نهضة فن السجاد والتفشية والفسيفساء
لم يقتصر الفكر الحديث على إقامة البرهان على حيويته في مجال اللوحة . فقد أتاح أيضاً تجديد الفنون التي كانت قد فقدت منذ زمن طويل كل مبادهة خلاقة ، نعني السجاد والفسيفساء والتغشية الزجاجية .
في الواقع أن هذه الفنون قد تناست امكانياتها الخاصة ، وقوانينها فراحت تنهك قواها في تقليد التصوير على اللوحات أو انصرفت بكليتها ، كما جرى في السجاد ، إلى نسخ أعمال فنية نفسها ، سائرة على منحدر الانحطاط ، وكانت جماعة الأنبياء أول من أراد احياء فن السجاد وفن التغشية الزجاجية . وقد جرت محاولات أخرى ، فيما بين الحربين. ولكنها كانت منعزلة . فلم تؤد إلى تجديد صحيح لهذه الفنون . ولم يبدأ التجديد بالنسبة للسجاد إلا حوالي عام ١٩٤٠، وكان « جان لورسا العامل الرئيسي في هذا التجديد. وهو مصور أطال التأمل في البسط الرائعة التي يرجع عهدها إلى القرون الوسطى مثل « الرؤيا في انجيه السيدة والليكورن وغيرهما . ولم يكن يبغي التمتع بمشاهدتها فحسب بل كان يريد أيضاً أن يستخلص منها درساً. فقرر أن يراعي بآن واحد خصائص المواد المستخدمة في السجاد وغاية موضوعها الجداري . ولما كان الصوف يوافق وضوح الألوان أكثر مما يوافق دقة الألوان ونعومتها ، قصر ج. لورسا عدد ألوانه على الثلاثين ، وتبنى الغرزة الكبيرة المحببة لدى فناني القرون الوسطى . ومن جهة ثانية ، هذا الفنان مخططه بحيث تجيء القطعة كاسية للجدار ، مزينة له دون أن تثقبه .
وإذا كان قد انتهى إلى القطيعة مع الأساليب التي جاء بها «الواقعيون» على صعيد النمط ، فهو لا يفكر مطلقاً في رفض الموضوع نفسه. فهو لا يرفض القصص ولا يرفض أن يضع في عمله رموزاً. ومن ناحية ما ، فإن فنه فن أدبي» . فهو يصور بوضوح فكرة من الفكر ، ومفهوما من مفاهيم الحياة، وحتى مجموعة من الأساطير . وكثيراً ما يرسم الانسان محاطاً بالنباتات والأزهار والحيوانات . وإن ل لورسا مجموعته الخاصة بالحيوانات ، وهو يؤثر بعضها على بعض ، ويحب التي تظهر نزوة ، وهوى ، وحمية ، وجلالاً : كالديك والتيس والفراشة. وعلاوة على ذلك فهو يحب أن يمجد الشمس ، هذا الكوكب الذي يبث النشوة في الحياة . وإذا كان يجد لذة كبيرة في تصوير الديك وفي تجديد تلوين ريشه كل مرة فلا شك أن مرد ذلك هو أن الديك هو الذي يعلن استيقاظ الناس وعودتهم الى أعمالهم . ذلك أن هذا الفنان يمتاز بصفة خاصة هي التفاؤل . فهو يمجد العمل ، ويمجد قدرة الانسان على تكييف اطار حياته وتقرير مصيره . ولا يعني هذا أن لورسا يجهل الأخطار التي قد تنجم عن الفتوحات بالذات . وإن احدى أحدث روائعه « انشودة الدنيا » وهي مجموعة من البسط تبلغ مساحتها نحوا من خمسمائة متر . ، تعبر بالحاح عن « الخطر الذري » الهائل . ثم تعـ تعمل بنفس الالحاح والحماس إلى تصوير الانسان في مجده في السلم » وإلى « انشاد غزو كل هذا يعبر عنه ( لو رسا ) مستعملاً اسلوباً تصويرياً تتغلب فيه الشاعرية دائماً على المظاهر الواقعية. ونعني بذلك أنه يبقي للأشياء من الخواص المعروفة مايكفي للتعرف إليها ، وأنه ، في الوقت نفسه يحورها بما يكفي لنشعر أننا نكتشفها .
ومن الطبيعي جداً أن تكون هذه الشخصية الهامة المتميزة قد أثرت في فنانين مخططين آخرين إلا أن المشاغل المختلفة في مديني أوبوسون Aubusson و فیللوتان Felletin ومصانع غوبلان Gobelins و بوفيه Beauvais قامت أيضاً ، خلال العشرين سنة الأخيرة أعمال فنية مختلفة الأساليب. وكانت مخططاتها تارة من صنع بنسج فنانين يعملون في السجاد بصورة رئيسية مثل دوم روبرت Dom Robert» أو «جان بيكار لودو . وطوراً Jean Picart Le Doux من صنع مصورين ! أمثال ماتيس و دوفي » و « بيكاسو » و « براك و « غرومير » و « له موال » و « مانيسييه و سنجييه » و « بيوبرت» ولابيك» و «استيف» ، وطوراً آخر من صنع نحاتين مثل آدام Adam أو (آرب Arp ) أو ( كالدر Calder ) .
ومما تنبغي الاشارة إليه أن المصورين والنحاتين هم الذين أبدعوا أجمل البسط وأروعها . وذلك لسبب بسيط ، هو أنهم صنعوا مخططاتهم بنفس الطريقة التي يصنعون بها لوحاتهم أو منحوتاتهم ، أي بروح الاختراع ، وبقوة الخلق ، وبنبذ تراخي الروتينية .
أما التغشية الزجاجية والفسيفساء فقد كان مصيرهما أكثر من مصير النجود مرتبطاً بالتوصيات ذلك لأن السلطات المدنية والدينية لم يخطر في بالها الا بعد زمن طويل أن توصي على أعمال لدى اولئك الأكثر استعداد لتحقيقها . ونعني بهم أ هذا القبيل من أساتذة التصوير الحي في أيامنا هذه ذلك ، فمنذ نهاية الحرب ، صنعت أعمال من و كنيسة « آسي » وعلى يد « بازين Bazaine » « كنيسة اودنكور » ، و مقر اليونيسكو في باريز » . وكذلك نفذت زجاجيات في عدة كنائس و جلين في ( مون سان مارتان ولوكسمبورغ ) . Gillen ومع ( الفسيفساء على يد « ليجيه » . كالنصب التذكاري في « باستونيه » ، عن نماذج من صنع ( ليجيه ) و ( بازين ) في ( اود نكور ) و « مانيسييه ) في ( له بريز ووهيم ) و ( روولت Rouault ) في ( آسي ) و « ماتيس ) في ( فانس ) و ( استيف ) في ( برلنكور ) و « له موال » في ( اود نكور وبرست » و « برتول » في ( أبورست – كابيل و آنماس ) و بسير ) » و « شاغال » و « فيللون » في ( كاتدرائية Bissiére ميتز ) . وغيرهم .... وعلى كل حال ، ففي أكثر الحالات ، تعد هذه الزجاجيات أعمالاً ناجحة لاتقل قيمة عن لوحات هؤلاء الفنانين . الخطأ أن تهمل هذه الأعمال بحجة أنها تنتمي حصراً إلى الفن و من الزخرفي .
لم يقتصر الفكر الحديث على إقامة البرهان على حيويته في مجال اللوحة . فقد أتاح أيضاً تجديد الفنون التي كانت قد فقدت منذ زمن طويل كل مبادهة خلاقة ، نعني السجاد والفسيفساء والتغشية الزجاجية .
في الواقع أن هذه الفنون قد تناست امكانياتها الخاصة ، وقوانينها فراحت تنهك قواها في تقليد التصوير على اللوحات أو انصرفت بكليتها ، كما جرى في السجاد ، إلى نسخ أعمال فنية نفسها ، سائرة على منحدر الانحطاط ، وكانت جماعة الأنبياء أول من أراد احياء فن السجاد وفن التغشية الزجاجية . وقد جرت محاولات أخرى ، فيما بين الحربين. ولكنها كانت منعزلة . فلم تؤد إلى تجديد صحيح لهذه الفنون . ولم يبدأ التجديد بالنسبة للسجاد إلا حوالي عام ١٩٤٠، وكان « جان لورسا العامل الرئيسي في هذا التجديد. وهو مصور أطال التأمل في البسط الرائعة التي يرجع عهدها إلى القرون الوسطى مثل « الرؤيا في انجيه السيدة والليكورن وغيرهما . ولم يكن يبغي التمتع بمشاهدتها فحسب بل كان يريد أيضاً أن يستخلص منها درساً. فقرر أن يراعي بآن واحد خصائص المواد المستخدمة في السجاد وغاية موضوعها الجداري . ولما كان الصوف يوافق وضوح الألوان أكثر مما يوافق دقة الألوان ونعومتها ، قصر ج. لورسا عدد ألوانه على الثلاثين ، وتبنى الغرزة الكبيرة المحببة لدى فناني القرون الوسطى . ومن جهة ثانية ، هذا الفنان مخططه بحيث تجيء القطعة كاسية للجدار ، مزينة له دون أن تثقبه .
وإذا كان قد انتهى إلى القطيعة مع الأساليب التي جاء بها «الواقعيون» على صعيد النمط ، فهو لا يفكر مطلقاً في رفض الموضوع نفسه. فهو لا يرفض القصص ولا يرفض أن يضع في عمله رموزاً. ومن ناحية ما ، فإن فنه فن أدبي» . فهو يصور بوضوح فكرة من الفكر ، ومفهوما من مفاهيم الحياة، وحتى مجموعة من الأساطير . وكثيراً ما يرسم الانسان محاطاً بالنباتات والأزهار والحيوانات . وإن ل لورسا مجموعته الخاصة بالحيوانات ، وهو يؤثر بعضها على بعض ، ويحب التي تظهر نزوة ، وهوى ، وحمية ، وجلالاً : كالديك والتيس والفراشة. وعلاوة على ذلك فهو يحب أن يمجد الشمس ، هذا الكوكب الذي يبث النشوة في الحياة . وإذا كان يجد لذة كبيرة في تصوير الديك وفي تجديد تلوين ريشه كل مرة فلا شك أن مرد ذلك هو أن الديك هو الذي يعلن استيقاظ الناس وعودتهم الى أعمالهم . ذلك أن هذا الفنان يمتاز بصفة خاصة هي التفاؤل . فهو يمجد العمل ، ويمجد قدرة الانسان على تكييف اطار حياته وتقرير مصيره . ولا يعني هذا أن لورسا يجهل الأخطار التي قد تنجم عن الفتوحات بالذات . وإن احدى أحدث روائعه « انشودة الدنيا » وهي مجموعة من البسط تبلغ مساحتها نحوا من خمسمائة متر . ، تعبر بالحاح عن « الخطر الذري » الهائل . ثم تعـ تعمل بنفس الالحاح والحماس إلى تصوير الانسان في مجده في السلم » وإلى « انشاد غزو كل هذا يعبر عنه ( لو رسا ) مستعملاً اسلوباً تصويرياً تتغلب فيه الشاعرية دائماً على المظاهر الواقعية. ونعني بذلك أنه يبقي للأشياء من الخواص المعروفة مايكفي للتعرف إليها ، وأنه ، في الوقت نفسه يحورها بما يكفي لنشعر أننا نكتشفها .
ومن الطبيعي جداً أن تكون هذه الشخصية الهامة المتميزة قد أثرت في فنانين مخططين آخرين إلا أن المشاغل المختلفة في مديني أوبوسون Aubusson و فیللوتان Felletin ومصانع غوبلان Gobelins و بوفيه Beauvais قامت أيضاً ، خلال العشرين سنة الأخيرة أعمال فنية مختلفة الأساليب. وكانت مخططاتها تارة من صنع بنسج فنانين يعملون في السجاد بصورة رئيسية مثل دوم روبرت Dom Robert» أو «جان بيكار لودو . وطوراً Jean Picart Le Doux من صنع مصورين ! أمثال ماتيس و دوفي » و « بيكاسو » و « براك و « غرومير » و « له موال » و « مانيسييه و سنجييه » و « بيوبرت» ولابيك» و «استيف» ، وطوراً آخر من صنع نحاتين مثل آدام Adam أو (آرب Arp ) أو ( كالدر Calder ) .
ومما تنبغي الاشارة إليه أن المصورين والنحاتين هم الذين أبدعوا أجمل البسط وأروعها . وذلك لسبب بسيط ، هو أنهم صنعوا مخططاتهم بنفس الطريقة التي يصنعون بها لوحاتهم أو منحوتاتهم ، أي بروح الاختراع ، وبقوة الخلق ، وبنبذ تراخي الروتينية .
أما التغشية الزجاجية والفسيفساء فقد كان مصيرهما أكثر من مصير النجود مرتبطاً بالتوصيات ذلك لأن السلطات المدنية والدينية لم يخطر في بالها الا بعد زمن طويل أن توصي على أعمال لدى اولئك الأكثر استعداد لتحقيقها . ونعني بهم أ هذا القبيل من أساتذة التصوير الحي في أيامنا هذه ذلك ، فمنذ نهاية الحرب ، صنعت أعمال من و كنيسة « آسي » وعلى يد « بازين Bazaine » « كنيسة اودنكور » ، و مقر اليونيسكو في باريز » . وكذلك نفذت زجاجيات في عدة كنائس و جلين في ( مون سان مارتان ولوكسمبورغ ) . Gillen ومع ( الفسيفساء على يد « ليجيه » . كالنصب التذكاري في « باستونيه » ، عن نماذج من صنع ( ليجيه ) و ( بازين ) في ( اود نكور ) و « مانيسييه ) في ( له بريز ووهيم ) و ( روولت Rouault ) في ( آسي ) و « ماتيس ) في ( فانس ) و ( استيف ) في ( برلنكور ) و « له موال » في ( اود نكور وبرست » و « برتول » في ( أبورست – كابيل و آنماس ) و بسير ) » و « شاغال » و « فيللون » في ( كاتدرائية Bissiére ميتز ) . وغيرهم .... وعلى كل حال ، ففي أكثر الحالات ، تعد هذه الزجاجيات أعمالاً ناجحة لاتقل قيمة عن لوحات هؤلاء الفنانين . الخطأ أن تهمل هذه الأعمال بحجة أنها تنتمي حصراً إلى الفن و من الزخرفي .
تعليق