الصيد والقنص
الصيد والقنص أحد أهم النشاطات التي ارتبطت بممارسات الإنسان منذ القدم بحثاً عن الطرائد من الحيوانات بأنواعها ومطاردتها وقتلها أوأسرها في مواطنها الطبيعية. وغاية الصيد في الأصل الحصول على الطعام، أوالاستفادة من منتجات الطرائد أواتقاءً لشرها. والصيد نوعان: صيد البرhunting ويشتمل على صيد الحيوانات البرية والطيور وحيوانات الماء الشاطئية، وصيد الماء أوالبحر وهو ما يعبر عنه بصيد السمكfishing.
والصيد في الشرع هو الحيوان الممتنع الحلال غير المملوك المتوحش بأصل خلقته، إما بقوائمه أوبجناحيه، مأكولاً كان أوغير مأكول، ولا يؤخذ إلا بحيلة. وصيد البر هو ما يكون تكاثره في البر، وصيد البحر هو ما يكون تكاثره في الماء، ولا يعيش إلا في الماء. وأما الصُّيود فيؤكل من ذوات الأربع ما ليس له ناب، ومن الطير ما ليس له مخلب، ويحل من صيد البحر طير الماء والسمك مطلقاً. والذكاة (ذبح الحيوان) شرط الحِلّ.
صيد البر
ما زال صيد البر يمارس إلى اليوم في شتى أنحاء العالم لمنافعه الاقتصادية مصدراً للغذاء والكساء، ورياضة لمتعة التحدي والمطاردة، إضافة إلى فوائده الأخرى. وهو كذلك النشاط الرئيسي لبعض القبائل البدائية في الغابات والسهو ب والجبال إلى اليوم.
بدايات الصيد
نظر الإنسان القديم إلى الأنواع البرية من الوحوش والكواسر والجوارح بكثير من الرهبة والإعجاب إلى حد التقديس. وكان الصيد للبشر الأوائل ضرورة لاغنى عنها، لا للحصول على الغذاء فحسب، بل وسيلة للحصول على ما يقي جسده غوائل الطبيعة، وليصنع من بقايا الصيد أدواته وما هو بحاجة إليه. وبعد استئناس الحيوانات وتدجينها، وتطور الزراعة أصبح الصيد نشاطاً ثانوياً يوفر أنواعاً محددة من الغذاء، ووسيلة لكسب الرزق، ورياضة ترتاح إليها النفس.
تدل الشواهد الأثرية القديمة ومظاهر العيش لدى الشعوب البدائية على أن الصيد والقنص كان محور اهتمام الإنسان القديم. وقد تنوعت وسائل الصيد لديه وطرائقه بتنوع البيئة التي عاش فيها والطرائد التي كان يقنصها والمواد والتقنيات التي توافرت لديه. كانت أدواته بسيطة كالعصا والهراوة والحربة والرمح برأس حاد أو قاطع من الحجارة أو العظم أو المعدن، ومع تقدم الإنسان في مدارج الحضارة استخدم القوس والنشاب ثم السهام وأنابيب النفخ بسهامها السامة ثم البندق (كرة في حجم البندقة يُرمى بها في القتال والصيد)، ومن ثم الأسلحة النارية المختلفة.
ومما يسترعي الانتباه أن الصيّاد البدائي تحلّى بالصبر وطول الأناة وخفة الحركة، إلى جانب إتقانه فن التمويه والتخفي للتقرب من طريدته، واستخدامه مختلف الشراك والطعوم والفخاخ. ومن المحتمل أن يكون قد استعان بالكلاب والكواسر والطيور الجوارح لتتبع طرائده وقتلها منذ العصر الحجري الحديث.
وفي الحضارات الأكثر تقدماً أصبح الصيد رياضة يمارسها الحكام وذوو الشأن ممن يملكون الثروة ووسائل الترفيه. وكان الصيادون في مصر القديمة يؤلفون طبقة اجتماعية مميزة، ويصيدون لحسابهم أو بالنيابة عن النبلاء، ويستخدمون الكلاب والفهود والشباك والفخاخ والقسي والنشاب إلى جانب الوسائل القديمة، كما استخدمت العربات والخيول في المطاردة، وكانت المصائد تُعمل في البوادي والصحارى المحيطة بوادي النيل.
ولم يكن حكام بلاد الرافدين وبلاد الشام بأقل حماساً من المصريين للصيد والقنص، وتدل على ذلك مشاهد الصيد التي تزين جدران المعابد والقصور، ومنها صورة لآشور بنيبعل الملك الصياد بالنحت النافر على أحد جدران نينوى. وهي واحدة من شواهد كثيرة في بابل وآشور وليديا وفارس. وهناك صورة نافرة للملك الساساني قباذ الأول (ت531م) على طبق من فضة تمثله يعدوعلى فرس وراء ضأن بري. وكان للفُرْس قدم راسخة في فن الصيد وتضرية (تدريب) الحيوانات وتعليمها الصيد. وكان للروم غرام بالصيد أيضاً، وكانوا من السبّاقين إلى تضرية بعض الجوارح، ويزعمون أن قسطنطين أول من صاد بالشواهين ولعب بالعقبان.
أما الصيد عند العرب في الجاهلية فكانت له مكانة اقتصادية واجتماعية ثم تطور إلى متعة ورياضة. ومعظم طرائدهم من حيوانات البراري والصحراء والطير بأنواعه. وهم يصطادون على متون الخيل أوعدواً وراء الفريسة. أما أدواتهم فالحراب والرماح والقسي وغيرها. وقد أتقن العرب في الجاهلية تربية سباع الطير ودرّبوها على الصيد، وما يزال فن البيزرة [ر] والصيد بالجوارح من أحب أنواع الصيد إليهم إلى اليوم.
أحلَّ الإسلام صيد البر والبحر، وترك الباب مفتوحاً للمسلمين لممارسته بحرية. ويروى أن زيد الخير وعدي بن حاتم سألا النبيr فقالا: «إنا نصيد بالكلاب والبزاة، وقد حرم الله تعالى الميتة فماذا يحل لنا منها؟» فنزل قوله تعالى: )يسأَلونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِباتُ وَ ما عَلَّمْتُمْ مِنَ الجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ((المائدة 4).
واشتهر كثير من الخلفاء والولاة بحبهم الصيد ومهروا فيه. كان لهشام بن عبد الملك متصيد في بادية الشام والبلقاء وله صاحب صيد متفرغ له. ولما آل الأمر إلى بني العباس كانت متع الصيد في طليعة ما أقبلوا عليه، وأولهم أبو العباس السفاح وأخوه أبو جعفر المنصور، وكان الرشيد يتصيد على ضفاف الفرات. وكانت ألعاب الفروسية واللعب بالبندق لرمي الصيد شائعة في العصر العباسي. واهتموا بتضرية الجوارح من الطير والكواسر من الفهو د والكلاب، وألفوا الكتب فيها. يقال إن المعتصم كان ألهج الناس بالصيد، وبنى في أرض دجيل حائطاً طوله فراسخ، فكان إذا ضرب حلقة يضايقون الطرائد ويحدونها حتى يدخلوها وراء الحائط، فإذا انحصر الصيد يدخل الخليفة وأقاربه وخواص حاشيته، فيتفرجون ويقتلون ما يقتلون ويطلقون الباقي، ويعدون هذا النوع من الصيد وأمثاله من قبيل الفتوة. واتخذ بعض خلفاء بني العباس حاشية من الفتيان كان لهم زي خاص يعرفون به يتقنون الرمي بالبندق، ويرافقون الخليفة في رحلات الصيد والقنص. واشتهر بذلك خاصة الخليفة الناصر لدين الله (ت 622هـ/1225م).
وكانت حلقات الصيد تنظم في مصر وبلاد الشام في زمن الزنكيين والأيوبيين والمماليك، ويشارك فيها السلطان والأمراء ومعظم الجند.
رياضة الصيد
كان الصيد وما يزال رياضة ممتعة. ومن مزاياها إعمال العقل وتطوير المهارات الجسدية واستعراضها. ولا تقتصر رياضة الصيد على الحصول على الفريسة، بل تتعداها إلى الممارسة والتدرب المستمرين، وإتقان استعمال أدوات الصيد وتتبع الأثر، ومطاردة الفرائس وكشف مكامنها، واستخدام حيوانات الصيد، وكذلك التجوال في الهو اء الطلق والتمتع بالركوب والرفقة، وهي تمنح الصياد الرضى بما يحققه من إنجاز. والصيد إلى جانب ذلك وظيفة اجتماعية تحث على المشاركة في النشاط الجماعي وإثبات المكانة بين أفراد الجماعة والحفاظ على التقاليد.
أعراف رياضة الصيد وآدابها: درج القدماء والمحدثون على التفريق بين الصيد من أجل الغذاء والصيد من أجل المتعة. وكانت معظم المجتمعات تفرض قيوداً صارمة على الصيد تحت ستار من التقاليد والآداب والأعراف المتوارثة اعتماداً على مقاييس سّنَّها أصحاب الشأن من الملوك والنبلاء، واقتبست منها القوانين المكتوبة التي تسنها الدولة حفاظاًَ على ثرواتها الحيوانية. ومن هنا تطورت مجموعة الأعراف والقوانين الناظمة للصيد والكثيرة التناقض فيما بينها، وجوهرها أنّ على من يخرج للصيد لمتعته أن يقنع بالغاية منها، فيمنح طريدته فرصة عادلة للهرب والنجاة، وأن يتجنب تعذيب الحيوان الجريح بلا ضرورة، ولا يليق بالصياد الرياضي أن يكمن متخفيا عند مورد ماء بانتظار الطريدة، وليس من المروءة أن تترك الطريدة الجريحة تموت من غير أن يتبعها ويجهز عليها. وهذه المبادئ يراعيها معظم الصيادين الرياضيين، وهذا ما يجعل من الصيد متعة ويمنح الصيد بالبندقية shotgun أوالبارودة rifle ميزة، مع أن شروط الصيد قد تبدلت كثيراً عن السابق.
الصيد بالأسلحة النارية: لا يعرف على وجه الدقة متى استخدمت البنادق في الصيد أول مرة، وإن كان الصيد بالبندق معروفاً منذ العصر العباسي، وهناك ما يشير إلى استخدام الأسلحة النارية في الصيد منذ القرن السادس عشر. وقد زادت البندقية كثيراً في شهية الصيادين على مسافات أبعد وبأعداد أكبر، ومع تحسن دقة الإصابة وسرعة الإلقام والمدى ازداد ضحايا الصيد أكثر فأكثر. وأدى انخفاض عدد الطرائد واختفاؤها أحياناً إلى أن يتبنى الصيّادون اتفاقات غير مكتوبة للحد من وسائل التدمير والقتل، وأكثر قوانين الصيد تنص عليها، ومنها خاصة منع استخدام الأسلحة الأتماتية في هذه الرياضة، ولا شيء أفضل من بندقية الصيد ذات الفوهتين، لأن الصياد مضطر معها إلى مراعاة فاصل في الرماية بعد كل طلقتين على أبعد تقدير، ليعيد إلقام بندقيته أويستبدل بها أخرى، وفي غضون ذلك تكون الطريدة قد حظيت بفرصتها للهرب.
أما حق الرمي وإطلاق النار فمقتصر على صيد البراري والأحراج التي لا مالك لها، وإن كانت مملوكة فالحق لمالكيها، ويمكنهم بيع هذا الحق أوتأجيره. وفي أوربا نواد للرماية تملك حقوقاً من هذا القبيل وعلى أسس تعاونية.
دور التقانة في الصيد: فتحت سهو لة التنقل وسرعته بين البلدان والقارات جواً وبراً مجالات واسعة لرياضة الصيد وغدت الطرائد الكبيرة في أدغال إفريقيا وسهو ب آسيا وشمالي كندا متاحة للقادرين مادياً من هو اة الصيد من بقاع العالم، بعد أن كانت بعيدة المنال صعبة المسالك. وغدت رحلات السفاري منتظمة كانتظام النقل بين المدن، مع توفير الخدمات الكاملة في المخيمات ووسائط التنقل بينها بمركبات قادرة على العمل في مختلف الأراضي إضافة إلى الحوامات والطوافات والطائرات الخفيفة. كذلك طرأ التطور والتحسين على أدوات الصيد والبنادق والقسي والسهام، ولباس الصيادين ومعدات التخييم ووسائل الراحة والرفاهية.
معدات الصيد: تشتمل معدات الصياد على ملابسه ومعدات التخييم والأسلحة. ويجب أن تناسب ملابسُه أحوال الطقس والأرض التي ينوي الصيد فيها، وخاصة حذاؤه الذي ينتعله، وكذلك معدات التخييم ومواد التموين على أن تشتمل ـ على الأقل ـ على خيمة فردية أوأي واق من نوع آخر، وعلى ما يلزم من أوان للطهو والأكل وتجهيزات للنوم، إضافة إلى مواد الإسعاف الأولي والطوارئ ووسيلة النقل وتوابعها.
تختار الأسلحة بما يناسب نوع الطرائد المتوقع اصطيادها، فالطرائد الكبيرة تتطلب استخدام البارودة ذات العيار المناسب، وبما يتفق والأنظمة المرعية في منطقة الصيد، وقد تصلح لها بندقية الصيد الوحيدة الفوهة ذات الطلقة الموحدة. أما بندقية الصيد ذات الفوهتين فتصلح لصيد طيور الماء ومعظم الحيوانات الصغيرة. وتستخدم القوس والسهم للطرائد الصغيرة عادة، وقد شاع استخدامها مؤخراً في بعض المناطق من أوربا وأمريكا. وتزداد في الوقت الراهن أعداد الرياضيين الذين يجوبون الحقول والغابات، وقد تجهزوا بآلات تصوير بدلاً من الأسلحة لالتقاط صور الحيوانات في مواطنها بدلاً من قتلها حفاظاً على البيئة.
طرائق الصيد: طرائق الصيد كثيرة، وتعتمد على نوعية الطرائد وحجمها ومواطنها والمناخ والطقس وغير ذلك، والطرائق الرئيسية هي التقرب أو التطوافstalking، والصيد بالتخفي still hunting، وتقصي الأثر tracking، والطرد driving، والترصد sitting up، والنداء calling. وكلها تصلح للطرائد الكبيرة والصغيرة، غير أن تطبيقاتها تختلف اختلافاً جوهرياً بحسب نوع الطريدة.
ففي الأماكن المكشوفة الخالية من الشجر يمكن مشاهدة الطريدة من مسافة بعيدة، ويكون التقرب ببطء وهدوء في هذه الحالة ضرورياً مع الاستفادة من كل جذع أو حفرة أو صخرة أو عشب مرتفع للتخفي والانتباه إلى اتجاه الريح.
وفي الغابات والأحراج والخرائب تستحيل الرؤية أكثر من بضعة أمتار، وفيها تبرز الطريدة للعيان فجأة. وأفضل فرصة لرميها التقدم بحذر من ساتر إلى ساتر. غير أنه لايمكن التقرب من بعض الحيوانات أوصيدها أحياناً بالتقرب البطيء، وخاصة الفيلة وغيرها من الحيوانات الكبيرة التي ترعى معاً في قطيع. ويستطيع الصياد الماهر تقصي أثرها بسهو لة ولوعلى أرض صلبة.
ثمة حيوانات وطيور تعيش وتقبع في الأجمات والأدغال الكثيفة بحيث يستحيل التقرب منها إلى مسافة الرمي بصمت، ولايصلح تقصي الأثر أو الصيد الهادئ هنا. وهناك فرصة أفضل لقنصها بطردها من مخبئها إلى مكان يكون الصياد جاهزاً فيه لقنصها بمساعدة الكلاب أو عدد من الرجال يسمونهم «الفزاعين» عن طريق قرع العصي أو الطبول أو الصياح. وهي من أنجع طرائق طرد الحيوانات الصغيرة وبعض أنواع الطيور كالطيهوج (القطا) والحجل والتدرج.
وقد تكون الفرصة الوحيدة للصياد الرياضي أن يكمن للطريدة فوق شجرة أوفي حفرة أوبين الأعشاب عند البقعة التي يتوقع مرور الطريدة منها، وقد يترك لها فريسة مأكولة على طريقها ليغريها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض القوانين تمنع مثل هذا الصيد، ولايعد لائقاً بالصياد الرياضي.
والنداء من طرائق الصيد الأخرى المتبعة في حالات كثيرة، وخاصة صيد الأيائل، بتقليد صوت الأنثى في فصل التزاوج، أو صوت الذكر على سبيل التحدي. وفي حال استجابة الطريدة تبدأ بالاقتراب من مصدر الصوت فيرميها الصياد من مكمنه. وهذه الطريقة من أقدم تقنيات الصيد، وهي الطريقة الأكثر شعبية لدى صيادي طيور الماء، وخاصة البط والإوز وغيرها من الطيور المهاجرة، فيكمن الصياد على ضفة بحيرة أو بركة ترتادها الطيور، ويبدأ بتقليد صوت الطير ليجتذب السرب المار إلى مدى بندقيته. ومن الصيادين من يعمد إلى نصب شرك هو لعبة من خشب على هيئة الطائر فوق الماء، فإذا شاهدها السرب المار يبدأ بالتحليق فوقها ليحط.
السفاري: السفاري كلمة عربية الأصل مشتقة من السفر بقصد الارتحال، دخلت اللغات الأجنبية مع توغل الأوربيين في شرقي القارة الإفريقية، ويقصد بها اليوم رحلات الصيد إلى بلاد بعيدة والوصول إلى أرض صيد مختارة، وقد تطول مدة الرحلة بين بضعة أيام وعدة أسابيع. تتألف حملة السفاري من قافلة يقودها صياد محترف أو أكثر، وتضم عدداً من الهو اة مع المعدات والأدوات الضرورية، إضافة إلى من يقوم على خدمتهم وتوفير متطلباتهم من أدلاء وحمالين وطهاة ووسائل النقل.
الصيد بالكلاب: استخدمت الكواسر المعلَّمة، ولا سيما الكلاب، في الصيد وتتبع أثر الطرائد وقتلها منذ القدم. وتبيّن الرسوم الجدارية المصرية كلاباً سلوقية تصطاد غزلاناً. وكان صيد الأيل بالكلاب أكثر الرياضات شعبية بين النبلاء في إنكلترا. ومن الكلاب ما يتبع أثر الطريدة بالشم، ومنها ما يتبع الأثر بالمشاهدة، فإذا عثر على طريدته وقف ساكناً إلى أن يصل صاحبه إليها، ومنها ما يطارد الفريسة حتى ينهكها أويجبرها على الخروج من مكمنها ويمنعها من الفرار حتى وصول الصياد. ومع تطور استخدام الأسلحة النارية وازدياد إيقاع الرمي وإلى مسافات بعيدة غدت الحاجة ماسة إلى كلاب متخصصة قادرة على استرداد الصيد في أي بقعة كانت ولوخلف عائق أومانع أوفي الماء. وقد تطور صيد الأرنب بالكلاب السلوقية إلى رياضة مستقلة، وفيها يطارد كلبان أرنباً واحداً ويحكم لأحدهما من أدائه. وتفرعت عنها رياضة ملاحقة طعم ميكانيكي على هيئة أرنب في مضمار خاص لرياضة الكلاب.
الصيد بالطيور الجوارح: [ر. البيزرة].
محمد وليد الجلاد
الصيد الجائر
أدى تغير المناخ والمغالاة في الصيد الجائر منذ بداية القرن السابع عشر إلى اختفاء أكثر من 36نوعاً من أصل 4000نوع من الثدييات، وانقراض 49نوعاً من أصل 8800نوع من الطيور، ويمثل هذا الرقم 1% من الفقاريات. وتعود أسباب انقراض ربعها إلى العوامل الطبيعية، ومنها الماموت والفيل البدائي والقط السيفي الأسنان، في حين يعد الإنسان المسؤول الأول عن اختفاء الباقي. إذ يقدر عدد الطيور التي تقتل سنوياً في العالم بأكثر من 300مليون طائر، وتباع جلود الحيوانات البرية النادرة وفراؤها بأسعار خيالية.
ومع أن الهنود الحمر كانوا يعتمدون على الصيد ومنتجاته في حياتهم اليومية، فقد كانت الطرائد في مواطنهم كثيرة ومتنوعة، وكانت أسلحتهم وطرائق صيدهم متناسبة مع البيئة. غير أن وصول المستعمرين البيض إلى العالم الجديد أدى إلى إبادة أنواع عديدة منها. وكان جاموس البيزون أحد ضحايا صيدهم الجائر، وقد انقرض بط اللبرادور عام 1875، وانقرض طائر الكوندور بعيد ذلك بقليل، واختفت من نيوزيلندا طيور الموا والدودو والحمام الأزرق، كما اختفى من مدغشقر طائر الرخ والليمور العملاق. وشهد العالم اختفاء الحمام المسافر وببغاء كارولينا حتى آخر طائر منها عام 1914، علماً أن أعداد هذين النوعين كانت تتجاوز الملايين قبل استخدام الأسلحة النارية في صيدها.
ومع أنه أدخل إلى أمريكا وأستراليا ونيوزيلندا وغيرها من المناطق الأخرى منذ اكتشافها أكثر من ألف نوع من النباتات والحيوانات، وتمكن ما لايقل عن 400 نوع منها من التأقلم والاستقرار فيها وفق الشروط البيئية الجديدة، فقد لحق بها ما لحق بالحيوانات الأصيلة في تلك البلاد. ولا يزيد عدد الأنواع الجلب التي انتشرت بكثرة في القارات الجديدة واحتلت مكانة مرموقة على 20 نوعاً فقط، منها فصائل من الحجل والسنونووعصفور الدوري وطائر التدرج والحصان والحمار. وقد عاد النوعان الأخيران إلى الحياة البرية بعد أن استغني عن خدماتهما في معظم البلدان، في حين قضى الإنسان على أعداد كبيرة من الأنواع البرية الأخرى بما فيها الطيور.
أثر الصيد على واقع التنوع الحيوي ومستقبله
يؤدي الصيد الجائر وغير المنظم إلى تراجع معظم أنواع الحيوانات البرية والحد من أعدادها وهجرة جماعات بأكملها. وقد شهدت بقاع عديدة من العالم تدهوراً كبيراً في أعداد الحياة البرية وأنواعها إلى درجة أصبح معها تنظيم الصيد ووضع القوانين والتشريعات الكفيلة بحماية بعض الأنواع والحد من خطر انقراضها واجباً وطنياً وعالمياً.
إن الصيد المنظم الذي يجري وفق قوانين الصيد الخاصة بكل بلد، والمستند إلى المعطيات العلمية الدقيقة حول أعداد الطيور والطرائد ودورات حياتها، وخاصة الأنواع المهاجرة والأنواع المهددة بالانقراض والنادرة، يمكن أن يحقق فوائد اقتصادية مباشرة ومنافع مهمة، ويوفر الغذاء والمنتجات الحيوانية بكميات مناسبة، من دون أن يؤثر ذلك في مستقبل الأنواع المرغوبة في الصيد ومصيرها وتكاثرها وتنمية أعدادها، ويضمن كذلك للأجيال القادمة نصيباً أوفر من خيرات الحيوان وأثره البيئي، مع الحفاظ على جمال الطبيعة وتنوعها الحيوي، ولا يحرم الناس من ممارسة الصيد بأنوعه.
الأنواع المهددة والنادرة من الحيوانات
أدت تربية الحيوان وانتشار الزراعة واتساع المدن والمناطق الصناعية إلى تراجع أعداد الطيور والحيوانات الكبيرة هرباً من الإنسان، الذي يعد المدمر الرئيسي للموائل الطبيعية. وقد تنبه أصدقاء الطبيعة إلى ذلك الخطر، فتنامت حركات الدفاع عن البيئة وأحزاب الخضر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التنوع الحيوي، وللمحافظة على التنوع الوراثي، وأقيمت بنوك المورثات وحدائق الحيوان والمحميات الطبيعية.
ومن أنواع الحيوانات البرية العديدة المهددة والنادرة القط البري ووعل البرينيه والبيزون والموفلون الشرقي والدب البني والدب السوري والغوريلا الجبلية وحمار وحش الكاب ووحيد القرن والغزال الفارسي ووعل الرمال والماعز البري والضبع البني والشنشلا والفيكونا والتابير والشاموا ونمر البنغال وفهد الثلج والأسد الآسيوي والحمار والحصان البري والياك والمارخور وذئب تسمانيا والدب القطبي وغيرها. ومن البرمائيات تمساح النيل وضفدع جوليات والسلحفاة العملاقة. ومن الطيور البوم الضاحك والنسر الملكي الإسباني والطاووس والتدرج وغيره.
قوانين وتشريعات الصيد وحماية الحياة البرية
تعود أقدم قوانين الصيد إلى عادات ومعتقدات وأعراف صدرت واتبعت في الهند منذ القرن الثالث قبل الميلاد لحماية الإوز والببغاوات والأبقار المقدسة والقردة.
كما تشهد الآثار القديمة في وادي النيل ومابين النهرين وبلاد الشام باهتمام الشعوب بالحيوانات البرية، إذ زينت المعابد والمقابر والقصور بتماثيل ورسوم تصور الطيور والأسود والحشرات المقدسة وطرائد الصيد وحيوانات الجر والخيول.
وفي عام 1902 عقد في باريس مؤتمر حول حماية الطيور المفيدة للزراعة، وصدر في العام نفسه في ألمانيا كتاب «الحماية العالمية للطيور» الذي ترجم إلى عدة لغات. وفي إيطاليا صدر عام 1923 قانون يحرم صيد بعض الطيور المهاجرة. غير أن اتفاقية لندن التي تم التوقيع عليها عام 1933 نصت على الحفاظ على الحالة الراهنة للنبيت floraوالوحيش fauna في العالم. وجرى بعد ذلك التوقيع على اتفاقية باريس الدولية لحماية الطيور عام 1950. كما صدرت في بريطانيا منذ أكثر من ستة عقود قوانين تحرم استخدام الريش الطبيعي في صناعة الملابس. وفي عام 1970 وقعت دول البنيلوكس اتفاقية فيما بينها لتنظيم الصيد وحماية الطيور النافعة. تلتها اتفاقية الحفاظ على التراث العالمي للموارد الطبيعية، ثم الاتفاقية الإفريقية لحماية الموارد الطبيعية. وفي عام 1973 تمّ التوقيع على اتفاقية التجارة الدولية الخاصة بالأنواع المهددة والنادرة من الحيوانات البرية. في حين نصت اتفاقية برشلونة عام 1975على حماية الحياة البرية في حوض البحر المتوسط. وتم اعتماد اتفاقية جدة لعام 1982 لحماية الأحياء المائية في البحر الأحمر. وتنفيذاً لتوصيات قمة الأرض في ريودي جانيروتم التوقيع على اتفاقية الحدائق الوطنية والمناطق المحمية المنبثقة عن الاتفاقية الدولية للتنوع الحيوي الموقعة عام 1992. كما تم عام 1995 توقيع اتفاقية القاهرة لحماية الطيور المهاجرة. ويصدر في العالم في الوقت الحاضر ما يزيد على 250 دورية علمية تهتم بالطيور وعالم الحيوان.
وفي سورية صدر أول قانون لتنظيم الصيد عام 1927 تلته تعليمات مختلفة لحماية الطيور المفيدة للزراعة، وبدأ الترخيص بحمل أسلحة الصيد وتطوير هو اية الصيد في القطر بعد الاستقلال. وفي سبعينيات القرن العشرين صدرت قرارات متتالية لتنظيم الصيد وتحديد مواعيد مواسمه ونهايتها. وبسبب تدهو ر أعداد الطرائد وتراجع أعداد الطيور المقيمة والمهاجرة صدر قرار عن رئاسة مجلس الوزراء بمنع الصيد منعاً باتاً مدة خمس سنوات.
وتسهم المحميات الطبيعية والحراجية والرعوية والبحرية إسهاماً مباشراً في تنمية الحياة البرية والبحرية في سورية.
عبد الله أبو زخم
الصيد والقنص أحد أهم النشاطات التي ارتبطت بممارسات الإنسان منذ القدم بحثاً عن الطرائد من الحيوانات بأنواعها ومطاردتها وقتلها أوأسرها في مواطنها الطبيعية. وغاية الصيد في الأصل الحصول على الطعام، أوالاستفادة من منتجات الطرائد أواتقاءً لشرها. والصيد نوعان: صيد البرhunting ويشتمل على صيد الحيوانات البرية والطيور وحيوانات الماء الشاطئية، وصيد الماء أوالبحر وهو ما يعبر عنه بصيد السمكfishing.
والصيد في الشرع هو الحيوان الممتنع الحلال غير المملوك المتوحش بأصل خلقته، إما بقوائمه أوبجناحيه، مأكولاً كان أوغير مأكول، ولا يؤخذ إلا بحيلة. وصيد البر هو ما يكون تكاثره في البر، وصيد البحر هو ما يكون تكاثره في الماء، ولا يعيش إلا في الماء. وأما الصُّيود فيؤكل من ذوات الأربع ما ليس له ناب، ومن الطير ما ليس له مخلب، ويحل من صيد البحر طير الماء والسمك مطلقاً. والذكاة (ذبح الحيوان) شرط الحِلّ.
صيد البر
ما زال صيد البر يمارس إلى اليوم في شتى أنحاء العالم لمنافعه الاقتصادية مصدراً للغذاء والكساء، ورياضة لمتعة التحدي والمطاردة، إضافة إلى فوائده الأخرى. وهو كذلك النشاط الرئيسي لبعض القبائل البدائية في الغابات والسهو ب والجبال إلى اليوم.
بدايات الصيد
نظر الإنسان القديم إلى الأنواع البرية من الوحوش والكواسر والجوارح بكثير من الرهبة والإعجاب إلى حد التقديس. وكان الصيد للبشر الأوائل ضرورة لاغنى عنها، لا للحصول على الغذاء فحسب، بل وسيلة للحصول على ما يقي جسده غوائل الطبيعة، وليصنع من بقايا الصيد أدواته وما هو بحاجة إليه. وبعد استئناس الحيوانات وتدجينها، وتطور الزراعة أصبح الصيد نشاطاً ثانوياً يوفر أنواعاً محددة من الغذاء، ووسيلة لكسب الرزق، ورياضة ترتاح إليها النفس.
تدل الشواهد الأثرية القديمة ومظاهر العيش لدى الشعوب البدائية على أن الصيد والقنص كان محور اهتمام الإنسان القديم. وقد تنوعت وسائل الصيد لديه وطرائقه بتنوع البيئة التي عاش فيها والطرائد التي كان يقنصها والمواد والتقنيات التي توافرت لديه. كانت أدواته بسيطة كالعصا والهراوة والحربة والرمح برأس حاد أو قاطع من الحجارة أو العظم أو المعدن، ومع تقدم الإنسان في مدارج الحضارة استخدم القوس والنشاب ثم السهام وأنابيب النفخ بسهامها السامة ثم البندق (كرة في حجم البندقة يُرمى بها في القتال والصيد)، ومن ثم الأسلحة النارية المختلفة.
ومما يسترعي الانتباه أن الصيّاد البدائي تحلّى بالصبر وطول الأناة وخفة الحركة، إلى جانب إتقانه فن التمويه والتخفي للتقرب من طريدته، واستخدامه مختلف الشراك والطعوم والفخاخ. ومن المحتمل أن يكون قد استعان بالكلاب والكواسر والطيور الجوارح لتتبع طرائده وقتلها منذ العصر الحجري الحديث.
وفي الحضارات الأكثر تقدماً أصبح الصيد رياضة يمارسها الحكام وذوو الشأن ممن يملكون الثروة ووسائل الترفيه. وكان الصيادون في مصر القديمة يؤلفون طبقة اجتماعية مميزة، ويصيدون لحسابهم أو بالنيابة عن النبلاء، ويستخدمون الكلاب والفهود والشباك والفخاخ والقسي والنشاب إلى جانب الوسائل القديمة، كما استخدمت العربات والخيول في المطاردة، وكانت المصائد تُعمل في البوادي والصحارى المحيطة بوادي النيل.
ولم يكن حكام بلاد الرافدين وبلاد الشام بأقل حماساً من المصريين للصيد والقنص، وتدل على ذلك مشاهد الصيد التي تزين جدران المعابد والقصور، ومنها صورة لآشور بنيبعل الملك الصياد بالنحت النافر على أحد جدران نينوى. وهي واحدة من شواهد كثيرة في بابل وآشور وليديا وفارس. وهناك صورة نافرة للملك الساساني قباذ الأول (ت531م) على طبق من فضة تمثله يعدوعلى فرس وراء ضأن بري. وكان للفُرْس قدم راسخة في فن الصيد وتضرية (تدريب) الحيوانات وتعليمها الصيد. وكان للروم غرام بالصيد أيضاً، وكانوا من السبّاقين إلى تضرية بعض الجوارح، ويزعمون أن قسطنطين أول من صاد بالشواهين ولعب بالعقبان.
أما الصيد عند العرب في الجاهلية فكانت له مكانة اقتصادية واجتماعية ثم تطور إلى متعة ورياضة. ومعظم طرائدهم من حيوانات البراري والصحراء والطير بأنواعه. وهم يصطادون على متون الخيل أوعدواً وراء الفريسة. أما أدواتهم فالحراب والرماح والقسي وغيرها. وقد أتقن العرب في الجاهلية تربية سباع الطير ودرّبوها على الصيد، وما يزال فن البيزرة [ر] والصيد بالجوارح من أحب أنواع الصيد إليهم إلى اليوم.
أحلَّ الإسلام صيد البر والبحر، وترك الباب مفتوحاً للمسلمين لممارسته بحرية. ويروى أن زيد الخير وعدي بن حاتم سألا النبيr فقالا: «إنا نصيد بالكلاب والبزاة، وقد حرم الله تعالى الميتة فماذا يحل لنا منها؟» فنزل قوله تعالى: )يسأَلونَكَ ماذا أُحِلَّ لَهُمْ قُلْ أُحِلَّ لَكُمُ الطَّيِباتُ وَ ما عَلَّمْتُمْ مِنَ الجَوارِحِ مُكَلِّبِينَ تُعَلِّمُونَهُنَّ مِمَّا عَلَّمَكُمُ اللهُ فَكُلوا مِمَّا أَمْسَكْنَ عَلَيْكُمْ وَاذْكُرُوا اسْمَ اللهِ عَلَيْهِ((المائدة 4).
واشتهر كثير من الخلفاء والولاة بحبهم الصيد ومهروا فيه. كان لهشام بن عبد الملك متصيد في بادية الشام والبلقاء وله صاحب صيد متفرغ له. ولما آل الأمر إلى بني العباس كانت متع الصيد في طليعة ما أقبلوا عليه، وأولهم أبو العباس السفاح وأخوه أبو جعفر المنصور، وكان الرشيد يتصيد على ضفاف الفرات. وكانت ألعاب الفروسية واللعب بالبندق لرمي الصيد شائعة في العصر العباسي. واهتموا بتضرية الجوارح من الطير والكواسر من الفهو د والكلاب، وألفوا الكتب فيها. يقال إن المعتصم كان ألهج الناس بالصيد، وبنى في أرض دجيل حائطاً طوله فراسخ، فكان إذا ضرب حلقة يضايقون الطرائد ويحدونها حتى يدخلوها وراء الحائط، فإذا انحصر الصيد يدخل الخليفة وأقاربه وخواص حاشيته، فيتفرجون ويقتلون ما يقتلون ويطلقون الباقي، ويعدون هذا النوع من الصيد وأمثاله من قبيل الفتوة. واتخذ بعض خلفاء بني العباس حاشية من الفتيان كان لهم زي خاص يعرفون به يتقنون الرمي بالبندق، ويرافقون الخليفة في رحلات الصيد والقنص. واشتهر بذلك خاصة الخليفة الناصر لدين الله (ت 622هـ/1225م).
وكانت حلقات الصيد تنظم في مصر وبلاد الشام في زمن الزنكيين والأيوبيين والمماليك، ويشارك فيها السلطان والأمراء ومعظم الجند.
رياضة الصيد
كان الصيد وما يزال رياضة ممتعة. ومن مزاياها إعمال العقل وتطوير المهارات الجسدية واستعراضها. ولا تقتصر رياضة الصيد على الحصول على الفريسة، بل تتعداها إلى الممارسة والتدرب المستمرين، وإتقان استعمال أدوات الصيد وتتبع الأثر، ومطاردة الفرائس وكشف مكامنها، واستخدام حيوانات الصيد، وكذلك التجوال في الهو اء الطلق والتمتع بالركوب والرفقة، وهي تمنح الصياد الرضى بما يحققه من إنجاز. والصيد إلى جانب ذلك وظيفة اجتماعية تحث على المشاركة في النشاط الجماعي وإثبات المكانة بين أفراد الجماعة والحفاظ على التقاليد.
أعراف رياضة الصيد وآدابها: درج القدماء والمحدثون على التفريق بين الصيد من أجل الغذاء والصيد من أجل المتعة. وكانت معظم المجتمعات تفرض قيوداً صارمة على الصيد تحت ستار من التقاليد والآداب والأعراف المتوارثة اعتماداً على مقاييس سّنَّها أصحاب الشأن من الملوك والنبلاء، واقتبست منها القوانين المكتوبة التي تسنها الدولة حفاظاًَ على ثرواتها الحيوانية. ومن هنا تطورت مجموعة الأعراف والقوانين الناظمة للصيد والكثيرة التناقض فيما بينها، وجوهرها أنّ على من يخرج للصيد لمتعته أن يقنع بالغاية منها، فيمنح طريدته فرصة عادلة للهرب والنجاة، وأن يتجنب تعذيب الحيوان الجريح بلا ضرورة، ولا يليق بالصياد الرياضي أن يكمن متخفيا عند مورد ماء بانتظار الطريدة، وليس من المروءة أن تترك الطريدة الجريحة تموت من غير أن يتبعها ويجهز عليها. وهذه المبادئ يراعيها معظم الصيادين الرياضيين، وهذا ما يجعل من الصيد متعة ويمنح الصيد بالبندقية shotgun أوالبارودة rifle ميزة، مع أن شروط الصيد قد تبدلت كثيراً عن السابق.
الصيد بالأسلحة النارية: لا يعرف على وجه الدقة متى استخدمت البنادق في الصيد أول مرة، وإن كان الصيد بالبندق معروفاً منذ العصر العباسي، وهناك ما يشير إلى استخدام الأسلحة النارية في الصيد منذ القرن السادس عشر. وقد زادت البندقية كثيراً في شهية الصيادين على مسافات أبعد وبأعداد أكبر، ومع تحسن دقة الإصابة وسرعة الإلقام والمدى ازداد ضحايا الصيد أكثر فأكثر. وأدى انخفاض عدد الطرائد واختفاؤها أحياناً إلى أن يتبنى الصيّادون اتفاقات غير مكتوبة للحد من وسائل التدمير والقتل، وأكثر قوانين الصيد تنص عليها، ومنها خاصة منع استخدام الأسلحة الأتماتية في هذه الرياضة، ولا شيء أفضل من بندقية الصيد ذات الفوهتين، لأن الصياد مضطر معها إلى مراعاة فاصل في الرماية بعد كل طلقتين على أبعد تقدير، ليعيد إلقام بندقيته أويستبدل بها أخرى، وفي غضون ذلك تكون الطريدة قد حظيت بفرصتها للهرب.
أما حق الرمي وإطلاق النار فمقتصر على صيد البراري والأحراج التي لا مالك لها، وإن كانت مملوكة فالحق لمالكيها، ويمكنهم بيع هذا الحق أوتأجيره. وفي أوربا نواد للرماية تملك حقوقاً من هذا القبيل وعلى أسس تعاونية.
دور التقانة في الصيد: فتحت سهو لة التنقل وسرعته بين البلدان والقارات جواً وبراً مجالات واسعة لرياضة الصيد وغدت الطرائد الكبيرة في أدغال إفريقيا وسهو ب آسيا وشمالي كندا متاحة للقادرين مادياً من هو اة الصيد من بقاع العالم، بعد أن كانت بعيدة المنال صعبة المسالك. وغدت رحلات السفاري منتظمة كانتظام النقل بين المدن، مع توفير الخدمات الكاملة في المخيمات ووسائط التنقل بينها بمركبات قادرة على العمل في مختلف الأراضي إضافة إلى الحوامات والطوافات والطائرات الخفيفة. كذلك طرأ التطور والتحسين على أدوات الصيد والبنادق والقسي والسهام، ولباس الصيادين ومعدات التخييم ووسائل الراحة والرفاهية.
معدات الصيد: تشتمل معدات الصياد على ملابسه ومعدات التخييم والأسلحة. ويجب أن تناسب ملابسُه أحوال الطقس والأرض التي ينوي الصيد فيها، وخاصة حذاؤه الذي ينتعله، وكذلك معدات التخييم ومواد التموين على أن تشتمل ـ على الأقل ـ على خيمة فردية أوأي واق من نوع آخر، وعلى ما يلزم من أوان للطهو والأكل وتجهيزات للنوم، إضافة إلى مواد الإسعاف الأولي والطوارئ ووسيلة النقل وتوابعها.
تختار الأسلحة بما يناسب نوع الطرائد المتوقع اصطيادها، فالطرائد الكبيرة تتطلب استخدام البارودة ذات العيار المناسب، وبما يتفق والأنظمة المرعية في منطقة الصيد، وقد تصلح لها بندقية الصيد الوحيدة الفوهة ذات الطلقة الموحدة. أما بندقية الصيد ذات الفوهتين فتصلح لصيد طيور الماء ومعظم الحيوانات الصغيرة. وتستخدم القوس والسهم للطرائد الصغيرة عادة، وقد شاع استخدامها مؤخراً في بعض المناطق من أوربا وأمريكا. وتزداد في الوقت الراهن أعداد الرياضيين الذين يجوبون الحقول والغابات، وقد تجهزوا بآلات تصوير بدلاً من الأسلحة لالتقاط صور الحيوانات في مواطنها بدلاً من قتلها حفاظاً على البيئة.
طرائق الصيد: طرائق الصيد كثيرة، وتعتمد على نوعية الطرائد وحجمها ومواطنها والمناخ والطقس وغير ذلك، والطرائق الرئيسية هي التقرب أو التطوافstalking، والصيد بالتخفي still hunting، وتقصي الأثر tracking، والطرد driving، والترصد sitting up، والنداء calling. وكلها تصلح للطرائد الكبيرة والصغيرة، غير أن تطبيقاتها تختلف اختلافاً جوهرياً بحسب نوع الطريدة.
ففي الأماكن المكشوفة الخالية من الشجر يمكن مشاهدة الطريدة من مسافة بعيدة، ويكون التقرب ببطء وهدوء في هذه الحالة ضرورياً مع الاستفادة من كل جذع أو حفرة أو صخرة أو عشب مرتفع للتخفي والانتباه إلى اتجاه الريح.
وفي الغابات والأحراج والخرائب تستحيل الرؤية أكثر من بضعة أمتار، وفيها تبرز الطريدة للعيان فجأة. وأفضل فرصة لرميها التقدم بحذر من ساتر إلى ساتر. غير أنه لايمكن التقرب من بعض الحيوانات أوصيدها أحياناً بالتقرب البطيء، وخاصة الفيلة وغيرها من الحيوانات الكبيرة التي ترعى معاً في قطيع. ويستطيع الصياد الماهر تقصي أثرها بسهو لة ولوعلى أرض صلبة.
ثمة حيوانات وطيور تعيش وتقبع في الأجمات والأدغال الكثيفة بحيث يستحيل التقرب منها إلى مسافة الرمي بصمت، ولايصلح تقصي الأثر أو الصيد الهادئ هنا. وهناك فرصة أفضل لقنصها بطردها من مخبئها إلى مكان يكون الصياد جاهزاً فيه لقنصها بمساعدة الكلاب أو عدد من الرجال يسمونهم «الفزاعين» عن طريق قرع العصي أو الطبول أو الصياح. وهي من أنجع طرائق طرد الحيوانات الصغيرة وبعض أنواع الطيور كالطيهوج (القطا) والحجل والتدرج.
وقد تكون الفرصة الوحيدة للصياد الرياضي أن يكمن للطريدة فوق شجرة أوفي حفرة أوبين الأعشاب عند البقعة التي يتوقع مرور الطريدة منها، وقد يترك لها فريسة مأكولة على طريقها ليغريها. وتجدر الإشارة هنا إلى أن بعض القوانين تمنع مثل هذا الصيد، ولايعد لائقاً بالصياد الرياضي.
والنداء من طرائق الصيد الأخرى المتبعة في حالات كثيرة، وخاصة صيد الأيائل، بتقليد صوت الأنثى في فصل التزاوج، أو صوت الذكر على سبيل التحدي. وفي حال استجابة الطريدة تبدأ بالاقتراب من مصدر الصوت فيرميها الصياد من مكمنه. وهذه الطريقة من أقدم تقنيات الصيد، وهي الطريقة الأكثر شعبية لدى صيادي طيور الماء، وخاصة البط والإوز وغيرها من الطيور المهاجرة، فيكمن الصياد على ضفة بحيرة أو بركة ترتادها الطيور، ويبدأ بتقليد صوت الطير ليجتذب السرب المار إلى مدى بندقيته. ومن الصيادين من يعمد إلى نصب شرك هو لعبة من خشب على هيئة الطائر فوق الماء، فإذا شاهدها السرب المار يبدأ بالتحليق فوقها ليحط.
السفاري: السفاري كلمة عربية الأصل مشتقة من السفر بقصد الارتحال، دخلت اللغات الأجنبية مع توغل الأوربيين في شرقي القارة الإفريقية، ويقصد بها اليوم رحلات الصيد إلى بلاد بعيدة والوصول إلى أرض صيد مختارة، وقد تطول مدة الرحلة بين بضعة أيام وعدة أسابيع. تتألف حملة السفاري من قافلة يقودها صياد محترف أو أكثر، وتضم عدداً من الهو اة مع المعدات والأدوات الضرورية، إضافة إلى من يقوم على خدمتهم وتوفير متطلباتهم من أدلاء وحمالين وطهاة ووسائل النقل.
الصيد بالكلاب: استخدمت الكواسر المعلَّمة، ولا سيما الكلاب، في الصيد وتتبع أثر الطرائد وقتلها منذ القدم. وتبيّن الرسوم الجدارية المصرية كلاباً سلوقية تصطاد غزلاناً. وكان صيد الأيل بالكلاب أكثر الرياضات شعبية بين النبلاء في إنكلترا. ومن الكلاب ما يتبع أثر الطريدة بالشم، ومنها ما يتبع الأثر بالمشاهدة، فإذا عثر على طريدته وقف ساكناً إلى أن يصل صاحبه إليها، ومنها ما يطارد الفريسة حتى ينهكها أويجبرها على الخروج من مكمنها ويمنعها من الفرار حتى وصول الصياد. ومع تطور استخدام الأسلحة النارية وازدياد إيقاع الرمي وإلى مسافات بعيدة غدت الحاجة ماسة إلى كلاب متخصصة قادرة على استرداد الصيد في أي بقعة كانت ولوخلف عائق أومانع أوفي الماء. وقد تطور صيد الأرنب بالكلاب السلوقية إلى رياضة مستقلة، وفيها يطارد كلبان أرنباً واحداً ويحكم لأحدهما من أدائه. وتفرعت عنها رياضة ملاحقة طعم ميكانيكي على هيئة أرنب في مضمار خاص لرياضة الكلاب.
الصيد بالطيور الجوارح: [ر. البيزرة].
محمد وليد الجلاد
الصيد الجائر
أدى تغير المناخ والمغالاة في الصيد الجائر منذ بداية القرن السابع عشر إلى اختفاء أكثر من 36نوعاً من أصل 4000نوع من الثدييات، وانقراض 49نوعاً من أصل 8800نوع من الطيور، ويمثل هذا الرقم 1% من الفقاريات. وتعود أسباب انقراض ربعها إلى العوامل الطبيعية، ومنها الماموت والفيل البدائي والقط السيفي الأسنان، في حين يعد الإنسان المسؤول الأول عن اختفاء الباقي. إذ يقدر عدد الطيور التي تقتل سنوياً في العالم بأكثر من 300مليون طائر، وتباع جلود الحيوانات البرية النادرة وفراؤها بأسعار خيالية.
ومع أن الهنود الحمر كانوا يعتمدون على الصيد ومنتجاته في حياتهم اليومية، فقد كانت الطرائد في مواطنهم كثيرة ومتنوعة، وكانت أسلحتهم وطرائق صيدهم متناسبة مع البيئة. غير أن وصول المستعمرين البيض إلى العالم الجديد أدى إلى إبادة أنواع عديدة منها. وكان جاموس البيزون أحد ضحايا صيدهم الجائر، وقد انقرض بط اللبرادور عام 1875، وانقرض طائر الكوندور بعيد ذلك بقليل، واختفت من نيوزيلندا طيور الموا والدودو والحمام الأزرق، كما اختفى من مدغشقر طائر الرخ والليمور العملاق. وشهد العالم اختفاء الحمام المسافر وببغاء كارولينا حتى آخر طائر منها عام 1914، علماً أن أعداد هذين النوعين كانت تتجاوز الملايين قبل استخدام الأسلحة النارية في صيدها.
ومع أنه أدخل إلى أمريكا وأستراليا ونيوزيلندا وغيرها من المناطق الأخرى منذ اكتشافها أكثر من ألف نوع من النباتات والحيوانات، وتمكن ما لايقل عن 400 نوع منها من التأقلم والاستقرار فيها وفق الشروط البيئية الجديدة، فقد لحق بها ما لحق بالحيوانات الأصيلة في تلك البلاد. ولا يزيد عدد الأنواع الجلب التي انتشرت بكثرة في القارات الجديدة واحتلت مكانة مرموقة على 20 نوعاً فقط، منها فصائل من الحجل والسنونووعصفور الدوري وطائر التدرج والحصان والحمار. وقد عاد النوعان الأخيران إلى الحياة البرية بعد أن استغني عن خدماتهما في معظم البلدان، في حين قضى الإنسان على أعداد كبيرة من الأنواع البرية الأخرى بما فيها الطيور.
أثر الصيد على واقع التنوع الحيوي ومستقبله
يؤدي الصيد الجائر وغير المنظم إلى تراجع معظم أنواع الحيوانات البرية والحد من أعدادها وهجرة جماعات بأكملها. وقد شهدت بقاع عديدة من العالم تدهوراً كبيراً في أعداد الحياة البرية وأنواعها إلى درجة أصبح معها تنظيم الصيد ووضع القوانين والتشريعات الكفيلة بحماية بعض الأنواع والحد من خطر انقراضها واجباً وطنياً وعالمياً.
إن الصيد المنظم الذي يجري وفق قوانين الصيد الخاصة بكل بلد، والمستند إلى المعطيات العلمية الدقيقة حول أعداد الطيور والطرائد ودورات حياتها، وخاصة الأنواع المهاجرة والأنواع المهددة بالانقراض والنادرة، يمكن أن يحقق فوائد اقتصادية مباشرة ومنافع مهمة، ويوفر الغذاء والمنتجات الحيوانية بكميات مناسبة، من دون أن يؤثر ذلك في مستقبل الأنواع المرغوبة في الصيد ومصيرها وتكاثرها وتنمية أعدادها، ويضمن كذلك للأجيال القادمة نصيباً أوفر من خيرات الحيوان وأثره البيئي، مع الحفاظ على جمال الطبيعة وتنوعها الحيوي، ولا يحرم الناس من ممارسة الصيد بأنوعه.
الأنواع المهددة والنادرة من الحيوانات
أدت تربية الحيوان وانتشار الزراعة واتساع المدن والمناطق الصناعية إلى تراجع أعداد الطيور والحيوانات الكبيرة هرباً من الإنسان، الذي يعد المدمر الرئيسي للموائل الطبيعية. وقد تنبه أصدقاء الطبيعة إلى ذلك الخطر، فتنامت حركات الدفاع عن البيئة وأحزاب الخضر لإنقاذ ما يمكن إنقاذه من التنوع الحيوي، وللمحافظة على التنوع الوراثي، وأقيمت بنوك المورثات وحدائق الحيوان والمحميات الطبيعية.
ومن أنواع الحيوانات البرية العديدة المهددة والنادرة القط البري ووعل البرينيه والبيزون والموفلون الشرقي والدب البني والدب السوري والغوريلا الجبلية وحمار وحش الكاب ووحيد القرن والغزال الفارسي ووعل الرمال والماعز البري والضبع البني والشنشلا والفيكونا والتابير والشاموا ونمر البنغال وفهد الثلج والأسد الآسيوي والحمار والحصان البري والياك والمارخور وذئب تسمانيا والدب القطبي وغيرها. ومن البرمائيات تمساح النيل وضفدع جوليات والسلحفاة العملاقة. ومن الطيور البوم الضاحك والنسر الملكي الإسباني والطاووس والتدرج وغيره.
قوانين وتشريعات الصيد وحماية الحياة البرية
تعود أقدم قوانين الصيد إلى عادات ومعتقدات وأعراف صدرت واتبعت في الهند منذ القرن الثالث قبل الميلاد لحماية الإوز والببغاوات والأبقار المقدسة والقردة.
كما تشهد الآثار القديمة في وادي النيل ومابين النهرين وبلاد الشام باهتمام الشعوب بالحيوانات البرية، إذ زينت المعابد والمقابر والقصور بتماثيل ورسوم تصور الطيور والأسود والحشرات المقدسة وطرائد الصيد وحيوانات الجر والخيول.
وفي عام 1902 عقد في باريس مؤتمر حول حماية الطيور المفيدة للزراعة، وصدر في العام نفسه في ألمانيا كتاب «الحماية العالمية للطيور» الذي ترجم إلى عدة لغات. وفي إيطاليا صدر عام 1923 قانون يحرم صيد بعض الطيور المهاجرة. غير أن اتفاقية لندن التي تم التوقيع عليها عام 1933 نصت على الحفاظ على الحالة الراهنة للنبيت floraوالوحيش fauna في العالم. وجرى بعد ذلك التوقيع على اتفاقية باريس الدولية لحماية الطيور عام 1950. كما صدرت في بريطانيا منذ أكثر من ستة عقود قوانين تحرم استخدام الريش الطبيعي في صناعة الملابس. وفي عام 1970 وقعت دول البنيلوكس اتفاقية فيما بينها لتنظيم الصيد وحماية الطيور النافعة. تلتها اتفاقية الحفاظ على التراث العالمي للموارد الطبيعية، ثم الاتفاقية الإفريقية لحماية الموارد الطبيعية. وفي عام 1973 تمّ التوقيع على اتفاقية التجارة الدولية الخاصة بالأنواع المهددة والنادرة من الحيوانات البرية. في حين نصت اتفاقية برشلونة عام 1975على حماية الحياة البرية في حوض البحر المتوسط. وتم اعتماد اتفاقية جدة لعام 1982 لحماية الأحياء المائية في البحر الأحمر. وتنفيذاً لتوصيات قمة الأرض في ريودي جانيروتم التوقيع على اتفاقية الحدائق الوطنية والمناطق المحمية المنبثقة عن الاتفاقية الدولية للتنوع الحيوي الموقعة عام 1992. كما تم عام 1995 توقيع اتفاقية القاهرة لحماية الطيور المهاجرة. ويصدر في العالم في الوقت الحاضر ما يزيد على 250 دورية علمية تهتم بالطيور وعالم الحيوان.
وفي سورية صدر أول قانون لتنظيم الصيد عام 1927 تلته تعليمات مختلفة لحماية الطيور المفيدة للزراعة، وبدأ الترخيص بحمل أسلحة الصيد وتطوير هو اية الصيد في القطر بعد الاستقلال. وفي سبعينيات القرن العشرين صدرت قرارات متتالية لتنظيم الصيد وتحديد مواعيد مواسمه ونهايتها. وبسبب تدهو ر أعداد الطرائد وتراجع أعداد الطيور المقيمة والمهاجرة صدر قرار عن رئاسة مجلس الوزراء بمنع الصيد منعاً باتاً مدة خمس سنوات.
وتسهم المحميات الطبيعية والحراجية والرعوية والبحرية إسهاماً مباشراً في تنمية الحياة البرية والبحرية في سورية.
عبد الله أبو زخم