عَزْف على ناصية " المشوار"1
مُنْذُ عُمْرٍ هاهنا كنّا مَعا..
رِحلةً في اثنينِ،
أُفْقاً ،
أُمْنياتٍ كَتَبَ الشّوْكُ على وَرْدِ أقاصيها
بِحِبْرِ الصّمتِ سَطْراٍ
غَلَّ في الإيناسِ حتّى أَوْجَعا
منذُ عُمْرٍ هاهُنا كُنّا مَعا
مُنذُ عُمْرٍ هاهُنا كُنّا مَعَا
وأنا اليومَ وَحيدٌ
تَخْرُجُ السّاعاتُ من بينِ شُقوقِ
الرّوحِ تَعدو في حواري زمَنٍ جَفَّ
وَأَعْدو خَلْفَها
مِلْءُ كِياني صَرْخةٌ أنْ يَرْجِعا
خَلْفَهُ أعْدو ولا يَتَّسِعُ الوقتُ
فَتَنهارُ ضٌلوعٌ وجُسورٌ
وأنا أُدْرِكُ أنّي سوفَ أَجْتازُ
مَدى المِضمارِ إلاّ إِصْبعا
منذُ عُمْرٍ هاهنا كنّا مَعا
هاهُنا " المشوارُ" والكرسيُّ
والبحرُ ، وقلبي ،
الْقَدَحُ المُوغِلُ في صَمْتٍ زُجاجيٍّ
على رَشْفتِهِ حُزْنٌ خَفيٌّ
أنّهُ لَنْ يُقْرَعا
كلُّ ما حولي كَما كانَ سِوى
أنّكِ قدْ غِبْتِ
فَمَنْ يُشْعِلُ لِلْمَرْكبِ ضُوءاً
في دياجي لُجِّهِ الزّخّارِ
حتّى يَرْجِعا
مُنذُ عُمْرٍ هاهنا كُنّا
وما
زِلْنا
معا
طرطوس 22/4/2000
................................
1- المشوار مقهى ومطعم يطلّ على البحر في طرطوس