فينيزيلوس (اليوثيروس كورياكوس ـ)
(1864 ـ 1936)
إليوثيروس كورياكوس فينيزيلوس Eleutherios Kyriakos Venizelos أشهر الزعماء السياسيين اليونانيين في القرن العشرين، ورئيس وزرائها في الفترات (1910ـ1915) (1919) (1924) (1928ـ1932).
ولد في جزيرة كريت لأب ثائر ضد العثمانيين الذين كانوا يسيطرون على عدد من جزر البحر الإيجي ذات الأغلبية اليونانية، ومنها كريت. درس المرحلة الأولى في جزيرة سيروس Syros، وتابع دراسته في جامعة أثينا، وكان في أثنائها زعيماً للطلاب الكريتيين. تخصص في الفنون، ومارس بعد تخرجه مهنة الصحافة والمحاماة. أدى بعد عودته إلى كريت دوراً بارزاً في الثورة المناهضة للعثمانيين سنة 1896، ويبدو ذلك بإيحاء من رئيس وزراء بريطانيا آنذاك جوزيف تشامبرلن[ر] J.Chamberlain الذي زار أثينا سنة 1886. وقد أدت مشاركته في الثورة ضد العثمانيين إلى انتخابه عضواً في مجلس الشعب الكريتي عن حزب الأحرار، وإلى تعيينه بعد ذلك وزيراً للعدل اليوناني سنة 1899 ولم يتجاوز 35 سنة من العمر. وسعى وقتها إلى اتحاد كريت مع اليونان، مما أدى إلى تكليفه رئاسة وزراء اليونان سنة 1910. أصلح في أثناء رئاسته الأولى الجيش والبحرية وعدّل الضرائب من دون أن يخفي معارضته للنظام الملكي. حقق في سياسته الخارجية نجاحات كبيرة كان أبرزها عقد تحالف يوناني بلغاري تحت اسم «العصبة البلقانية»، وكان لهذه العصبة أكبر الأثر في هزيمة قوات تركيا في الحرب البلقانية الأولى (1912ـ1913).
في الحرب العالمية الأولى انحاز فينيزيلوس إلى دول الحلفاء في مواجهة العائلة الملكية اليونانية بزعامة الملك قسطنطين الأول (1913ـ1917)، التي كانت تدعم ألمانيا. وتنفيذاً لهذا الانحياز أعلن ثورة على النظام الملكي من مدينة تسالونيكي شمالي البلاد في 9/10/1916، وأيدته في ثورته تلك بريطانيا وفرنسا اللتان تمكنتا بضغط شعبي يوناني من الإطاحة بالملك قسطنطين، ودعم فينيزلوس لإعلان الحرب رسمياً إلى جانب الحلفاء.
وقد حقق فينيزيلوس لبلاده، بعد انتهاء الحرب، في معاهدة سيفر Sèvresء(1920)، مكاسب إقليمية كثيرة على حساب كل من بلغاريا وتركيا، ولكن هذه المكاسب لم تمنع هزيمته في انتخابات تشرين الثاني 1920 ومغادرته اليونان، في الوقت الذي بدأت اليونان تعاني فيه هزائم عسكرية على أيدي القوات التركية بقيادة أتاتورك[ر]، وهو أمر أدى إلى قيام الحكومة بإكراه الملك قسطنطين على النزول عن العرش لمصلحة ابنه جورج، وقيام أحد قادة الجيش وهو يوانيس متاكساس Ioannis Metaxas بتمرد على الحكومة، أدى إلى هرب الملك الجديد وتفاقم الوضع الداخلي لدرجة أدت إلى الاستنجاد بفينيزيلوس لتمثيل بلاده في مؤتمر لوزان Lausanne ء(1922ـ1923). وبعدها لتشكيل وزارة يونانية سنة 1924 وكذلك (1928ـ1932)، وهي الفترة التي مكنته من عقد معاهدات ناجحة مع كل من إيطاليا ويوغسلافيا وبلغاريا. على أن أبرز نجاحاته السياسية في تلك الفترة كان عقد معاهدة مع تركيا مهدت السبيل لعقد معاهدة سلام البلقان مع دول المنطقة سنة (1930).
وقد أدت الأزمة الاقتصادية العالمية سنة 1932 إلى تدهور سمعة فينيزيلوس السياسية، كما أدى ارتباط اسمه بمحاولة انقلاب (آذار/مارس 1935) إلى اضطراره إلى الهرب إلى فرنسا، وفيها توفي.
مفيد رائف العابد
(1864 ـ 1936)
إليوثيروس كورياكوس فينيزيلوس Eleutherios Kyriakos Venizelos أشهر الزعماء السياسيين اليونانيين في القرن العشرين، ورئيس وزرائها في الفترات (1910ـ1915) (1919) (1924) (1928ـ1932).
ولد في جزيرة كريت لأب ثائر ضد العثمانيين الذين كانوا يسيطرون على عدد من جزر البحر الإيجي ذات الأغلبية اليونانية، ومنها كريت. درس المرحلة الأولى في جزيرة سيروس Syros، وتابع دراسته في جامعة أثينا، وكان في أثنائها زعيماً للطلاب الكريتيين. تخصص في الفنون، ومارس بعد تخرجه مهنة الصحافة والمحاماة. أدى بعد عودته إلى كريت دوراً بارزاً في الثورة المناهضة للعثمانيين سنة 1896، ويبدو ذلك بإيحاء من رئيس وزراء بريطانيا آنذاك جوزيف تشامبرلن[ر] J.Chamberlain الذي زار أثينا سنة 1886. وقد أدت مشاركته في الثورة ضد العثمانيين إلى انتخابه عضواً في مجلس الشعب الكريتي عن حزب الأحرار، وإلى تعيينه بعد ذلك وزيراً للعدل اليوناني سنة 1899 ولم يتجاوز 35 سنة من العمر. وسعى وقتها إلى اتحاد كريت مع اليونان، مما أدى إلى تكليفه رئاسة وزراء اليونان سنة 1910. أصلح في أثناء رئاسته الأولى الجيش والبحرية وعدّل الضرائب من دون أن يخفي معارضته للنظام الملكي. حقق في سياسته الخارجية نجاحات كبيرة كان أبرزها عقد تحالف يوناني بلغاري تحت اسم «العصبة البلقانية»، وكان لهذه العصبة أكبر الأثر في هزيمة قوات تركيا في الحرب البلقانية الأولى (1912ـ1913).
في الحرب العالمية الأولى انحاز فينيزيلوس إلى دول الحلفاء في مواجهة العائلة الملكية اليونانية بزعامة الملك قسطنطين الأول (1913ـ1917)، التي كانت تدعم ألمانيا. وتنفيذاً لهذا الانحياز أعلن ثورة على النظام الملكي من مدينة تسالونيكي شمالي البلاد في 9/10/1916، وأيدته في ثورته تلك بريطانيا وفرنسا اللتان تمكنتا بضغط شعبي يوناني من الإطاحة بالملك قسطنطين، ودعم فينيزلوس لإعلان الحرب رسمياً إلى جانب الحلفاء.
وقد حقق فينيزيلوس لبلاده، بعد انتهاء الحرب، في معاهدة سيفر Sèvresء(1920)، مكاسب إقليمية كثيرة على حساب كل من بلغاريا وتركيا، ولكن هذه المكاسب لم تمنع هزيمته في انتخابات تشرين الثاني 1920 ومغادرته اليونان، في الوقت الذي بدأت اليونان تعاني فيه هزائم عسكرية على أيدي القوات التركية بقيادة أتاتورك[ر]، وهو أمر أدى إلى قيام الحكومة بإكراه الملك قسطنطين على النزول عن العرش لمصلحة ابنه جورج، وقيام أحد قادة الجيش وهو يوانيس متاكساس Ioannis Metaxas بتمرد على الحكومة، أدى إلى هرب الملك الجديد وتفاقم الوضع الداخلي لدرجة أدت إلى الاستنجاد بفينيزيلوس لتمثيل بلاده في مؤتمر لوزان Lausanne ء(1922ـ1923). وبعدها لتشكيل وزارة يونانية سنة 1924 وكذلك (1928ـ1932)، وهي الفترة التي مكنته من عقد معاهدات ناجحة مع كل من إيطاليا ويوغسلافيا وبلغاريا. على أن أبرز نجاحاته السياسية في تلك الفترة كان عقد معاهدة مع تركيا مهدت السبيل لعقد معاهدة سلام البلقان مع دول المنطقة سنة (1930).
وقد أدت الأزمة الاقتصادية العالمية سنة 1932 إلى تدهور سمعة فينيزيلوس السياسية، كما أدى ارتباط اسمه بمحاولة انقلاب (آذار/مارس 1935) إلى اضطراره إلى الهرب إلى فرنسا، وفيها توفي.
مفيد رائف العابد