صهيب بن سنان الرومي Suhayb ibn Sinan al-Romi

تقليص
X
 
  • تصفية - فلترة
  • الوقت
  • عرض
إلغاء تحديد الكل
مشاركات جديدة

  • صهيب بن سنان الرومي Suhayb ibn Sinan al-Romi

    صهيب بن سنان الرومي
    (32ق.هـ ـ 38هـ/592 ـ 659م)

    أبو يحيى صهيب بن سنان بن مالك ابن عبد عمرو بن عقيل بن عامر بن قاسط النمري الرومي، صحابي، وهو أحد السابقين إلى الإسلام، أمه سلمى بنت قعيد بن مهيض بن تميم.
    قيل له الرومي؛ لأن الروم سبوه صغيراً. كان أبوه ـ وقيل عمه ـ عاملاً من قبل كسرى على الأُّبُلَّة ـ وهي بلدة على شاطىء دجلة في زاوية الخليج الذي يدخل إلى البصرة ـ وكانت منازلهم على دجلة عند الموصل ـ وقيل على الفرات ـ فأغارت الروم على بلادهم فأسرته وهو صغير فأقام عندهم حينا،ً ثم اشترته كلب فحملوه إلى مكة فابتاعه عبدالله بن جدعان فأعتقه، ويقال بل هرب من الروم فقدم مكة فحالف ابن جدعان.
    أقام بمكة حيناً قبل الإسلام، وصحب النبيr قبل أن يُوحى إليه. فلما بُعث رسول اللهr آمن به، وهو من أوائل من اعتنق الإسلام، أسلم هو وعمار بن ياسر في يوم واحد بعد بضعة وثلاثين رجلاً والنبيr في دار الأرقم. قال رسول اللهr: «السبّاق أربعة أنا سابق العرب وصهيب سابق الروم وبلال سابق الحبشة وسليمان سابق الفرس».
    كان من أوائل من أظهر إسلامه، قال مجاهد: «أول من أظهر الإسلام سبعة: رسول اللهr وأبو بكر وبلال وخباب وصهيب وعمار وسمية أم عمار، فأما الرسولr فمنعه عمه وأما أبو بكرt فمنعه قومه وأُخذ الآخرون فأُلبسوا أدراع الحديد وعُذبوا تحت حر الشمس حتى بلغ الجهد منهم كل مبلغ».
    كان صهيبt من المستضعفين الذين يعذبون في الله عز وجل مع آخرين من المسلمين، منهم: بلال وعمار وخباب وعامر بن فهيرة، حتى لا يدري واحدهم ما يقول من شدة الألم، حتى نزل فيهم قول الله عز وجل:)ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ(.( النحل110).
    قال ابن مسعودt «مر الملأ من قريش على رسول اللهr وعنده خباب وصهيب وبلال وعمار، فقالوا: أرضيت بهؤلاء !؟ فنزل فيهم قول الله عز وجل:)وَأَنذِرْ بِهِ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْ يُحْشَرُوا إِلَى رَبِّهِمْ لَيْسَ لَهُمْ مِنْ دُونِهِ وَلِيٌّ وَلَا شَفِيعٌ لَعَلَّهُمْ يَتَّقُونَ. إلى قوله: وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِالظَّالِمِين(.(الأنعام الآيات51-58).
    لما هاجر رسول اللهr إلى المدينة كان صهيبt قد هم بالخروج معه إلا أن فتية من قريش منعوه، فجعل ليلته يقوم ولا يقعد، فقالوا: «قد شغله الله عنكم ببطنه» قال: «لم أكن شاكياًً» فلما ناموا خرج مهاجراً فلحقه نفر منهم ليصدوه عن الهجرة، فلما أحسّ بهم انتشل كنانته فوضعها بين يديه وقال: «والله لقد علمتم أني من أرماكم رجلاً، وأيم الله لاتصلون إليَّ حتى أقتل بكل سهم من هذه رجلاً منكم ثم أقاتلكم بسيفي حتى أُقتل، وإن كنتم تريدون المال فأنا أدلكم عليه، هو مدفون في مكان كذا وكذا، فانصرفوا عنه وأخذوا ماله، وحين قدم المدينة قال له رسول اللهr: «ربح البيع أبا يحيى» ـ قالها ثلاثاًـ فقال يارسول الله: «ما سبقني إليك أحد وما أخبرك إلا جبريل».
    ونزل فيه وبأبي ذرt قول الله عز وجل:)وَمِنْ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاةِ اللَّهِ وَاللَّهُ رَءُوفٌ بِالْعِبَادِ(.(البقرة207).
    لم يتخلف صهيبt عن مشهد شهده رسول اللهr أو غزوة غزاها أو سرية سيرها في سبيل الله، قالt: «لم يشهد رسول اللهrمشهداً قط إلا كنت حاضره، ولا غزا غزوة قط إلا كنت فيها عن يمينه أو عن شماله، ولم يبايع بيعة قط إلا كنت حاضرها، ولم يسير سرية قط إلا كنت حاضرها، وما خافوا أمامهم قط إلا كنت أمامهم ولا ماوراءهم إلا كنت وراءهم، وماجعلت رسول اللهr بيني وبين العدو قط حتى توفي رسول اللهr».
    رُوي أَنَّ أَبَا سُفْيَانَ أَتَى عَلَى سَلْمَانَ وَصُهَيْبٍ وَبلالٍ فِي نَفَرٍ من المسلمين، فَقَالُوا: وَاللَّهِ مَا أَخَذَتْ سُيُوفُ اللَّهِ مِنْ عُنُقِ عَدُوِّ اللَّهِ مَأْخَذَهَا، فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ: أَتَقُولُونَ هَذَا لِشَيْخِ قُرَيْشٍ وَسَيِّدِهِمْ، فَأَتَى النَّبِيَّr فَأَخْبَرَهُ فَقَالَ: «يَا أَبَا بَكْرٍ لَعَلَّكَ أَغْضَبْتَهُمْ لَئِنْ كُنْتَ أَغْضَبْتَهُمْ لَقَدْ أَغْضَبْتَ رَبَّك»َ فَأَتَاهُمْ أَبُو بَكْرٍ فَقَالَ: «يَاإِخْوَتَاهْ أَغْضَبْتُكُمْ؟» قَالُوا: لا، يَغْفِرُ اللَّهُ لَكَ يَاأَخِي».
    كان لسانه فيه عجمة شديدة. وكان مع فضله ودينه فيه دعابة وفكاهة، رُوي أن رسول اللهr رآه يأكل رطباً وهو أرمد إحدى العينين فقال: «أتأكل رطباً وأنت أرمد!؟» فقال: «إنما آكل من ناحية عيني الصحيحة» فضحك رسول اللهr حتى بدت نواجذه.
    وقال أسلم العدوي ـ مولى عمرtـ:«خرجت مع عمر حتى دخلت على صهيب بالعالية ـ حي في أطراف المدينة المنورة ـ فلما رآه صهيب، قال: يا ناس يا ناس فقال عمر: ماله يدعو الناس، قلت: إنما يدعو غلامه (يحنس)، فقال له: يا صهيب ما فيك شيء أعيبه إلا ثلاث خصال: أراك تنتسب عربياً ولسانك أعجمي، وتكنى باسم نبي، وتبذر مالك. قال: أما تبذيري مالي فما أنفقه إلا في الحق، وأما كنيتي فكنانيها النبيr، وأما انتمائي إلى العرب فإن الروم سبتني صغيراً فأخذت لسانهم.
    حض رسول اللهr المسلمين على حب صهيبt؛ فقالr: «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليحب صهيباً حب الوالدة لولدها». ومدحه أمير المؤمنين عمرt وكان له صاحباًً: «نعم الرجل صهيب لو لم يخف الله لم يعصه». أي أنه لو لم يكن فيه خوف الله لمنعته قوة دينه من معصية الله فكيف وهو خائف !؟.
    وعندما طُعن أمير المؤمنين عمرtأوصى أن يصلي عليه صهيب وأن يؤم الناس بالصلاة إلى أن يتفق أهل الشورى على إمام للمسلمين. اعتزل الفتنة في زمن عليt وتفرغ لشأنهt.
    عُرف صهيب بالكرم والسماحة، تزوج ريطة بنت أبي أمية بن عبد الله ابن عمر بن مخزوم المخزومية أخت أم سلمة زوج النبيr.
    روى عنه بنوه الثمانية وعبدالله بن عمر وجابر بن عبدالله وسعيد بن المسيب وغيرهم. له نحو من ثلاثين حديثاً روى له مسلم منها ثلاثة. توفي بالمدينة ودفن بالبقيع.
    نصار نصار
يعمل...
X