ڤسَّرمَن (ياكوب -)
(1873-1934)
ياكوب ڤسَّرمَن Wassermann كاتب روائي وقاص ألماني، وُلِدَ في مدينة فورت Fürth وتوفي في ضاحية ألت - آوسْزيه Alt- Aussee بالقرب من ڤيينا Wien في النمسا. كان والده تاجراً يهودياً، لكن الصبي عاش طفولته وصباه في بؤس شديد حتى حصل على عملٍ محرراً في المجلة الأدبية «سمبليتسيسموس» Simplicissimus. عارض والده توجهاته الأدبية وأجبره على تعلم مهنة التجارة بعد الشهادة الثانوية، لكن الشاب سرعان ما تخلى عن مشروع والده والتفت إلى الصحافة.
أدى ڤسَّرمَن خدمته العسكرية في مدينة نورنبرغ Nürnberg، ثم أقام مدة في جنوبي ألمانيا وفي سويسرا إلى أن تعرف ابنة مستثمر نمسوي فتزوجها وانتقل للاستقرار في ڤيينا، وحصد في ذلك الحين أولى نجاحاته الأدبية بنشره رواية «مِسولينِه، قصة حب» Mesuline, ein Liebesroman عام (1896) و«قصة الشابة ريناتِه فوكس» Die Geschichte der jungen Renate Fuchs عام (1900) التي لاقت صدى لافتاً لدى القراء والنقاد على حد سواء، وهي تحكي عن تحول ابنة صناعي كبير إلى عاهرة احتجاجاً على فساد أجواء عائلتها. وفي عام 1908 صدرت لـ ڤسَّرمَن رواية «كَسبار هاوزر» Casper Hauser التي يرتقي فيها السرد إلى مستوى الشعر باستعادته قصة اللقيط الشهير ومصيره مقتولاً في ظروف مجهولة. وتعد الرواية دعوة عالية النبرة ضد خمول القلب وموات العاطفة الإنسانية. أما أشهر روايات ڤسَّرمَن الغزير الإنتاج فهي «ديك الدجاجات»Das Gänsemännchen عام (1915) التي تدور أحداثها في مدينة نورنبرغ ومحيطها وتستعرض الحياة المزدوجة لفنان موسيقي في وسط اجتماعي فاسد. وفي رواية «كريستيان ڤانشافِّه» Christian Wahnschaffe عام (1919)؛ قدَّم الكاتب أعمق نقد اجتماعي أخلاقي للبرجوازية الألمانية، على الرغم من مثالية قصة الرواية التي تستعرض حياة شاب ثري وتعس يتخلى عن عالمه ليعيش مع الفقراء (حب الآخر في مواجهة الجشع الرأسمالي)، وقد تلمَّس النقاد فيها تأثير الفكر البوذي وتوجهات ليو تولستوي[ر] Tolstoi الأخلاقية. أما في رواية «قضية ماوريتيوس» Der Fall Maurizius عام (1928) فقد التفت ڤسَّرمَن إلى فساد القضاء وإلى الجرائم المرتكبة باسم العدالة، فتناول لأول مرة في أعماله بعمق لافت مسألة الفوارق الطبقية والظلم الاجتماعي وامتيازات السادة.
إلى جانب رواياته التي تجاوز عددها الخمس عشرة كتب ڤسَّرمَن القصة وأنتج فيها بغزارة تُجاري الرواية، ومن أشهرها «ذهبُ كَكْسَامالكا»Das Gold von Caxamalca عام (1923) التي عدَّها النقاد رائعة في السرد الفني من حيث سياق الأحداث ومعالجة الصراع وتفرعاته وصولاً إلى الحل مع تحليل نفسي عميق للشخوص يوحي بتأثر الكاتب بنظريات فرويد Freud وبأسلوب دستويفسكي Dostojevsky. وأسلوبه عامةً مشبع بمنجزات المدرستين الطبيعية Naturalism والتعبيرية Expressionism مع استخدام تقنيات المونتاج Montage السينمائي.
شَعَرَ ڤسَّرمَن في مراحل معينة من كتاباته الإبداعية بضرورة إبداء رأيه نظرياً في بعض مسائل عملية الإبداع وفن الكتابة، فكتب بعض الدراسات الطويلة، مثل: «فن القصة» Die Kunst der Erzählung عام (1904) و«جسور متخيلة»Imaginäre Brücken عام (1921) و«خطابات إلى الشباب حول الحياة الفكرية»Reden an die Jugend über das Leben im Geist عام (1932).
وبوفاته المبكرة في النمسا نجا الكاتب من سياسة النازيين اللاسامية، إلا أنه في مقالته التي تشبه السيرة الذاتية التي نشرها بعنوان «طريقي ألمانياً ويهودياً» أكد أن اليهودية محض دين، لا علاقة لها بالانتماء القومي، وهو يعد نفسه مواطناً ألمانياً لغة وثقافة وانتماءً.
كامل إسماعيل
(1873-1934)
ياكوب ڤسَّرمَن Wassermann كاتب روائي وقاص ألماني، وُلِدَ في مدينة فورت Fürth وتوفي في ضاحية ألت - آوسْزيه Alt- Aussee بالقرب من ڤيينا Wien في النمسا. كان والده تاجراً يهودياً، لكن الصبي عاش طفولته وصباه في بؤس شديد حتى حصل على عملٍ محرراً في المجلة الأدبية «سمبليتسيسموس» Simplicissimus. عارض والده توجهاته الأدبية وأجبره على تعلم مهنة التجارة بعد الشهادة الثانوية، لكن الشاب سرعان ما تخلى عن مشروع والده والتفت إلى الصحافة.
أدى ڤسَّرمَن خدمته العسكرية في مدينة نورنبرغ Nürnberg، ثم أقام مدة في جنوبي ألمانيا وفي سويسرا إلى أن تعرف ابنة مستثمر نمسوي فتزوجها وانتقل للاستقرار في ڤيينا، وحصد في ذلك الحين أولى نجاحاته الأدبية بنشره رواية «مِسولينِه، قصة حب» Mesuline, ein Liebesroman عام (1896) و«قصة الشابة ريناتِه فوكس» Die Geschichte der jungen Renate Fuchs عام (1900) التي لاقت صدى لافتاً لدى القراء والنقاد على حد سواء، وهي تحكي عن تحول ابنة صناعي كبير إلى عاهرة احتجاجاً على فساد أجواء عائلتها. وفي عام 1908 صدرت لـ ڤسَّرمَن رواية «كَسبار هاوزر» Casper Hauser التي يرتقي فيها السرد إلى مستوى الشعر باستعادته قصة اللقيط الشهير ومصيره مقتولاً في ظروف مجهولة. وتعد الرواية دعوة عالية النبرة ضد خمول القلب وموات العاطفة الإنسانية. أما أشهر روايات ڤسَّرمَن الغزير الإنتاج فهي «ديك الدجاجات»Das Gänsemännchen عام (1915) التي تدور أحداثها في مدينة نورنبرغ ومحيطها وتستعرض الحياة المزدوجة لفنان موسيقي في وسط اجتماعي فاسد. وفي رواية «كريستيان ڤانشافِّه» Christian Wahnschaffe عام (1919)؛ قدَّم الكاتب أعمق نقد اجتماعي أخلاقي للبرجوازية الألمانية، على الرغم من مثالية قصة الرواية التي تستعرض حياة شاب ثري وتعس يتخلى عن عالمه ليعيش مع الفقراء (حب الآخر في مواجهة الجشع الرأسمالي)، وقد تلمَّس النقاد فيها تأثير الفكر البوذي وتوجهات ليو تولستوي[ر] Tolstoi الأخلاقية. أما في رواية «قضية ماوريتيوس» Der Fall Maurizius عام (1928) فقد التفت ڤسَّرمَن إلى فساد القضاء وإلى الجرائم المرتكبة باسم العدالة، فتناول لأول مرة في أعماله بعمق لافت مسألة الفوارق الطبقية والظلم الاجتماعي وامتيازات السادة.
إلى جانب رواياته التي تجاوز عددها الخمس عشرة كتب ڤسَّرمَن القصة وأنتج فيها بغزارة تُجاري الرواية، ومن أشهرها «ذهبُ كَكْسَامالكا»Das Gold von Caxamalca عام (1923) التي عدَّها النقاد رائعة في السرد الفني من حيث سياق الأحداث ومعالجة الصراع وتفرعاته وصولاً إلى الحل مع تحليل نفسي عميق للشخوص يوحي بتأثر الكاتب بنظريات فرويد Freud وبأسلوب دستويفسكي Dostojevsky. وأسلوبه عامةً مشبع بمنجزات المدرستين الطبيعية Naturalism والتعبيرية Expressionism مع استخدام تقنيات المونتاج Montage السينمائي.
شَعَرَ ڤسَّرمَن في مراحل معينة من كتاباته الإبداعية بضرورة إبداء رأيه نظرياً في بعض مسائل عملية الإبداع وفن الكتابة، فكتب بعض الدراسات الطويلة، مثل: «فن القصة» Die Kunst der Erzählung عام (1904) و«جسور متخيلة»Imaginäre Brücken عام (1921) و«خطابات إلى الشباب حول الحياة الفكرية»Reden an die Jugend über das Leben im Geist عام (1932).
وبوفاته المبكرة في النمسا نجا الكاتب من سياسة النازيين اللاسامية، إلا أنه في مقالته التي تشبه السيرة الذاتية التي نشرها بعنوان «طريقي ألمانياً ويهودياً» أكد أن اليهودية محض دين، لا علاقة لها بالانتماء القومي، وهو يعد نفسه مواطناً ألمانياً لغة وثقافة وانتماءً.
كامل إسماعيل