مصطفى رعدون
3 أغسطس 2020 ·
صور من قلب القلعة. ( 11 )
سيباط من أزقة القلعة
نكهة خاصة لبيوتها ، وأزقتها ، وأهلها الطيبين ،
وأبواب مفتوحة دلالة على الكرم ،،
وسقوف معقودة دلالة على الأصالة ،،
وقناطر وأدراج وأرضيات مرصوفة بالحجارة ،
وأزياء شعبية متميزة للنساء والرجال ، ولا تكاد تطل برأسك من أي باب دار نحو فسحة الدار الداخلية ، حتى تصيبك الدهشة ، من جمال وجلال المكان ، وكأنك في حديقة عامة ، فالورود والأزاهير وبعض الأشجار تملأ المكان ، وروائح العبق والياسمين تزكم الأنوف ،
يعتني أهلها بداخل بيوتهم أكثر مما تتصور ، على عكس مظهر البيت من الخارج ، ولا يوجد بيت بدون فسحة سماوية بمثابة حديقة المنزل ،
وقد ورث أهلها استخدام البيللون المعجون بالورد الجوري الميبس في إستحمامهم في عتبات بيوتهم ، عن أجدادهم من القرون السالفة ،
وأدراجهم الحجرية للغرف الأعلى والأساطيح مشغولة ببساطة وتزيد المكان جمالا على جمال ،
فأينما نظرت تجد قطعة من عمود أو تاج حجري ( جللاس ) على طرف الباب ، أو مجموعة في الداخل تشكل جلسة جماعية حجرية ،،
و سيباطها الجميل يحمل غرفة كبيرة فوق الزقاق تزيد المكان جمالا وبهاءا وسحرا ،
و ينمو نبات المصاص على الجدران الحجرية ويتدلى دون قصد ، وهي
آخر قلعة عربية مسكونة في بلاد الشام ، وفيها مفردات الحياة اللائقة لتستمر بذلك وبتآلف عجيب ، فتشكل متحفا طبيعيا حيا ، بأبنيتها وحجارتها ، وناسها وحيواناتها ، فتشكل بانوراما حياة حية جميلة تلفت إنتباه الزائرين والسائحين وكأنها قطعة من أماكن قصص ألف ليلة وليلة ،
وتتوقع أن شهرزاد ستطل برأسها عليك من أحد تلك الأبواب
بعد لحظات قليلة ،،،،مبتسمة في وجهك لتحكي لك قصة ليلة من قصصها
الألف ليلة وليلة ،،