زياد (بن) Al-Ziyad

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • زياد (بن) Al-Ziyad

    زياد (بن)

    Al-Ziyad - Al-Ziyad

    زياد (بنو ـ)
    (204 ـ 409هـ/819 ـ 1081م)

    إحدى الأسر اليمنية التي تمكنَّ بعضُ أبنائها من تأسيس واحدة من أشهر الدول التي عرفتها الأرض اليمنية، وامتدت رقعتها من الساحل إلى كامل التراب اليمني وصولاً إلى الشحر من أعمال حضرموت.
    عرفت هذه الأسرة باسم «بنو زياد». يعود أفراد هذه الأسرة بأصولهم إلى سلالة زياد بن أبيه ـ والمعروف باسم زياد ابن أبي سفيان ـ فقد قام الخليفة العباسي المأمون إثر ورود أنباء إلى بغداد مفادها خروج منطقة الأشاعر، وعك، في اليمن عن طاعة الخلافة العباسية، بتعيين محمد إبراهيم الزيادي، الذي يعود بأصله إلى عبيد الله بن زياد، أميراً على اليمن، وزوده بأعداد من الجنود، وأوصاه بإقامة مدينة جديدة في بلاد الأشاعر ووادي زبيد، لتكون قاعدةً متقدمة لسلطات الخلافة تحول دون قيام أي حركات تمرد وعصيان مجدداً، توّجه محمد المذكور بعد موسم الحج في العام 203هـ/818م إلى اليمن، وقد أرسل الخليفة رجلاً من بني سليمان بن هشام بن عبد الملك وزيراً له، ومحمد ابن هارون التغلبي قاضياً ومفتياً، وتمكن ابن زياد من فتح تهامة بعد حروب كثيرة دارت رحاها بينه وبين أهلها، وتابع أعماله الرامية إلى تصفية الخارجين على الخلافة، واستطاع إخضاع المناطق اليمنية كافة، ودانت له سائر بقاعها، جبالها وسهولها، ساحلها وداخلها،وخطب له بصنعاء وصعدة ونجران وغيرها من المدن اليمنية واختط مدينة زبيد يوم الاثنين الرابع من شهر شعبان عام 204هـ/819 ـ820م، وجعلها دائرية الشكل، لذا عُرفت تلك المدينة بالمدورة، وأقام فيها في البداية أربعة أبراج للمراقبة والإنذار، وزودها بشبكة من أقنية المياه المعلقة لتنقل إليها المياه من الوديان المجاورة لها، حيث يحيط بها من الجنوب وادي زبيد، ومن الشمال وادي رمح.
    واستمر محمد في الحكم مدة تزيد على أربعين عاماً، تمكّن من خلالها من توطيد دعائم دولته وترسيخ وجودها، وتوفي عام 245هـ/859م فتولى ابنه إبراهيم (245ـ289هـ/859ـ901م) الحكم من بعده، ثم حفيده زياد بن إبراهيم بن محمد الذي لم يحكم مدة طويلة (289ـ291)، وامتد حكم شقيقه أبي الجيش إسحاق بن إبراهيم قرابة الثمانين عاماً (291ـ371هـ/903ـ981م) حتى وصل إلى درجة من الهرم والعجز حدَّت من نشاطه وقدرته على القيام بالغزوات الخارجية، والتصدي للمحاولات الكثيرة التي أخذت تستغل الوضع الطارئ، فكثر الطامعون والساعون لاقتسام أجزاء من رقعة هذه الدولة التي كانت حتى وقت قريب مترامية الأطراف، مهابة الجانب، فاستولى سليمان بن طرف على المخلاف السليماني والذي تمتد حدوده فيما بين الشَّرجة إلى حَلْي، وجعل السكة والخطبة على المنابر باسمه، وطالت يد الانفصال إقليم لحَج وأبْيَن، وغيرها من البلاد الشرقية، وزاد الأمر سوءاً هجوم القرمطي علي بن الفضل على زَبيد وقتل أهلها وفرار أبي الجيش تاركاً المدينة لقدرها.
    توفي أبو الجيش سنة 371هـ تاركاً وراءه طفلاً صغير السن، فتولت كفالته عمته هند أخت أبي الجيش مع أحد عبيد والده المدعو رشيد، الذي قام بالمهمة على أحسن وجه، إلاَّ أن وفاة رشيد نقلت عملية الكفالة إلى وصيف رشيد، الحسين بن سلامة من أبناء النوبة والمنسوب إلى أمه.
    أسهم الحسين بن سلامة الولي الجديد في الكثير من المهام الصعبة فقام بمحاربة المنشقين، وتمكن من استرجاع ما انسلخ عن جسد الدولة ومملكة محمد بن إبراهيم الزيادي الأولى، واختط الحسين مدينة الكدرا على وادي سهام ومدينة المعقر على وادي ذُؤال، وأنشأ العديد من الجوامع والمساجد، ودوَّن اسمه على عدد من الأعمدة الرخامية التي كانت توضع على واجهات المساجد كجامع زبيد، ومسجد الأشاعر، ومسجد الرباط بأَبْيَن الذي يعتبر أحسن المساجد وأوسعها، وكذلك أقام المنارات الطوال والآبار في المفاوز المنقطعة وبنى الأميال (منار يُبنى للمسافر يهتدي به ويدرك المسافة والفراسخ) على الطرقات، على امتداد المنطقة من حضرموت حتى مكة المكرمة، وكان أول من أنشأ سوراً حول مدينة زبيد، وغدا بهذه الأعمال الحاكم، وهو الشخص الذي تذكر إنجازاته. ولم يزل الحسين على هذه الصورة المرضية والهمة العالية في التصدي للمنشقين والخارجين على سلطة الدولة والإنشاءات المتتالية في مختلف الأماكن حتى وافته المنية عام 402 أو 403هـ/1011ـ1012م، ولم تشر المصادر إلى المصير الذي آل إليه مصير ولي العهد عبد الله، وانتقل الأمر بعد وفاة الحسين إلى طفل آخر من السلالة نفسها، فكفلته عمته وعبد أسود آخر اسمه مرجان، وكان لمرجان عبدان تولى رعايتهما والعناية بهما منذ نعومة أظفارهما وأولاهما الكثير من الأمور، ولكن سرعان ما دبَّ الخلاف بين العبدين نفيس ونجاح، ووشى نفيس لمولاه مرجان أن عمة الأمير الصغير تراسل نجاحاً وتميل إليه فاعتقلهما والطفل الصغير وبنى عليهما جداراً وهما أحياء وختم عليهما في العام 407هـ/1016م. وبموت هذا الصبي كانت نهاية دولة بني زياد في اليمن، وقد نجح العبد نجاح عندما علم بما فعله نفيس بمواليه أن يستنفر الناس، وقصد زبيد حيث دارت بين الطرفين رحى معركة كبيرة دارت فيها الدائرة على نفيس، فلقي مصرعه، ودخل نجاح زبيد عام 412هـ/1021م، وأنشأ دولة بني نجاح في زبيد التي دامت من (412ـ554هـ/1021ـ1159م).
    عمل بنو زياد وباستمرار على الحفاظ على علاقات وطيدة مع الخلافة العباسية وكانت الهدايا والأموال ترسل من زبيد إلى بغداد، ولم يقم أي من أمراء هذه الدولة بمحاولة شق عصا الطاعة على الخلافة، واستمرت الخطبة على المنابر لهم من دون انقطاع لأن أبناء زياد لم ينسوا الفضل الذي أسداه إليهم الخليفة المأمون وغيره من خلفاء الدولة العباسية، وظلوا مخلصين وأوفياء لهم على الرغم مما وصلوا إليه من سلطة وجاه كبيرين.
    عبد الله حسين
يعمل...
X