الصمه القشيري Al-Sammah al-Kushayri

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • الصمه القشيري Al-Sammah al-Kushayri

    الصِّمَّة القُشيري
    (…ـ 95هـ/… ـ 713م)

    الصِّمَّة بن عبد الله بن الطفيل بن قرَّة بن هبيرة القشيري، وقشير من بني عامر بن صعصعة، ينتهي نسبها إلى مضر بن نزار.
    والصِّمَّة، بكسر الصاد وفتح الميم وتشديدها، تعني الشجاع كالأسد. وتشير المصادر إلى مكانة أسرته المرموقة، فأحد أجداده كان مع وفد قشير على النبيr، وكساه بُرداً، وولاّه صدقات قومه.
    ولد الصِّمَّة في ديار قشير غربي نجد، ويبدو من شعره أن دياره تميزت بوفرة المياه التي ما فتىء يذكرها في شعره من مثل مياه شعبعب. وكان من ذلك أن تولدت بينه وبين موطنه علاقة حب أثيرة لا يعادلها سوى حبه العارم لابنة عمه ريّا، التي ما فتئ يذكرها في شعره، ويحنُّ إليها بعد نزوحه عن دياره، من ذلك أبياته المشهورة التي منها:
    حننتَ إلى ريا ونفسُك باعدت
    مزارك من ريا وشَعباكما معا
    وكان من أسباب نزوحه، أنه خطب ابنة عمه، فطلب والدها خمسين ناقة مهراً لها، وأسعفه والده في طلبه، بيد أنه لما ساق النوق لاحظ عمه أنها تنقص واحدة، فرفضها إلاّ أن تكون تامة، وامتنع والده عن إجابة شرط عمه، وعلى الرغم من المحاولات التي بذلها الشاعر للتوفيق بينهما لم يفلح، فرحل عن بلاد قومه متوجهاً إلى الشام، فقالت ابنة عمه» «تالله ما رأيت كاليوم رجلاً باع عشيرته بأبعرة».
    استُقبل الصمّة في الشام استقبالاً حسناً، وألحق بالفرسان، ومن ثم التحق بالجيوش الإسلامية التي قاتلت في بلاد المشرق، وأمضى بقية حياته جندياً مقاتلاً في سبيل الله، وبقي أوار حبه لابنة عمه مشتعلاً، فخلّف جملة من القصائد الوجدانية المعبرة عن حبّه العميق لريا ولديارها. وتوفي في طبرستان نحو سنة خمس وتسعين للهجرة، وكانت آخر أبياته خلاصة ذلك الحب إذ يقول:
    تَعزَّ بِصَبْرٍ لا وَجدِّك لا تَرى
    بِشَام الحِمَى أُخْرى الليالي الغوابرِ
    كأن فؤادي من تذكُّره الحِمَى
    وأهلَ الحِمَى يَهفو بها ريشُ طائر
    ذكر صاحب الفهرست اسم كتاب يحمل عنوان «الصِّمة بن عبد الله وريا» ويبدو أنه فُقِد.
    وقام الشيخ حمد الجاسر بنشر بحث بعنوان «الصمة القشيري طرف من أخبار قبيلته وشعره» في مجلة العرب، ثم قام عبد العزيز محمد الفيصل بجمع ديوانه وتحقيقه.
    وشعر الصِّمَّة ليس بالكثير، ولكن جودته تغني عن كثرته، إذ يعد واحداً من أركان مدرسة الغزل العذري في العصر الأموي، ويتميز بجمعه بين الحب الشخصي وحبّ الديار، فغلب على شعره غرضا الغزل والحنين إلى الوطن، ويأتي غرض الوصف في سياقهما، وله نظرات في الحياة مبثوثة في ثناياه، وطغت على شعره المشاعر النفسية الفياضة التي تظهر شخصية مأزومة أثقلها التناقض البارز بين الواقع والطموح.
    عبد الرحمن عبد الرحيم

يعمل...
X