زفزاف (محمد) Zafzaf (Mohammad-)

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زفزاف (محمد) Zafzaf (Mohammad-)

    زفزاف (محمد)

    Zafzaf (Mohammad-) - Zafzaf (Mohammad-)

     زفـزاف (محمد ـ)
    (1365ـ 1422هـ/1946ـ 2001م)

    محمد زفزاف، كاتب مغربي، وُلِدَ في «سوق الأربعاء»، وتلقى تعليمه الابتدائي والثانوي في القنيطرة، من مدن المغرب، ولم يكمل دراسته الجامعية، عمل مدرساً في الثانويات، وعاش في الدار البيضاء حتى وفاته.
    في عام 1970 أصدرت وزارة الثقافة السورية المجموعة القصصية الأولى لمحمد زفزاف: (حوار في ليل متأخر)، وقد انطوت على بذور جمّة للعالم القصصي والروائي للكاتب: الطفولة والموت والمرأة والقاع الاجتماعي والخروج عن القص التقليدي وبروز نكهة المحلي.. وقد خلّف زفزاف المجموعات القصصية الآتية: «بيوت واطئة» (1977)، و«الأقوى» (1979)، و«الشجرة المقدسة» (1980)، و«غجر الغابة» (1982)، و«ملك الجن» (1988).
    انتقل زفزاف من القصة القصيرة إلى الرواية، ابتداءً بـ «المرأة والوردة» (1972)، فكان بها من رواد التجريب الروائي في المغرب، وذهبت بعيداً في اختراق المحرمات. وفي عام 1974 صدرت روايته الثانية «أرصفة وجدران»، وكان قد كتبها قبل (المرأة والوردة) حين كان في العشرين، وظل يعيد النظر فيها إلى أن نشرها. وقد جاءت هذه البداية الروائية ـ كما جاءت البداية القصصية ـ مشبعة بأصداء الفلسفة الوجودية، وعلى وقْع هزيمة 1967.
    تتمحور رواية «أرصفة وجدران» حول الذات، ويتسيّد فيها صوت الطالب بومهدي الذي يرى العالم قديماً ومهترئاًَ، بلا جدوى ولا معنى. وبومهدي ممتلئ بالعداوة للعالم وبالملل والعدم والرغبة في المرأة، ويحيا حياة العبث والضياع والعزلة مقطوعاً ـ كالآخرين في الرواية ـ عن الماضي وعن المستقبل، ولا سلاح له غير الموسيقى. غير أن المشروع الإبداعي لمحمد زفزاف استوى بروايته التالية «قبور في الماء» (1978)، حيث جاء البعد الفلسفي مشبعاً بالنزعة الإنسانية، وبدا الكاتب يغادر الوجودية بقدر ما تعيد شخصيات رواياته تشكيلها. كما بدا يعمّق التلقائية التي وسمت بداياته بالتجربة والثقافة. وقد قطعت رواية «قبور في الماء» مع الطابع السيري الذي غلب على ما سبقها، ومع البطولة الفردية، إذ توزعت البطولةَ فيها قريةُ المهدية «الفضاء» والشخصياتُ المتناقضة، وجاء كل ذلك موشى بالسخرية المريرة، ليرسم حيوات الصيادين والمتسيّدين بين البرّ والبحر.
    وقد تجلى في رواياته الاقتصاد اللغوي، والاعتماد على الحوار، وبرز أثر القصة القصيرة فيها تقطيعاً ومشهديات، وتعزز موقفه في إبداعاته التي تهتك سوءات المجتمع، وتروم افتكاك الذات من كل ما يأسر الجسد والعقل. هكذا جاءت رواية «بيضة الديك» (1984)، ورواية «محاولة عيش» (1986). ومع كل ما تقدم تتضافر روايات «الثعلب الذي يظهر ويختفي» (1985) و«الحي الخلفي» (1992) و«أفواه واسعة» (1993) و«بائعة الورد» (1996) ليكون لمحمد زفزاف ذلك العالم الروائي الزاخر، وتلك الفرادة في بناء الرواية.
    كتب محمد زفزاف، في بداية حياته الأدبية، قصيدة النثر. وقد جاء سليمان في رواية «الأفعى والبحر» شاعراً وكاتباً وقارئاً، وبالشعر تنختم الرواية. ويبدو أن الشعر ظل مقيماً في قرارة نفسه، فقد أسهم في «انطولوجيا الشعر المغربي» وفي ترجمة «ثلاثة عشر شاعراً مغربياً» إلى الفرنسية. غير أن زفزاف أخلص في الكتابة للقصة وللرواية خاصة، حتى العقد الأخير من حياته القصيرة. وقد قدم أحمد اليابوري لرواية زفزاف الأولى «المرأة والوردة» مبشراً بكاتب مختلف حقاً. كما قدم زفزاف نفسه لرواية إدريس الصغير «الزمن المقيت»، وحظيت رواياته وقصصه بعناية النقاد ودارسي الأدب العربي المعاصر، ولاسيما في المغرب.
    وفي عام 1999 أصدرت وزارة الثقافة المغربية الأعمال الكاملة لمحمد زفزاف، كما أصدرت جامعة المعتمد بن عباد أعمال ندوة (حوار الرواية العربية) والمهداة إلى محمد زفزاف عام 2003.
    نبيل سليمان
يعمل...
X