الفن من ڤيينا يتطور بتأثيرات الأوضاع السياسية، ولاسيما بعد أن استلم زمام السلطة مترنيخ Metternich الذي حكم من 1821 إلى 1849، ثمّ جاء بعده فريدريك الأول حيث صارت الثقافة والفن مزيجاً من تأثيرات لاتينية وسلافية ومجرية.
وهكذا غدت ڤيينا أكبر حاضرة ثقافية في النمسا، حيث استقطبت أروع الموسيقيين من أمثال بتهوفن[ر] Beethoven، وشوبرت[ر] Schubert، وفرانز ليست[ر] F.Liszt، وفي مجال العمارة كان ثمة معماريان شهيران هما فون نوبيل (1774ـ1854) P.von Nobil الذي أنجز الباب الخارجي لبناء هوفبورغ (24/1821) Hofburg وغيره. والمعمار فون هانسن (1813ـ1891) Von Hansen الدنماركي الأصل، والذي صمم بناء البرلمان. ومن تلامذة نوبيل يُذكر الأكاديمي سبرنغر W.P.E.Spernger، ويعدّ رائد التحول الجديد في فن العمارة الذي تجلى في بناء سانت إيتين Sainte- Etienne في ڤيينا، كما يعد المعمار أرنست (1808ـ1862) L.Ernst الممثل الأقوى للأسلوب القوطي الجديد، ثم اتجه فن العمارة نحو التجديد في عصر الملك فرانسوا جوزيف.
كانت أعمال النحات كانوفا[ر] Canova الذي ولد في بوسانيو وتوفي في ڤينيسيا مثالاً يحتذى في ڤيينا، بعد أن أنجز منحوتات مدفن ماري كريستين Marie Christine في كنيسة أوغسطين Augustin. ومن النحاتين الذين اقتدوا به كان الأكاديمي زوينر (1747ـ1822) F.Zauner، وقد أنجز تمثال الفارس الذي يمثل الملك جوزيف الثاني.
ومن الأكاديمية أيضاً ظهر جيل من النحاتين من أمثال كيسلنغ (1770ـ1827)L.Kisling وكليبر J.Klieber وفيشر J.M.Fischer، وشافر J.N.Schaffer، بوهم Bohm وقد عرف مصمم ميداليات، أما بوير (1797ـ1882) Bauer فكان رائداً لجيل كامل من النحاتين.
وتأثر فن التصوير في ڤيينا باتجاه الكلاسية المحدثة néo- classicisme، بدا ذلك بوضوح في أعمال فوغر (1751ـ 1818).
وفي عام 1814، أقيم مؤتمر أوربي جعل من ڤيينا قطباً ثقافياً دولياً إذ شارك فيه المصور الإنكليزي لورنس [ر] Laurence والفرنسي إيزابي Isabey. وكان لهما تأثير بالغ، إذ نقل لورنس الحرية التقنية الإنكليزية، ونقل إيزابي الرومنتية الفرنسية التي نراها واضحة في أعمال دافينغر (1790ـ1848) M.M.Daffinger .
وازدادت في هذا العصر موضوعات الصور الوجهية والصور المشهدية بأسلوب واقعي يميل إلى الرومنتية، وكان من أشهر المصورين لودر (1781ـ1828) M.Loder وآلت (1789ـ1872) J.Alt وستينفلدي (1778ـ1868) FR. Stenfeldi، وكانت المشاهد مقتصرة على ضواحي ڤيينا.
الفن في نهاية القرن التاسع عشر: أجريت في ڤيينا تعديلات عمرانية واسعة في عهد الملك فرانسوا جوزيف François Joseph، حيث ظهرت الشوارع الكبرى، بفضل فورستير (1797ـ1863) L.Forster العمراني المعروف، وأنشئت في ذلك الوقت محطات القطارات في الشمال (1858/65) من أعمال هوفمان Hoffman، وفي الجنوب (1869/73) من أعمال فلاتيش Flattich. أما قصر البلدية الذي أنشأه فون شميت (1825ـ1891) Von Schmidt فكان متمثلاً الأسلوب القوطي[ر]، وكان أوتو فاغنز (1841ـ1918) Otto Vagner رائد الفن الحديث في العمارة.
وبدا النحت منهجياً مدرسياً مثل ضريح وتمثال الشاعر شيللر للنحات شيللنغ Schilling، وضريح وتمثال الشاعر غوته Goethe للنحات هلمير Hellmer، وهما نموذجان يمثلان النحت الواعد بالحداثة.
لم تشهد ڤيينا نهضة واضحة في فن التصوير، ولكن ثمة مصور بارز هو روميكو (1832ـ1889) Romeko مصور الوجوه الذي أثر في أسلوب كوكوشكا[ر]، وكان المصور كليمت (1862ـ1918)Klimt أول رئيس لاتجاه فني تصويري ظهر في ڤيينا تحت عنوان القطيعة Secession كمقدمة لاتجاه الحداثة الذي انتشر في أوربا كلها.
وفي ڤيينا عدد من المتاحف تختزن روائع التراث وأعمال التصوير والنحت، من أبرزها متحف فن القرون الوسطى النمساوي، ومتحف المدينة التاريخي ومتحف الفنون التاريخية Kunsthistorishes Museum.
كما تحفل المباني الدينية بروائع الأعمال والزخارف، مثل خزنة وكاتدرائية القديس اسطفان Treasury and Stephens Cathedral. وكنيسة سان موريس Saint-Maurice وكنيسة سان بيير Saint-Pierre وأهمها كنيسة القديس شارل بوروميه، وفي فندق ساكر Sacher الشهير، مجموعات رائعة من اللوحات الفنية والتحف لمشاهير الفنانين.
عفيف البهنسي
ڤيينا حاضرة جمهورية النمسا الاتحادية، من أجمل المدن الأوربية وأغناها بقصورها الرائعة وكنائسها الأثرية ومتاحفها ومكتباتها وحدائقها ودور الأوبرا، وهي معلم من المعالم الحضارية والثقافية المهمة في العالم. تغلب على أوبراها وأبنيتها الأثرية الطرز الباروكية والقوطية الجديدة néo- gothique (القرن التاسع عشر)، إضافة إلى أبنيتها وآثارها الفنية العائدة إلى عصور سابقة مثل: «كنيسة الإخوة الصغار» (1300ـ1350) و«كنيسة الأوغسطيين» Augustins (قوطية، القرن الرابع عشر)، وكاتدرائية سانت إيتين Saint- Etienne (القرن الرابع عشر والخامس عشر).
بناء البلفدير في فيينا للمعمار فون هلدبراند |
والمعمار الثاني هو لوكاس فون هلدبراند (1668ـ1745) L.von Hildebrandt الذي صمم ونفذ بناء البلفدير Belvédère في ڤيينا، وتابع بعد ذلك تصميم حدائقه العليا ثم الدنيا.
وحينما زار المعمار الفرنسي نيكولا جادو N.Jadot ڤيينا أنشأ قصر أكاديمية العلوم (1753ـ 1755).
ويشتهر في مجال فن النحت النحات جورج رافائيل دونير (1693ـ1741) G.R.Donner الذي صمم بركة السوق الجديد في العام 1739 على النظام الباروكي الصرف، متأثراً بمعلمه جولياني G.Giuliani، ويعود إليه الفضل في تمثل روعة النحت الباروكي النمساوي، ولاسيما في براتسلافا.
وفي مجال التصوير، ازدهرت الزخارف الجدارية الباروكية، وكان المصور بوتسو P.Pozzo قد أبدع في العام 1702 في زخرفة كنيسة الجامعة، وقصر ليختنشتاين Liechtenstein. وتبع هذا المصور جيل كامل من المصورين المختصين بالتصوير الجداري الذي أصبح شائعاً. وكانت زخارف قصر البلفدير الأسفل نموذجاً ناجحاً أنجزها التومونت M.Altomonte، كما أنجز كران (1694ـ1757)D.Cran سقف الصالة الكبرى في مكتبة ڤيينا.
وكانت زخارف قبة القديس شارل من إنجاز روتماير (1660ـ1730)J.M.Rottmayr . وفي مجال فن الفريسك، كان مولبرتش (1724ـ1796)Maulpertsch قد أنجز بعض الرسوم الجدارية.
وكان بلاتزر (1702ـ1761)Platzer المعلم الأول في فن التصوير الباروكي في ڤيينا. ومن مصوري الوجوه لابد من ذكر فوغر (1751ـ1818) H.Fuger وكروتزينغر (1757ـ1859) Kreutzinger الذي عرف برسومه الصغيرة المنمنمة.
وفي هذا العصر، ظهر في ڤيينا فن الخزف منذ العام 1718، وكان أول مشغل بإدارة سورغنتهال Sorgenthal، واشتهر المشغل بإنتاج الأواني الخزفية المرسومة وإنتاج التماثيل الخزفية الصغيرة.
واجهة متحف الفنون التاريخية في فيينا |
وهكذا غدت ڤيينا أكبر حاضرة ثقافية في النمسا، حيث استقطبت أروع الموسيقيين من أمثال بتهوفن[ر] Beethoven، وشوبرت[ر] Schubert، وفرانز ليست[ر] F.Liszt، وفي مجال العمارة كان ثمة معماريان شهيران هما فون نوبيل (1774ـ1854) P.von Nobil الذي أنجز الباب الخارجي لبناء هوفبورغ (24/1821) Hofburg وغيره. والمعمار فون هانسن (1813ـ1891) Von Hansen الدنماركي الأصل، والذي صمم بناء البرلمان. ومن تلامذة نوبيل يُذكر الأكاديمي سبرنغر W.P.E.Spernger، ويعدّ رائد التحول الجديد في فن العمارة الذي تجلى في بناء سانت إيتين Sainte- Etienne في ڤيينا، كما يعد المعمار أرنست (1808ـ1862) L.Ernst الممثل الأقوى للأسلوب القوطي الجديد، ثم اتجه فن العمارة نحو التجديد في عصر الملك فرانسوا جوزيف.
كانت أعمال النحات كانوفا[ر] Canova الذي ولد في بوسانيو وتوفي في ڤينيسيا مثالاً يحتذى في ڤيينا، بعد أن أنجز منحوتات مدفن ماري كريستين Marie Christine في كنيسة أوغسطين Augustin. ومن النحاتين الذين اقتدوا به كان الأكاديمي زوينر (1747ـ1822) F.Zauner، وقد أنجز تمثال الفارس الذي يمثل الملك جوزيف الثاني.
ومن الأكاديمية أيضاً ظهر جيل من النحاتين من أمثال كيسلنغ (1770ـ1827)L.Kisling وكليبر J.Klieber وفيشر J.M.Fischer، وشافر J.N.Schaffer، بوهم Bohm وقد عرف مصمم ميداليات، أما بوير (1797ـ1882) Bauer فكان رائداً لجيل كامل من النحاتين.
وتأثر فن التصوير في ڤيينا باتجاه الكلاسية المحدثة néo- classicisme، بدا ذلك بوضوح في أعمال فوغر (1751ـ 1818).
وفي عام 1814، أقيم مؤتمر أوربي جعل من ڤيينا قطباً ثقافياً دولياً إذ شارك فيه المصور الإنكليزي لورنس [ر] Laurence والفرنسي إيزابي Isabey. وكان لهما تأثير بالغ، إذ نقل لورنس الحرية التقنية الإنكليزية، ونقل إيزابي الرومنتية الفرنسية التي نراها واضحة في أعمال دافينغر (1790ـ1848) M.M.Daffinger .
وازدادت في هذا العصر موضوعات الصور الوجهية والصور المشهدية بأسلوب واقعي يميل إلى الرومنتية، وكان من أشهر المصورين لودر (1781ـ1828) M.Loder وآلت (1789ـ1872) J.Alt وستينفلدي (1778ـ1868) FR. Stenfeldi، وكانت المشاهد مقتصرة على ضواحي ڤيينا.
الفن في نهاية القرن التاسع عشر: أجريت في ڤيينا تعديلات عمرانية واسعة في عهد الملك فرانسوا جوزيف François Joseph، حيث ظهرت الشوارع الكبرى، بفضل فورستير (1797ـ1863) L.Forster العمراني المعروف، وأنشئت في ذلك الوقت محطات القطارات في الشمال (1858/65) من أعمال هوفمان Hoffman، وفي الجنوب (1869/73) من أعمال فلاتيش Flattich. أما قصر البلدية الذي أنشأه فون شميت (1825ـ1891) Von Schmidt فكان متمثلاً الأسلوب القوطي[ر]، وكان أوتو فاغنز (1841ـ1918) Otto Vagner رائد الفن الحديث في العمارة.
وبدا النحت منهجياً مدرسياً مثل ضريح وتمثال الشاعر شيللر للنحات شيللنغ Schilling، وضريح وتمثال الشاعر غوته Goethe للنحات هلمير Hellmer، وهما نموذجان يمثلان النحت الواعد بالحداثة.
لم تشهد ڤيينا نهضة واضحة في فن التصوير، ولكن ثمة مصور بارز هو روميكو (1832ـ1889) Romeko مصور الوجوه الذي أثر في أسلوب كوكوشكا[ر]، وكان المصور كليمت (1862ـ1918)Klimt أول رئيس لاتجاه فني تصويري ظهر في ڤيينا تحت عنوان القطيعة Secession كمقدمة لاتجاه الحداثة الذي انتشر في أوربا كلها.
وفي ڤيينا عدد من المتاحف تختزن روائع التراث وأعمال التصوير والنحت، من أبرزها متحف فن القرون الوسطى النمساوي، ومتحف المدينة التاريخي ومتحف الفنون التاريخية Kunsthistorishes Museum.
كما تحفل المباني الدينية بروائع الأعمال والزخارف، مثل خزنة وكاتدرائية القديس اسطفان Treasury and Stephens Cathedral. وكنيسة سان موريس Saint-Maurice وكنيسة سان بيير Saint-Pierre وأهمها كنيسة القديس شارل بوروميه، وفي فندق ساكر Sacher الشهير، مجموعات رائعة من اللوحات الفنية والتحف لمشاهير الفنانين.
عفيف البهنسي