الومّاض (Flash)…
سوف أحاول في هذه المقالة البسيطة سرد بعض خصائص الومّاض* (Flash) بشكل مبسط قدر المستطاع. وبالطبع فإنني أقصد هنا الومّاض المحمول، أي الذي يتم تثبيته على جسم الكاميرا وليس ذاك المدمج مع الكاميرا. ونظرا لوجود الشركات المختلفة المصنعة للوماضات فإن هناك بعض الأمور التي تتعلق بالتشغيل والمصطلحات المستخدمة التي قد تكون متداولة لنوع معين فقط دون الأنواع الأخرى. ولهذا، فإن الكلام هنا في هذه المقالة سيكون عن ومّاضات الكانون بالأخص، ولن أتطرق في الحديث هنا عن أساليب قياس الضوء وطرق الإضاءة (والحقيقة إنني ما زلت أتعلم هذه الأمور ولم أتقن هذه المهارات بعد). ولكن أولا دعونا نستكشف تاريخ الإضاءة والومّاض.
*وقد يعرب كذلك إلى «الوامض».
في البداية
في بدايات التصوير، تحديدا مع بدايات القرن التاسع عشر، كانت المواد المستخدمة لحفظ الصور (عن طريق التفاعل الضوئي) أولية ولم تكن حساسيتها كبيرة للضوء. ولهذا السبب كانت الصورة الواحدة تستغرق الكثير من الوقت (قد يصل إلى ساعات) لإتمامها، حتى أن بعض المصورين في تلك الأوقات كانوا قد طوروا أساليب عمل خاصة للتعامل مع الصور الشخصية (أي تصوير الأشخاص)؛ منها إلزام الشخص بالجلوس بطريقة معينة للحفاظ على ليونة عضلات الجسد وعدم شدها وإرهاقها وأيضا صنع الكراسي الخاصة المزودة بمكابس أو أقفال لتثبيت الجسد. وقد استمرت هذه الأساليب لبرهة من الزمن حتى مع تطور المواد المستخدمة في صنع الأجزاء الحساسة للضوء في الكاميرا، فأخذت الصورة تستغرق بضع دقائق. وكل هذه الأمور كانت تستدعي طبعا الإضاءة الجيدة.
أول صورة بالمعنى الحديث وقد التقطت في عام 1826 على يد المخترع الفرنسي نيسافور نيبس (Nicéphore Niépce) وهو منظر من خلال نافذته. المصدر
مع مرور الوقت، وفي بدايات القرن العشرين، تم اختراع المصباح الومّاض في ألمانيا من قبل يوهانز أوسترماير (Johannes Ostermeier). كان المصباح مجهزاً بصفيحة صغيرة ويشتعل مع فرقعة (وأحيانا قد ينفجر!) ويعمل بتيار كهربي منخفض نسبيا. كما أنه للاستعمال لمرة واحدة فقط، ولهذا السبب كان المصورون في ذلك الوقت يحملون معهم أحيانا رزما من هذه المصابيح للاستخدام (بالأخص الصحفيون منهم). أحيانا كانت هذه المصابيح تحرق أصابع المصور عند محاولة استبدالها بسبب الحرارة المنبعثة منها عند الاحتراق وأحيانا كانت تنفجر، فعمل الصانعون لها على صقلها ببعض المواد للحد من هذه الحوادث.
المواءمة (Synchronization) قد تكون هذه المشكلة محدودة في الوقت الحالي بسبب استخدام الأنظمة الآلية في الأجهزة الوماضة بشكل مكثف الآن، ولكنها كانت مشكلة حقيقية فيما مضى. يُعنى بالمواءمة هنا هو التوفيق بين توقيت إطلاق الوميض وسرعة الغالق في الكاميرا، بحيث يضيء هذا الوميض المشهد المطلوب مع انفراج الغالق بشكل كلي، وإلا كانت النتيجة صورة داكنة في بعض المناطق بسبب عدم انفراج الغالق بشكل كامل. في الوقت الحالي قد يمكن مشاهدة هذه العملية عند محاولة استخدام سرعة غالق كبيرة جدا مع استخدام الوماض ولكن سرعة الغالق تعلق عند قيمة محددة؛ فمثلا عند استخدام وماض كانون 580EX II مع كانون 7د، فإن سرعة الغالق لن تتعدى 1/250 من الثانية، مهما حاولنا رفع السرعة إلى أكثر من ذلك (وهناك طرق أخرى لزيادة السرعة). على أية حال، لا يبدو إن هذه مشكلة حقيقية في الوقت الحالي إلا في حال تم استخدام وماضات مختلفة مع كاميرات مختلفة الصنع وما إلى ذلك. عندئذ سيكون من المفيد اختبار أكبر سرعة ممكنة للحصول على النتائج المطلوبة. |
تعليق