نظام اللاب:تطبيق مبدأ عمل دائرة الألوان ويتكون من قناتين (أ) و(ب) وألوان من-128إلى127

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • نظام اللاب:تطبيق مبدأ عمل دائرة الألوان ويتكون من قناتين (أ) و(ب) وألوان من-128إلى127

    نظام اللاب 2 (Lab II)…

    سوف أحاول في هذه المقالة إكمال بعض الأمور المتعلقة بنظام اللاب (LAB) وبعض استخداماته التي تفيد في تحسين الصور. ذكرنا في المقالة الماضية بأن نظام الألوان هذا له بعض الاستخدامات في موازنة الألوان في الصورة، وهذا ما سأحاول توضيحه في السطور القادمة.
    نقصد بموازنة الألوان هنا، تصحيح الألوان بمعنى أدق. قد يحدث أحيانا أن يكون هناك صبغة من لون معين تكون طاغية على الصورة (لأسباب مختلفة). إحدى أولى الخطوات التي من الممكن اتخاذها لتصحيح الألوان هو اختيار المستوى الأبيض المناسب (وقد تحدثنا عن هذا الموضوع في مقالات سابقة). لكن قد لا يكون هذا مؤاتيا في كل الأحوال – حيث أن تعديل وتحسين المستوى الأبيض للصورة يقتضي أن تكون الصورة بصيغة السالب الرقمي. لو كانت الصورة بصيغة الـج.ب.ج. مثلا فعلينا إصلاح الأمر بطريقة أخرى من دون برنامج المحرر للسالب الرقمي، وذلك لأن صيغة السالب الرقمي هي عبارة عن بيانات غير مثبّـتة بشكل نهائي مما يفتح المجال أمام إمكانية تعديل هذه البيانات بالشكل المطلوب. أما في الحالات الأخرى، مثل الملفات بصيغة ج.ب.ج. أو تيف، فعلينا هنا أن نبتكر طريقة ما لتعديل الألوان بطريقة توازي تلك المستخدمة في تعديل مستوى اللون الأبيض في السالب الرقمي. عند هذه النقطة، يأتي دور نظام اللاب الذي شرحناه مسبقا.

    العمل
    دوائر ألوان تعود لسنة 1874.
    المصدر
    يتميز نظام اللاب بكونه يتكون من قناتين، هما قناة (أ) و(ب)، وفي كلتي هاتين القناتين تكون القيم المفترضة للألوان من -128 إلى 127. المبدأ من وراء استخدام القيم السالبة في تعيين هذه الألوان في القناتين هو بأن يكون لكل لون ما يعاكسه في الاتجاه المقابل؛ أي أن نظام اللاب هو تطبيق مباشر لمبدأ عمل دائرة الألوان – حيث يكون الأزرق مقابلا للأصفر مثلا، والقرمزي مقابلا للأخضر وهكذا. عند جمع لونين متضادين فإن الناتج يجب أن يكون رماديا معتدلا (ولهذا عند موازنة الألوان عند التصوير يتم تصوير بطاقة رمادية لتصحيح المستوى الأبيض لاحقا).
    يُمكـّننا برنامج الفوتوشوب من تحليل الألوان بشتى الطرق، ونظام اللاب هو إحداها. وعليه، فإنه يمكننا أن نصبغ الصورة بصبغة معاكسة لتلك الطاغية على الصورة أساسا، وبالتالي يمكن موازنة الألوان قدر المستطاع. كما ذكرنا فإن جمع لونين متضادين ينتج عنه الرمادي المعتدل، ولذلك يفضل اختيار منطقة ما من الصورة تكون رمادية اللون، على أن ذلك لن يكون ممكنا في كل الأحوال، وعليه من الممكن العمل على موازنة منطقة بيضاء مع بعض الحذر.

    1. نفتح الصورة المعنية في برنامج الفوتوشوب. لا يهم الآن ماذا تكون مواصفات الصورة، فهذه الطريقة يمكن العمل بها على معظم الصور إن تطلب الأمر ذلك. نقوم بعد ذلك بعمل نسخة من الصورة مباشرة (تحكم+J أو Ctrl+J). تم شرح السبب لهذه الخطوة في المقالة السابقة.
    صورتي الشخصية وقد أضفت صبغة معينة عمدا للتوضيح. نقوم بعمل نسخة مباشرة كما هو موضح.
    أنقر للتكبير.

    2. نقوم بالبحث عن منطقة رمادية إن أمكن ذلك، أو بيضاء. في معظم الأحيان يسهل البحث عن المناطق البيضاء أكثر من الرمادية. في عملنا هنا سنبحث عن منطقة بيضاء ونتابع العمل. عندما نقوم بتعيين هذه المنطقة، يكون المقصد هنا بأن نتبين أي منطقة هي التي من المفترض أن تكون بيضاء. قد تكون الصبغة على اللون الأبيض قوية وقد تكون ضعيفة لا تلاحظها العين بسهولة، ولكن يجب أن تكون هذه المنطقة غير وهاجة، وإلا لن نتمكن من التعرف على الصبغة أو اللون المُدخل على الصورة.
    اخترت هنا منطقة بياض العين لتكون المعيار لضبط الألوان. للتوضيح فقط، فقد قمت باستخدام القطارة (المشار إليها بالسهم الأحمر) وضغطت في المنطقة المشار إليها بالدائرة الحمراء، في الجزء الأبيض منها، أو ما هو مفترض أن يكون أبيضا. نلاحظ بأن اللون ليس أبيضا تماما (المشار إليه بالسهم الأزرق).
    أنقر للتكبير.
    3. نقوم الآن بإضافة «طبقة تعديل» (Adjustment Layer)، وتكون من نوع «مرشح صوري» (Photo Filter). هذا النوع من الطبقات يقوم بمحاكاة المرشحات التي يضعها المصورون أمام العدسات، ولهذا فهو يضفي صبغة محددة. هناك خياران لتحديد الصبغة: الأول عن طريق القائمة المتوفرة، وفيها بعض أسماء وأنواع المرشحات المتعارف عليها في الواقع، والثاني هو عن طريق تحديد اللون مباشرة. وفي الأسفل من هذين الخيارين يوجد شريط للتحكم بدرجة تعتيم المرشح، كما يوجد خيار أخير للمحافظة على الإضاءة العامة للصورة أم لا.
    زر طبقات التعديل (بالدائرة الحمراء). يتم اختيار طيقة «مرشح صوري» من القائمة (باللون الأزرق).
    أنقر للتكبير.
    نافذة المرشح طبقة المرشح الصوري كما تظهر مباشرة، وهي تتكون من (1) قائمة بالمرشحات، (2) مرشحات عن طريق اختيار اللون مباشرة، (3) درجة التعتيم، (4) المحافظة على الإضاءة العامة للصورة (ويفضل تركها فعالة).
    أنقر للتكبير.
    4. نقوم أولا بضبط العتمة إلى 1% (أدنى حد) حتى لا تتأثر الصورة. ثم نقوم بالنقر لمرة واحدة على أيقونة طبقة التعديل نفسها؛ هذا مطلوب حيث أن من دونها سيكون العمل على الطبقة الملحقة للتعديل (أو ما يسمى بـ«القناع» Layer Mask).
    يتم تخفيض التعتيم إلى أدنى مستوى (1)، ويجب النقر على أيقونة الطبقة ذاتها (2) حتى يتم العمل. القناع (Layer Mask) هو المشار إليه بالدائرة الحمراء، وغالبا ما يكون قيد الاختيار بشكل آلي عند استدعاء أي طبقة من طبقات التعديل.
    أنقر للتكبير.
    لاحظ الإطار الأسود المحيط بأيقونة القناع - إذا كان موجودا فهذا يعني أن القناع هو الفعال وليس طبقة التعديل بنفسها.
    5. نقوم الآن بالنقر على الخيار الثاني، أي تحديد لون المرشح. ستظهر نافذة الألوان بعدها. نقوم الآن بتحريك المؤشر إلى المنطقة التي عينّاها سابقا للون الأبيض، وسنلاحظ أن المؤشر سيتحول إلى شكل القطارة، ونقوم بالنقر على المكان. بعد هذا، سنلاحظ بأن اللون سيُسجل مباشرة في نافذة الألوان.
    (1) نقوم بالنقر على الخيار الثاني فتظهر نافذة الألوان، ونقوم بالنقر بالقطارة مباشرة على المنطقة التي اخترناها كمعيار للون الأبيض (2)، فتظهر معلومات اللون مباشرة في نافذة الألوان (3).
    أنقر للتكبير.
    6. يأتي الآن دور نظام اللاب. نلاحظ في نافذة الألوان بأن اللون الذي اخترناه قد تم تحليله إلى عدة أنظمة، واحداها هو اللاب. كل ما علينا فعله هو «عكس» اللون المختار من الصورة. يكون ذلك بتغيير الإشارات لقناتي (أ) و(ب)؛ أي تحويل السالب إلى موجب والموجب إلى سالب (لتحويل العدد من سالب إلى موجب، يكفي إلغاء إشارة السالب طبعا). عند عكس هذه الإشارات سيتكون لدينا اللون المقابل.
    نلاحظ هنا تحليل اللون بنظام اللاب.
    نقوم هنا بتبديل إشارات قناتي (أ) و(ب) كما هو موضح. لاحظ تغير الون.
    7. بعد الموافقة والخروج من نافذة الألوان، نقوم الآن بزيادة درجة التعتيم. ليس هناك قاعدة محددة لهذه الزيادة ولكن من المفترض أن لا تكون عالية، وكذلك يفترض بأن يكون خيار الحفاظ على الإضاءة (المربع الأخير) فعالا. سوف نلاحظ هنا بأن الألوان للصورة بشكل عام تبهت (بحسب درجة التعتيم). علينا هنا أن نركز فقط على المناطق البيضاء ونلاحظ كيفية تغيرها مع زيادة التعتيم.
    زيادة التعتيم. ليس بالضرورة أن يكون إلى أقصى حد؛ فهذه هي الحالة هنا فقط. علينا ملاحظة المنطقة المختارة لمعرفة إلى أي درجة يجب رفع درجة التعتيم. لاحظ أيضا أن خيار المحافظة على الإضاءة مُفعّل.
    أنقر للتكبير.
    للمقارنة الدقيقة نلاحظ هنا منطقة بياض العين قبل (يمين) وبعد (يسار) زيادة التعتيم.
    8. عند الانتهاء من زيادة درجة التعتيم، قد تكون هذه هي النهاية الفعلية للعمل – وهذا بحسب رغبة المستخدم. ولكن قد يكون أحيانا هناك بعض الانبهات في الألوان في مناطق يُفترض بها أن تكون حيوية، وهنا سيأتي دور القناع الملحق بطبقة المرشح الصوري. نقوم بالنقر على القناع، وثم اختيار أداة الفرشاة (اختصارا: مفتاح B). يفضل أن تُضبط الفرشاة بدرجة تعتيم منخفضة (50% مثلا) ومع أطراف مخففة. نقوم بعد ذلك بالتلوين باللون الأسود فوق المناطق التي لا نريد لها أن تتأثر بالمرشح (تذكر! العمل هنا في القناع الملحق بطبقة المرشح الصوري). كلما أردنا تقليل تأثير المرشح في تلك المنطقة نقوم بالتلوين أكثر، ولهذا يفضل أن تكون الفرشاة بعتمة منخفضة ليساعد ذلك على دقة العمل أكثر. إذا ما اُرتكب خطأ ما، فيمكن إلغاء الحركة (تحكم+أشكال+Z أو Ctrl+Alt+Z) أو يمكن التلوين بالأبيض فوق تلك المنطقة لاستعادة التأثير. قد يكون أحيانا المطلوب هو التأثير في منطقة صغيرة في الصورة ككل، وهنا يمكن العمل بالعكس؛ أي صبغ القناع باللون الأسود تماما وثم التلوين باللون الأبيض في المناطق المعنية. لقلب القناع إلى اللون الأسود بشكل سريع نستخدم (تحكم+I) أو (Ctrl+I).
    في المرحلة النهائية في هذا العمل قررت أن أطبق الموازنة لبعض المناطق فقط، لهذا فقد قلبت القناع إلى اللون الأسود (1)، وهذا عن طريق اختيار القناع ثم ضغط تحكم+I (أي Ctrl+I). نقوم باختيار أداة الفرشاة (2)، ويمكن عمل ذلك كذلك بضغط مفتاح (B) للسرعة. نقوم بتقليل التعتيم للفرشاة (3) بحسب المطلوب، وسيكون مفيدا اختيار طريقة البخ (4)، وبهذه الطريقة نضمن بأن عملية التلوين ستكون متتابعة طالما ظل زر الفأرة مضغوطا. عند الضغط على الزر تحت العلامة الحمراء (أعلى يسار) فإننا سنحصل على خيارات أكثر للفرشاة.
    أنقر للتكبير.
    خيارات إضافية للتحكم بالفرشاة. (1) التحكم بحجم الفرشاة، ويمكن عمل ذلك بشكل أسرع أثناء العمل كذلك باستخدام مفتاحي «[» و«]». (2) التحكم بنعومة الفرشاة، ويمكن عمل ذلك كذلك بشكل أسرع أثناء العمل باستخدام مفتاح العالي (Shift) مع مفتاحي «[» و«]». يمكن تغيير شكل الفرشاة الاعتيادي إن تطلب الأمر ذلك عن طريق الخيارات المتوفرة في القائمة المظللة باللون الأزرق (أعلى يمين).
    النتيجة النهائية للقناع؛ تم تلوين المناطق المرغوب في تعديل توازن الألوان فيها فقط، وقد تم العمل مع تغيير مستمر لحجم الفرشاة ونعومتها.
    أنقر للتكبير.
    الشكل النهائي للقناع. يمكن إظهار القناع في منطقة العمل بالنقر على القناع مع استخدام مفتاح «أشكال» (أي Alt). يمكن الخروج من هذا العرض كذلك بالنقر على أيقونة الطبقة نفسها.

    بهذه الطريقة نكون قد أنجزنا موازنة للألوان، بل وتحكمنا بدرجة هذه الموازنة مع التحكم أيضا بالمناطق التي تقع تحت التأثير إذا تطلب الأمر ذلك.

    الخاتمة

    قد تكون هذه الطريقة معقدة بعض الشيء، ولربما ضبط الألوان عند التصوير سيكون أسهل بكثير. ولكن عند التمكن من هذه العملية المذكورة، سيكون لدى المستخدم أداة فعالة وقوية للتحكم بالألوان بطريقة منظمة (وليس بالضرورة بغرض ضبط الألوان). إن العمل بهذه الطريقة بشكل مكثف نوعا ما سيكسب المستخدم بعض المرونة في العمل حتى يكاد يكون العمل بديهيا في المستقبل. بَـيْد أن هذه الطريقة هي في المقام الأول لتصحيح الصورة، بالأخص تلك الصور في صيغ أخرى غير السالب الرقمي، والأمر متروك للمستخدم في تقدير جماليات الصورة بحد ذاتها – فالصبغة على الصورة ليست بالشيء السيئ تماما، ولكنها قد تكون غير مرغوبة أحيانا، وأحيانا قد تكون غير مرغوبة في مناطق معينة فقط. فالحكم هنا يعتمد على النظرة الفنية للمستخدم. وحتى نلتقي في المقالة القادمة إن شاء الله…

  • #2
    الأحد، 24 أغسطس 2014

    نظام اللاب (LAB)…

    سوف أحاول في هذه المقالة إعطاء درس آخر عن طريق برنامج الفوتوشوب (ولعل برامج التعديل الأخرى لن تكون مختلفة كثيرا). هذا الدرس يتعلق بمحاولة تحسين الصورة عن طريق استخدام نظام الـ «لاب»، والذي سنأتي على شرحه في السطور القادمة. تحسين الصورة بهذا النظام قد يساعد المصور على التغلب على بعض الأمور الخارجة عن السيطرة مثل بهتان الألوان لسوء الأحوال الجوية، هذا على سبيل المثال – وقد يتعدى الأمر ذلك. فما هو إذن نظام اللاب؟

    النظام

    هذا النظام (وأحيانا يعتبر فضاءً للألوان) هو أحد أنظمة الألوان المتوفرة لترجمة الألوان من وسط إلى آخر، كنظام الـ «ح.خ.ز.» (RGB) مثلا، والذي يعتمد على وصف الألوان عن طريق دمج الأحمر والأخضر والأزرق. وهناك أيضا نظام «س.ق.ص.د.» (CMYK) والذي يصف الألوان عن طريق دمج السماوي والقرمزي والأصفر والأسود. لكن هذا النظام يختلف بمكوناته، والحقيقة أنه لا يعتمد على دمج ألوان معينة، بل على خوارزميات محددة لنقل الألوان من وسط لآخر. على أية حال لا داعي للتوغل في عالم الرياضيات والنظريات.
    لغويا، فإن نظام اللاب (LAB) هو اختصار لـ (Lightness, Channel A, Channel B)، أي (إضاءة، قناة أ، قناة ب). كنت قد فكرت في تعريب المصطلح إلى (إ.أ.ب.) ولكن كتابة «لاب» تبدو يسيرة نسبيا مقارنة بهذا الاختصار. ولهذا فإنني سأتابع استخدام هذا المصطلح.
    كما نرى، فإن هذا النظام يعتمد على: الإضاءة، وقناة أ، وقناة ب. أما الإضاءة فإن قيمها الفرضية تتراوح بين الصفر و100؛ بحيث يكون الصفر للأسود، و100 للأبيض. أما قناة أ فإنها تعبر عن مجموعة من الألوان (وليس لون واحد كما هو الحال في الأنظمة الأخرى) ويتغير مضمون هذا المدى بتغير قيمة الإضاءة؛ وهذا هو الحال أيضا بالنسبة إلى قناة ب. ولكن يمكن تقريب المسألة (نظريا) بأن نقول بأن القناة (أ) تعبر عن الألوان من طيف اللون الأخضر إلى القرمزي، وتعبر قناة (ب) عن الألوان من طيف اللون الأزرق إلى الأصفر (وكل زوج من هذه المجاميع يتقابل على دائرة الألوان). يتراوح مدى كل قناة من هذه ما بين «-128» إلى «127»؛ وكما نرى فإن الإشارة السالبة لا تستخدم في بقية أنظمة الألوان ولكنها تستخدم هنا للدلالة على إحداثيات اللون – يمكنك تخيل هذه المتغيرات الثلاثة على أنها واقعة في فضاء بإحداثيات ديكارتية ثلاثية الأبعاد، حيث يتم وصف كل نقطة بالنسبة إلى (س، ص، ع) من الإحداثيات.
    لن نستخدم هذه المعلومات الآن وخصوصا في هذا الدرس البسيط نسبيا ولكن من المفيد أن يكون لدينا معرفة بسيطة بكيفية تكوّن الأشياء – والحقيقة أن لهذا النظام فائدة أخرى في المساعدة على توازن الألوان ولكن لربما ألحقتها في مقالة أخرى.

    العمل

    سوف نحاول الآن تحسين صورة ما وجعلها أكثر جاذبية عن طريق استخدام نظام اللاب. يمكن استخدام هذا النظام مع أية صورة تقريبا، ولكن شخصيا أفضل العمل بصور 16-بت حتى يكون المجال متسعا لأكبر قدر ممكن من المعلومات المتعلقة في الألوان. أما الصور الملتقطة أو المحفوظة بسعة 8-بت فإنها قد تستفيد من هذه الطريقة كونها الملاذ الأخير لإنقاذ الصورة (خصوصا تلك الملتقطة بالأجهزة المحمولة). يفضل كذلك أن يكون فضاء الألوان كبيرا (مثل بروفوتو أو أدوبي 1998) ولكنها ليست قاعدة، ويمكن إتمام العمل في الفضاء المبدئي (sRGB) لانتاج صور جذابة من هذا الفضاء الصغير. لهذا السبب سوف أشرح العمل هنا على صورة بسيطة بسعة 8-بت، وبالفضاء المبدئي (لمقالة منفردة عن فضاءات الألوان يمكن قراءة هذا المقال السابق)؛ هذا فقط لإظهار كيف أن هذه الطريقة تساعد على تحسين الصور حتى لو كانت محدودة ببياناتها الرقمية.

    1. نفتح الصورة في برنامج الفوتوشوب، ونقوم بعمل طبقة* أخرى من الصورة (تحكم + J، أو Ctrl+J)**. فيكون لدينا طبقتان، الأصلية، ونسخة فوقها. بهذه الطريقة سوف نقوم بالعمل على النسخة دون الطبقة الأصلية، وهي طريقة شائعة حتى إذا ما حدث أي خطأ فيمكن العودة إلى الأصلية دائما (أو للمقارنة لاحقا مثلا، وهناك فوائد أخرى). للتأكد فقط، نلاحظ بأن الصورة بسعة 8-بت، وبالفضاء المبدئي.
    الصورة التي سيجري العمل عليها مع عرض لنافذة الطبقات.
    المنطقة السفلى من مساحة العمل في الفوتوشوب توضح سعة وفضاء الألوان.

    2. نقوم الآن بالتحويل إلى نظام اللاب عن طريق القوائم: Image > Mode > Lab color. عند التحويل ستظهر رسالة تسأل المستخدم إذا كان يود التسطيح، أي دمج الطبقات كلها في طبقة واحدة. بالطبع الإجابة تكون «لا».
    التحويل إلى نظام اللاب.
    سؤال التسطيح، والاجابة تكون بالنفي.

    3. نعاين نافذة القنوات والتي تكون في العادة ملاصقة لنافذة الطبقات. إن لم تكن هذه النافذة موجودة فيمكن إدراجها من القوائم: Windows > Channels. يجب التأكد بأننا نعاين القنوات لطبقة النسخة وليس الأصل (أي ببساطة شديدة نختار أو نظلل طبقة النسخة ثم ننظر في نافذة القنوات). نلاحظ القنوات بأنها بالترتيب التالي: Lab, Lightness, a, b. ستكون جميعها مظللة، ولكن ليس طويلا.
    نافذة القنوات.
    إظهار نافذة القنوات من القوائم.

    4. نقوم باختيار قناة (أ)، وهنا ستظهر الصورة بشكل رمادي؛ ثم نضغط على خانة العين بجانب القناة الرئيسية (Lab)؛ حيث تكون العين قد اختفت بعد الضغط على القناة (أ)، وهنا ستظهر الصورة كما كانت. بهذه الطريقة يمكننا العمل على تغيير القناة (أ) مع النظر إلى هذه التغييرات مباشرة في الصورة.
    (1) اختيار القناة «أ» أولا، ثم (2) ضغط زر العين لإظهار الصورة كما هي.

    5. نقوم باستدعاء أمر مستويات (Levels) عن طريق تحكم+L (أو Ctrl+L). سيظهر لنا المخطط الضوئي للقناة (أ) فنقوم بجذب سهام المستوى الأبيض والأسود أقرب إلى المركز، وأيضا يمكن التحكم بالمستوى الرمادي (يدعى أحيانا بـ «غاما»). لا يوجد قاعدة عامة هنا للمقدار المطلوب، ولكن على المستخدم أن ينظر بعينيه والتأكد من ضبط الألوان. في بعض الأحيان قد تترك هذه العملية صبغة ما في اللون الأسود أو الأبيض ولهذا على المستخدم توخي الحذر (وإن كان يمكن إصلاح الأمر لاحقا). بعد الانتهاء نقوم بالموافقة والخروج من نافذة المستويات.
    نافذة المستويات للقناة (أ). تشير السهام إلى التعديلات في مستويات الأبيض والأسود والرمادي. يمكنك مقارنة الصورة بما قبلها لملاحظة التغير في الألوان.
    أنقر للتكبير.

    6. نقوم باختيار القناة (ب) واستدعاء أمر المستويات كما سبق، والعمل بالمثل كما في الخطوة السابقة. بهذه الخطوة نكون انتهينا تقريبا.

    7. تبقى القناة الأخيرة، وهي قناة الإضاءة (Lightness). هذه القناة مفيدة لزيادة التباين في الإضاءة ويمكن أيضا زيادة حدة الصورة (عن طريق استخدام أدوات الفوتوشوب نفسه أو غيرها من الإضافات). لزيادة التباين فإن أسرع عملية يمكنك القيام بها هو استدعاء أمر «المنحنى» (Curves) عن طريق ضغط زري تحكم+M (أو Ctrl+M). لزيادة التباين يجب تشكيل المنحنى على شكل حرف (S)، وكلما كان الانحناء قويا، كان التباين شديدا، ولذلك ينصح بالزيادة الطفيفة فقط ليكون التباين في حدود المعقول. عند إتمام هذه الخطوة نكون قد انتهينا تماما.
    زيادة التباين عن طريق منحنى الإضاءة لقناة الإضاءة (Lightness) وقد تم تشكيله على شكل (S) خفيف.
    لزيادة الحدة يمكن استخدام أوامر زيادة الحدة المتوفرة في برنامج الفوتوشوب وتطبيقها على قناة الإضاءة. آخر أمرين هما الأكثر شيوعا (أي Smart Sharpen وUnsharp Mask)، وفيهما العديد من الخيارات للضبط. سأستخدم أمر الحدة الذكية (Smart Sharpen) هنا.

    8. نُرجع الصورة إلى نظام ح.خ.ز. (RGB) عن طريق القوائم: Image > Mode > RGB color. وبالطبع عند السؤال عن التسطيح مرة أخرى فالإجابة هي النفي. يمكنكم الآن المقارنة بين الصورتين، المعدلة والأصلية (عن طريق ضغط زر العين بجانب الطبقة). قد يكون هناك، بسبب هذه الطريقة، بعض الأصباغ الغير مرغوبة (تلون سطح أبيض ببعض الزرقة مثلا)، وهذه يمكن معالجتها بعد إتمام العمل هنا ولكن لا يسع المجال لشرحها. ولكنني أشجع القارئ العزيز على استكشاف الإمكانات. كبداية، يمكن معالجة هذه المشكلة عن طريق أمر «صبغة/تشبع» (Hue/Saturation).
    العودة إلى نظام ح.خ.ز. من القوائم.
    مقارنة لنفس الصورة قبل التعديل (يسار) وبعد التعديل (يمين).
    أنقر للتكبير.

    قد يتساءل البعض لماذا علينا الرجوع إلى نظام ح.خ.ز. طالما أتممنا العمل في نظام اللاب؛ والجواب هو: لا يمكننا حفظ الصورة بصيغة ج.ب.ج. عندما تكون الصورة بنظام اللاب، وصيغة ج.ب.ج. هي صيغة شائعة لتداول الصور، ولهذا فمن الضروري التحويل إلى نظام ألوان ح.خ.ز. وثم الحفظ (أو إجراء تعديلات أخرى ثم الحفظ).

    * إذا كانت نافذة الطبقات غير موجودة، فيمكن استدعاؤها بالضغط على مفتاح (F7)، أو عن طريق القوائم: Windows > Layers.
    ** يوجد هذا الأمر بالقوائم: Layer > Duplicate Layer.

    الخاتمة

    هذه هي إحدى الطرق المستخدمة في تحسين وتعديل بعض الصور والتي أرجو أن لا تكون معقدة كثيرا. مع تكرار العمل بها سيلاحظ المستخدم بأنها أصبحت كالبديهة ويمكن الإتيان بها من دون الرجوع إلى هذه التعليمات والخطوات، بل ويمكن للمستخدم المتمكن أن يضيف خطوات أخرى، كتعديل التباين (Contrast) في قناتي (أ) و (ب) وهو ما لم أذكره هنا.
    إن التحويل من وإلى نظامي ح.خ.ز. واللاب قد يُـفقد الصورة بعض البيانات الرقمية، ولكن المحصلة النهائية هنا هي ما يهم المستخدم على الأرجح وهي: زيادة رونق الصورة. لذلك قد ينصح البعض بعدم استخدام هذه الطريقة إلا في الحالات المستعصية وكملاذ أخير. أنا شخصيا، لا أمانع باستخدامها على أية حال إذا كانت الملاذ الأخير لإبراز معالم الصورة وزيادة حيويتها من دون النظر إلى البيانات الرقمية التي قد تُـفقد. أتمنى أن تكون هذه المقالة مفيدة لكم، وحتى نلتقي في المقالة القادمة إن شاء الله…

    تعليق

    يعمل...
    X