خوْفُ السّنواتِ الفضّيّة
مَطَرٌ وزُجاجُ البيتِ تَعَرَّقْ
وطيورُ البرّيّةِ خائفَةٌ
وأنا أَتَقَدَّمُ أَجْنِحةً مِن ريشٍ مُغْلَقْ
والبرّيّةُ تُوغِلُ خلْفَ غيومِ القلبِ
فَيَتَّسِعُ الأُفْقُ المُتَجَهِّمُ ،
تَهمي الدّورُ فَيَنْدى الحَجَرُ الأزْرقْ
وزرازيرُ الرّوحِ بعيداً تُوغِلُ،
والأشجارُ تَمُدُّ عَراءَ تَوَحُّدِها،
و" عنودٌ" خَرَجَتْ تَبْحَثُ عن بَهَجَتِها
في الأُفُقِ الكوْنيِّ المُطْلَقْ
مَطَرٌ و"عَنودُ" تُسافرُ في مَطرِ الحانةِ /
تأخُذُني،
أَتَقَدَّمُ عِبْرَ زُجاجِ الماءِ لِأَدْفعَ عنها
عاصِفةً تَتَلَظّى خَلْفَ غُصونِ " الكينا" ،
تأخُذُني وأنا في البيتِ فَأُدْهَشُ،
نِصفي باخِرةٌ
والنّصفُ الآخَرُ
مينا
يا امْرأَةً لا تَعرِفُ حينَ تَسَكَّعُ في أَرْوِقةِ
المَطرِ الضّافي غيرَ مَرايا الماءْ
يا امْرأةً تَفْتَحُ أَوْرِدتي لِعبيرِ الرَّشْفةِ
لَحْظةَ تَفْجَؤُني الأسماءْ
يا امْرأةً من عُشْبِ القلبِ
تَعِبْتُ من الجَرْيِ الصّدُّوقِ
وراءَ مِهارِ اللّحظةِ
فَانْتَبَهَتْ غِزلانُ القلبِ
فَضاقَتْ بالوَجْدِ الأمْداءْ
يا امْرأةً
إنّي أخشى ذاتَ شتاءٍ
أنْ يَاْخُذَكِ المَطَرُ الطّفْلُ
فَأَقْضي سنواتِ العمرِ الفضّيّةَ
أَبْحَثُ عن لؤلؤةٍ
مِن قَطْرِ الرّوحِ العطشى
ضَيَّعَها غَبَشُ الأنواءْ
حمص 27/3/1996