زرعه دمشقي Abu Zur’aa al-Dimashki

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زرعه دمشقي Abu Zur’aa al-Dimashki

    زرعه دمشقي

    Abu Zur’aa al-Dimashki - Abu Zur’aa al-Dimashki

    أبو زُرْعَةَ الدمشقي
    (نحو 200 ـ 281 هـ/نحو 815 ـ 894م)

    عبد الرحمن بن عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو النَّصري الدمشقي أبو زُرْعَة، الإمام المحدِّث المؤرخ، وأحد أعلام الحنابلة في عصره.
    نشأ في بيت علم وفضل، فوالده عمرو بن عبد الله بن صفوان بن عمرو النَّصْري كان من أهل العلم والحديث، روى عن نفر من تلامذة الإمام الأوزاعي شيخ الشام في عصره، وكان يصطحبه إلى مجالس العلم ويرحل به إلى مدن الشام ليلتقي بعلمائها، فأعانه ذلك على سلوك الطريق الصحيح المختصر من بداية طلبه للعلم. فأخذ عن جمهرة من العلماء والأعلام في الشام كأبي مسهر عبد الأعلى بن مسهر الغسَّاني، محطَّ أنظار طلبة العلم في عصره بهذا الإقليم الكبير، فأكثر، وعن غيره من الكبار. وقد حظي أبو زُرعة بإعجاب أبي مسهر لمزاحمته الآخرين في الأخذ عنه على صغر سنِّه، وكان في عداد الآخذين عن ذلك الشيخ الشامي الكبير في تلك الحقبة الإمام أحمد بن حنبل الذي تأثر به أبو زُرعة وأصبح في عداد الطبقة الأولى من الرواة عنه فيما بعد. وقد كانت لأبي زُرعة رحلات في طلب العلم بعد ذلك على عادة أهل ذلك العصر. وقد بلغ عدد شيوخ أبي زُرعة الذين روى عنهم في «تاريخه» مئة وخمسين شيخاً ومعظمهم من رجال النصف الأول من القرن الثالث الهجري، وأغلبهم من لقي شيوخ العلم الكبار آنذاك، كالزُّهري، والثَّوري، والأوزاعي، ومالك بن أنس، واللَّيث بن سعد، والفَزَاري، والوليد بن مسلم، وغيرهم. وقد شارك أبو زُرعة البخاري ومسلماً في الأخذ عن بعض الكبار من شيوخ العلم من المحدِّثين آنذاك. وكان أبو زُرعة أيضاً رفيق أبي حاتم شيخ الجرح والتعديل. وقد روى عن أبي زُرعة عدد كبير من الرواة ذوي الشأن الكبير في علم الحديث، كابي داوُد سليمان بن الأشعث السّجِسْتَاني، وابنه أبو بكر بن أبي داوُد، وأبو جعفر الطحاوي، وأبو القاسم سليمان بن أحمد الطبراني، وأبو الحسن أحمد بن عمير بن جوص، وغيرهم.
    وقد عرف أبو زرعة عند أهل العلم والبحث والتحقيق في العصر الحديث من خلال كتابه «تاريخ أبي زُرعة» الذي نشره مجمع اللغة العربية بدمشق، وسماه القدماء «التاريخ وعلل الرجال». وقد افتتح أبو زُرعة كتابه المذكور بذكر نبذة موجزة من سيرة النبي r وأتبعها بالكلام على خلافة أبي بكر الصدِّيق ثم عمر بن الخطاب ثم عثمان بن عفَّان، ثم أتبع ذلك بالكلام على بعض الأحداث التي جرت في خلافة علي بن أبي طالب وانتقل بعد ذلك للكلام على خلفاء بني أمية ثم خلفاء الدولة العباسية، وانتقل بعد ذلك لذكر القضاة بدمشق وفلسطين، وقد أفاد منه في ذلك وكيع صاحب «أخبار القضاة» ثم تحدث عن جمهرة من أعلام الصحابة الكرام بما في ذلك أزواج النبيr، وقد أفاد من ذلك ابن عساكر في تأليفه لـ «تاريخ مدينة دمشق». وتضمن كتابه المذكور أيضاً معلومات حضارية قيمة ونصوصاً فريدة في مختلف الأمور إلا أنها متناثرة في ثنايا الكتاب لايجمعها رابط. وأغلب الظن أنه لم يتمكن من إعادة النظر في كتابه المذكور بسبب انشغاله بمجالس العلم أخذاً وتعليماً. وسبب اقتضابه في الكلام على الرواة في كتابه إنما هو الورع ليس إلا مثاله في ذلك مثال خليفة بن خياط في تأليفه لكتابيه «الطبقات» و«التاريخ».
    ولأبي زرعة كتاب صغير آخر سماه «المسائل» وهو في عدة أجزاء صغيرة وقد عقده للكلام على أمور تتعلق بالحديث والفقه وكتاب هام في «الطبقات» ذكره القاضي عبد الجبار الخولاني في «تاريخ داريَّا» وكتاب «التابعين من أهل الشام» وقد ذكره ابن عساكر في سياق ترجمة (أبان بن الوليد بن عقبة بن أبي معيط) من «تاريخ مدينة دمشق» وكتاب «من ولي السرايا من أهل الشام» وقد ذكره ابن عساكر في سياق ترجمة (كيسان مولى معاوية) وغيره من «تاريخ مدينة دمشق». وغير ذلك من المصنفات النافعة المفيدة. والناظر إلى أبي زُرعة بعين الإنصاف لايتطرق الشك إلى نفسه من أن ابن عساكر قد اقتبس فكرة تأليفه لكتابه العظيم «تاريخ مدينة دمشق» من مؤلفاته، وأنه توسع من ثم في تلك الفكرة إلى أن جاءت على النحو الذي عرفناه فيما هو بين أيدينامن «تاريخه» .
    توفي أبو زُرعة بدمشق بعد رحلة طويلة مع العلم وروايته دراسة وتدريساً بين أفراد المجتمع الذي عاش فيه.
    محمود الأرناؤوط
يعمل...
X