شور عن الحضور التدمري في سوقطرة.

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • شور عن الحضور التدمري في سوقطرة.

    أصدقائي أَحِبّتي في مثل هذا اليوم بالضبط من عام 2020، وتحديداً في الحادي عشر من تموز عام 2020 قُمْتُ بتنزيل منشور عن الحضور التدمري في سوقطرة. ومنذَ حوالي الشهر من اليوم قُمْتُ بتنزيل منشور عن الحضور التدمري في جزيرة ديلوس ببحر إيجة!!!... واليوم أقول وبِملئِ فمي وبمطلق قناعتي أن أجدادنا التدامرة كانوا سادة التجارة والترحال في أحلى أيام تدمر!!!... إليكم منشور الحضور التدمري الموثق في جزيرة سوقطرة!!!!.... ·
    الأَبْجَرْ التدمري في سوقطرة بالمحيط الهندي جنوب اليمن؟؟!!..
    وكما عَهِدْتُمُوني، لَمْ أَعْتَدْ الاقتباس سواءٌ أكان في منشوراتي عامة أَمْ في تلكَ التي تُعْنى بالنقوش الأثرية خاصَّةً حيثُ عَوَّدْتُكُم على ما أنا أقوم بقراءته بنفسي من نقوش لم تُقْرأ سابقاً من قِبَلِ علماء إﭘيغرافيا غيري، وهذا دأبي. أما اليوم، فأنا سألْجأُ للاقتباس، ولا ضيرَ ولا عارَ مِنَ الاقتباس ولا مِنَ المقتَبِسين حين يشيرون بأمانة إلى المصادر التي منها يقتَبِسون فهذا شأنٌ اعتيادي بل ومألوفٌ جداً ومطلوبٌ في أصولِ البحث العلمي.
    منشوريَ اليوم مهمٌ واستثنائي لجهة نُدْرَتِهِ مكاناً وحيثيّاً؟؟!!. فهو يمثِّلُ حضوراً تَدْمُرِيّاً لافِتاً ومُسْتَغْرَباً في أقصى جنوب العالم القديم (المعروف آنذاك)؟؟؟!!!... وتحديداً في جزيرة سوقطرة (أو سقطرى) الواقعة المحيط الهندي قبالة سواحل القرن الأفريقي بالقرب من خليج عدن، على بعد 350 كم جنوب شبه الجزيرة العرب أي جنوب اليمن وهي تابعة لليمن (انظر الخارطة المرفقة).
    الموضوع، وباختصار، يخصُّ لوحة خشبية منقوشة بالقَلَم التدمري الذي أعملُ عليه من جملة اللُّغات القديمة التي أعمل عليها وُجِدَتْ في سوقطرة (أو سقطرى)... فماذا عنها؟
    اللوحة تم اكتشافُها قَبلَ تسعة عشر عاماً فقط من اليوم في كهف الـ "حُوْقْ" الطبيعي من كهوف الجزيرة من قِبَلِ علماء إِسْـﭘِليولوجِيّيْنْ بَلْجِيكِيّيْن Speleologists) = علماء استكشاف ودراسة الكهوف) وهي منقوشَةٌ بالقَلَم التدمري. (انظروا الصورة).
    لَنْ أطيلَ عليكُمْ تفادياً للملل وسأكتفي بما قَلَّ ودَلَّ عن اللوحة النادرة، بل والاستثنائية المتَفَرِّدَةْ هذه.
    تم اكتشاف هذه اللوحة في جوف كهفٍ طبيعي ضخم والبالغ قطره حوالي 15 متر، وارتفاعه 8 أمتار بينما يقدر طوله حوالى 500 إلى 1000 متر. والكهفُ آيةٌ من إبداعات الطبيعة. اسم الكهف هو كهف الـ "حُوْقْ" Hoq.
    أما فيما يتعلَّق باللوحة فهي منقوشَةٌ أو مكتوبةٌ بالقلم التدمري القاسي Cursive Palmyrene Script المعروف جِدّاً على لوح خشبي أبعاده 50× 20 سم.
    وإليكم ترجمة النقش حسبما ورَدَ بالمصدر إياه ودونَ تدخُّلٍ مِنْ جانبي:
    " بشهر تَمّوز، اليوم الخامس والعشرون من سنة 569، أنا أبْجَرْ بِنْ عَبْشَماي، أتيتُ إلى هنا، إلى بلاد "نيسي"؛ مبارك الله الذي أتى بنا إلى هنا، وأنتَ، يا مَنْ تقرأ هذا اللوح، فليباركني (ـنا) أيضاً واترُكِ اللوح في هذا المكان (حيثُ وَجَدتَهُ)"
    (ويعادل هذا التاريخ الخامس والعشرين من شهر "تموز" في عام 569 بالتقويم السلوقي شهر "يوليو" تموز من العام 258 للميلاد).
    ويتابع المصدر إياه وهنا أيضاً أقتبس.....
    "مَنْ هو أبجَرْ هذا؟:
    نمتلكُ بعض المعلومات عن عائلة "أَبْجَرْ" في تدمر. فاسمُ والده هو "عَبْشَمَاي" أي "عَبْدَ السَّماء"، وعلى ذلك فإنّهُ يمكِنُنا الزعم بأنه من عَبَدَة الإله التدمري "بعل شمين" (والذي قامت داعش المجرِمة بتدميره نسفاً بالمتفجِّرات عام2015م ). واسم "عَبْشَمَاي" هذا وَرَدَ في نقشَين تدمُرِيَّين فقط، وكلاهما من مدفن "نصْراللاّت" في النِكروﭘول (مجمع المدافن) الجنوبي الغربي. وهذان النقشان مؤَرَّخان للعام 574 بالتقويم السلوقي (أي 262- 263 م) و للعام 576 بالتقويم السلوقي (أي 264- 265م)،وكلاهما يُشيرانْ إلى جوليوس أوريليوس يِدِيْعْبِلْ، بن "عبدْشَمايا"، بن مَلْكو.
    وبالأخذ بعين الاعتبار نُدْرَةِ هذه العائلة وبالتقارب بين تواريخ اللوح مِنْ جهة، وبين التاريخين الأخيرين، فإنه يبدو من المرَجّح أنَّ "أبجَرْ" هذا هو قريب "يِدِيْعْبِلْ" أو ربما شقيقه على الأكثر احتمالاً.".....
    ويتابع المصدر: " وإنهُ ليسَ من المحتمل أن يكون "أَبْجرْ" قدْ قامَ برِحلة الإياب أو الرجوع إلى تدمر؟!. وما يؤيد هذا الاشتباه أقلّهُ إنهُ لم يُدْفَنْ في مدفن العائلة المشار إليه بتدمر. فإنّ رجُلاً على درجةٍ من الثقافة تَجَلّتْ بطَلَبَهِ لبركة الله في جزيرة سوقطرة النائية، ويكْتُبهُ بِخَطِّ يَدِه الجميل جِدّاً، فإنّهُ، بالتأكيد، تَرَكَ هذا اللوح "الجنائزي؟" لنا نحن لكي نقْرأهُ."
    ويختتم المصدر: "وحتى ولو إنَّ إِلآهَهُ المعبودْ لم ينقِذُه، فعلى الأقل إنَّ مَن سيَقرؤونَ تضرَّعَه هذا الذي تَرَكَهُ على اللوح في الموضع الذي بقيَ فيه، وكأنَّه بذلك قد طَلَبَ إليهم أن يفعلوا؟".
    ومنكم يطيب التعليق ومعكُم يحلو النقاش أحبتي الأعِزّاء.
    المصدر: Judith Weingarten, Writing Tablets from Ancient Palmyra
    ويمكنكم الرجوع إلى منشوري عن الحضور التدمري في جزيرة ديلوس.


    ملاتيوس جغنون
يعمل...
X