صالحاني (أنطون ـ)
(1847 ـ 1941م)
أنطون عبد الله صالحاني باحث ومحقق، وناقد، وصحفي، ومرب، وكاهن يسوعي ضليع من الآداب العربية وتاريخها.
ولد في دمشق، ولما بلغ الثالثة عشرة من عمره وقعت سنة 1860فتنة طائفية كان والده من ضحاياها، أما هو فقد نجا من القتل بلجوئه إلى قلعة دمشق.
أرسله مطران السريان الكاثوليك يعقوب حلياني إلى بيروت، وهو يجهل مصير والده، فدخل مدرسة الآباء اليسوعيين فيها، ثم انتقل إلى مدرستهم في غزير، حيث درس اللغات العربية والفرنسية واللاتينية وبعض مبادئ اليونانية، وبعد أن انتظم في سلك الرهبنة اليسوعية، سافر عام 1868 إلى دير «كليرمون» في فرنسا حيث أمضى سنتين، وفي 22 أيار 1880 نال درجة الدكتوراه في الفلسفة، فعاد إلى بيروت فمصر حيث عَلَّم في الإسكندرية والقاهرة أربع سنوات. وفي عام 1885 سافر إلى دير الرهبانية في «وندسور» بإنكلترة، فقضى فيه سنة درس خلالها اللغة الإنكليزية، عاد بعدها إلى بيروت فتولى تدريس الخطابة وإدارة الدروس العربية في كلية القديس يوسف، ثم تولى إدارة جريدة «البشير» التي كان يصدرها اليسوعيون، ثم رئاسة تحريرها، وأظهر جرأة في خدمة الصحافة.
كان الأب أنطون صالحاني عصبي المزاج، نحيل الجسم، كثير الاجتهاد، صبوراً على التعب، وكان نشيطاً لا يعرف الملل في كل ما يعهد إليه من أعمال مهما كانت صعبة وشاقة، وقد ظل عاكفاً على العمل رغم تقدمه في السن حتى وفاته في دير الآباء اليسوعيين في غزير.
خدم الأب صالحاني الأدب والمعارف العربية خدمات جليلة بما نشره من المؤلفات القديمة التي حققها وعلق عليها وشرحها شروحاً وافية، منها كتاب «تاريخ مختصر الدول» لابن العبري، و«ألف ليلة وليلة» في خمسة أجزاء، و«رنات المثالث والمثاني في روايات الأغاني» في جزأين، و«فكاهات في أربع حكايات»، وتحقيق وشرح ديوان «الأخطل التغلبي». إضافة إلى تأليفه كتباً أخرى في مواضيع شتى منها: «التوفيق بين السنين المسيحية والهجرية»، وغير ذلك مما نشره على صفحات مجلة «المشرق». وهي في مجملها تدل على تحرياته الدقيقة ودراساته العميقة، وإحاطته بتاريخ الأدب العربي.
عيسى فتوح
(1847 ـ 1941م)
أنطون عبد الله صالحاني باحث ومحقق، وناقد، وصحفي، ومرب، وكاهن يسوعي ضليع من الآداب العربية وتاريخها.
ولد في دمشق، ولما بلغ الثالثة عشرة من عمره وقعت سنة 1860فتنة طائفية كان والده من ضحاياها، أما هو فقد نجا من القتل بلجوئه إلى قلعة دمشق.
أرسله مطران السريان الكاثوليك يعقوب حلياني إلى بيروت، وهو يجهل مصير والده، فدخل مدرسة الآباء اليسوعيين فيها، ثم انتقل إلى مدرستهم في غزير، حيث درس اللغات العربية والفرنسية واللاتينية وبعض مبادئ اليونانية، وبعد أن انتظم في سلك الرهبنة اليسوعية، سافر عام 1868 إلى دير «كليرمون» في فرنسا حيث أمضى سنتين، وفي 22 أيار 1880 نال درجة الدكتوراه في الفلسفة، فعاد إلى بيروت فمصر حيث عَلَّم في الإسكندرية والقاهرة أربع سنوات. وفي عام 1885 سافر إلى دير الرهبانية في «وندسور» بإنكلترة، فقضى فيه سنة درس خلالها اللغة الإنكليزية، عاد بعدها إلى بيروت فتولى تدريس الخطابة وإدارة الدروس العربية في كلية القديس يوسف، ثم تولى إدارة جريدة «البشير» التي كان يصدرها اليسوعيون، ثم رئاسة تحريرها، وأظهر جرأة في خدمة الصحافة.
كان الأب أنطون صالحاني عصبي المزاج، نحيل الجسم، كثير الاجتهاد، صبوراً على التعب، وكان نشيطاً لا يعرف الملل في كل ما يعهد إليه من أعمال مهما كانت صعبة وشاقة، وقد ظل عاكفاً على العمل رغم تقدمه في السن حتى وفاته في دير الآباء اليسوعيين في غزير.
خدم الأب صالحاني الأدب والمعارف العربية خدمات جليلة بما نشره من المؤلفات القديمة التي حققها وعلق عليها وشرحها شروحاً وافية، منها كتاب «تاريخ مختصر الدول» لابن العبري، و«ألف ليلة وليلة» في خمسة أجزاء، و«رنات المثالث والمثاني في روايات الأغاني» في جزأين، و«فكاهات في أربع حكايات»، وتحقيق وشرح ديوان «الأخطل التغلبي». إضافة إلى تأليفه كتباً أخرى في مواضيع شتى منها: «التوفيق بين السنين المسيحية والهجرية»، وغير ذلك مما نشره على صفحات مجلة «المشرق». وهي في مجملها تدل على تحرياته الدقيقة ودراساته العميقة، وإحاطته بتاريخ الأدب العربي.
عيسى فتوح