رحلة تصوير إلى الجمهورية الإيرلندية. ومحيط السكن الووترفرونت (The Waterfront)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • رحلة تصوير إلى الجمهورية الإيرلندية. ومحيط السكن الووترفرونت (The Waterfront)

    الووترفرونت (The Waterfront)…

    تحدثت في المقالة السابقة بشكل سريع نوعا ما عن رحلتي إلى الجمهورية الإيرلندية. سأتحدث في هذه المقالة بشيء من التفصيل عن النشاطات التي قمت بها في محيط السكن: الووترفرونت (The Waterfront). لن تكون المقالة بحسب الترتيب الزمني للأحداث، حيث أنني كنت أعمل على فترات متفاوتة في محيط هذا المكان. ولقد كانت الأحوال الجوية غير ما كانت عليه قبل 5 سنوات، حيث كان الجو مشمسا مع انخفاض درجة الحرارة آنذاك في أغلب الأوقات، إلا أن الأمطار هذه السنة كانت أكثر والجو المشمس كان أقل زيارة للمكان.

    الووترفرونت

    يقع منزل الووترفرونت في نهاية طريق ريفي ذو اتجاه واحد (أي لا يمكن لسيارتين العبور في وقت واحد) ويبدو أن قطعة الأرض الشاسعة هذه هي ملك للعائلة، أو لبعض العوائل التي تربطها صلات القرابة. ففي الريف الإيرلندي كثيرا ما تتشابه الأمور مع الشرق عندما يتعلق الأمر بالعائلات والعشائر وما إلى ذلك.
    موقع الووترفرونت من الجو مع المواقع التي تم فيها بعض العمل في محيط السكن: 1) السكن، 2) الغابة المصغرة، 3) المرسى، 4) الضفة اليمنى.
    في البداية لم يكن هدفي المنزل بحد ذاته؛ فتصوير المكان كان في وقت لاحق. لكن أول موقع استهواني هو محيط المنزل، لا سيما الغابة الصغيرة على أطراف البحيرة (موقع رقم 2). أشعة الشمس المتخللة لهذا المكان تمنح المكان الشعور بالدفء بالرغم من البرد. قبل 5 سنوات لم تكن فرص التصوير كثيرة بالنسبة لي وذلك لعدم توفر الكثير من العدسات في حقيبتي؛ لم أكن امتلك في ذلك الوقت سوى عدستين للمبتدئين*

    * تسمى هذه العدسات عادة بـ «عدسات العدة» أو Kit Lenses، وهن مناسبات للمبتدئين، وعادة ما يكون البعد البؤري لها: 18-55مم و 55-200مم.
    مشهد مستعرض في الغابة القريبة من السكن. لاحظ إنها في ملتقى الطرق الثلاث.
    أما الآن ومع توفر عدد من العدسات، فقد كانت الفرص أكبر، ولكن السؤال هو: أين؟ فالغابة بأشجارها الكثة تكاد تكون متشابهة في جميع أطرافها ولا يتميز موقع عن آخر في داخلها. الموقع الأفضل كان في بقعة محددة تتلاقى فيه 3 طرق صغيرة تمر من خلال هذه الغابة المصغرة. عند هذه النقطة قمت بتصوير أول مشهد مستعرض، ولكن نصيب الأسد كان من صالح عدسة الروكينون من نوع عين السمكة (8مم).

    هذه العدسة (بالرغم من رخصها) إلا أنها مميزة في بعض الأمور ولو كانت لا تخلو من المشاكل. فهي توفر زاوية واسعة للرؤية حتى على المستشعرات الصغيرة (كما هو الحال في كاميرتي)، وحلقات التحكم عليها (كونها يدوية وغير آلية) توفر بعض السرعة في العمل. تبدأ مشاكل هذه العدسة عند التصوير في العتمة حيث لا يمكن رؤية حلقات التحكم بوضوح، وكذلك في مشكلة التشتت الضوئي عند الحواف.
    Seeker (الباحث)
    روكينون 8مم عين سمكة، ب/8، 1/8ث، ح200.
    أما في العتمة فالحل الأمثل كان باستخدام الإضاءة الخفيفة كما سنرى لاحقا، أما التشتت الضوئي فهو المعضلة الأساسية في هذا النوع من العدسات، خصوصا عند توافر الإضاءة القوية. قد يمكن حل هذه المشكلة عن طريق بعض الأوامر في برنامج الفوتوشوب ولكن هذا لن ينفع بشكل دائم؛ فأحيانا يكون التشتت الضوئي عند الأطراف أقوى منه في البقع القريبة من مركز الصورة. بمعنى آخر: التشتت يكون متغير المقدار، وعند إصلاح نقطة ما من التشتت فإن هناك نقاط أخرى في الصورة التي قد لا تُضبط بالشكل المعقول. لهذا، فإن صور كـ «الباحث» قد تم تحويلها إلى الأبيض والأسود للتغلب على هذه المشكلة وأيضا للمساعدة على إضفاء جو من الغموض العام. لكن يجب علي الاعتراف بأن هذا ليس هو الأسلوب الصحيح لتصوير الأبيض والأسود. فالتصوير بالأبيض والأسود يجب أن لا يكون عرضة للتجربة والخطأ، بل يجب أن يكون عن تصميم من قِبل المصور على تشكيل الصورة من الأساس بالأبيض والأسود. للمساعدة على إضفاء جو من الغموض على الصورة الآنفة الذكر، تم تقليل حدة الحواف (Clarity) عند العمل بالسالب الرقمي للصورة.
    من المشاكل التي تواكب هذه العدسة أيضا هي مشكلة عدم وجود حامل للمرشحات في الخلف، وسنرى بعض التفاصيل لاحقا.

  • #2
    ليلاً:
    الووترفرونت (The Waterfront)
    للأسف لم أتمكن من التصوير كثيرا في الليل ولم أتمكن من الابتعاد كثيرا عن السكن وذلك لكون الظلام حالكا والمنطقة رطبة وتتخللها بعض المخاطر الطبيعية والانزلاقات، هذا علاوة على المطر المنهمر ليلا أحيانا أو الجسد المنهك ليلا. على أية حال، تمكنت من التقاط بعض الصور الليلية في ليال متفرقة. لعل أشد ما ندمت عليه هو عدم اصطحاب بعض المصابيح اليدوية القوية للعمل أثناء الليل، وقد كان جل عملي بضوء الصمام البسيط.
    على ضفاف البحيرة
    روكينون 8مم، ب/8, 22د، ح100.

    في إحدى هذه الليالي كانت الرياح شديدة بعض الشيء ولهذا فإن الغيوم كانت تتحرك بسرعة (نسبيا). لهذا السبب فإن التعريض المطول في مثل هذه الحالات قد لا يعطي النتيجة المطلوبة كما هو موضح في الصورة أعلاه؛ فبالرغم من ظهور الغيوم على شكل خيوط خفيفة المظهر إلا أنها بهذا الشكل قد لا تترك انطباعا قويا بالحركة، ولهذا السبب اضطررت أن أرفع الحساسية (دون تغيير فتحة العدسة) إلى 800. لقد كانت مخاطرة فعلية أن يكون التعريض المطول عند هذه القيمة بسبب زيادة الضوضاء الرقمية عند رفع الحساسية بشكل عام. لكنني كنت اعتمد على برودة الجو للتقليل من مشاكل الضوضاء الرقمية (للتقليل وليس معالجة الضوضاء بشكل تام). لم تحتو الصورة على آثار قوية لخطوط النجوم كما كان متوقعا ولعل هناك أسباب عديدة وراء هذا الأمر منها الإضاءة في المكان (ولو كانت خافتة) وتواجد الغيوم كذلك والتي تحجب الرؤية، هذا بجانب زاوية الرؤية.
    Na Scamaill ag Taisteal (الغيوم المسافرة)
    روكينون 8مم عين سمكة، ب/8، 7د، ح800.
    لزيادة الزرقة في السماء استخدمت مستوى التنجستين.

    نلاحظ أن هناك مشكلة الطفح (أو التوهج) الظاهر في يسار الصورة، وهذا بسبب الإضاءة في محيط المنزل (وكانت قوية). للحد من هذه الظاهرة كان يجب علي الوقوف على يمين الكاميرا لمنع وصول الضوء من المصباح ولكن في مكان يغص بالطين مثل هذا لم تكن الحركة بالشيء اليسير. نلاحظ أن التعريض المطول لبضع دقائق في التجربة الثانية كان أفضل منه في التجربة الأولى بعض الشيء وذلك لسماكة الغيوم الواضحة وانطباع الحركة الواضح.
    Roimh an Dorchadas (قبل الظلام)
    روكينون 8مم عين سمكة، ب/8، 12د، ح100.

    تركيب الصورة في تلكما التجربتين لم يعجبني كثيرا، ولهذا قررت المحاولة في ليلة أخرى. ولكن الريح في ذلك الوقت لم تكن قوية كما كانت في الليلة السابقة. في هذه المحاولة قمت بالخروج من السكن قبل ساعات الظلام وظللت في الموقع حتى غروب الشمس وبزوغ القمر. على أن تركيب الصورة لم يكن كما أحببت ولكنه أفضل مما سبق بسبب اقتراب القوارب أكثر. عند هذه النقطة كان يصعب التحرك وكان علي الالتفاف بحذر خشية الوقوع في الماء (كانت إحدى أرجل الحامل على حافة المرسى). نلاحظ هنا بأن الغيوم لا تظهر متحركة بشكل لافت كما هو الحال في الصور السابقة مع أن التعريض المطول استغرق ما يقارب 12 دقيقة (ولأن الوقت لم يكن عشاءً فإن التعريض بحساسية 100 لم يصبح مطولا بنفس المقدار في الليالي السابقة). كان هناك أيضا بعض الآثار للطفح في هذه الصورة ولكنني عالجتها لاحقا.

    تعليق

    يعمل...
    X