المدرج الروماني (المسرح) يعد أحد أهم معالم مدينة بصرى الشام التاريخية.
عمر يوسف
11/12/2022
بصرى الشام جنوب سوريا.. مدينة تاريخية أنهكتها الحرب وعبث لصوص الآثار
شمال سوريا – رغم أنها مسجلة منذ عام 1980 على لوائح منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة "يونيسكو" (UNESCO) بوصفها أحد المواقع التراثية العالمية، فإن مدينة بصرى الشام التاريخية جنوبي سوريا تشكو الإهمال والتعديات، ونالها من الحرب الأهلية السورية المستعرة منذ 2011 نصيبها من القصف والتدمير.
ومنذ فترة طويلة لم تشهد بصرى الشام ومواقعها الأثرية الموغلة في القدم أي عمليات ترميم أثري حقيقية للأضرار الناجمة عن سنوات من الإهمال والتعرض لنيران القصف والنهب، وظلت معالمها التاريخية عرضة للعابثين واللصوص.
وتقع مدينة بصرى الشام في محافظة درعا، وتتميز بأنها من أهم المواقع التاريخية في سوريا لكونها تضم آثارا رومانية وبيزنطية وإسلامية، وكانت تشكل قبل الحرب محطة مهمة للسياح من كل أنحاء العالم.
ويعد المدرج الروماني وسرير بنت الملك والقلعة الأيوبية الأثرية، فضلا عن الجوامع والكنائس والأديرة، أبرز المعالم الأثرية في بصرى الشام، إذ حافظ المدرج الشهير على رونقه وشكله العمراني الروماني، رغم تعرضه لبعض الخراب.
ويتسع المدرج -الذي يعود تاريخ بنائه للقرن الثاني الميلادي- لأكثر من 15 ألف متفرج، ويتسم بشكل نصف دائري، وهو مقسوم إلى 3 أقسام مفصولة عن بعضها بواسطة ممشى عريض تفتح عليه الأبواب المعدة لدخول المتفرجين وخروجهم.
ولا يمكن ذكر المدينة دون أن يسلط الضوء على كنيسة الراهب بحيرا البيزنطية، التي عاش فيها الراهب خلال فترة قصيرة ما قبل الإسلام، والتقى هناك -وفق الرواية التاريخية- النبي محمدا صلى الله عليه وسلم عندما كان طفلا أثناء مرافقة عمه أبي طالب في قافلة تجارية متجهة إلى بلاد الشام.
ولعل أبرز ملامح العمارة الإسلامية في المدينة الجامع العمري وجامع ياقوت والجامع الفاطمي ومسجد الخضر، إضافة إلى المدارس مثل مدرسة الدباغة ومدرسة أبي الفداء.
لم تشفع الأهمية التاريخية لبصرى الشام لأن تكون بعيدا عن الضربات والنهب.
تعليق