من الفن التشبيهي الحر الى الفن اللاتشبيهي ٤_a .. كتاب الفن في القرن العشرين

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • من الفن التشبيهي الحر الى الفن اللاتشبيهي ٤_a .. كتاب الفن في القرن العشرين

    وفي الوقت نفسه أصبحت الملونة أكثر تنوعاً ، وأكثر ازدهاراً ، وأكثر رنيناً . . . وجماع القول أن لموال يزيد مافي فنه من شاعرية ، وهي شاعرية يمكن أن تكون حارة، دون أن تنساق إلى الهذيان والفوضى .

    ومن بين جميع فناني هذه الجماعة ( التي يمكن أن نضم إليها أيضاً الفير جان Elvire Jan ) ، وكذلك ( اوباك Ubac ) ، ( ولكن إلى حد ما فقط ) يعتبر سنجییه Singier دون ريب أكثرهم فتنة مباشرة وأكثرهم دعابة ، وأكثرهم ميلاً إلى أن يكتشف النواحي الحلوة اللطيفة المداعبة ، من هذه الدنيا . وإذا مانظر إلى النور ، فإنه لا يهتم قط بالصراع الذي قد ينشب بين النور والظلمات ، وإنما ينظر إليه من خلال اللعب الخفيف الذي يلعبه النور على سطح المياه أو في رحاب السماء ، حتى الليل نفسه يجد فيه سنجييه ذريعة لأن يبسط أمام أعيننا ضرباً من الحرير الأزرق المزين بسواد مخملي ، عليه بعض النقاط الصفراء والحمراء ترقشه . وإن هذا الفن الخلو من كل أثر للمأساة ، وهو خال أيضاً من كل اضطراب ، وليس فيه شيء ثقيل وإنما هو نقل لا يحفل من الموضوع إلا بدلالات الألوان ، فاللون الأحمر الشديد لشمس الظهيرة ، والأزرق الفيروزي لتصويره « نافذة بحرية » . بيد أن حساسية سنجيبه انما تتجلى في رقة الألوان، وفي ندرتها اللذيذة ، وتأنقها ، وكثيراً ما تخلو لوحته إلا من بضعة أصباغ مسطحة متدرجة . وحوالي ١٩٥٣ قد نجد فيها أشكالاً هندسية البنيان تتلاعب . وفي هذه الأشكال ما يجعلها ذات صلة بصور ميرو . أما في اللوحات التي جاءت بعد ذلك، فإننا واجدون بضعة خطوط رفيعة كأنها الشقوق ، تتمشى خلال اللوحة وكأنها تتنزه فيها بلا مبالات

    أما ( تال كوت Tal Coat ) فلاشك بأن تطوره الفني كان أعجب وأدهش تطور بين سائر فناني جيله. فبعد أن قضى فترة من الواقعية ، وقع خلال الحرب تحت تأثير ماتيس ، ثم وقع تحت تاثير بيكاسو عام ١٩٤٥. فإن اللون الحي ، اللذيذ ، والرسم ذا الخط العريض التركيبي يميزان اللوحات التي نفذها في هذه الآونة والتي وضعته في مصاف أبرز المصورين الشبان . وفي ١٩٤٦ - ١٩٤٧ ، ثبت دعائم شهرته بتصويره الأسماك في وعائها المائي . فقد افتن في جعل الأصباغ مخففة برشاقة . وفي جعل العجينة رقيقة وبنفس الوقت رنانة . وإذا كانت اللوحات الأولى تسمح لنا برؤية الأسماك ، فإن اللوحات الأخيرة من هذه السلسلة لم يعد فيها شي من ذلك ، وكل ما يظهر فيها هو أثر الحركات السريعة البراقة التي ترسمها الأسماك في الماء. وقد قطع ما بينه وبين هذه الطريقة حوالي عام ١٩٤٩ ، مع أنه مدين لها بلوحات بلغت ما بلغت من الابتكار وتأثر بالمصورين الصينيين في عهد سونغ. فراح يقتصر في لوحته على وضع طبقة خفيفة من اللون الشفاف الباهت . أما غايته من ذلك فهي : أن يوحي بالشقوق والطحالب في صخرة أو بالمطر وهو يضرب الجبل . وقد استمر في رغبته بأن يكون معبراً متواضعاً لطبيعة لم تفسدها الحضارة الحديثة وانطبعت ، على أبعد تقدير بآثار الانسانية البدائية ، وفي آخر الأمر ، صار تال كوت يرسم بضع إشارات متمتمة هامسة ، وكأنها من عهود ماقبل التاريخ ، فوق مساحات كبيرة من اللوحة . يطليها بعدد محدود من الألوان المخففة تدريجياً بصورة رقيقة .

    انه الطبيعي أكثر أن يذكرنا زاو - يو - كي Zao Wou-Ki بفن سونغ . وهو رجل صيني استقر في باريز عام ١٩٤٨ أن اتخذ كلي قدوة له ، أظهر حبه للنور وهو يتغلغل إلى الضباب والظليل ويتيه فيهما . وبالطبع كان الفنانون من مدرسة سونغ من مصوري المشاهد الطبيعية ، يمثلون الماء والأشجار والجبال بشكل يمكن من التعرف إليها ، في حين أن زاو - يوكي يستبعد الأشياء ويقتصر على تصوير عنصر سيال تتخلله الخطوط والبقع ذات الكيان المستقل . إلا ان طريقته الخفية في الكتابة ، وحبه للمتلاشي وللتدرج الذي لانكاد نشعر به ، وإيثاره للمسافات والأمداء التي لا حدود لها ، ولا أفق ، والتي تذوب فيها أضواء لطيفة في قلب ضباب متحرك . . والأمر الصيني الآخر هو أن زاو - كي لا يفلت أن ملونته لا تقتصر على الرمادي والأسود، فهو يعبر عن نفسه بصورة أساسية بواسطة دقة القيم ورقتها .

    وهذه الدقة الرقيقة تشغل أيضاً حيزاً كبيراً في لوحات الألماني رايكيل Reichel ، والهنغاري زينس Szenes ( وزوجته ) . فهذه الفنانة قد البرتغالية فييرا دا سيلفا Vieira Da Silva أقامت في باريز منذ ۱۹۲۸ ، وظلت مدة خمس عشرة سنة تدخلنا في عالم هو في نفس الوقت مغمور بالضوء ومليء بالأسرار . ففي لوحاتها هياكل عنكبوتية ، وفيها أعماق يتداخل بعضها في بعض دون أي منطق ، ومناظير تجذبنا إليها لكي نضيع فيها ونتيه ، ولكي تجعلنا نلتقي بخفقات اللغز الناعمة ، تلوينها خفيف ، شفاف في أكثر الأحيان، يرتج ويرن أكثر ما يمكن عندما يقتصر على الرمادي الذي يلون الصباح ، وعلى الأبيض الذي يشبه الحوار ، وعلى الأزرق الذي يبلغ من الشحوب الباهت ما يجعله يبدو وكأنه يغرق في الماء ..... ... ذلكم هو مانجده في هذا التصوير الذي يتأرجح بين التشبيهي والتجريدي ، بل الأجدر بنا أن نقول انه تصوير تلميحي allusive » ، وتؤكد ذلك لوحات كتلك المسماة الكاتدرائية » ، و ( المنظر البحري ) ، و «محطة الشمال» . غير أن التلميح هو من التبسيط بحيث لا يترك للأشياء ، بصورة عامة ، ما يعرف عليها فالذي تهتم به الفنانة ، فوق اهتمامها بالأشياء كلها ، إنما هو في الواقع الجو الذي يحيط بهذه الأشياء فيؤثر فينا بحقيقته غير الملموسة ويتركنا في الاستغراب والحيرة .

    ويمكن ان نبدي الملاحظة نفسها بشأن « رايكيل .. إلا أن مناخه يختلف عن مناخ فييرا دا سيلفا وقبل أن يستقر رايكل في باريز عام ۱۹۲۸ ، كان على اتصال بكلي. وهو يمت إليه بشكل بارز للعيان . انه أيضاً فنان رومانطيقي ، وشاعر يعرف كيف يدخل في انتاجه مفاتن مالا يدرك . وهو يؤثر التمتمة الموحية ، والأشياء المضمرة ، واللمسات اللطيفة الساحرة على التأكيدات القاطعة والتعاريف التي لا تحتمل الالتباس . انه أقل من كلي تمسكاً بالنظريات . ولكنه أكثر منه ميلاً لتصوير دواخل الحياة ، وكل أعماله تقريباً رسوم مائية aquarelles صغيرة الحجم ، وألوانه الأثيرية الكتومة ذات رقة ساحرة . وأن الأشياء والأشكال تبدو وكأنها محاطة بالحنان ، وكأنها وضعت في مأمن داخل بيئة لا يمكن أن ينفذ إليها مافي الحياة العادية من قسوة وابتذال . وإذا كان رايكل لا يهمل الرسم نفسه ، فليس في رسمه ماهو ثقيل وما هو حاد ، ذلك لأن نعومة التلوين البراق يغلفانه ويظللانه ويخففانه .



    اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 02.00 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	76.1 كيلوبايت 
الهوية:	144533 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 02.01_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	79.9 كيلوبايت 
الهوية:	144534 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 02.01 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	64.8 كيلوبايت 
الهوية:	144535 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 02.02_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	81.6 كيلوبايت 
الهوية:	144536 اضغط على الصورة لعرض أكبر. 

الإسم:	CamScanner 08-08-2023 02.02 (1)_1.jpg 
مشاهدات:	1 
الحجم:	82.4 كيلوبايت 
الهوية:	144537

  • #2

    At the same time, the colors became more diverse, more blooming, more sonorous. . . And the unanimous opinion is that Mawal Yazid is poetic in his art, and it is poetic that can be hot, without drifting into delirium and chaos.

    It has loyalties: (lichen and starfish)

    Of all the artists of this group (to which we may also include Elvire Jan), and also (Ubac), (but only to a certain extent), Singier is undoubtedly the most direct charmer, the most humorous, and the most inclined to discover aspects Sweet, gentle caresses, from this world, and if he looks at the light, he does not care at all about the struggle that may arise between light and darkness, but looks at it through the light play that the light plays on the surface of the waters or in the vastness of the sky, even the night itself finds a pretext for it. For he spreads before our eyes a strip of blue silk decorated with velvety blackness, with some yellow and red dots on it, and that this art is devoid of every trace of tragedy, and it is also devoid of every disorder, and there is nothing heavy in it A report that does not care about the topic except for the indications of colors, so the intense red color of the midday sun, and the turquoise blue of its depiction of a “sea window.” However, Senegibeh's sensitivity is evident in the delicacy of the colors, their delicious scarcity, and their elegance, and his painting is often devoid of except for a few flat, gradual dyes. And around 1953, we may find in it geometric shapes that manipulate the structure. It is in these forms that they are related to the images of Miró. As for the paintings that came after that, we find a few thin lines as if they were cracks, walking through the painting as if they were strolling through it carelessly.

    As for Tal Coat, there is no doubt that his artistic development was the most amazing and astonishing development among other artists of his generation. After a period of realism, he fell under the influence of Matisse during the war, and then under the influence of Picasso in 1945. The lively, delicious color, and the compositional broad line drawing characterize the paintings he executed at this time, which put him in the ranks of the most prominent young painters. In 1946-47, he established his reputation by photographing fish in their water bowls. He was fascinated by making pigments diluted gracefully. And in making the dough thin and at the same time resonant. And if the first paintings allow us to see the fish, then the last paintings of this series have nothing of that anymore, and all that appears in them is the trace of the quick, shiny movements that the fish draw in the water. He broke with this method around 1949, although he owes it his highly innovative paintings and was influenced by the Chinese painters of the Song era. Farah limited himself in his painting to putting a light layer of pale transparent color. The purpose of this is: to suggest By cracks and algae in a rock or by rain hitting a mountain. And he continued his desire to be a humble expression of a nature that was not spoiled by modern civilization and was imprinted, at the latest, with the effects of primitive humanity, and in the end, Tal Kot began to paint a few muttering, whispering signs, as if from prehistoric times, over large areas of the painting. He paints it with a limited number of gradually diluted colors in a thin way.

    . And yet it is more natural for Zao Wou-Ki to remind us of the art of Song. He is a Chinese man who settled in Paris in 1948. He took Kelly as an example for him. He showed his love for the light as he penetrated into the mist and shadows and wandered in them. Of course, the artists of the Song school were landscape painters, representing water, trees, and mountains in a recognizable way, while Zao-yuki excluded objects and limited himself to depicting a fluid element punctuated by lines and spots of an independent entity. However, his hidden way of writing, his love for the vanishing and the gradient that we can hardly feel, and his preference for distances and stretches that have no borders, no horizon, and which dissolve . And this is all - yo - gentle lights in the heart of a moving mist. . The other Chinese thing is that Zao-ki does not escape that his color is not limited to gray and black, he expresses himself mainly through the subtlety and delicacy of values. Chinese heart cat of one color. and with

    This delicate accuracy also occupies a large part in the paintings of the German Reichel, and the Hungarian Zenes Szenes (and his wife). This Portuguese artist, Vieira Da Silva, has resided in Paris since 1928, and for fifteen years she has been entering us into a world that is at the same time flooded with light and full of secrets. In her paintings there are spider webs, and there are depths that overlap each other without any logic, and perspectives that attract us to them so that we get lost and lost in them, and in order to make us meet the soft beats of the puzzle. And on the white that looks like dialogue, and on the blue that reaches a pale pallor that makes it seem as if it is drowning in water..... ... That is what we find in this painting that oscillates between analogy and abstraction, rather it is more appropriate for us to say that it is allusive. This is confirmed by paintings such as those called “The Cathedral,” “Sea View,” and “North Station.” However, the allusion is simplistic in that it does not leave things, in general, what is known about them. What the artist cares about, above her interest in all things, is in fact the atmosphere that surrounds these things, so it affects us with its intangible truth and leaves us in amazement and confusion.

    We can make the same observation about “Raiquel.. except that his climate differs from that of Vieira da Silva. Before Raquel settled in Paris in 1928, he was in contact with Kelly. It is clearly visible to him. He is also a romantic artist and poet who knows how to include in his production charms that he does not realize. He favors suggestive murmurs, subtexts, and charming subtleties over emphatic affirmations and unmistakable definitions. He is less than totally committed to theories. But he is more inclined to depict the insides of life, and almost all of his works are small-sized aquarelles, and his ethereal, discreet colors have a charming delicacy. And that things and forms seem to be surrounded by tenderness, as if they were placed in a safe environment within which the cruelty and vulgarity of ordinary life cannot penetrate. If Raeckel does not neglect the drawing itself, there is nothing heavy or sharp in his drawing, because the softness of the bright coloring envelops it, shades it, and softens it.

    تعليق

    يعمل...
    X