حينَ أصْبَحْتُ السفير البريطاني لدى سوريا؟!؟!؟!....
مِنْ ذاكِرَتي الإﭘيغرافِيّة.....واقِعَةٌ جَديرَةٌ بالاستذكار....
حينَ تلْتَبِسُ قراءة بعض النقوش اليونانية الأثرية، حَتّى على المتخَصِّصينَ بها، فهذا أمرٌ طبيعي ولا ضَيرَ في ذلك أحِبَّتي وإليكٌم مثالٌ حَيٌّ على ذلك من تجربتي الشخصية.
كان المثلَّث الرحمات ألِكْسي عبد الكريم مطران حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس قد أخْبَرَني يوماُ بوجود حجر منقوش باليونانية محفوظ في قرية الدوير الملاصقة لحمص على العاصي من جهة الشمال. فَذَهَبْتُ إلى هناك والتقطْتُ صورةً للنقش. وبدأْتُ بعملية قراءة النقش المكون من ستة أسطر. وقد استَعْصَت عَلَيَّ كلمة (في نهاية السطر الرابع وبداية السطر الخامس منه) لَمْ أتمكن مِنْ قراءتها بالشكل الصحيح.
وكًنْتُ آنذاك أعمل مديراً لمشروع في إنشاء محطة زيزون الكهربائية ليس بعيداً عن جسر الشغور.
وصادَفت أثناء إحدى زياراتي إلى المشروع مروري بطريقي على موقع مدينة أفاميا الأثري حيثُ التَقَيْتُ مدير البعثة البلجيكية العاملة هناك الـﭘروفسور جان بالتي وزجته الـﭘروفسورة جانين بالتي وعَرَضْتُ صورة النقش عليه وتوقَّفَ عند الكلمة التي استعصَتْ عليَّ في السطر الرابع واستدعى زوجته جانين التي تَوَقَّفَتْ عند الكلمة المستَعْصِيَةِ علينا جميعاً ووَضَعَ خَطّاً تحتها واعِداً إيّاي بأنه سيسعى إلى البحث عنها بعد عودتِهِ إلى بلجيكا. وما أثارَ دَهْشَتي إنّه بادَرَني بالكثير من الاهتمام اللافِتْ في لقائنا الأول هذا بقولِهِ وهو يبتَسِم: " إذاً أنْتَ لَسْتَ السفير البريطاني في سورِيّا؟!؟!" فانْدَهَشْتُ لسؤالِه؟!؟!.. وسارَعَ لِيوْضِحَ لي بأنّه كان ساعتها مُنْتَظِراً وصول السفير البريطاني بينَ لحظَةٍ وأُخرى بينما ظَهَرْتُ أنا أمامه وصادَفَ أيضاُ إني كُنْتُ أتحدَّثُ معهُ باللهجة البريطانية. فقلتُ له لا إنني لستُ السفير البريطاني بل أنا فلان؟!؟!...
ومَضَتْ فترةٌ تَمَكَّنْتُ بعدها من فكِّ لغز الكلمة المُلْتَبِسة. وبعد ذلك صادَفَ أن عُقِدَتْ ندوةٌ أركيولوجية في رحاب جامعة البعث كُنتُ مدعواُ لحضورِها وصادَفْتُ السيد بالتي هناك والذي صافَحّني ضاحِكاً وقال: " سعادة السفير البريطاني إلى سوريا" وبادَرَني بسؤالِهِ عن الكلمة المستعصِية في النقش. فَقَلتُ له وأنا أضحك: "لقد فَكّيتُ اللغز". فقالَ كيف وٌقُلْتُ لهُ قراءتي لها فَرَبَتَ على كتفي مُشَجِّعاً وقال: "براﭬو لَقَدْ أَصَبْتَ يا سيدي".
إلَيكُم أحِبّتي صورة النقش وقراءتي وترجمتي له كامِلاً بَعْدَ أن تمكنت مِنْ فَكِّ الاستِعصاء.
وقَدْ ضَمَّنْتُ هذه الصورة محاضرة لاحقةً لي بعنوان " النقوش الأثرية اليونانية في حمص وجوارِها" والتي قَدَّمْتُها في ندوة آثارية لاحقة عُقِدَتْ أيضاً في جامعة البعث.
هذه الواقعة ليْسَت الفريدة معي بل سأوافيكُم أيضاً برواياتٍ أخرى لِنَفْسِ المُؤَدّى مُستَقْبَلاً أحبتي. (إليكُم أرفِقُ صورة النقش وقراءتي وترجمتي له وصور الأشخاص الذين تَعَرَّضْتُ لِذِكْرِهِم في منشوري هذا).
ملاتيوس جغنون
مِنْ ذاكِرَتي الإﭘيغرافِيّة.....واقِعَةٌ جَديرَةٌ بالاستذكار....
حينَ تلْتَبِسُ قراءة بعض النقوش اليونانية الأثرية، حَتّى على المتخَصِّصينَ بها، فهذا أمرٌ طبيعي ولا ضَيرَ في ذلك أحِبَّتي وإليكٌم مثالٌ حَيٌّ على ذلك من تجربتي الشخصية.
كان المثلَّث الرحمات ألِكْسي عبد الكريم مطران حمص وتوابعها للروم الأرثوذكس قد أخْبَرَني يوماُ بوجود حجر منقوش باليونانية محفوظ في قرية الدوير الملاصقة لحمص على العاصي من جهة الشمال. فَذَهَبْتُ إلى هناك والتقطْتُ صورةً للنقش. وبدأْتُ بعملية قراءة النقش المكون من ستة أسطر. وقد استَعْصَت عَلَيَّ كلمة (في نهاية السطر الرابع وبداية السطر الخامس منه) لَمْ أتمكن مِنْ قراءتها بالشكل الصحيح.
وكًنْتُ آنذاك أعمل مديراً لمشروع في إنشاء محطة زيزون الكهربائية ليس بعيداً عن جسر الشغور.
وصادَفت أثناء إحدى زياراتي إلى المشروع مروري بطريقي على موقع مدينة أفاميا الأثري حيثُ التَقَيْتُ مدير البعثة البلجيكية العاملة هناك الـﭘروفسور جان بالتي وزجته الـﭘروفسورة جانين بالتي وعَرَضْتُ صورة النقش عليه وتوقَّفَ عند الكلمة التي استعصَتْ عليَّ في السطر الرابع واستدعى زوجته جانين التي تَوَقَّفَتْ عند الكلمة المستَعْصِيَةِ علينا جميعاً ووَضَعَ خَطّاً تحتها واعِداً إيّاي بأنه سيسعى إلى البحث عنها بعد عودتِهِ إلى بلجيكا. وما أثارَ دَهْشَتي إنّه بادَرَني بالكثير من الاهتمام اللافِتْ في لقائنا الأول هذا بقولِهِ وهو يبتَسِم: " إذاً أنْتَ لَسْتَ السفير البريطاني في سورِيّا؟!؟!" فانْدَهَشْتُ لسؤالِه؟!؟!.. وسارَعَ لِيوْضِحَ لي بأنّه كان ساعتها مُنْتَظِراً وصول السفير البريطاني بينَ لحظَةٍ وأُخرى بينما ظَهَرْتُ أنا أمامه وصادَفَ أيضاُ إني كُنْتُ أتحدَّثُ معهُ باللهجة البريطانية. فقلتُ له لا إنني لستُ السفير البريطاني بل أنا فلان؟!؟!...
ومَضَتْ فترةٌ تَمَكَّنْتُ بعدها من فكِّ لغز الكلمة المُلْتَبِسة. وبعد ذلك صادَفَ أن عُقِدَتْ ندوةٌ أركيولوجية في رحاب جامعة البعث كُنتُ مدعواُ لحضورِها وصادَفْتُ السيد بالتي هناك والذي صافَحّني ضاحِكاً وقال: " سعادة السفير البريطاني إلى سوريا" وبادَرَني بسؤالِهِ عن الكلمة المستعصِية في النقش. فَقَلتُ له وأنا أضحك: "لقد فَكّيتُ اللغز". فقالَ كيف وٌقُلْتُ لهُ قراءتي لها فَرَبَتَ على كتفي مُشَجِّعاً وقال: "براﭬو لَقَدْ أَصَبْتَ يا سيدي".
إلَيكُم أحِبّتي صورة النقش وقراءتي وترجمتي له كامِلاً بَعْدَ أن تمكنت مِنْ فَكِّ الاستِعصاء.
وقَدْ ضَمَّنْتُ هذه الصورة محاضرة لاحقةً لي بعنوان " النقوش الأثرية اليونانية في حمص وجوارِها" والتي قَدَّمْتُها في ندوة آثارية لاحقة عُقِدَتْ أيضاً في جامعة البعث.
هذه الواقعة ليْسَت الفريدة معي بل سأوافيكُم أيضاً برواياتٍ أخرى لِنَفْسِ المُؤَدّى مُستَقْبَلاً أحبتي. (إليكُم أرفِقُ صورة النقش وقراءتي وترجمتي له وصور الأشخاص الذين تَعَرَّضْتُ لِذِكْرِهِم في منشوري هذا).
ملاتيوس جغنون