هل قتل الهاتف الذكي فن التصوير؟

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • هل قتل الهاتف الذكي فن التصوير؟


    اختلف فيه المختصون.. هل قتل الهاتف الذكي فن التصوير؟




    مجلة جنى - "كيف تتقن التصوير باستخدام كاميرا الهاتف؟"، "كيف تلتقط صوراً عبقرية بهاتفك الذكي؟"، "نصائح حول التصوير الفوتوغرافي باستخدام الهواتف الذكية"، هذه نماذج من عدد كبير من المقالات على الإنترنت تتحدَّث عن التصوير بالهاتف الذكي.

    وجود كمٍّ كبير من هذه المقالات على الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي يؤكّد انتشار نوع جديد من التصوير، على الرغم من أن التصوير بالهاتف الذكي لا يحتاج إلى تأكيد انتشاره الهائل بين الناس؛ فبمجرد الخروج إلى الشارع يمكن مشاهدة العديد من الأشخاص يلتقطون صوراً مختلفة عبر هواتفهم في أثناء مسيرهم أو جلوسهم في مكان عام، أبرزها ما يُعرف بتصوير "السيلفي".

    مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة دليل آخر على هذا الانتشار؛ فصور الرحلات والولائم والتجمّعات والمناسبات والأحداث تملأ الصفحات الشخصية والعامة، التُقطت من خلال الهواتف النقالة.

    وتعتبر ميزة جودة الكاميرا من بين أبرز المواصفات التي ترفع نسبة جاذبية الهواتف النقالة لشرائها، وفقاً لمختصّ في تجارة هذه الأجهزة ومستلزماتها.

    يقول حسن عبد الرحمن، الذي يملك سلسلة محال متخصّصة ببيع الهواتف الذكية في عدة مدن بالعراق: إن "قيمة الهاتف ترفعها إمكانياته في التصوير".

    وعلى هذا الأساس يشير عبد الرحمن لـ"الخليج أونلاين" إلى أن "شركات الهواتف الذكية الأكثر شهرة في العالم تتسابق لتدعيم هواتفها بكاميرات أكثر تطوراً".

    لكن هذا التطور الذي تشهده الهواتف الذكية في كاميراتها يراه مصوّر عالمي مشهور بأنه لا يمتّ إلى التصوير بصلة.

    ويؤكّد المصور والمخرج الشهير ويم ويندرز، في حديث لهيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي"، أن "الهواتف الذكية قتلت فن التصوير".

    وقال: إنه "على الرغم من ملايين الصور التي نلتقطها باستخدام هواتفنا فإن فن التصوير ميت".

    ويتحدّث ويندرز باستياء حول هذا الموضوع، ويأسف لكون صور الهواتف الذكية لا تتم طباعتها، وفقط تلتقط وتحفظ في ذاكرة الهاتف، ولا يرى أن هذا النوع من التصوير يعد إبداعاً.

    وشدّد بالقول: "لا يعتبر السيلفي فناً إبداعياً"، مشبهاً التصوير بخاصية السيلفي بالنظر في المرآة، مبيّناً أن "النظر في المرآة ليس فناً".

    وقال: "أنا أبحث عن كلمة جديدة لهذا النشاط الذي يشبه كثيراً فن التصوير. ولكنه ليس تصويراً".

    ليس جميع المصوّرين يذهبون في الرأي حول التصوير بالهواتف الذكية مذهب المصور العالمي ويندرز؛ فهناك من يرى أن وجود كاميرات في الهواتف الذكية صبّ في مصلحة فن التصوير.

    من بين هؤلاء أستاذ مادة التصوير في معهد الفنون الجميلة ببغداد، ميثاق نعيم، الذي بيّن في حديثه لـ"الخليج أونلاين" أن "التطور السريع والكبير في كاميرات الهواتف المحمولة ساهم بدور كبير في تعزيز ثراء النتاج الفوتوغرافي بشكل عام، والنتاج الفني الفوتوغرافي بشكل خاص".
    واستطرد يقول: "فمن جهة تجد الكثير من التقارير والأخبار الصحفيه أُنتجت بواسطة كاميرا الهاتف المحمول، سواء كانت الصورة ثابتة أم متحركة".
    وأضاف: "من جهة ثانية نجد الكثير من الصور ذات الطابع الفني الملتقطة بواسطه كاميرا الهاتف قد أخذت مساحة واسعة من التصوير الفوتوغرافي، أما من جهث ثالثة، وهي الأهم، فنجد الصور الشخصية الذاتية، المعروفة بالسيلفي، قد أخذت مساحة واسعة جداً من الإرث الفوتوغرافي، ومساحة أوسع من الواقع الثقافي الإنساني".

    وواصل حديثه بأن السيلفي "بات المتصدّر بين كل أنواع التصوير الفوتوغرافي للعديد من الأسباب؛ أهمها شيوع الهواتف ذات الكاميرات المتطوّرة، وشيوع وسائل التواصل الاجتماعي بشكل واسع ومرن وسهل الاستخدام".
    - التصوير بالهاتف فنّ العصر


    ولفت نعيم النظر إلى أنه "من خلال هذه المحاور الثلاثة عزّز الهاتف المحمول، وبشكل كبير، التصوير الفوتوغرافي".

    ومما ساعد على ذلك أيضاً، بحسب قوله، أن "شركات الهواتف المحمولة قد عزّزت كاميرات هواتفها بالكثير من التقنيات؛ مثل الضبط البؤري التلقائي، والتحكّم بعمق الميدان، وتقنية الـ HDR، فضلاً عن أن إدارة هذه الكاميرا أبسط بكثير من كاميرات التصوير الفوتوغرافي".

    ويرى أستاذ التصوير أن العملية الإبداعية الفنية مقترنة بعاملين؛ "الأول الوعي الجمالي للفنان، الذي يتشكّل من خلال مكتسباته الثقافية والعلمية وتجربته المعرفية الخاصة بهذا الفن"، لافتاً النظر إلى أن "الفن خبرة، بحسب تعبير الفيلسوف جون ديوي، وهذه الخبرة تكون بحسب التجربة وثرائها المعرفي والتقني".

    أما العامل الثاني، بحسب نعيم، فيتجسد بـ"الأداة والمادة الخام التي من خلالها يتم تشكيل وابتداع العمل الفني".

    وقال موضحاً: إن "آلات التصوير الفوتوغرافي بتنوّع أشكالها واختلاف تقنياتها تؤدّي ذات الغرض؛ وهو إنتاج الصورة، لكن لكل صورة ولكل نوع تصوير تقنياته الخاصة في تحرير مخرجاته الفنية".

    وأضاف: "ومن خلال هذين العنصرين نجد هذا التباين الكبير في مستويات الصورة الفوتوغرافية وتنوّعها، الذي انفلت من عملية أي تصنيف قد عزز مكانة التصوير الفوتوغرافي وجعله فن العصر بدون منافس".

    المصدر: الخليج أون لاين
يعمل...
X