صفية بنت عبد المطلب
(…ـ 20هـ/ … ـ 641م)
صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية، عمة رسول اللهr، شاعرة مُجيدة، أمها هالة بنت وهيب بن عبد مناف ابنة عمِّ أمِّ رسول الله، وذكرها ابن حجر في الإصابة هالة بنت وهب خالة رسولr. وهي الأخت الشقيقة لحمزة ابن عبد المطلب[ر].
تزوجها في الجاهلية الحارث بن حرب أخو أبي سفيان بن حرب، فولدت له صفياً كما ذكر ابن سعد في طبقاته، ثم مات عنها فتزوجها العوَّام بن خويلد أخو خديجة بنت خويلد، فولدت له الزبير بن العوام [ر] الصحابي المشهور وحواري رسول الله وأحد العشرة المبشرين بالجنة، والسائب بن العوام وهو صحابي أيضاً شهد بدراً والخندق واستشهد في معركة اليمامة، وعبد الكعبة.
أسلمت صفية وبايعت رسول اللهr مع من بايعه من النساء، وكانت من المهاجرات الأُول، هاجرت مع ابنها الزبير بعد أن لقيا بسبب إسلامهما الكثير من الأذى، فكانت رضي الله عنها ترى ابنها وهو يعذب عذاباً شديداً، ولاتقدر أن تدفع عنه، وهي في جَلَدٍ وثبات.
شهدت صفية بعض غزوات رسول اللهr، فكانت مع من خرج يوم أُحد والخندق وخيبر، تقوم بما تقوم به النساء من إعداد الطعام وتهيئة السلاح ومداواة الجرحى. ففي غزوة أحد كانت ممن ثبت مع رسول الله لمّا خالف الرماة أمر الرسولr وانهزم الناس عنه، جاءت وبيدها رمح تضرب في وجوه الناس وتحثهم على الثبات. وحين علمت بمقتل أخيها حمزة أقبلت لتنظر إليه وقد مُثِّل به فنهاها رسول الله عن ذلك فقالت: «ولمَ وقد بلغني أنه مثِّل بأخي وذلك في الله فما أرضانا بما كان من ذلك لأصبرن واحتسبن إن شاء الله». كما كان لها موقف بطولة كبير في غزوة الخندق، ذلك أن رسول اللهr كان إذا خرج إلى قتال عدوه جعل النساء في حصن حسان بن ثابت [ر] لأنه من أحصن الأماكن في المدينة، فلما كان يوم الخندق مرَّ بالحصن يهودي يطيف به ويستمع، والمسلمون مشغولون بالجهاد قد قُطع ما بينهم وبين النساء في الحصن، فأخذت صفية عموداً ونزلت إليه، فضربته بالعمود حتى قتلته، وأخذت رأسه فطرحته على اليهود في أسفل الحصن لتأمن شرهم، فكانت تقول في ذلك: «أنا أول امرأة قتلت رجلاً من المشركين».
كانت صفية شاعرة، قالت القصائد في رثاء أبيها عبد المطلب وأخويها حمزة والزبير، كما رثت نبي اللهr، ومما قالت في ذلك:
عينُ جودي بدمعةٍ وسهودِ
واندبي خيرَ هالكٍ مفقودِ
كدت أقضي الحياةَ لما أتاه
قدرٌ خُطَّ في كتابٍ مجيدِ
فلقد كان بالعبادِ رؤوفاً
ولهم رحمةً وخيرَ رشيدِ
وقالت في رثاء أخيها حمزة بن عبد المطلب:
فوالله لا أنساكَ ما هبتْ الصبا
بكاءً وحزناً محضري ومسيري
فيا ليت شِلوي عند ذاك وأعظمي
لدى أضبعٍ تعتادني ونسور
ولصفية قصائد تفخر فيها بقومها وقبيلتها من ذلك قولها:
ألا من مبلغ عني قريشاً
ففيمَ الأمرُ فينا والإمارُ
لنا السلفُ المقدم قد علمتم
ولم توقدْ لنا بالغدر نارُ
وكل مناقبِ الخيرات فينا
وبعضُ الأمر منقصةٌ وعارُ
روت صفية عن رسول اللهr، وروي عنها. وعاشت حتى خلافة عمر بن الخطاب، وماتت ولها ثلاث وسبعون سنة على الأغلب، ودفنت في البقيع.
مها المبارك
(…ـ 20هـ/ … ـ 641م)
صفية بنت عبد المطلب بن هاشم القرشية، عمة رسول اللهr، شاعرة مُجيدة، أمها هالة بنت وهيب بن عبد مناف ابنة عمِّ أمِّ رسول الله، وذكرها ابن حجر في الإصابة هالة بنت وهب خالة رسولr. وهي الأخت الشقيقة لحمزة ابن عبد المطلب[ر].
تزوجها في الجاهلية الحارث بن حرب أخو أبي سفيان بن حرب، فولدت له صفياً كما ذكر ابن سعد في طبقاته، ثم مات عنها فتزوجها العوَّام بن خويلد أخو خديجة بنت خويلد، فولدت له الزبير بن العوام [ر] الصحابي المشهور وحواري رسول الله وأحد العشرة المبشرين بالجنة، والسائب بن العوام وهو صحابي أيضاً شهد بدراً والخندق واستشهد في معركة اليمامة، وعبد الكعبة.
أسلمت صفية وبايعت رسول اللهr مع من بايعه من النساء، وكانت من المهاجرات الأُول، هاجرت مع ابنها الزبير بعد أن لقيا بسبب إسلامهما الكثير من الأذى، فكانت رضي الله عنها ترى ابنها وهو يعذب عذاباً شديداً، ولاتقدر أن تدفع عنه، وهي في جَلَدٍ وثبات.
شهدت صفية بعض غزوات رسول اللهr، فكانت مع من خرج يوم أُحد والخندق وخيبر، تقوم بما تقوم به النساء من إعداد الطعام وتهيئة السلاح ومداواة الجرحى. ففي غزوة أحد كانت ممن ثبت مع رسول الله لمّا خالف الرماة أمر الرسولr وانهزم الناس عنه، جاءت وبيدها رمح تضرب في وجوه الناس وتحثهم على الثبات. وحين علمت بمقتل أخيها حمزة أقبلت لتنظر إليه وقد مُثِّل به فنهاها رسول الله عن ذلك فقالت: «ولمَ وقد بلغني أنه مثِّل بأخي وذلك في الله فما أرضانا بما كان من ذلك لأصبرن واحتسبن إن شاء الله». كما كان لها موقف بطولة كبير في غزوة الخندق، ذلك أن رسول اللهr كان إذا خرج إلى قتال عدوه جعل النساء في حصن حسان بن ثابت [ر] لأنه من أحصن الأماكن في المدينة، فلما كان يوم الخندق مرَّ بالحصن يهودي يطيف به ويستمع، والمسلمون مشغولون بالجهاد قد قُطع ما بينهم وبين النساء في الحصن، فأخذت صفية عموداً ونزلت إليه، فضربته بالعمود حتى قتلته، وأخذت رأسه فطرحته على اليهود في أسفل الحصن لتأمن شرهم، فكانت تقول في ذلك: «أنا أول امرأة قتلت رجلاً من المشركين».
كانت صفية شاعرة، قالت القصائد في رثاء أبيها عبد المطلب وأخويها حمزة والزبير، كما رثت نبي اللهr، ومما قالت في ذلك:
عينُ جودي بدمعةٍ وسهودِ
واندبي خيرَ هالكٍ مفقودِ
كدت أقضي الحياةَ لما أتاه
قدرٌ خُطَّ في كتابٍ مجيدِ
فلقد كان بالعبادِ رؤوفاً
ولهم رحمةً وخيرَ رشيدِ
وقالت في رثاء أخيها حمزة بن عبد المطلب:
فوالله لا أنساكَ ما هبتْ الصبا
بكاءً وحزناً محضري ومسيري
فيا ليت شِلوي عند ذاك وأعظمي
لدى أضبعٍ تعتادني ونسور
ولصفية قصائد تفخر فيها بقومها وقبيلتها من ذلك قولها:
ألا من مبلغ عني قريشاً
ففيمَ الأمرُ فينا والإمارُ
لنا السلفُ المقدم قد علمتم
ولم توقدْ لنا بالغدر نارُ
وكل مناقبِ الخيرات فينا
وبعضُ الأمر منقصةٌ وعارُ
روت صفية عن رسول اللهr، وروي عنها. وعاشت حتى خلافة عمر بن الخطاب، وماتت ولها ثلاث وسبعون سنة على الأغلب، ودفنت في البقيع.
مها المبارك