اندرسن (هانس كريستيان)
Andersen (Hans Christian- ) - Andersen (Hans Christian- )
أندرسِن (هانس كريستيان ـ)
(1805 ـ 1875)
هانس كريستيان أندرسِن Hans Christian Andersen كاتب دنماركي ولد في أودِنس Odense في الدنمارك وتوفي في كوبنهاغن. نشأ في حي شعبي لأبوين فقيرين، كان أبوه حذّاء وكانت أمه تغسل الملابس بالأجرة، وقد واجه صعوبات كبيرة في التغلب على الفوارق الطبقية السائدة آنذاك.
ذهب أندرسِن إلى كوبنهاغن آملاً أن يصبح ممثلاً قديراً لكنه لم يوفق في ذلك. ولم تكن أيامه سعيدة في المدرسة إلا أنها مكنته من الالتحاق بجامعة كوبنهاغن عام 1828.
كان أندرسِن كثير الترحال وظل طوال حياته يهوى الأسفار، وكان لتجاربه كبير الأثر في حياته ومؤلفاته.
كتب أندرسِن عدة مسرحيات وروايات وقصائد وألف كتباً عن رحلاته وقصصاً عن سيرته الذاتية ونشر مقالات عن أسفاره بعيداً عن الوطن. من أهم أعماله المسرحية «الخلاسيّ» The Mulatto وهي مسرحية تظهر مفاسد العبودية ومساوئها، ومن أبرز رواياته «المرتجلون» The Improvisators.
كان أندرسِن كاتباً فذاً في القصص الخرافية والخيالية، ويشهد له بذلك تشارلز ديكنز الذي التقاه عام 1853. وقصصه هذه مشهورة في العالم إذ إنها ما تزال تترجم إلى لغات عالمية كثيرة. وقد نشرت عام 1835 أول مجموعة قصصية للأطفال كتبها أندرسِن لكنها لم تنل الشهرة إلا بعد ثماني سنوات على نشرها. تضم هذه المجموعة قصصاً منوعة منها «علبة القدْح» The Tinderbox و«أزهار ايدا الصغيرة» Little Ida's Flowers و«الأميرة وحبة البسلة (البازلاّء)» The Princess and the Pea. ومن قصصه أيضاً «حورية البحر الصغيرة» (1837) The Little Mermaid، و«البطة الصغيرة القبيحة» The Ugly Duckling و«الأحذية الحمراء» (1845) The Red Shoes. ومع أن هذه القصص كانت تستمد لحمتها وسداها من الأساطير الشعبية في معظم الأحيان؛ إلا أنها كانت واقعية النزعة وذات أبعاد أخلاقية، فالأوغاد والأنذال في قصصه ليسوا من الغيلان والسحرة الذين تتحدث عنهم الحكايات الشعبية بل نقاط الضعف في الطبيعة البشرية مثل الغرور والتكبر واللامبالاة المصحوبة بالأنانية. من قصصه أيضاً «الهزار» The Nightingale التي ترمز إلى إهمال العالم للأصالة ولقوة الفن. و«ثياب الامبراطور الجديد» The Emperor's New Clothes التي تحوي دعابة وتهكماً وتنطبق على كثير من البلدان.
تظهر بعض قصص أندرسِن الاعتقاد المتفائل بأن الخير سينتصر على الشر في نهاية الأمر كما في حكاية «ملكة الثلج» The Snow Queen، لكن بعضها الآخر تغلب عليه المسحة التشاؤمية، ولعل هذه المسحة التشاؤمية تعكس معاناة الكاتب وتجاربه الشخصية المرة.
لقد كان أندرسِن مبدعاً في طريقة قصّ حكاياه، فاستعمل تعابير اللغة المحكية وتراكيبها ومصطلحاتها، وقد امتزجت في هذه اللغة عناصر من الأسطورة الشعبية القديمة والتجارب الشخصية. هذا الأسلوب البسيط المبدع ما يزال يجذب القرّاء صغاراً وكباراً في جميع أنحاء العالم.
محمد رضوان